الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جـ - الميتافيزيقا "حول مجال ميتافيزيقا أرسطو" فى الواحد والوحدة
د - الأخلاق والسياسة "البيِّنة على سبيل السعادة" فى الملة الفاضلة وهى رسالة هامة وإن لم تنشر بعد. وله رسائل أخرى فى الرد على خصوم أرسطو والرد على زكريا الرازى وابن الراوندى -وهناك مجموعة من الأعمال تلخص نتائج أبحاث الفارابى الفلسفية، تعنى بوضع الفلسفة فى مركز السيادة فى الفكر، والمجتمع الكامل (الفاضل) والملك الفيلسوف. وفهم هذه الأعمال يعد مفتاحا لفكر الفارابى، مثل:
1 -
إحصاء العلوم 2 - فى تحصيل السعادة 3 - فى مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة 4 - السياسة المدنية وهو احصاء لكل مبادئ الفلسفة على وضع الهدف السياسى نصب عينيه.
المصادر:
(1)
C. Brockelmann: 1، 232 ff. Geschichte، Leiden 1943 - 49
(2)
Leo Strauss: Farabi's Plato، in Ginsberg Jubilee Volume، New York 1945
(3)
Idern: How Farabi read Plato's laws
(4)
E. I. J. Rosenthal: Political thought in medieval Islam، Cambridge، 1962، 122 ff
(5)
سعيد زايد: الفارابى (نوابغ الفكر العربى، ص 31)، القاهرة 1962.
سعيد عبد المحسن [ر. والتزر R. Walzer]
فارس الشدياق
فارس الشدياق كاتب ومؤلف معجمى وصحفى وشاعر لبنانى. ولد سنة 1804 م وليس فى التى تليها كما يقول أحدهم فى كتاب له عنه وكما يقول أيضا يوسف ازبك، وكان مولده بعشقوط وليس ببيروت كما قال بروكلمان. وقد انتقل به أبواه سنة 1809 م إلى الحدث حيث تلقى الابن تعليمه الأوَّلى بها ثم انتقل إلى كلية اللاهوت الكاثوليكية فى عين ورقة. وترتب على منازعة سياسية ووفاة أبيه أن احترف حرفة أخيه طنوس (1791 - 1861 م) وهى نسخ المخطوطات التى وجد منها كمية لا بأس بها فى مكتبة أبيه. ثم جرت بعد ذلك فى سنة
1830 م مأساة أثرت فى حياته وطبعه وسلوكه واتجاهاته كل التأثير ألا وهى مقتل أخيه أسعد (1798 - 1830) لتحوله إلى البروتستنتية مما حمل البطرك المارونى يوسف حبيش (المتوفى عام 1845) على أن يسجنه ويعذبه حتى مات تحت التعذيب (انظر فى ذلك خبريات أسعد الشدياق عند بطرس البستانى) ويمكن أن نؤرخ تحول فارس إلى البروتستنتية فى نهاية 1825 وإن كان دى طرازى فى كتابه الصحافة وكذلك ب. مسعد فى كتابه "فارس الشدياق" يزعمان أنه اعتنق هذا المذهب فى مالطة أى فيما بين 1834 و 1848 م ولكنه رأى مرفوض (انظر السياق 1/ 773 - 378) ونجد فى صفحة 130 - 133 ما يؤكد أنه اتصل بالبعثة الإنجيلية البروتستنتية قبل مغادرته لبنان إلى مصر التى ظل مقيما بها من 1825 حتى 1834 م وفيها كان أول زواج له من مارونية ولدت فى "الصولى" وأنجب منها ولديه "سليم"(1826 - 1906) و"فايز"(1828 - 1856 م). وتسنى له فى مصر أن يتصل بجماعة من كبار العلماء والأدباء مثل نصر اللَّه الطرابلسى (1770 - 1840 م) وشهاب الدين محمد بن إسماعيل المالكى (1803 - 1857 م) وقد أتاح له وجوده فى هذه البيئة الجو الملائم لدراسة العربية والمنطق واللاهوت وعلم الكلام، كما اختير محررا بصحيفة الحكومة الرسمية وهى الوقائع المصرية محل رفاعة الطهطاوى. ثم سأله رئيس الارسالية الإنجيلية البروتستنتية أن ينتقل إلى مالطة فانتقل إليها وأمضى فيها بضع سنوات (1834 - 1848) يعلم العربية وينسخ المصادر ويصحح المخطوطات. ولم يقطع هذه الحياة الجافة إلا مرتين فقط عاد فى أولاهما سرا إلى لبنان سنة 1837 م وزار فى ثانيتهما انجلترا سنة 1845 م، ثم دعى إلى لندن سنة 1848 م ليساعد فى ترجمة الإنجيل وهنا طلق زوجته الأولى وتزوج إنجليزية وحصل على حق الحماية البريطانية ومات له حينئذ ثالث أولاده. ولما تمت ترجمة الإنجيل فى أقل من عشرين شهرا استقر فى باريس حيث نظم قصيدتين مدح فى واحدة منهما أحمد باشا باى تونس
ومدح فى الثانية السلطان عبد الحميد سنة 1854 م، وكان لهاتين القصيدتين أكبر الأثر فى تغيير مجرى حياته، حيث تلقى دعوة حارة لزيارة تونس (1857 م) فاعتنق الإسلام، وتسمى أحمد تاركا لقبه "الشدياق" واقتدت به زوجته وابنه. ويقرر دى طرازى أنه لم يكن له دور فى تأسيس الرائد التونسى. على أن فارس الشدياق بلغ فى اسطنبول ذروة شهرته فقد حظى بعطف السلطان الذى كان قد بعث رسميا فى استدعائه وأحاطه بكل مظاهر التشريف وهنا أسس فارس الشدياق مجلة الجوائب الأسبوعية والتى ظلت تصدر من 2 من يوليو 1861 حتى 1884 م. وليس بحق ما يقرره شيخو ودى طرازى ودائرة البستانى من أن طبع الجوائب بدأ سنة 1860 م، وكان صدورها تدشينا لعهد جديد فى الصحافة العربية ثم جاء إلى القاهرة سنة 1886 م فلقى بها ترحيبا صادقا وأقام فترة قصيرة فيها وغادرها بعدها إلى اسطنبول (راجع جريدة الأهرام الصادرة يوم 26 مايو 1887 م) حيث مات بها بعد شهور قلائل يوم 20 سبتمبر 1887 م فى مصيفه فى "كاديكوى" وليس هناك ما يؤكد ما يدعيه البعض من أن أسرته عادت إلى الكاثوليكية، وعاد جثمانه إلى بيروت يوم الأربعاء خامس أكتوبر سنة 1887 م ودفن فى الحازمية من ضواحى بيروت ويقتصر هنا -فيما يتعلق بمؤلفاته- على ذكر أهمها التى منها كتاب الساق على الساق فيما هو الفارياق "تناول فيه أيام العرب والعجم" وقد طبع هذا الكتاب لأول مرة بباريس 1855 م، ويعتبر هذا الكتاب أهم مؤلفاته وواحدا من أبرز الكتب العربية التى ظهرت فى القرن التاسع عشر. ويلاحظ أن اسم "الفارياق" مشتق من المقطع الأول من اسمه الشخصى (فارس) أما المقطع الثانى فمشتق من اسم عائلته "الشدياق" وقد تضمنت هذه السيرة مزيجا كبيرا من ذكريات الطفولة والشباب وملاحظاته والنقد الاجتماعى والأخلاقى والدينى.
أما الكتاب الثانى فهو "الواسطة فى معرفة أحوال مالطة" الذى طبع فى الجوائب وهو مكتوب بأسلوب رحالة
عرب العصور الوسطى. وقد ضمنه المؤلف ملاحظاته أثناء وجوده بمالطة وألم فيه بجغرافيتها وسكانها ومناخها وفنها ولا سيما الموسيقى والغناء والعمارة وما بها من الكنائس. وكان يرفق ذلك فى بعض الأحيان ببيانات احصائية ومقارنات.
أما كتابه الثالث فهو "كشف المخبأ - عن فنون أوروبا" وهو الجزء التالى لكتابه "الواسطة" ويتضمن ملاحظاته فى أوروبا وتعرض فيه لأحداث تاريخية ككلامه عن نابليون وجان دارك وغيرهم من المشهورين وضمنه أيضا آراءه عن مظاهر الحضارة فى لندن وباريس ونظم الحكومات المختلفة وآراءه عن الدين.
أما عن الشدياق اللغوى فنشير إلى محاوراته مع بعض البارزين أمثال يحيى الأسير (1815 - 1890 م) والأحدب (1826 - 1891) ونبيه اليازجى وابنه إبراهيم (1827 - 1906 م) وبطرس البستانى (1819 - 1883 م) وأديب اسحق (1856 - 1886 م). ويشير فى المقدمة الطويلة التى وضعها للجاسوس على القاموس إلى ما يعتور المعاجم العربية من نقص ويبين ذلك النقص، ويوضح الأخطاء الرئيسية التى وقع فيها أصحاب هذه المعاجم ثم يورد نقدا لاذعا للفيروزبادى وللبستانى فى محاولته تقليد الفيروزبادى محلّلا الأربعة والعشرين مغمزا التى وجدها فى قاموس الفيروزبادى، وعلى الرغم من أهمية هذا الكتاب إلا أنه لم يجد الاهتمام اللائق به إذا ما قورن بما لقيه كتاب "سر الليال فى القلب والابدال" الذى طبع الجزء الأول منه سنة 1884 م، أما الثانى فيظهر أنه لا يزال مخطوطا ويدرس المؤلف فى هذا الكتاب الأفعال والأسماء شائعة الاستعمال ويرتبها حسب نطقها وأصولها، ويوضح الفروق الجزئية التى تختص بها.
وللشدياق ديوان يحتوى على اثنين وعشرين ألف بيت يسير فيها على النمط التقليدى. أما كتابه "كنز الرغائب" الذى يقع فى سبعة مجلدات فقد جمع فيه خلاصة مطالعاته ورحلاته وترجماته وأخبار علاقاته الشخصية فهو بذلك مزيج من الأخلاقيات وعلم الاجتماع والسياسة والأدب والمحاورات