الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشريعة] وإن كان قد تمت بهما بعض الإصلاحات أو التغييرات.
ومهما يكن من أمر فقد بلغت فاس خلال عصر الموحدين غاية الازدهار كما استمرت التأثيرات الأندلسية فى الانتشار دون منازع.
-
فى عصر المرينيين:
أصبحت فاس عاصمة المغرب خلال عصر المرينيين وأسس أبو يوسف يعقوب فى عام 674 هـ/ 1276 م (أى بعد انتصاره بقليل على آخر الموحدين) فى الجهة الغربية من المدينة القديمة مدينة إدارية جديدة سماها بفاس الجديدة [وعرفت أيضًا بالمدينة البيضاء] وبنى فيها قصوره والجامع الكبير وعين حُراسه [أى الحُجاب وكان الحاجب فى البلاط المرينى يعرف بالمزوار وهو يرأس مجموعة الحرس السلطانى بباب السلطان والتى تسمى بالجنادرة] فضلًا عن كافة المرافق والخدمات [كالأسواق والجماعات والقناطر وغير ذلك].
وأحيطت فاس الجديدة بسور عظيم ذى أسوار داخلية وخارجية وفتحت به بوابات تذكارية لم يعد باقيًا منها، (مع بعض التغييرات الطفيفة) سوى ثلاث وهى: باب السمارين وباب البقاقين وباب المخزن.
وحلت المبانى الحديثة محل قصور المرينيين وإن كان لا يزال باقيًا بعض المخازن المقبية.
وبنيت فى فترة تالية بعض المساجد فى فاس الجديدة مثل مسجد الحمراء الذى يرجع بلا شك إلى عهد أبى سعيد (710 - 731 هـ/ 1310 - 1731 م) ومسجد لاله زهر (759 هـ/ 1357 م) الصغير الذى بناه أبو عنان وأخيرًا مسجد لاله غريبة (810 هـ/ 1408 م) الذى لم يعد باقيًا منه سوى مئذنته [الصومعة] فحسب.
هذا ويعد كل من جامع الحمراء ومسجد لاله زهر من المبانى الرائعة ذات النسب المتقنة كما يتجلى فيهما الإسراف الشديد.
وأسس أبو سعيد فى عام 720 هـ/ 1320 م مدرسة تدهورت حالتها اليوم إلى الحضيض.
هذا ولم ينس المرينيون فاس بالى [أى فاس القديمة] حيث بنوا فيها المساجد الصغيرة المتعددة مثل الشرابليين ومسجد أبى الحسن وعلى الرغم من إعادة بناء بيوت صلاتهما [أى المقدم] إلا أنهم ما زالوا محتفظين ببعض الأخشاب المحفورة التى ترجع إلى نفس هذه الفترة [أى العصر المرينى]، والأهم من ذلك كله مآذنهما الرشيقة.
وتتكون جميع المآذن المرينية سواء فى فاس الجديدة أو فاس القديمة من أبراج مربعة كسيت واجهاتها بالزخارف المتداخلة أو المتشابكة فضلًا عن الفسيفساء الخزفية والزليج وهى تعد نماذج مثالية للطراز الكلاسيكى [التقليدى] للمآذن الأسبانية المغربية.
كذلك تدين المدينة القديمة [فاس بالى] بالفضل إلى المرينيين الذين قاموا ببناء المدارس ذات الجمال الفائق خلال عصرهم وهى عبارة عن كليات للطلبة الدارسين تلتف حول صحون [أفنية] فخمة فضلًا عن قاعات الصلاة الموجودة فى الخلف.
وقام أبو يوسف يعقوب، مؤسس المدرسة، فى أوائل 670 هـ/ 1271 م ببناء مدرسة الصفارين. أما كل من مدرسة الصهريج (720 هـ/ 1321 م) ومدرسة السبعين (723 هـ/ 1323 م) ومدرسة العطارين (743 هـ/ 1346 م) فقد بنيت جميعها فى عهد "أبو سعيد".
وأسس أبو الحسن المدرسة المصباحية (743 هـ/ 1346 م) وأبو عنان المدرسة التى تحمل اسمه "أى المدرسة البوعنانية" وإن اختلفت هذه المدارس الجميلة فى مظهرها إلا أنها بنيت كلها فى هذه الفترة الأخيرة لازدهار الفن الأسبانى المغربى.
ويتجلى الذوق الفنى الرفيع فى الزخارف التى تحلّى هذه المدارس، وتمتاز هذه الزخارف بما هى عليه من الانسجام المنسق.
إن المدرسة البوعنانية، هى آخر المدارس من حيث تاريخ بنائها فضلًا عن أنها أكبرها جميعًا، كما أنها المدرسة الوحيدة المزودة بمنبر ومئذنة، وتعتبر هذه المدرسة النموذج الأكمل الأخير