الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومصر وساحل سوريا وفلسطين (المسعودى فى المروج)، كما أنهم من الأندلس وصقلية نشروا فى حوض البحر المتوسط كله حراثة القطن وقصب السكر والمشمش والخوخ والأرز والخروب والبطيخ والباذنجان إلخ. أضف إلى ذلك أن الكلمات الأوربية لكثير من النباتات من أصل عربى، بمعنى أنها استعيرت مباشرة أو بطريق غير مباشر من كلمات عربية بحتة، أو جرى تعريبها منذ فترة طويلة.
2 - كتب عن الزراعة:
إن أقدم ما نعرفه من كتب عن الزراعة باللغة العربية هو كتاب "الفلاحة النباتية" لابن وحشية، وقد تمت كتابته (أو ترجمته من لغة نباتيا) فى عام 291 هـ/ 904 م -وبعد ذلك بفترة طويلة ظهر عمل بعنوان الفلاحة الرومية (الزراعة اليونانية أو البيزنطية) وقد نشر هذا الكتاب فى القاهرة فى 1293 هـ/ 1876 م، ويحمل أسماء كوستس الرومى مؤلفا و"سرجس بن هيليا الرومى" مترجمًا له من اليونانية إلى العربية. ويقول "حاجى خليفة"(فى كشف الظنون) إن الاسم الكامل للمؤلف هو كوستس بن اسكورسكينا Askuraskina، ونعتقد أن هذا هو اسم كاسيانوس باسوس Cassianus Basus الذى تعزى إليه الأعمال التى كتبت عن علوم الزراعة والتى تم جمعها من مؤلفين يونانيين ولاتين. وعلى أية حال ففى كتاب الفلاحة النباتية والفلاحة الرومية سنجد معلومات طيبة معقولة عن أعمال الزراعة جنبا إلى جنب مع إرشادات تتسم بالخرافات.
أما فى مصر فإن أفضل عرض للمسائل الزراعية فى عصر الأيوبيين يوجد فى عمل "لابن مماتى"(المتوفى 606 هـ/ 1209 م) تحت عنوان قوانين الدواوين، وقد نشرته فى القاهرة فى عام 1943 الجمعية الزراعية الملكية. وفى القرن التالى كتب "جمال الدين الوطواط"(المتوفى 718 هـ/ 1318 م) فى القاهرة كتابا (لم ينشر) تحت عنوان "مباهج الفكر ومناهج العبر"، خصص الجزء الرابع منه للنباتات والزراعة. وفى القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى) ألف عالم من
دمشق يدعى "رياض الدين الغازى الأميرى"(935 هـ/ 1592 م) كتابا كبيرًا عن الزراعة لم تبق منه أية نسخة، ولكن حدث بعد فترة أن قدم "عبد الغنى النابلسى"(المتوفى فى 1143 هـ/ 1731 م) مختصرًا له فى عمل بعنوان "علم الملاحة فى علم الفلاحة"، وقد نشر فى دمشق فى 1299 هـ/ 1882 م.
وعلى العموم فإن مؤلفى الأعمال القديمة التى كتبت بالعربية عن الزراعة قد عالجوا الموضوعات التالية: أنواع الأراضى الزراعية واختيار التربة -الأسمدة الطبيعية والكيميائية - أدوات الحراثة وعملها - الآبار - الينابيع وقنوات الرى - النباتات والمشاتل - النبات وتقليم وتطعيم أشجار الفاكهة - حراثة الحبوب والبقول والخضروات والزهور والبصلات والدرنات ونباتات العطور - النباتات الضارة والحيوانات - حفظ الثمار - وفى بعض الأحيان تربية الدواجن والحيوانات.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤلفى هذه الأعمال قد استخدموا مصطلحات زراعية عديدة غير تقليدية (أى مُوَلّدة)، كما أوضحوا التفرقة بين النباتات التى تساعد على خصوبة الأرض أو التربة (مثل البقول)، والنباتات التى تجهد التربة (مثل الحبوب ونباتات أخرى).
ولكن المبادئ الأساسية للزراعة الجافة لم تكن معروفة لهم، وبالمثل مبادئ تنوع الحاصيل ودورتها- وهنا نشير إلى أن بعض العارفين العرب بعلوم الزراعة فى الأندلس كان لديهم بساتين نباتية، وأراض للتجارب حيث أجروا تجاربهم على النباتات المحلية والنباتات التى كانوا يأتون بها من الخارج، كما مارسوا أساليب التطعيم، وحاولوا إيجاد نوعيات جديدة من الثمار أو الفاكهة والزهور، كما يجب أن نلاحظ أن عديدًا من المعاجم العربية القديمة والأعمال الموسوعية والبحوث العربية حول الزراعة وعلم النبات تتضمن أسماء عديد من أنواع الفاكهة والحبوب والزهور والنباتات المحروثة الأخرى، لذلك نجد "البدرى"، (القرن التاسع الهجرى - الخامس عشر الميلادى) فى كتابه "نزهة الأنام فى