الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فردس. وقد ذكرت كلمة فردوس فى الشعر العربى القديم للدلالة على واد خصيب كما وردت بهذا المعنى مرتين فى القرآن الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} الكهف آية 107 {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} المؤمنون آية 11 ويعرف الفردوس فى المعاجم على أنه حديقة فيها أعناب ونخيل. ويظن الطبرى أنها كلمة روحية تعنى حديقة وارفة الظلال، وفيما عدا ذلك، يقولون أنها أفخم وأروع وأوسع وأرفع جزء فى الجنة وهى مقام الذين كانوا -فى حياتهم- يعملون الصالحات ويتجنبوت السيئات ويخبر محمد [صلى الله عليه وسلم] أنها أعلى درجة فى الجنة، وأنه يخرج منها أنهار الجنة الأربعة. . . الخ. ولمزيد من التفاصيل عن هذه الأنهار انظر مختصر الشعرانى لتذكرة القرطبى (القاهرة طبعة 1324)، صفحة 83، وعن الفردوس بصفة عامة السيد مرتضى يقول فى تعليقه على الاحياء Ihya إن الفردوس هو الدرجة الثانية فى الجنة تحت عرش اللَّه، وإن فوقه جنة عدن. وهناك آخرون يقولون أن (علَّيون) هى أرفع الدرجات.
المصادر:
وردت فى متن المادة
حسين أحمد عيسى [د. ب. ماكدونالد D. B. Macdonald]
الفردوسى
أبو القاسم شاعر فارسى، مختلف فى اسمه (منصور أو أحمد أو حسن)، ولد على الأرجح عام 320 هـ (932 م) فى طابران (Tabaran)، أحد أحياء مدينة طوس فى (خراسان)، وقد ترك له والده ضيعة صغيرة عاش على ريعها عيشة متواضعة. وتلقى تعليمه على يد الأسدى الذى كان يعيش فى نفس المدينة وقد أعطاه دهقان (مالك أرض) من أصدقائه كتاب الملوك لينظمه شعرا، فكان هذا سببا فى نظمه للشاهنامة (كتاب الملوك)، وهو ملحمة فى 6000 بيت، ضمنها الجزء الذى نظمه الدقيقى. وقد استغرق تأليف هذا العمل العملاق خمسة وثلاثين عاما وتم فى 25 فبراير عام 1010 م (400 هـ) وقد بلغ عمر الفردوسى حوالى الثمانين من العمر.
عند إتمام هذا العمل وأهدى هذا الشعر للسلطان محمود الغزنوى الذى فتح خراسان عام 389 هـ (999 م)، وقدمه إليه وزيره حسن بن أحمد وكافأه السلطان بعشرين ألف درهم ولكن الشاعر الذى كان ينتظر مكافأة أكبر من ذلك بكثير، أعطى نصف هذا المبلغ لخادم فى حمام والنصف الآخر لبائع فقاع (نوع من الجعة). وعندما هدد السلطان بأن يسحقه تحت أقدام الفيلة هجاه هجاء مريرا ولجأ إلى الاسباهباذ شهريار بن شاروين the Ispahbadh Shahriyar b. sharwin، حاكم طبرستان بعد أن ظل مختبئا ستة شهور فى هرات واشترى هذا الأمير الهجاء بمبلغ مائة ألف درهم، بمعدل 1000 درهم لكل بيت، وأعدمه ومع ذلك عاش هذا النص وعادة ما يطبع مع الشاهنامة. وبعد أن كتب قصيدة يوسف وزليخا Bayid Baha al-Dawla أو ابنه سلطان الدولة، عاد إلى مسقط رأسه حيث توفى ودفن فى أرض له بالقرب من طوس، وذلك لأنه كان ينظر إليه على أنه مُهَرطق، فرفض المسلمون أن يدفن فى مدافنهم. ويقال أنه عندما مرت جنازته ببوابة رزان Razan (اسم قرية مجاورة) جاءت قافلة معها مبلغ 60000 دينار الذى كان الشاعر يأمل فيها وعندما رفضت ابنته استلام المبلغ، خصصه السلطان لأعمال الخير، (رباط الشاه The ribat of xaha) ويؤرخ دولت شاه لوفاته عام 411 هـ (1020 - 1021 م).
ولقد كان للفردوسى الإحساس الملحمى إلى درجة كبيرة، ففى وصفه للمعارك نرى حركة وعنفا غير عاديين، فقد كان يشعر بنبض قلب أمته. وفى قصيدته يوسف وزليخا أراد أن يظهر للمسلمين الذين كانوا يشكون فى نواياه أن بلاد فارس القديمة لم تكن حبه الوحيد، ولم تكن هذه القصيدة بأى مقياس أقل من سابقتها بالرغم من أنه ألفها فى سن متقدمة.
وقد طبعت الشاهنامة عدة طبعات منها الناقصة ومنها الكاملة، كما ترجم إلى عدة لغات منها العربية والتركية وبعض اللغات الأوربية.