الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا مع حقيقة أن بعض شيوخه قد وافتهم المنية فى أوائل سنة 240 هـ تقريبًا. وكان الفاكهى على صلة بعلماء مكة المكرمة المرموقين. وقد أتم تأليف تاريخه فيما بين سنة 272 و 275 هـ (885 م - 889 م) وقد ذكر هو نفسه التاريخ الأول (272 هـ)، أما التاريخ الآخر (275 هـ) فقد شهد وفاة عبد العزيز بن عبد اللَّه الهاشمى الذى يشار إليه فى كتاب الفاكهى على أنه لا يزال حيا (وستنفيلد، جـ 2، ص 12؛ وتاريخ بغداد، جـ 10، ص 451 وما بعدها؛ أو إذا كانت الفقرات المستشهد بها تشير إلى رجال شتى فى سنة 279 هـ = 892 م على أبعد تقدير). وخلف الفاكهى ابنًا هو أبو محمد عبد اللَّه الذى ورد ذكره بإيجاز فى كتاب العقد للفاسى ويشار إلى مؤلف الفاكهى باسم "أخبار مكة" أو (فى مخطوطة ليدن) باسم "تاريخ مكة"، ولكن الفهرست ص 159 يسميه "كتاب مكة وأخبارها فى الجاهلية والإسلام" وكان حجمه أكبر من ضعفى حجم كتاب "تاريخ مكة" تأليف الأزرقى. وهو يشارك كتاب الأزرقى فى الترتيب، وفى المادة بدرجة كبيرة، ولكنه لابد أن يعد إنجازًا علميًا مستقلًا بذاته، وتثبت الأسانيد أن الفاكهى قد جمع مادة كتابه بنفسه إلا أن المعطيات والأوصاف التاريخية لسمات فن المعمار، وما أشبه التى لم يقدم لها أسانيد تتفق مع ما أورده الأزرقى حرفيًا، ولذلك، ربما تكون قد نقلت من كتابه دون الاعتراف بذلك. وحقيقة أن الفاكهى لا يذكر الأزرقى، بل يبدو أنه يخفى الإشارة إلى أسرته، وقد يكون هناك بعض العداوة الشخصية بينه وبين الأزارقة ومن يميلون إليهم، وربما لأن الأزارقة قد أبوا أن يأذنوا له باستخدام المادة التى فى حوزتهم.
المصادر:
(1)
Brockelmann: 1، 143. Geschichle der Arabischen Literatur، Leiden 1943 - 49
(2)
Wustenfeld: op. cit.، i، xxiv-xxix
حسن شكرى [ف. روزنتال F. Rosenthal]