المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الليل مدرسة الرجال - موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق - جـ ١

[ياسر عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌المقدمة

- ‌الإخلاص

- ‌عشرة لا ينتفع بها:

- ‌من مظاهر الإخلاص:

- ‌سوء خاتمة المرائي:

- ‌الفرق بين النسيجين:

- ‌ستبعث وحدك:

- ‌الإخلاص مسك:

- ‌الإخلاص لربك:

- ‌التوبة

- ‌انتبه

- ‌عباد الله

- ‌عتاب

- ‌استيقظ من نومك

- ‌أيها العبد

- ‌وقفة مع النفس

- ‌يا معرضًا

- ‌أين من سبقك

- ‌القطار يسير

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر

- ‌الله يفرح بك

- ‌الله ينادي عليك

- ‌التوبة واجبة على الدوام

- ‌احذر استصغار الذنب

- ‌لا تفرح بالصغيرة وتجهر بها

- ‌طريق التوبة:

- ‌احذر التسويف

- ‌راجع حساباتك

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا

- ‌استغفر

- ‌استغفار يحتاج إلى استغفار

- ‌أسئلة محيرة

- ‌علامات التائب

- ‌هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم

- ‌إلهي

- ‌اتهم توبتك

- ‌علامات التوبة المقبولة

- ‌حجة باطلة:

- ‌عجبًا لك:

- ‌بدل بيئتك:

- ‌توبة صادقة:

- ‌توبة هارون الرشيد

- ‌توبة مالك بن دينار

- ‌الصبر

- ‌من سنن الكون

- ‌الإيمان نصفان

- ‌الصبر الجميل

- ‌عاقبة الصبر

- ‌لا يتنافي مع الصبر

- ‌أخاطبك على قدر عقلك

- ‌الصبر مفتاح الفرج

- ‌ثمن الجنة

- ‌بيان من الله

- ‌لا لأخلاق الأطفال

- ‌من أسماء الله الحسنى: الصبور

- ‌غالب أعداءك

- ‌عجبًا لك

- ‌اتقي الله

- ‌امرأة من أهل الجنة

- ‌بشرى

- ‌لا تطلب الموت:

- ‌انظر إلى من سبقك

- ‌الله يحبك

- ‌قصة امرأة صالحة

- ‌عند الغضب

- ‌رد الأمانة

- ‌كمال الرضا عن الله

- ‌من لطائف الأدب

- ‌فهم خاطيء

- ‌لا تلعنها

- ‌محن في طيها منح

- ‌هل رأيت حبيبًا يعذب حبيبة

- ‌ابتسم في مقابلة المحن

- ‌الفرج بعد الشدة

- ‌صبر على الطاعة

- ‌فداء بالمال

- ‌الصدق

- ‌الصدق يهدي إلى الجنة

- ‌الصدق طمأنينة

- ‌لا تجحد نعمة ربك

- ‌موقف مع البخاري

- ‌أنواع الصدق

- ‌الكذب على الأعداء

- ‌أبو سفيان

- ‌أنكحك الصدق

- ‌أموت ولا أكذب

- ‌المراقبة

- ‌من أسماء الله الحسنى: الرقيب

- ‌ثمار المراقبة:

- ‌أمانة في البيع والشراء

- ‌عمر يختبر الراعي

- ‌الغلام المعلَّم

- ‌راقبوا الله في خلواتكم

- ‌درس في المراقبة

- ‌التوكل

- ‌وعلى الله فتوكلوا

- ‌رزقك على ربك

- ‌المتوكلون من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب

- ‌كن كالطير

- ‌الشيطان يحزن

- ‌حقيقة التوكل

- ‌لا تحزن ومعك الملك

- ‌هل أنت مؤمن

- ‌لا تتكاسل

- ‌ساق التوكل

- ‌واعجبًا

- ‌فهم خاطيء

- ‌هكذا أُمِرَ الأنبياء

- ‌القرآن يأمر بالأخذ بالأسباب

- ‌سبحان الله يا شقيق

- ‌هل لك حرفة

- ‌هذه الأشياء لا تنافي التوكل

- ‌غزوة حنين نموذج قرآني

- ‌حدث في ليلة الهجرة

- ‌فلم تقتلوهم ولكن

- ‌آلله أمرك بهذا

- ‌حسبنا الله ونعم الوكيل

- ‌من الرزاق

- ‌لا تعصه وهو يرزقك

- ‌طرفة

- ‌كن معه يغنيك من خزائنه

- ‌لا تيأس وإن توالت عليك الخطوب

- ‌البركة من الله:

- ‌موقف يحتاج إلى تأمل

- ‌متى الراحة

- ‌إن لي نفسًا تواقة

- ‌رحم الله امرأ عرف قدر نفسه

- ‌كثرة الأموال ليست دليل الكرامة على الله

- ‌الابتلاء بالنعمة

- ‌النعم ثلاث

- ‌الاستقامة

- ‌الاستقامة في العبادة

- ‌نموذج فريد

- ‌المداومة على القراءة

- ‌الاستقامة على العفة

- ‌مناظرة بين القلب والعين

- ‌استقامة صادقة

- ‌المداومة على الإنفاق

- ‌نتيجة الاستقامة

- ‌وفاة أثناء الصلاة:

- ‌جزاء عدم الاستقامة

- ‌الخوف والرجاء

- ‌تأملات

- ‌أما أبصرت قبور القوم

- ‌شمِّر عن ساق الجد

- ‌لا للتقصير في القصير

- ‌إعراض الله

- ‌خف من النار

- ‌كيف تعرف الديك من الدجاجة

- ‌نداءات

- ‌احذر الغرق

- ‌إخواني

- ‌أين هؤلاء

- ‌اتقوا النار

- ‌شهادة الأرض

- ‌وصايا غالية

- ‌هل دخلت الجنة

- ‌التسبيح أفضل أم الاستغفار

- ‌خوف يدفع للعمل

- ‌لو تعلمون ما أعلم

- ‌لم شبت يا رسول الله

- ‌الرسول يبكي

- ‌خوف عمر

- ‌ماذا عملت فيما علمت

- ‌بكاء .. بكاء

- ‌وقفة تأمل

- ‌لماذا لا نبكي

- ‌البكاء في النار

- ‌أتعرف ذنب كذا

- ‌هل تحافظ على الصلاة

- ‌نداء رباني

- ‌بشريات

- ‌هنيئًا لك

- ‌إنك تعبد الرحيم

- ‌الخوف أفضل أم الرجاء

- ‌الخشوع

- ‌اعتراف غربي:

- ‌صلاة تليق بمعبودك

- ‌نماذج للخاشعين

- ‌طريق النصر

- ‌كيف تقيم الصلاة

- ‌أتسهو في صلاتك

- ‌أسلم بسبب الصلاة

- ‌معنى إقامة الصلاة

- ‌البكاء من خشية الله

- ‌بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌البكاء خوفًا من سوء الخاتمة

- ‌إليك عني

- ‌يا عمر الخير

- ‌كأن النار لم تخلق إلا لهم

- ‌أبكي على قلة زادي

- ‌دموعهم جارية

- ‌ويح نفسي

- ‌البكاء خوفا من النار

- ‌أمنية عبد الله بن عمرو

- ‌منتهى الخوف

- ‌من أحسن الأشياء

- ‌عتاب للنفس

- ‌تخيل نفسك

- ‌وصية

- ‌وقفات

- ‌وأنَّى لابن الخطاب مثل هذا

- ‌دعوني

- ‌أنجح الوسائل

- ‌ويحي

- ‌ابكِ على خطيئتك

- ‌قيام الليل

- ‌الليل مدرسة الرجال

- ‌السجود

- ‌احتجاج الهدهد

- ‌الشمس تسجد

- ‌سجدة خير من الدنيا

- ‌سجود النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل تذوقت حلاوة الخشوع

- ‌الرسول سيتعرف عليك

- ‌النجاة بالسجود

- ‌أثر السجود

- ‌أكثر من السجود تصاحب النبي

- ‌سجود المؤمنين

- ‌سجود التلاوة

- ‌سجدة الشكر

- ‌سجود السهو

- ‌التأثر بالقرآن

- ‌أحوال السلف مع القرآن

- ‌التأثر بآية

- ‌خوف شديد

- ‌أعظم آية

- ‌من أحوال الصالحين

- ‌تأثير القرآن في العرب

- ‌مع سورة الزلزلة

- ‌ليس لي عذر

- ‌بل أنت يا رب

- ‌سرعة الاستجابة

- ‌تحريم الخمر في أمريكا

- ‌الاستماع إلى القرآن

- ‌أسلموا بسبب القرآن

- ‌بطل العالم في الملاكمة "كاسيوس كلاي" الذي صار محمد علي كلاي:

- ‌إسلام قسيس

- ‌أستاذ اللاهوت

- ‌خمسة قساوسة

- ‌إسلام البحار

- ‌في ظلال القرآن

- ‌خيبة أهل الكتاب

- ‌هجر القران أنواع

- ‌وقفات

- ‌آداب تلاوة القرآن:

- ‌التعلق بالمساجد

- ‌يخرجون للصلاة وهم مرضى

- ‌في أصعب الظروف

- ‌من أحوال السلف

- ‌الحرص على صلاة الفجر

- ‌أنس يبكي

- ‌فضيلة الوقت بعد الفجر

- ‌نماذج رائعة

- ‌الحرص على تكبيرة الإحرام

- ‌حالك في الصلاة

- ‌الورع

- ‌ ورع الرسول

- ‌سبحان الله

- ‌الحرام حرام

- ‌أبو بكر الصديق

- ‌ورع وخوف

- ‌نموذج فريد

- ‌إنما هاجر به أبوه

- ‌من أين لك هذا

- ‌محاسبة الأهل أولاً

- ‌خذه يا معيقيب

- ‌ميزان رباني

- ‌خوف من الشبهات

- ‌من غشنا فليس منا

- ‌ويحك تسقيني نارا

- ‌بكى الناس إشفاقا

- ‌ورع الولاة

- ‌اجعلها سوقا للمسلمين

- ‌نزاهة العمال

- ‌أجور العمال

- ‌ورع الفاروق عمر

- ‌لا ترفع صوتك على حديت النبي

- ‌ورع التابعين

- ‌ورع أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

- ‌عمر بن عبد العزيز وعمته

- ‌الآن طاب لي أكله

- ‌محمد بن واسع

- ‌أقبلت هدية

- ‌عطاء بن أبي رباح

- ‌ورع الإمام

- ‌محمد بن المنكدر

- ‌يرفض الذل

- ‌الورع عما يستبيحه الكافة

- ‌الإفراج الصحي

- ‌المسارعة إلى الخيرات

- ‌المسارعة في دخول الجنة

- ‌سبقك بها عكاشة

- ‌سارع

- ‌مساعدة الفقراء

- ‌جيل المسارعين إلى الخيرات

- ‌ذهب أهل الدثور بالأجور

- ‌مسارعة في طلب العلم ونشره

- ‌المسارعة في الجهاد

- ‌تنافس في الشهادة

- ‌جهزوني

- ‌من يأخده بحقه

- ‌المسارعة في رد الفتنة

- ‌محاسبة النفس

- ‌لفتة

- ‌يا نفس

- ‌هل أنت إلا قطرة

- ‌مثل واضح

- ‌وصية حكيم

- ‌النفس اللوامة

- ‌واحسرتاه

- ‌مع أبي طلحة

- ‌محمد بن بشر

- ‌أصحاب علي

- ‌ويحك يا نفس

- ‌التوبة

- ‌توشك أن تصل

- ‌دينار العيار

- ‌تذكر يوم القيامة

- ‌الدولة الغريبة

- ‌أيها الباكي

- ‌اجعل القرآن منهجك

- ‌ذكر الله

- ‌قيام الليل

- ‌ينتفض فزعا

- ‌كثرة الدعاء

- ‌علو الهمة

- ‌عالي الهمة شريف النفس

- ‌1 - علو الهمة في العبادة:

- ‌أبو حنيفة

- ‌القيام والبكاء

- ‌2 - علو الهمة في الجهاد:

- ‌3 - علو الهمة في طلب العلم:

- ‌أين نحن من هؤلاء

- ‌حتى قبل الموت

- ‌4 - علو الهمة في الدعوة:

- ‌الشيخ محمد فرغلي

- ‌الإيمان وعلو الهمة

- ‌طلب العلم

- ‌ثماني مسائل

- ‌أهمية اللغة العربية

- ‌تخير العلوم

- ‌طلب العلم

- ‌كيف تحفظ العلم

- ‌علم بلا عمل

- ‌أحب الصالحين

- ‌كيف ينال العلم

- ‌شهوة العلم

- ‌الكتاب خير جليس

- ‌المداومة على طلب العلم

- ‌فطنة العالم

- ‌نماذج فريدة معاصرة

- ‌الاستقامة في طلب العلم

- ‌زد من الضرب

- ‌هذا والله الملك

- ‌صبرهم على الجوع من أجل العلم

- ‌لا يستطاع العلم براحة الجسد

- ‌العمل بالعلم

- ‌حفظ العلوم

- ‌نتيجة الفهم الصحيح والثقافة الواعية

- ‌السعادة

- ‌من نماذج العلماء

- ‌الفتوى

- ‌اطلبوا العلم

- ‌هكذا يطلب العلم

- ‌الذكاء والعلم

- ‌عباس العقاد

- ‌نماذج من علماء الأمة

- ‌آداب طالب العلم:

- ‌آفات العلم

- ‌التفكر

- ‌التفكر

- ‌ النحلة

- ‌دعوة

- ‌هذا الكون

- ‌عظمة الكون

- ‌بعض ما في الكون

- ‌علمني الخبير العليم

- ‌عجائب الحياة في النبات

- ‌عبادة الكون

- ‌مشاعر متبادلة مع الكون كله

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فوائد الأمر بالمعروف:

- ‌حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌مراتب الإنكار

- ‌الرفق في النهي عن المنكر

- ‌النهي عن المنكر بالمعروف

- ‌لا تخش إلا الله

- ‌أحياني أحياه الله

- ‌لا يشارك فى باطل

- ‌الهضيبي وجمال عبد الناصر

- ‌الشعراوي والسادات

- ‌التلمساني والسادات

- ‌إن الذي يمد رجله لا يمد يده

- ‌رجل آثر الله

- ‌الإيجابية

- ‌رجل إيجابي

- ‌تعلم من الهدهد

- ‌حتى النملة إيجابية

- ‌الداعية الفعال

- ‌مؤمن آل فرعون

- ‌اقتراح إيجابي

- ‌موقف بطولي

- ‌المسئولية فردية

- ‌مبارزة

- ‌إيجابية الأطفال

- ‌أبو محجن الثقفي

- ‌قول الحق

- ‌الجبين المرفوع

- ‌والله لأعرضنك اليوم

- ‌إيجابية الغلام

- ‌إيجابية أبي ذر

- ‌الشيخ أحمد ياسين

- ‌الإيثار

- ‌إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ضيف الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مساعدة الناس

- ‌إيثار علي بنفسه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌جوار الحبيبين

- ‌عمر بن الخطاب والدنانير

- ‌إيثار حتى الموت

- ‌لو ذكرتيني لفعلت

- ‌إيثار المهاجرين والأنصار

- ‌إيثار بالشهوات

- ‌إيثار نادر

- ‌في أحد

- ‌إيثار الرجال

- ‌أبو هريرة

- ‌بشر بن الحارث

- ‌أنفق مما تحب

- ‌إيثار بما تحب

- ‌إيثار عبد الرحمن بن عوف

- ‌إيثار حكيم بن حزام

- ‌يا قوم أسلموا

- ‌يؤثر إخوانه بالحياة لحظات

- ‌ما شاء الله

- ‌مداواة الروماتيزم:

- ‌إيثار الكفاح على السلامة

- ‌الابتسامة

- ‌الضحك في القرآن

- ‌نماذج من ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول والفاروق

- ‌تصديق الحبر

- ‌أين السائل

- ‌ما الكوثر

- ‌زرع الجنة

- ‌تعالى حتى أسابقك

- ‌آخر أهل الجنة دخولاً

- ‌أتدرون مم أضحك

- ‌آخر ابتسامة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌نصيحة طريفة

- ‌مواقف مضحكة

- ‌أنا روحك وأنت روحي

- ‌شروط المزاح

- ‌الضحك والبكاء وجهان لسلامة صحتك

- ‌العفة

- ‌عفة اللسان

- ‌التعفف عن سؤال الناس

- ‌العفة عن أموال الناس

- ‌هكذا كانوا

- ‌كلمات من ذهب

- ‌عفة عبيد بن عمير

- ‌حكاية فتى عفيف

- ‌إبراهيم المسكي

- ‌الجزاء من جنس العمل

- ‌الحياء

- ‌تعريف الحياء

- ‌أما استحييت مني

- ‌علامات الشقوة

- ‌أنت مؤمن بالله

- ‌هكذا خلقك الله

- ‌وضاعت الأخلاق

- ‌مفاهيم يجب أن تصحح

- ‌عمر والمرأة

- ‌لا سمع ولا طاعة

- ‌الله أكرم

- ‌لا لخدش الحياء

- ‌ما بال فلان يقول

- ‌رجل تستحي منه الملائكة

- ‌ما رأيت أشد حياء منه

- ‌لا تصافح النساء

- ‌حياء من الضيوف

- ‌قف واعلم

- ‌وصية

- ‌إني استحييت من ربي

- ‌ثلاث خصال

- ‌ما لي لا أجزع

- ‌افرح مع الحياء

- ‌حياء وسط الرجال

- ‌لا للمزاحمة

- ‌يشهدن الأعياد

- ‌تذكري غيرة زوجك

- ‌حياء سيدنا موسى والفتاتين

- ‌أيها الشباب

- ‌أين النخوة

- ‌حياء من الموتى

- ‌حياء يعجب النبي

- ‌أول نعش في الإسلام

- ‌براءة موسى

- ‌الفقير والحياء

- ‌مواقف لا تتنافى مع الحياء

- ‌الحياء يمنع من الكذب

- ‌حياء في الحرب

- ‌أما تستحي من نفسك

- ‌إلى متى

- ‌كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا

- ‌صور في مجتمعنا تتنافى مع الحياء

- ‌كيف تكتسب صفة الحياء

- ‌الوفاء

- ‌الوفاء مع الله:

- ‌وفاء الأنصار مع الرسول:

- ‌الوفاء مع الزوجة:

- ‌وفاء مع الكفار:

- ‌وفاء نحو فلسطين

- ‌الكرم والإنفاق

- ‌وقفة قرآنية

- ‌كرم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الكريم

- ‌أنواع الكرم

- ‌عجب الله من صنيعكما

- ‌خزيمة وعكرمة

- ‌أنفق مما تحب

- ‌أبو أمامة ومحبته للصدقة

- ‌الإنفاق والإخلاص

- ‌دعوة إلى الإنفاق

- ‌أي الصدقة أعظم أجرًا

- ‌كرم عثمان

- ‌عثمان ذلك الرجل السخي

- ‌كرم أبي حنيفة

- ‌دار في الجنة

- ‌العفو

- ‌من أسماء الله الحسنى العفوّ

- ‌عفو يوسف

- ‌عفو الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌العفو سبب إسلام ثمامة

- ‌العفو عند المقدرة

- ‌ودارت الأيام وأسلم

- ‌في غزوة ذات الرقاع

- ‌مع أهل مكة

- ‌ذكاء وعفو

- ‌خذ العفو

- ‌تذكر عفو ربك

- ‌والكاظمين الغيظ

- ‌عفو عن الجهال

- ‌اللهم إني صفحت عنه فاصفح عنه

- ‌قمة في العفو

- ‌الفرق بين العفو والذل

- ‌الحِلم

- ‌حلم الرسول صلى الله عليه وسلم مع زيد بن سعنة

- ‌إنما بعثت رحمة

- ‌حلم مع اليهود

- ‌يا أنيس

- ‌مراجعة

- ‌أحلم من معن

- ‌حلم الفاروق

- ‌الأحنف بن قيس

- ‌إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان

- ‌ثلاث صحف

- ‌الرنتيسي

- ‌كلمات من ذهب

- ‌علاج الغضب

- ‌ومن الوسائل النبوية لعلاج الغضب:

- ‌الغضب المحمود

- ‌غضب عمر لله

- ‌الغضب لفلسطين

- ‌التواضع

- ‌اركب يا أمير المؤمنين

- ‌جدد نيتك

- ‌شهادة عدي

- ‌مواقف رائعة

- ‌الفرق بين التواضع والمهانة

- ‌تواضع الفاروق

- ‌أريد أن أعرفها نفسها

- ‌تقدير الموتى

- ‌الرسول قدوتنا

- ‌القناعة

- ‌علامات القانع

- ‌اجعل همومك في الآخرة

- ‌ازهد في الدنيا

- ‌الزاهد الحقيقي

- ‌أتخاف الفقر ومعك الملك

- ‌أزمتنا معنوية لا مادية

- ‌وصف الدنيا

- ‌عجبا لك

- ‌العقلاء ثلاثة

- ‌يا أيها الناس

- ‌انتبه

- ‌الناس نيام

- ‌ما لي وللدنيا

- ‌سيبقى عملك

- ‌هذه هي الدنيا

- ‌انظروا إلى من هو أسفل منكم

- ‌ماذا ترك رسولك للدنيا

- ‌هذا هو مصعب

- ‌الحصير أثر في جنبه

- ‌ما أخرجكما من بيوتكما

- ‌اقعد فاشرب

- ‌الغنى غنى النفس

- ‌اليد العليا خير من اليد السفلى

- ‌هؤلاء هم الرجال عن أبي موسى

- ‌لا تسأل الناس شيئا

- ‌الرفق

- ‌أنواع الرفق

- ‌الرفق بالحيوان:

- ‌الحصان ليس من الإخوان

- ‌الرحمة

- ‌1 - رحمة الله بعباده:

- ‌من مظاهر رحمة الله

- ‌إلهي

- ‌وقفة

- ‌2 - رحمة الرسول بأمته:

- ‌3 - الرحمة بالمؤمنين:

- ‌4 - قصة الأم الحقيقية

- ‌ارحمي أولادك

- ‌5 - الرحمة بالفقراء:

- ‌6 - الرحمة باليتامى:

- ‌7 - الرحمة بالحيوانات:

- ‌8 - الرحمة بأهل الذمة:

- ‌9 - الرحمة بالجيران:

- ‌شفاعة أبي حنيفة

- ‌موقف صعب

- ‌10 - الرحمة بالوالدين:

- ‌احتضن أنبوبة البوتاجاز لينقذ أمه

- ‌11 - الرحمة بالأقارب:

- ‌12 - الرحمة بالمحتاجين:

- ‌رحمة عمر بن عبد العزيز

- ‌لا تسبوه

- ‌13 - الرحمة بالرعية:

الفصل: ‌الليل مدرسة الرجال

‌قيام الليل

يقول تعالى: ({يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)} [المزمل: 1 - 4].

ويقول تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"[رواه الترمذي].

ويقول أيضًا: "أفضل الصلاة دون الفريضة صلاة الليل"[رواه مسلم].

والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة.

يا من باع الباقي بالفاني، أما ظهر لك الخسران؟ ما أطيب أيام الوصال! وما أمرَّ أيام الهجر! ما طاب عيش القوم حتى هجروا الأوطان، وسهروا الليالي بتلاوة القرآن فيبيتون لربهم سجدا وقياما (1).

يقول ابن القيم:

يحيون ليلهم بطاعة ربهم

بتلاوة وتضرع وسؤال

وعيونهم تجري بفيض دموعهم

مثل أنهار الوابل الهطال

في الليل رهبان وعند جهادهم

لعدوهم من أشجع الأبطال

بوجوههم أثر السجود لربهم

وبها أشعة نوره المتلالي

‌الليل مدرسة الرجال

قال أبو سليمان الداراني: لأهلُ الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا

(1) بحر الدموع 14.

ص: 100

الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

كان همام بن الحارث يدعو: اللهم اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرا في طاعتك، قال: فكان لا ينام إلا هنيهة.

عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان -وهو ابن أخي عمر بن عبد العزيز- قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك، وهو عزب، فكنت معه في بيت فصلينا العشاء، وأوي كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، ثم قام يصلي، ثم ذهب بي النوم، فاستيقظت فإذا هو في هذه الآية ({أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)} [الشعراء: 205 - 206] فيبكي ثم يرجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله والحمد لله، كالمستيقظ من النوم، لأقطع ذلك عليه، فلما سمعني سكت فلم أسمع له حسًا، رحمه الله (1).

يقول تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} [الذاريات: 17 - 18].

يقول سيد قطب: فهم الأيقاظ في جنح الليل والناس نيام، المتوجهون إلى ربهم بالاستغفار والاسترحام لا يطعمون الكرى إلا قليلاً، ولا يهجعون في ليلهم إلا يسيرا، يأنسون بربهم في جوف الليل فتتجافى جنوبهم عن المضاجع ويخف بهم التطلع فلا يثقلهم المنام.

قال الحسن البصري: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار بسحر.

وقال قتادة: قال الأحنف بن قيس: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] كانوا لا ينامون إلا قليلا، ثم يقول: لست من أهل هذه الآية.

وقال الحسن البصري: كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا، إذ نحن قوم لا نبلغ أعمالهم، {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا

(1) من يظلهم الله (1/ 290، 291).

ص: 101

يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17]، وعرضت عملي على عمل أهل النار، فإذا قوم لا خير فيهم، مكذبون بكتاب الله وبرسل الله، مكذبون بالبعث بعد الموت، فقد وجدت من خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة لا أجدها فينا، ذكر الله تعالى قوما فقال:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] ونحن -والله - قليلا من الليل ما نقوم، فقال له أبي رضي الله عنه: طوبى لمن رقد إذا نعس، واتقى الله إذا استيقظ (1).

يقول المغيرة: خرجت ليلة بعد أن هجع الناس هجعة، فمررت بمالك بن أنس فإذا أنا به قائم يصلي، فلما فرغ من {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] ابتدأ بـ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] حتى بلغ قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]، فبكى بكاء طويلا، وجعل يرددها ويبكي وشغلني ما سمعت عنه ورأيت عن حاجتي التي خرجت إليها، فلم أزل قائما وهو يرددها ويبكي حتى طلع الفجر، فلما تبين له ركع، فصرت إلى منزلي، فتوضأت، ثم أتيت المسجد، فإذا به في مجلسه والناس حوله، فلما أصبح نظرت فإذا أنا بوجهه قد علاه النور.

ويتعجب الإمام أحمد بن حنبل من الذين يطلبون العلم وليس لهم من قيام الليل نصيب، فعن أبي عصمة البيهقي قال: بت ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بالماء فوضعه عندي، فلما أصبح نظر في الماء، فإذا هو كما كان على حاله لم يُتوضأ منه، فقال أحمد: سبحان الله! رجل يطلب العلم ولا يكون له ورد بالليل؟!

قال المروزي: كنت مع الإمام أحمد بن حنبل نحوا من أربعة أشهر بالعسكر، فكان لا يدع قيام الليل وقراءة النهار، وما علمت بختمة للقرآن ختمها لأنه كان يسر ذلك.

ويحكى عن أسلم بن عبد الملك عن رجل من الصالحين كان كثير الصلاة والتهجد، وكان لا يرى نائما بالليل إلا قليلا، فقال له أسلم: يا أخي، ما لي لا أراك تنام كما ينام الناس؟ فقال: إن عجائب القرآن أطرن نومي، ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في غيرها.

(1) في ظلال القرآن الكريم (6/ 3377).

ص: 102

وعن أزهر -وكان من القوامين- أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا، فقلت لها: من أنت؟

قالت: حوراء ..

فقلت: زوجيني نفسك؟

قالت: اخطبني إلى سيدي وامهرني.

فقلت: وما مهرك؟

قالت: طول التهجد.

وقال الحسين الكرابيسي: بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله فيها، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جمع له الرجاء والهيبة جميعا.

ويحكى أحمد بن أبي الحواري يقول: قال لي أبو سليمان الداراني: يا أحمد، إني محدثك بحديث فلا تحدثن به أحدا حتى أموت.

قال أحمد: وما هو؟

قال الداراني: نمت ذات ليلة عن وردي من صلاة الليل، فإذا أنا بحوراء تنبهني، وتقول: يا أبا سليمان، تنام عنا، وأنا أربى لك في الخدور منذ خمسمائة عام؟ أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟! بؤسا لعين آثرت لذة نوم على لذة مناجاة العزيز، قم -رحمك الله- فقد دنا الفراغ، ولقي المحبون بعضهم بعضا، فما هذا الرقاد؟

قال الداراني: فوثبت فزعا وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي، وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.

يقول ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.

وعن حماد بن سلمة قال: قرأ ثابت البناني قوله تعالى {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكهف: 37] وهو يصلي الليل فجعل يبكي وينتحب ويرددها.

ص: 103

يقول أحمد بن أبي الحواري: دخلت على أبي سليمان الداراني وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك يا أبا سليمان؟

قال: يا أحمد، ولم لا أبكي؟ وإذا جن الليل ونامت العيون، وخلا كل حبيب بحبيبه وافترش أهل المحبة أقدامهم، وجرت دموعهم على خدودهم، وقطرت في محاريبهم، أشرف الجليل سبحانه وتعالى عليهم فنادى جبريل: بعيني من تلذذ بكلامي، فينادي فيهم: ما هذا البكاء؟ هل رأيتم حبيبا يعذب أحبابه؟ أم كيف أعذب قوما إذا جنهم الليل تملقوني؟ فبي حلفت إذا وردوا عليَّ يوم القيامة لأكشفن لهم عن وجهي الكريم حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم (1).

نحن الذين إذا أتانا سائل

نوليه إحسانا وحسن تكرم

ونقول في الأسحار هل من تائب

مستغفر لينال خير المغنم

قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر: 60].

فلماذا هذا التكبر والعناد؟ ولماذا الإصرار على الفساد؟ فمن أراد دواء القلوب فليقم بالأسحار، وليكثر من التوبة والاستغفار، وجدوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له (2).

وقال محمد بن عبد الله الخزاعي: صلى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.

الجد الجد، فما تحتمل الطريق الفتور، ضاقت أيام الموسم، فجعجعوا بالإبل.

كانت عابدة لا تنام من الليل إلا يسيرا فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بطول الرقدة في القبور رقادا.

أيها المقصر عن طلب المزاد، كيف تدرك المعالي بغير اجتهاد؟ أين أهل السهر من أهل الرقاد؟ أين الراغبون في الهوى من الزهاد؟ رحل المتيقظون مستظهرين بكثرة الزاد،

(1) صلاة الصالحين: 104.

(2)

روائع الأسحار 26.

ص: 104

كل جواد لهم يعرف الجواد، فساروا فزاروا والكسلان عاد.

وقالت أم عمرو بن المنكدر: يا بني أشتهي أراك نائما! فقال: يا أماه، إن الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه مأربي.

وقال سفيان: إن لله ريحا مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار فتحمل الأنين والاستغفار.

يا طويل النوم فاتتك مدحة {تَتَجَافَى} [السجدة: 16]، وحرمت منحة {الْمُسْتَغْفِرِينَ} [آل عمران: 17]، ولست من أهل عتاب" فإذا جنه الليل نام عني" ليس في ليل الهجر منام ومتى رأيت محبا ينام؟!.

وقال عبد الرحمن رسته: سألت ابن الهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما؟

قال: لا، ولا صلاة واحدة، وحضرته صبيحة بُني على ابنته، فخرج فأذن، ثم مشى إلى بابها، فقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله! أي شيء هذا؟

وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد بن السري كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى إلى الزوال وأنا معه بالمسجد، ثم رجع إلى منزله فتوضأ، وجاء يصلي بنا الظهر، فأخذ يقرأ في المصحف حتى صلى المغرب، قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة! فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل؟!

ويقول الحسن البصري: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل.

وقال بعض الصالحين: كم من أكلة منعت قيام ليلة، وكم من نظرة إلى ما لا يحل حرمت قراءة سورة، وإن العبد ليأكل الأكلة أو ليفعل الفعلة فيحرم بها قيام سنة.

وكان عبد العزيز بن أبي رواد إذا جن الليل يأتي فراشه فيمرر عليه يده ويقول: إنك للين، والله إن في الجنة لألين منك. ولا يزال يصلي الليل كله.

وكان للفاروق عمر جار فقال: ما رأيت أحدا من الناس كان أفضل صلاة من عمر،

ص: 105

إن ليله صلاة وإن نهاره صيام وفي حاجات الناس (1).

بل إنه رضي الله عنه لشدة ارتباطه بالعبادة والصلاة لما دخل في غيبوبة بعد طعنه لم ينبهوه إلا بذكر الصلاة، فقال أحد الحاضرين: إنكم لن توقظوه بشيء أفزع له من الصلاة.

فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين.

فقال: ها الله إذا، ولا حق (لا حظَّ) في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى وإن جرحه ليسعب (يسيل) دما (2).

وكان يهتم بأهل بيته أيضا، فقد روي أنه كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، ويتلو هذه الآية:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132](3).

وكان من دعاء عامر بن عبد قيس إذا أصبح بعد تهجده: اللهم غدا الناس إلى أسواقهم، وأصبح لكل امرئ منهم حاجة، وحاجتي إليك يا رب أن تغفر لي. وكان لا يبيت كل ليلة حتى يبل عمامته بدموعه.

وعن عيسى بن عمرو قال: كان عمرو بن عتبة يخرج على فرسه ليلا فيقف على القبور، فيقول: يا أهل القبور طويت الصحف، ورفعت الأعمال، ثم يبكي، ثم يصف بين قدميه يصلي التهجد، فيرجع فيشهد صلاة الصبح.

ويقول مولى عمرو بن عتبة: رأيت ابن عتبة ليلة قائما يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف، فقلنا له بعدما ولى الأسد، وانتهى من صلاته: أما خفت الأسد؟

فقال: إني أستحي من الله أن أخاف شيئا سواه.

وعن ابن جريج قال: قال لي عطاء: قال لي طاووس بن كيسان: يا عطاء لا تنزلن حاجتك بمن أغلق دونك أبوابه، وجعل عليها حجابه، ولكن أنزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، أمرك أن تدعوه وضمن لك أن يستجيب لك.

(1) حياة الصحابة (3/ 679).

(2)

المصدر نفسه (3/ 93).

(3)

المصدر نفسه (3/ 146).

ص: 106

وكان طاووس يفترش فراشه ويضطجع فيتقلى كما تتقلى الحب في المقلى، ثم يثب فيدرجه ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين.

يا هذا، كيف تطيق السهر مع الشبع؟ كيف تزاحم أهل العزائم بمناكب الكسل؟.

قلت لليل: هل لجوفك سر

عامر بالحديث والأسرار؟

قال: لم ألق في حياتي حديثا

كحديث الأحباب في الأسحار

وكان زيد بن الحارث يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءا عليه، وجزءا على ابنه، وجزءا على ابنه الآخر عبد الرحمن، فكان هو يصلي ثم يقول لأحدهما: قم، فإذا تكاسل صلى جزأه، ثم يقول للآخر: قم، فإن تكاسل أيضا صلى جزأه فيصلي الليل كله.

وقال الحسن بن علي: سمعت يحيى بن معاذ يقول: الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والنهار نقي فلا تدنسه بآثامك.

وكان علي بن بكار يفرش الفراش، فيلمسه بيده، فيقول: إنك لطيب، وإنك لبارد، والله لا أعلونك في هذه الليلة. ثم يظل يصلي إلى الصباح.

وقال أحد ضباط المباحث -الذين منَّ الله عليهم بالهداية- للإخوان: كنا نرسل بعض المخبرين للتجسس على الإخوان، إلا أننا لا نلبث نفقد الثقة فيمن نرسلهم لإحساسهم بتحولهم وتبدلهم لاحتكاكهم بالإخوان المسلمين حتى تعبنا وأعيانا الأمر، فاخترنا رجلا شريرا وقلنا، هذا سهم نضرب به الإخوان يستعصي على الكسر، ومضت الأيام، وبعد أسبوع واحد فقط، وإذا بهذا المخبر يدخل مكتبي وطلب نقله من عند الإخوان قائلا: ودوني عند الشيوعيين، عند اليهود، عند الكفرة، أما أولاد .... دول لأ، فعجبت من أمره وسألته: لماذا؟ قال: كل ليلة يقومون ويصلون، وشيخهم يقرأ القرآن لهم، الركعة تيجي ساعة، معدتش قادر أصلب طولي (1).

(1) من أعلام الحركة الإسلامية 277.

ص: 107