الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فروع ولا بيوت. وفى أفريقيا، يقول رين Rinn أن على كل مقدم أن يعين خليفته، فإذا حدث أن توفى أحدهم قبل أن يعين خليفته، ينتخب الإخوان المقدم فى حضرة، ثم يطلبون موافقة شيخ الطريقة فى بغداد، ولم يحدث أبدا أن رفض. وقد وصف رين Rinn وديبو De Pont وكوبولانى Coppolani تنظيم الطريقة فى شمال إفريقيا وصفا دقيقًا. ومن الواضح أن النظام هناك لا مركزى، فالزوايا مستقلة، والعلاقة بينها وبين الرئاسة العامة للطريقة فى بغداد ضعيفة جدا، كما أن مشيخة الزوايا وراثية بصفة عامة.
5 - رموزها وشعائرها:
يقال إن رمز القادرية التركية وردة خضراء. وقد اتخذ هذا الرمز إسماعيل رومى. وعلى الراغب فى الدخول فى الطريقة أن يأتى -بعد مرور عام- بعراقية arakiya وهى طاقية صغيرة من اللباد، فإذا قُبل وضع الشيخ فى مركزها وردة مقسمة 18 قسما عليها خاتم سليمان، ويسمون هذه الطاقية تاجا. وقد شرح ج. ب. براون J.P. Brown فى كتابه The Dervishes صفحة 98 وما بعدها رمزية هذه الطاقية ويقول إنهم يفضلون اللون الأخضر وإن كانوا لا يمانعون فى استخدام غيره، وفى زمان لين Lane وكانت العمائم والرايات فى مصر بيضاء، ونظرًا لأن غالبية أبناء الطريقة فى مصر كانوا من صيادى السمك فإنهم كانوا يرفعون فى مواكبهم الدينية شبكات صيد مختلفة الألوان على أعمدة. وفى الهند، تجرى احتفالات بذكرى عبد القادر يوم 11 ربيع الثانى، وفى مناطق كثيرة فى الجزائر ومراكش يزور الناس الزوايا ومقامات الولى. وقد وصف ل. مرسييه L. Mercier موسم الجلالة Djilala فى ساليه Sale وصفا مطولا فى Arch. Maroc الجزء 8 صفحة 137 - 139، ويبدأ هذا الموسم فى اليوم السابع من المولد النبوى الشريف ويستمر أربعة أيام من 17 إلى 20 ربيع الأول، وتقدم الهدايا من الخراف والثيران لأحفاد عبد القادر. ويفرق م، ميشو بللير M. Michaux Bellaire بين احتفالات القادرية الذين يقرأون الحزب والجلالة الذين يقيمون حلقات الذكر المصحوبة بالآلات، كما يفرق بين جلالة الريف الذين
يستخدمون البندير والعود Awada، وجلالة المدن الذين يستخدمون الطبلة والخيطة ghatiq، كما وصف فى أول فقرة من المقال المذكور حضرة الملوك، وهى حضرة تصاحبها الآلآت المذكورة وتؤدى إلى حالى من الوجد، وذكر أيضًا طقوسا صينة تتصل بأولاد خليفة فى الغرب. جميع الهلالية فى الغرب من الجيلالة، وفى جميع حضرات الجيلالة لابد من حضور خليفة واحد على الأقل لادارة الحضرة، وإذا لم يوجد، يحمل أحد الحاضرين اللقب للقيام بالواجبات الدينية، وليس فى حضرة الجيلالة فى الريف حزب ولا ذكر ينشده الشيخ، بل ذكر مجرد لكلمات مرتجلة تقال مع الإيقاع الوقور للبنادير (جمع بندير)، وتنتهى هذه الارتجاليات دائما بالجمله:"هذا قول مولاى عبد القادر "أو" يا مولاى عبد القادر".
وقد نشرت مجموعات مختلفة من الأدعيه التى يفترض أن عبد القادر وصى بها مريديه فى مصر وتركيا والهند. وقد ذكر فى الفيوضات الربانية أن من أراد أن يدخل الخلوة عليه أن يصوم النهار ويقوم الليل، وتستمر الخلوة أربعين يوما، "وإذا ظهر له من يقول "أنا اللَّه" فإن عليه أن يقول "كلا بل أنت من عند اللَّه nay rather thou art in God" فإن كان اختبارا فإنه سيختفى، وإن ظل موجودًا كان هذا تجليًا حقيقيًا، ويقلل المختلى من طعامه تدريجيًا طوال الأربعين يوما إلى أن يصل إلى الانقطاع التام عن الطعام طوال الأيام الثلاثة الأخيرة وبعد ذلك يعود إلى وجباته السابقة تدريجيًا.
ذكر ج. سالمون ممارسات خاصة بجيلالة طنجة Tangier فالذين يقدمون النذور لعبد القادر يضعون عادة ديوكا بيضاء فى الزاوية، ويسمى الديك مُحَرَّرا، وهم لا يقتلونها بل يتركونها تتحرك بحرية حول الزاوية ولكنها لا تعيش طويلا، فإن الشريف الذى يعيش فى تقشف يأخذها لطعامه. يكون المقدم فى الزاوية من الأشراف، ويرأس الختمات التى يقرأ فيها القرآن مرارا من غير أن يتلى حزب عبد القادر ويؤدون فيها رقصات تشبه التى يؤديها العيسوية Isawis. وتجرى عمليات الختان فى الزاوية فى أول أيام المولد