المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

التفسير بالمأثور يتصدرها تفسير القرآن بالقرآن فيما يحمل بعض آياته - منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير

[نبيل أحمد صقر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الباب الأول ابن عاشور ومصادره تفسيره

- ‌ابن عاشور: 1296 - 1393 هـ، 1879 - 1973 م:

- ‌الكتاب وبواعث تأليفه:

- ‌مصادر الكتاب:

- ‌أولا: كتب التفسير:

- ‌ثانيا: كتب الحديث النبوى:

- ‌ثالثا: مصادر الفقه:

- ‌رابعا: مصادر النحو:

- ‌أ- مدرسة البصرة:

- ‌ب- مدرسة الكوفة:

- ‌ج- مدرسة بغداد:

- ‌د- مدرسة الأندلس:

- ‌هـ- المدرسة المصرية:

- ‌خامسا: مصادر الشعر:

- ‌أ- أصحاب القصائد التسع المشهورات:

- ‌ب- من الشعراء الأوائل:

- ‌ج- ومن الطبقة الثالثة من فحول الجاهلية

- ‌د- ومن الطبقة الأولى من فحول الإسلام:

- ‌هـ- ومن الطبقة الرابعة من فحول الإسلام

- ‌سادسا: مصادر اللغة:

- ‌سابعا: مصادر البلاغة:

- ‌ثامنا: كتب الغزالى والتصوف:

- ‌أ- كتب الغزالى:" ت 505 ه

- ‌ب- كتب التصوف:

- ‌تاسعا: مصادر الفلسفة:

- ‌عاشرا: الكتب العامة

- ‌ كتب الأديان:

- ‌ كتب السيرة:

- ‌ كتب المذاهب:

- ‌ علوم القرآن:

- ‌ دوائر العارف:

- ‌الحادى عشر: كتب التراجم:

- ‌الثانى عشر: مصادر منوعة:

- ‌الباب الثانى منهج الطاهر بن عاشور فى التفسير بالرواية

- ‌أولا: خطته فى تفسير السور:

- ‌ذكر اسم السورة وسبب هذه التسمية:

- ‌ترتيب النزول:

- ‌ أسباب النزول:

- ‌وفى سبب نزول سورة الكهف:

- ‌عدد آيها:

- ‌قال عن عدد آيات سورة الطور:

- ‌وعن سورة الحديد:

- ‌سورة المجادلة:

- ‌مكيها ومدنيها:

- ‌قال عن سورة الشورى:

- ‌وعن سورة محمد:

- ‌أغراض السورة:

- ‌قال عن سورة الحجر:

- ‌وعن سورة الإسراء:

- ‌ثانيا: منهجه فى التفسير:

- ‌1 - تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - التفسير بالحديث النبوى:

- ‌أ- موقفه من السند:

- ‌ب- موقفه من المتن:

- ‌3 - التفسير بأقوال الصحابة:

- ‌ذكر ابن عاشور:

- ‌4 - التفسير بأقوال التابعين:

- ‌5 - التفسير بأسباب النزول:

- ‌6 - التفسير بالقصص:

- ‌7 - التفسير بالناسخ والمنسوخ:

- ‌8 - التفسير بالقراءات:

- ‌9 - التفسير بأقوال من التوراة والإنجيل:

- ‌الباب الثالث منهج الطاهر بن عاشور فى التفسير بالدراية

- ‌تمهيد:

- ‌التفسير بالرأى عند ابن عاشور:

- ‌وذكر فى الإجابة عن ذلك:

- ‌أولا: الشعر

- ‌ثانيا: اللغة:

- ‌أ- الألفاظ:

- ‌ المصدر

- ‌الاشتقاق:

- ‌أ- اسم الفاعل

- ‌ب- اسم المفعول

- ‌صيغ المبالغة:

- ‌التصريف

- ‌الإعراب:

- ‌نخلص من ذلك إلى أن الإعراب كان عند ابن عاشور على الوجه التالى:

- ‌ثالثا: الاستعانة بعلوم البلاغة:

- ‌رابعا: الاستعانة بأقوال فقهاء الأمصار فى تفسير آيات الأحكام:

- ‌ليهن لكم أن قد نفيتم بيوتنا

- ‌به ذئب يعوى كالخليج المعبل

- ‌خامسا: الاستعانة بأقوال الفلاسفة وعلماء الهيئة:

- ‌ضروب الناس عشاق ضروبا

- ‌الباب الرابع موقف الطاهر بن عاشور من المذاهب الاعتقادية

- ‌تقديم:

- ‌أولا: التصوف:

- ‌البسملة»

- ‌الحروف المقطعة:

- ‌الحروف المقطعة عند ابن عاشور:

- ‌ثانيا: الاعتزال:

- ‌1 - التوحيد:

- ‌2 - العدل:

- ‌3 - الوعد والوعيد:

- ‌4 - المنزلة بين المنزلتين:

- ‌5 - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:

- ‌ثالثا: الجبرية:

- ‌رابعا: الشيعة:

- ‌خامسا: الخوارج:

- ‌سادسا: البهائية:

- ‌الخاتمة

- ‌1 - تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - التفسير بالحديث النبوى:

- ‌3 - التفسير بأقوال الصحابة:

- ‌4 - التفسير بأقوال التابعين:

- ‌5 - التفسير بأسباب النزول:

- ‌6 - التفسير بالقصص:

- ‌7 - التفسير بالناسخ والمنسوخ:

- ‌8 - التفسير بالقراءات:

- ‌9 - التفسير بأقوال من التوراة والإنجيل:

- ‌التفسير بالدراية:

- ‌ومقومات التفسير بالدراية كانت عند ابن عاشور على النحو التالى:

- ‌أولا: الشعر:

- ‌ثانيا: اللغة:

- ‌أ- التفسير اللفظى:

- ‌ب- الاعراب:

- ‌رابعا: إعجاز القرآن:

- ‌خامسا: آيات الأحكام:

- ‌سادسا: أقوال الفلاسفة وعلماء الهيئة:

- ‌1 - أقوال الفلاسفة:

- ‌2 - أقوال علماء الهيئة:

- ‌المذاهب الاعتقادية:

- ‌التصوف

- ‌الاعتزال

- ‌الجبرية:

- ‌الشيعة الإمامية:

- ‌الخوارج:

- ‌البهائية:

- ‌جريدة أهم المراجع على حروف المعجم

- ‌كتب أخرى للمؤلف

الفصل: التفسير بالمأثور يتصدرها تفسير القرآن بالقرآن فيما يحمل بعض آياته

التفسير بالمأثور يتصدرها تفسير القرآن بالقرآن فيما يحمل بعض آياته على بعض، ثم بما صحّ من أحاديث وآثار، ثم راح بعد ذلك يكشف بعض أبعاد الآية وإيحاءات ألفاظها مستغلا خصائص العربية وإمكاناتها فى هذا الكشف من حيث تركيب المفردات وصياغة الجمل والفوارق الإعرابية، وما يمثل العرب فى سننهم وكلامهم.

ولا يتوقف (التفسير بالرأى) عند ابن عشور عند هذا الحد، بل يتعداه إلى الاستعانة بأقوال أئمة المذاهب الفقهية وأصحابهم، وأقوال الفلاسفة وأصحاب الدراسات البيانية، وآراء أصحاب العلوم الحديثة فى بيان معنى الآية، أو ما يمكن أن يكون معناها.

ومقومات التفسير بالرأى عند ابن عاشور:

‌أولا: الشعر

.

ثانيا: اللغة:

أ- الألفاظ

ب- الأعراب

ثالثا: الاستعانة بعلوم البلاغة

رابعا: الاستعانة بأقوال فقهاء الأمصار فى تفسير آيات الأحكام

خامسا: الاستعانة بأقوال الفلاسفة وعلماء الهيئة

أولا: الشعر:

احتل الشعر مكانة بارزة فى التحرير والتنوير، وقد مرّ بنا فى الباب الأول من هذه الدراسة بعض أسماء الشعراء الذين ذكرهم ابن عاشور فى تفسيره، والواقع أن الشعراء الذين احتج ابن عاشور بأشعارهم كانوا من الكثرة التى يصعب حصرها، ووجدنا- على سبيل المثال- فى المجلد الأول" 848 ص"

ص: 146

أكثر من مائة وأربعين شاعرا بعد استبعاد الأسماء المكررة، فآثرنا أن نذكر بعضهم فى الباب الأول بعد مراعاة عصورهم، ثم نأتى ببعض الأمثلة فيما تناوله ابن عاشور فى تفسيره كله آخذين بعين الاعتبار عصور الشعر المختلفة.

ولا بدّ أن نقرر- فى صدد هذا الباب- أن استخدام ابن عاشور للتفسير بالرواية بكل مقوماته لم ينفصل عن التفسير بالدراية بكل لوازمه، وما جاء من أمثلة سابقة أو لا حقة كان من قبيل تصنيف مقومات التفسير فى" التحرير والتنوير".

ومن وجوه الاختلاف التى وقعت فى الاحتجاج بالشعر ما جاء فى الإتقان:

«قال أبو بكر بن الأنبارى: قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا الاحتجاج على غريب القرآن، ومشكله بالشعر، وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك، قالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن، قالوا:

وكيف يجوز أن يحتج بالشعر على القرآن، وهو مذموم فى القرآن والحديث، قال: ليس الأمر كما زعموه من أنّا جعلنا الشعر أصلا للقرآن، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالى قال: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا (1)، وقال: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (2)، وقال ابن عباس: الشعر ديوان العرب، فإذا أخفى علينا الحرف من القرآن الذى أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه» (3).

(1) سورة الزخرف: الآية 3.

(2)

سورة الشعراء: الآية 195.

(3)

الإتقان، ج 1، ص 157.-

ص: 147

وقد ذهب ابن عاشور فى تفسيره يحتج بالشعر فى تبيين الحرف الغريب فى القرآن وبعض الاستعمالات اللغوية عند العرب ومما احتج به من شعر الحارث بن حلزة (1)، والنابغة (2)، وغاوى بن ظالم أو عباس بن مرداس (3) فى لفظ" رب" من قوله تعالى: رَبِّ الْعالَمِينَ (سورة الفاتحة: الآية 1).

قال ابن عاشور:

«والعرب لم تكن تخص لفظ الرب به تعالى لا مطلقا ولا مقيدا، قال الحارث بن حلزة:

وهو الرب والشهيد على يو

م الحيارين والبلاء بلاء

يعنى عمرو بن هند، وقال النابغة فى النعمان بن الحارث:

تخبّ إلى النعمان حتى تناله

فدى لك من رب طريقى وتالدى

وقال فى النعمان بن المنذر حين مرض:

وربّ عليه الله أحسن صنعه

وكان له على البرية ناصرا

وقال صاحب الكشاف ومن تابعه: إنه لم يطلق على غيره تعالى إلا مقيدا، ولم يأتوا على ذلك بسند، وقد رأيت أن الاستعمال بخلافه، أما إطلاقه على كل آلهتهم فلا مرية فيه كما قال غاوى بن ظالم، أو عباس بن مرداس:

- وذكر السيوطى: «أخرج أبو بكر بن الأنبارى فى كتاب الوقف من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتم عن شىء من غريب القرآن فالتمسوه فى الشعر، فإن الشعر ديوان العرب» .

المزهر فى علوم اللغة وأنواعها، ج 2، ص 302، شرحه وضبطه، محمد أحمد جاد المولى، على محمد البجاوى، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابى الحلبى، القاهرة.

وانظر عائشة عبد الرحمن، الإعجاز البيانى للقرآن ومسائل ابن الأزرق، ج 2، دار المعارف، مصر، ط 2، 1987 م.

(1)

من أصحاب القصائد التسع المشهورات.

(2)

من أصحاب القصائد التسع المشهورات.

(3)

من الشعراء الأوائل.

ص: 148

أربّ يبول الثعلبان برأسه

لقد هان من بالت عليه الثعالب

وسموا العزى الرّبة، وجمعه أرباب أدلّ دليل على إطلاقه على متعدد، فكيف تصح دعوى تخصيص إطلاقه عندهم بالله تعالى، وأما إطلاقه مضافا أو متعلقا بخاص فظاهر وروده بكثرة نحو: رب الدار، رب الفرس، ورب بنى فلان» (1).

وهو فى هذا المثال لم يتبع صاحب الكشاف، أو غيره من المفسرين (2)، وأهل اللغة فى إطلاق" الرب" على غير الله تعالى إلا مقيدا، نحو رب الدار، ورب الفرس

، وذكر ابن عاشور إنهم لم يأتوا على ذلك بسند، وهو فيما ساقه من شواهد شعرية قد ذهب إلى أن العرب قد أطلقوا" الرب" مجردا من الإضافة إلى الأشخاص، أو بعض آلهتهم قبل الإسلام، وجمعه على أرباب أدلّ دليل على ذلك.

ومن شعر عبيد بن الأبرص (3).

وفى دلالة" قد" الداخلة على الفعل المضارع، ذكر فى قوله تعالى:

قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (سورة البقرة: الآية 144).

(1) التحرير والتنوير، ج 1، ص 167.

(2)

انظر تفسير القرطبى، ج 1، ص 137، وتفسير الطبرى، ج 1، ص 46.

وتفسير ابن كثير، ج 1، ص 43، ط 5، دار الأندلس، بيروت.

وتفسير البيضاوى، ج 1، ص 9، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 هـ- 1988 م.

(3)

شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة، طبقة ثانية من المعلقات، انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة، ص 84، والأغانى 19: 84، وخزانة البغدادى، ص 323

ص: 149

«وجيء بالمضارع مع" قد" للدلالة على التجدد، والمقصود تحدد لازمه ليكون تأكيدا لذلك اللازم وهو الوعد، فمن أجل ذلك غلب على" قد" الداخلة على المضارع أن تكون للتكثير مثل ربما يفعل، كما قال عبيد بن الأبرص.

قد أترك القرن مصفرا أنامله

كأنّ أثوابه مجت بفرصاد» (1)

من شعر زهير (2)، ومالك بن الريب (3).

فى التعبير عن المستقبل بأحداث لم تقع بعد، لغرض استحضار السامع لها على هيئة مخصوصة، ذكر ابن عاشور فى قوله تعالى:

أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (سورة البقرة: الآية 175).

«وقوله فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ تعجيب من شدة صبرهم على عذاب النار، ولما كان شأن التعجيب أن يكون ناشئا عن مشاهدة صبرهم على العذاب، وهذا الصبر غير حاصل فى وقت نزول هاته الآية بنى التعجيب على تنزيل غير الواقع منزلة الواقع لشدة استحضار السامع إياه بما وصف به من الصفات الماضية، وهذا من طرق جعل المحقق الحصول فى المستقبل بمنزلة الحاصل، ومنه التعبير عن المستقبل بلفظ الماضى وتنزيل المتخيل منزلة المشاهد كقول زهير:

(1) التحرير والتنوير، ج 2، ص 27.

(2)

من أصحاب القصائد التسع المشهورات.

(3)

هو مالك بن الريب بن حوط بن حوط، كان ظريفا أديبا فاتكا، وهرب من الحجاج لأنه هجاه، وخرج إلى خراسان، ففرّ مع سعيد بن العاص، مات بها، انظر معجم الشعراء للمرزبانى، ص 265، تحقيق عبد الستار أحمد فراج.

ص: 150

تبصر خليلى هل ترى من ظعائن

تحملنى بالعلياء من فوق جرثم

بعد أن ذكر إنه وقف بالدار بعد عشرين حجة، وقول مالك بن الريب.

دعانى الهوى من أهل ودى وحيرتى

بذى الطيسين فالتفت ورائيا

وقريب منه قوله تعالى: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (1) على جعل" لَتَرَوُنَّ" جواب" لو"(2)، ومن شعر" الأحوص"(3).

وفى كون فعل" الخوف" بتعدى لمفعول واحد ومفعولين، ذكر فى تفسير قوله تعالى:

لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (سورة الأعراف: الآية 59).

«وفعل الخوف يتعدى نفسه إلى الشيء المخوّف منه، ويتعدى إلى مفعول ثان بحرف" على" إذا كان الخوف من خبر يلحق غير الخائف، كما قال الأحوص:

فإذا تزول تزول على متخرط

نخشى بوادره على الأقران» (4)

ومن شعر" كعب بن زهير"(5).

(1) سورة التكاثر: الآية 5، 6.

(2)

التحرير والتنوير، ج 2، ص 125.

(3)

من الطبقة السادسة من فحول الجاهلية.

(4)

التحرير والتنوير ج 8، ص 190.

(5)

من الطبقة الثانية من فحول الجاهلية.

ص: 151

ذكر ابن عاشور فى معنى" قاصِراتُ الطَّرْفِ" وما شاع من هذا الوصف، فى قوله تعالى:

فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (سورة الرحمن:

الآية 56).

«وقاصرات الطرف: صفة لموصوف محذوف تقديره نساء، وشاع المدح بهذا الوصف فى الكلام حتى نزل منزلة الاسم، ف" قاصِراتُ الطَّرْفِ" نساء فى نظرهن مثل القصور، والغض خلقة فيهن، وهذا نظير ما يقول الشعراء من المولدين مراض العيون، أى: مثل المراض خلقة، والقصور مثل الغض من صفات عيون المها والظباء، قال كعب بن زهير:

وما سعاد غداة البين إذا رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول» (1)

وقد أكثر ابن عاشور فى تفسيره كله من ذكر الشواهد الشعرية فى العصر الجاهلى، ومن الشعراء الذين أتى بأبياتهم:

المتلمس، وحاتم بن عبد الطائى، وأبو الطمحان القينى، وحميد بن ثور، وعمرو بن معد يكرب، وسحيم بن وثيل، وعنترة العبسى، وأوس بن حجر، ولبيد بن ربيعة العامرى، وامرؤ القيس، وذو الإصبع العدوانى، والوليد بن المغيرة، وعروة بن أذنية، وعلقمة بن عبدة الملقب بالفحل، والمعلوط القويعى، وعمرو بن البراقة النهمى، وقيس بن الحطيم، وبشامة بن حزن، والحرث بن كلدى، والخطيل بن أوس، وغيرهم كثيرون.

ومن شعراء العصر الأموى الفرزدق (2) وجرير (3).

(1) التحرير والتنوير، ج 27، ص 269.

(2)

من الطبقة الأولى من فحول الإسلام.

(3)

من الطبقة الأولى من فحول الإسلام.

ص: 152

ذكر فى تعدية الفعل نبأ وأنبأ من قوله تعالى:

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (سورة التحريم: الآية 3).

«واعلم أن نبأ وأنبأ مترادفان وهما بمعنى أخبر وأن حقهما التعدية على مفعول واحد لأجل ما فيهما من همزة التعدية أو التضعيف، وإن كان لم يسمع فعل مجرد لهما، وهو مما أميت فى كلامهم استغناء بفعل علم، والأكثر أن يتعديا إلى ما زاد على المفعول بحرف جر نحو: نبأت به، وقد يحذف حرف الجر فيعديان إلى مفعولين، كقوله هنا: «من أنبأن هذا» أى بهذا، وقول الفرزدق:

نبئت عبد الله بالجو أصبحت

كراما مواليها لئاما ما صميها

حمله سيبويه على حذف الحرف، وقد يضمنان معنى: اعلم، فيعديان إلى ثلاثة مفاعيل كقول النابغة:

نبئت زرعة والسفاهة كاسمها

يهدى إلى غرائب الأشعار» (1)

وفى قوله تعالى:

إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً* لِلطَّاغِينَ مَآباً* لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (سورة النبأ، الآية 21، 22، 23).

ذكر ابن عاشور: «ودخول حرف" إن" فى خبر" إن" يفيد تأكيدا على التأكيد الذى أفاده حرف التأكيد الداخل على قوله يَوْمَ الْفَصْلِ» (2)، على حد قول جرير:

(1) التحرير والتنوير، ج 28، ص 355.

(2)

سورة النبأ: الآية 17، إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً

ص: 153

إن الخليفة إن الله سربله

سربال ملك به ترجى الخواتيم

ومنه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (1)، وتكون الجملة من تمام ما خوطبوا بقوله: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (2).

وفى معنى" الوسوسة" احتج ببيت رؤبة بن العجاج الراجز (3) فى قوله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما (سورة الأعراف: الآية 20).

ذكر ابن عاشور:

«كانت وسوسة الشيطان بقرب نهى آدم عن الأكل من الشجرة، فعبّر عن القرب بحرف التعقيب إشارة إلى أنه قرب قريب لأن التعقيب كل شىء بحسبه.

والوسوسة الكلام الخفى الذى لا يسمعه إلا المدانى للمتكلم، قال رؤية يصف صائدا:

وسوس يدعو جاهدا رب الفلق

سرا وقد أون تأوين العقق» (4)

وهكذا كان الشعر عند ابن عاشور من الوسائل التى تكشف عن معنى كلمة، أو توضيح دلالة، أو بيان أثر الحروف الزائدة على الفعل المجرد، أو التنبيه عن الاستعمالات اللغوية المختلفة لبعض الصيغ التى اشتهرت فى العربية.

(1) سورة الحج: الآية 17.

(2)

سورة النبأ: الآية 18.

وانظر التحرير والتنوير، ج 30، ص 34.

(3)

من الطبقة التاسعة من فحول الإسلام.

(4)

التحرير والتنوير، ج 8، ص 56 القسم الثانى.

ص: 154

وهو فى كل ذلك ينسب البيت إلى صاحبه، وقد يذكر المناسبة التى قيلت فيه، زيادة فى البيان، وربما ذكر أكثر من شاهد على ما يذهب إليه سعيا إلى توكيد عموم الاستخدام واطراده، لا حالة قائمة بذاتها.

وشواهده- كما رأينا- تمثل عصور الاحتجاج" الجاهلى وصدر الإسلام والأموى" والتى عليها علماء اللغة وفنونها المختلفة من حيث الاحتجاج بها ما دامت خالصة من الشوائب والاختلاط، وبقى لها صفاؤها الذى نقلته الأجيال، حريصة عليه، حارسة له.

وابن عاشور فيما نقله من شواهد نجده لم يحتج بأبيات مجهولة، كما أنه لم يحتج ببيت أو أكثر على روايات مختلفة تطرق إليها الاحتمال، أو تلجأ إليها الضرورة الشعرية، كما أن استخدامه لهذه الشواهد آزره الاحتجاج بنصوص قرآنية، وأمثال عرفها التراث العربى الجاهلى من الكلام الفصيح.

ومن شعراء ما بعد عصور الاحتجاج الذين جاء ابن عاشور بذكرهم:

المتنبى، وأبو العلاء المعرى، وابن العميد، والحسن بن طباطبا، وابن الرومى، وأبو فراس الحمدانى، وأبو تمام

وغيرهم.

ومن خلال الأمثلة التالية يمكن التعرف على المواطن التى استعان ابن عاشور فيها بشعر هؤلاء، أو بغيرهم ممن جاءوا بعد عصور الاحتجاج:

ذكر فى معنى" العبادة" وسرها وتأثيرها عند تفسير قوله تعالى:

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (سورة الفاتحة: الآية 5).

«لا شك أن داعى العبادة التعظيم والإجلال، وهو إما عن محبة أو عن خوف، وأهمه ما كان عن محبة لأنه يرضى نفس فاعله، قال:

أهابك إجلالا وما بك قدرة

علىّ ولكن ملء عين حبيبها

ص: 155

هى تستلزم الخوف من غضب المحبوب، قال محمود الوراق، أو منصور الفقيه:

تعصى الإله وأنت تظهر حبه

هذا لعمرى فى القياس بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته

إن المحب لمن يحب مطيع

ولذلك قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (1)، فذلك يشعر بأن اتباع الشريعة يوجب محبة الله وأن المحب يود أن يحبه حبيبه كما قال المتنبى:

أنت الحبيب ولكنى أعوذ به

من أن تكون محبا غير محبوب

وإلى هذا النوع ترجع عبادة أكثر الأمم، ومنها العبادة المشروعة فى جميع الشرائع لأنها مبنية على حب الله تعالى، وكذلك عبادة المشركين أصنامهم، قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (2).

ومن الأمم من عبدت عن خوف دون محبة، وإنما هو لاتقاء شر كما عبدت بعض الأمم الشياطين، وعبدت المانوية من المجوس المعبود" أهرمن" وهو عندهم رب الشر والضر، ويرمزون إليه بعنصر الظلمة وأنه تولد من خاطر سوء خطر للرب" يزدان" إله الخير، قال المعرى:

فكّر يزدان على غيره

فصيغ من تفكيره أهرمن» (3)

(1) سورة آل عمران: الآية 31.

(2)

سورة البقرة: الآية 165.

(3)

التحرير والتنوير، ج 1، ص 182، 183.

ص: 156

وعند تفسيره لقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (سورة البقرة: الآية 18).

ذكر: «قال صاحب الكشاف: فإن قلت هل يسمى ما فى الآية استعارة؟ قلت: مختلف فيه، والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون» أ. هـ أى لأن الاستعارة تعتمد على لفظ المستعار منه، أو المستعار له فى جملة الاستعارة، فمتى ذكرا معا فهو تشبيه، ولا يضر ذكر لفظ المستعار له فى غير جملة الاستعارة لظهور أنه لولا العلم بالمستعار له فى الكلام لما ظهرت الاستعارة، ولذلك اتفقوا على أن قول ابن العميد:

قامت تظللنى من الشمس

نفس أعز علىّ من نفسى

قامت تظللنى ومن عجب

شمس تظللنى من الشمس

إن قوله" شمس" استعارة، ولم يمنعهم من ذلك ذكر المستعار له قبل قوله" نفس أعز" وضميرها فى قوله" قامت تظللنى"، وكذا إذا كان لفظ المستعار غير مقصود ابتناء التشبيه عليه لم يكن مانعا من الاستعارة كقول أبى الحسن بن طباطبا:

لا تعجبوا من يلى غلالته

قد ذرّ أزراره على القمر

فإن الضمير لم يذكر ليبنى عليه التشبيه، بل جاء التشبيه عقبه» (1).

وعن شروط التأويل الصحيح ذكر فى تفسيره لقوله تعالى:

وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة البقرة: 42)

(1) التحرير والتنوير، ج 1، ص 314.

ص: 157

«إن التأويل لا يصح إلا إذا دلّ عليه دليل قوى، أما إذ وقع التأويل لما يظن أنه دليل فهو تأويل باطل، فإن وقع بلا دليل أصلا فهو لعب لا تأويل، ولهذا نهى الفقهاء عن اقتباس القرآن فى غير المعنى الذى جاء له كما قال ابن الرومى:

لئن أخطأت فى مدحي

ك ما أخطأت فى منعى

لقد أنزلت حاجاتى

بواد غير ذى زرع» (1)

وفى معنى" الطَّرْفِ" ذكر عند تفسيره لقوله تعالى:

وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ* لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (سورة آل عمران: 126 إلى 128).

«والطرف- بالتحريك- يجوز أن يكون بمعنى الناحية، ويخص بالناحية التى هى منتهى المكان، قال أبو تمام:

كانت هى الوسط المحمى فاتصلت

بها الحوادث حتى أصبحت طرفا

فيكون استعارة لطائفة من المشركين كقوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (2).

ويجوز أن يكون المعنى الجزء المتطرف من الجسد كاليدين والرجلين

(1) التحرير والتنوير، ج 1، ص 472.

(2)

سورة الرعد: الآية 41.

ص: 158

والرأس فيكون مستعارا هنا لإشراف المشركين، أى ليقطع من جسم المشرك أهم أعضائه، أى ليستأصل صناديد الذين كفروا، وتنكير (طرفا) للتفخيم (1).

وكل ذلك معان جديدة لم تأت فى شعر عصور الاحتجاج، وإنما عرفها الشعر بعد ذلك، حيث نضجت علوم البلاغة وألوان التعبير وموضوعاته المختلفة، فلم يكن للمحبوب هيبة الإجلال فى العصر الجاهلى أو ما تلاه من عصور الاحتجاج، كما لم يكن هناك محبة الخالق التى توجب اتباع شريعته، أو تصوير لأحوال بعض الأمم التى عبدت آلهتها عن خوف دون محبة مثلما ورد فى تفسير قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.

وفى المثال الثانى عند تفسير قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ وما فيه من تشبيه بليغ كما أجمع عليه أصحاب البلاغة، حيث استعان ابن عاشور ببيتى ابن العميد فى توضيح ما ذهب إليه هؤلاء، فمتى ذكر المستعار منه، أو المستعار له فى جملة الاستعارة فهو تشبيه، وإذا كان المستعار غير مذكور ابتنى التشبيه عليه، ولم يكن ذلك مانعا من الاستعارة كما جاء فى بيت أبى الحسن بن طباطبا وذلك من فنون البديع التى نضجت فى عصر ابن المعتز (2) وقدامة بن جعفر (3)، وأبى الهلال العسكرى (4).

(1) التحرير والتنوير، ج 4، ص 78.

(2)

انظر عبد الله بن المعتز، البديع، ص 1 وما بعدها، تحقيق وتعليق كرانشوفسكى، ط 4، مكتبة المثنى، بغداد، 1967 م.

(3)

انظر أبو الفرج قدامة بن جعفر، نقد الشعر، ص 58، تحقيق جمال مصطفى، مكتبة الخانجى، القاهرة، ط 3.

(4)

انظر أبو الهلال العسكرى، كتاب" الصناعتين" ص 266، تحقيق محمد على البجاوى، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت- لبنان، 1406 هـ- 1986 م.

ص: 159

وفى المثال الثالث ذكر ابن عاشور فى تفسير قوله تعالى: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ

الآية، شروط التأويل الصحيح، فقوله تعالى ينهى عن خلط الحق بالباطل، لذا نهى الفقهاء عن الاقتباس من القرآن فى غير المعنى الذى جاء له، ومثل ابن عاشور هذا الحال ببيتى ابن الرومى، فإذا كان مديح لصاحبه خطأ، فلم يكن هناك خطأ فى منعه، وحاله فى ذلك شبيه يحسن حط رحاله فى واد قفر لا زرع ولا حياة فيه مثله كمن يؤوّل القرآن فى غير معناه.

وفى المثال الرابع فى تفسير معنى" الطَّرْفِ"، فى قوله تعالى: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا فهو بمعنى الناحية الذى هو منتهى المكان، كما يقول:

طرف المدينة، وهو هنا مستعار لطائفة من المشركين، ويجوز أن يكون لأشرافهم، وبيت أبى تمام المذكور معناه: إن المكان المحمى كان فى الوسط، وتتابع الأصداف عليه حصلته بعيدا، كذا استئصال هؤلاء الذين يمثلون اليدين والرجلين والرأس من جسد الشرك.

نخلص من ذلك إلى أن توظيف الشعر عند ابن عاشور كان على النحو التالى:

- كان شعر عصور الاحتجاج كاشفا عن معنى المفردات القرآنية، أو كيفية الاستعمالات اللغوية وأحوالها المختلفة كما عرفها الكلام العربى الفصيح (1).

(1) ذكر الدكتور رمضان عبد التواب عن الشعر الجاهلى:

«كان أساسا لاعتماد اللغويين- فى غالب الأحيان- لاستنباط قواعد الكلام العربى ودلالات ألفاظه، وتصنيف صيغه وأوزن مفرداته» . فصول فى فقه اللغة، ص 8، ط 3، مكتبة الخانجى، القاهرة 1408 هـ- 1997 م.

ص: 160