الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شخصية فرعون وحكمه فى rient und Occindent.
كما ذكر المقريزى أيضا الكثير من المعلومات التى لا تتفق مع ما ورد فى القرآن الكريم والتراث الإسلامى. انظر أيضًا مادة موسى.
المصادر:
(1)
القرآن الكريم، ترجمة المعانى لـ R. Blachere.
(2)
الطبرى: التفسير للآيات المتعلقة للموضوع.
(3)
المسعودى: مروج الذهب، جـ 1 ص 92 - 93، باريس 1861 - 1877.
(4)
الثعلبى: عرائس المجالس، القاهرة 1370 هـ 1951 م/ ص 102 - 120.
(5)
ابن كثير: البداية والنهاية جـ 1 ص 202، 237 - 274.
(6)
A. Jeffery: The vocabulary of the Quran، 225
(7)
Ch. G. Torrey: The Jewish Foundce of Islam، New York، 1933، 109 ff.، 117 ff
(8)
M. Gaudefroy - Demowbynes: Mahomet، Paris 1957، 393 - 7
حسين أحمد عيسى [أ. ج. فنسنك (A.J.Wensink (G. Vajda]
فرغانة
فرغانة واد عند منتصف "نهر سيْحون" وهو يقرب من ثلاثمائة كيلومتر طولا وسبعين عرضا وتحوطه بعض أجزاء من جبال "تيان شأن Tian Shan"، وتقدر مساحة وادى فرغانة بثلاثة وعشرين ألف كيلومتر مربع تقريبًا. وقد زادت مساحة الأراضى المزروعة خلال العقود الأخيرة، والمنطقة الوسطى من فرغانة صحراوية.
ولقد كان وادى فرغانة مكتظا بالسكان منذ دخول الإسلام بل وحتى قبله كما تقول المصادر الصينية. ولقد ترتب على ذلك أن تمكن السكان الأصليون من مقاومة الترك الذين كثرت هجماتهم على الأهالى منذ ظهور الإسلام. ولقد استقر الروس أيضا منذ نهاية القرن التاسع عشر فى المدن تاركين الأراضى الزراعية لأهل البلاد الأصليين.
ولقد أصبحت فرغانة معروفة للصينيين منذ سنة 128 ق. م، ثم تعرضت لهجمات تركية ثم دخلت فى نطاق الأملاك التركية بعد حروب استمرت من سنة 627 م حتى 649 م حين اتخذ احد الأمراء الأتراك مقره فى "كاسان" المعروفة عند أهل الصين باسم "كوساى". وقد آل الإقليم كله إلى يد حاكم صينى بعد أن تمكن الصينيون من الاطاحة بالحكم التركى، ثم تداولت الحكم أسرات إيرانية فتركية، حتى إذا استؤصل الحكم الصينى حوالى سنة 680 م قام بحكم فرغانة "أرسلان خان" وذلك حوالى سنة 739 م.
والمتفق عليه أن تقدّم العرب المسلمين فى فرغانة بدأ زمن الخليفة عثمان بن عفان بقيادة محمد بن جرير، والواقع أن الغزو الإسلامى لفرغانة مرتبط باحتلال قتيبة بن مسلم لما وراء النهر (تركستان) إذ وطأ أرضها لأول مرة عام 94 هـ لكنه قتل على يد عسكره، ولا يزال قبره حتى اليوم مزارا يزوره الناس ويقع على مشارف قرية "جَلال قُدق" قرب انديجان. ولقد وقعت فى أعقاب ذلك اضطرابات وفتن كثيرة منعت من تدعيم الحكم الإسلامى فى فرغانة بعض الوقت، وتلى هذه الاضطرابات معارك فى فارس أدت إلى سقوط الأمويين سنة 749 - 950 م، وأصبح لزاما على المسلمين مغادرة الأقليم فغادروه، ولما كان عام (103 هـ = 721 م) استطاع أمير منطقة صغد أن يلم شتات أبناء جلدته الذين كانوا قد فروا إلى الجهات الشرقية وطلب إليهم أَن لا يستجيبوا لمن يدعوهم إلى الإسلام.
ولقد لعبت الطبقة العليا من أصحاب السلطة من أهل البلاد ممن يعرفون بالدهاقين دورا قياديا فى فرغانة وكذلك فى بقية نواحى بلاد ما وراء النهر (تركستان) وذلك بزعامة أحد الدهاقين الذى لقب أيضا بالإخشيد، إلا أنه فى سنة 121 هـ (= 739 م) كما يقرر الطبرى (جـ 2/ 1694) استطاع العرب استعادة سلطانهم حيث أرسلوا واليا من قبلهم على فرغانة لكن ذلك لم يمنع من استمرار روح المعارضة، وقد ساعد على ذلك تقدم الجيوش الصينية
فى القسم الغربى من آسيا الوسطى حتى بلغوا بلاد ما راء النهر (تركستان) فيما بين عامى 745 و 751 م، وحدث أن أمسك المنصور رسولا بعثه إلى الوالى المحلى الذى كان قد فر إلى كاشغر واستبقاه فى حبسه مدة طويلة لرفضه الدخول فى الإسلام (انظر اليعقوبى جـ 2/ 645)، واضطر المهدى وهارون الرشيد ثم من بعدهما المأمون إلى ارسال العسكر إلى فرغانة للقضاء على روح المقاومة (راجع اليعقوبى جـ 2/ 465، 478) على أن دخول فرغانة فى نطاق أملاك السامانيين حوالى سنة 205 هـ (= 820 م) زمن نوح بن أسد المتوفى 277 هـ فتح آخر الأبواب التى كانت موصدة فى وجه الإسلام فى كل من "كاسان" و"أوراست" حتى لقد عمل الفرغانيون فى حرس الخليفة المعتصم (البلاذرى 431) مما أدى من ناحية أخرى إلى زيادة العنصر الفارسى فى ما بين النهرين زيادة مستمرة. وتدلنا كتب الجغرافيين العرب على حدوث تغير اقتصادى فى فرغانة زمن السامانيين فاستجدت طرق تجارية بين مختلف الأماكن حتى وصلت إلى "خجندة" التى تسمى الآن "لينين آباد" والى قوبا و"اوزجند" وأصبح وادى فرغانة هو الخط الفاصل فى وجه الترك الذين كانوا لا يزالون على جاهليتهم بل وأمكن ردهم إلى النواحى الشمالية الشرقية فى كثير من البقاع، كما زودت القلاع بحامية قوية لتتمكن من صدهم. ولما جاء القرن العاشر الميلادى انقسمت فرغانة إلى ثلاث ولايات، وانقسمت كل ولاية إلى عديد من الادارات المحلية، وانتشر المذهب الحنفى وصارت له الصدارة، وإذا كان المقدسى يشير إلى كثرة خنقاوات الكرامية فإننا لا نجد شيئا عن المسيحيين ولا عن المانويين أو الزرادشتيين، وإن كان قد تم العثور على نقش يرجع تاريخه إلى سنة 433 هـ (= 1041 م) يحمل التاريخين الساسانى والرومى إلى جانب التاريخ الإسلامى.
ويوجد فى الجبال المحيطة بالوادى الذهب والفضة والفحم الذى كان استعماله مقصورا على لتدفئة كما
يقول الاصطخرى، كذلك يوجد البترول والحديد والنحاس والرصاص والفيروزج وملح الأمونيوم، وكانت فرغانة و"اسفيجاب" تصدران إلى الخارج العبيد الأتراك والحديد والنحاس والسيوف والسلاح وكذلك المنسوجات ويستفاد من كثرة ما دخل بيت المال من مال على الرخاء العظيم المتزايد أيام الساسانيين، ويقول ابن خرداذبة إن هذا الدخل ارتفع حتى بلغ مائتين وثمانين ألف درهم، أما ابن حوقل الذى كتب ما كتب بعد ذلك بمائة وخمسين عاما (أعنى سنة 977 م) فيذكر أن دخل بيت المال بلغ ألف ألف درهم.
وبعد سقوط السامانيين عام 389 هـ (= 999 م) دخلت فرغانة فى حكم أسرة "قره يلق" وايلخانات القراخانيين وأصبحت "ازكند" مركز الحكم، وفيها ضربت معظم العملات وإن حملت فى الغالب اسم ولاية فرغانة كمكان لسكها. وكانت جميع شئون بلاد ما وراء النهر تدار من "ازكند" التى استقر فيها أمراء فرغانة بعد ما حدث من تقسيمات فى الأسرة الفراخانية. وقد صد هؤلاء الأمراء هجوما سلجوقيا عام 482/ 3 هـ (= 1089/ 1090 م) ثم دخلت فرغانة ضمن أملاك قراخطاى وإن ظلت الأسرة المحلية باقية وهى الأسرة التى امتد حكمها على سمرقند، ثم أصبحت فرغانة موضع نزاع بين محمد الثانى خوارزم شاه وبين المغول من سنة 1212 حتى 1218 م. وقد حمل بركة خان الوالى المغولى (ومن قبله قراخطاى) على إبقاء بيت المال هناك، وصارت المدينة الجديدة "انديجان" المعروفة عند الجغرافيين العرب وحدهم باسم قرية "اندوقان" عاصمة وادى فرغانة. وذلك فى نهاية القرن الثالث عشر الميلادى.
وحدث بعد انقسام جماعة شغطاى إلى قسمين متناحرين فى القرن الرابع عشر الميلادى أن أخذت كل من المملكة الشرقية المعروفة باسم تركستان والمملكة الغربية المسماة بمغولستان
تنازع الأخرى فرغانة نزاعا استمر حتى زمن تيمور الذى ظلت فرغانة طول عهده ومعظم زمن خلفائه تابعة لخراسان ولشاه رخ وولده "الغ بك"، ثم صار لها حاكمها الخاص بها ممثلا فى "عمر شيخ"(وهو من أولاد حفدة تيمور لنك). وقد خلفه ولده "بابر" الذى اتخذ فرغانة مقاما له للهجوم على الشيبانيين وظل يتقدم حتى بلغ سمرقند لكنه وجد نفسه أخيرا عام 909 هـ (= 1504) مضطرًا عن للتنازل فرغانة والفرار إلى الهند.
ولقد أحدث سقوط التيموريين وقيام الصفويين الشيعة فى فارس تغييرا جذريا فى علاقات القوى السياسية الموجودة فى آسيا الصغرى، وكان فى فرغانة فى هذه الآونة تسع مدن كبرى أضاف اليها بابر مدينة خجند وخقند التى لم تكن تزيد عن قرية صغيرة حينذاك، وكانت العاصمة "انديجان" التى كان قد تم صبغها بالصبغة التركية تماما على حين كانت "مرغنان" لا تزال ايرانية، وكان بفرغانة زمن بابر كثير من الحقول والبساتين وأنواع شتى من الأخشاب تستعمل فى صناعة السهام وأقفاص الطيور وما شابه ذلك، وكان يوجد بها نوع من الأحجار يستعمل فى صناعة مقابض السكاكين. كما كان هناك الحديد والفيروزج يستخرجان من باطن الأرض. وبعد طرد التيموريين نهائيا أصبحت فرغانة تابعة لدولة بنى شيبان الأزبكية وصارت "انديجان" عاصمة أسرة محلية وخلعت اسمها على كل منطقة الوادى. وبعد سقوط الشيبانيين 1598 م تقاسمت البلاد عدة أسر كانت تتبع بخارى اسميا، ولكنهم كانوا يخضعون للقزخ والكرجيز الذين كانوا يغيرون بين آنة وأخرى على أودية الجبال المحيطة بفرغانة.
ولما كانت سنة 1121 هـ (= 1709 م) أصبح وادى فرغانة خانية ازيجية برياسة "شاه رخ بى" ثم تحولت منذ ذلك الوقت حتى 1876 م فصارت مركز خانية خقند التى ضمها الروس إلى بلادهم وصارت مركز ولاية فرغانة