المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الرفق حث الإسلام على الرفق، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها - موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق - جـ ١

[ياسر عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌المقدمة

- ‌الإخلاص

- ‌عشرة لا ينتفع بها:

- ‌من مظاهر الإخلاص:

- ‌سوء خاتمة المرائي:

- ‌الفرق بين النسيجين:

- ‌ستبعث وحدك:

- ‌الإخلاص مسك:

- ‌الإخلاص لربك:

- ‌التوبة

- ‌انتبه

- ‌عباد الله

- ‌عتاب

- ‌استيقظ من نومك

- ‌أيها العبد

- ‌وقفة مع النفس

- ‌يا معرضًا

- ‌أين من سبقك

- ‌القطار يسير

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر

- ‌الله يفرح بك

- ‌الله ينادي عليك

- ‌التوبة واجبة على الدوام

- ‌احذر استصغار الذنب

- ‌لا تفرح بالصغيرة وتجهر بها

- ‌طريق التوبة:

- ‌احذر التسويف

- ‌راجع حساباتك

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا

- ‌استغفر

- ‌استغفار يحتاج إلى استغفار

- ‌أسئلة محيرة

- ‌علامات التائب

- ‌هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم

- ‌إلهي

- ‌اتهم توبتك

- ‌علامات التوبة المقبولة

- ‌حجة باطلة:

- ‌عجبًا لك:

- ‌بدل بيئتك:

- ‌توبة صادقة:

- ‌توبة هارون الرشيد

- ‌توبة مالك بن دينار

- ‌الصبر

- ‌من سنن الكون

- ‌الإيمان نصفان

- ‌الصبر الجميل

- ‌عاقبة الصبر

- ‌لا يتنافي مع الصبر

- ‌أخاطبك على قدر عقلك

- ‌الصبر مفتاح الفرج

- ‌ثمن الجنة

- ‌بيان من الله

- ‌لا لأخلاق الأطفال

- ‌من أسماء الله الحسنى: الصبور

- ‌غالب أعداءك

- ‌عجبًا لك

- ‌اتقي الله

- ‌امرأة من أهل الجنة

- ‌بشرى

- ‌لا تطلب الموت:

- ‌انظر إلى من سبقك

- ‌الله يحبك

- ‌قصة امرأة صالحة

- ‌عند الغضب

- ‌رد الأمانة

- ‌كمال الرضا عن الله

- ‌من لطائف الأدب

- ‌فهم خاطيء

- ‌لا تلعنها

- ‌محن في طيها منح

- ‌هل رأيت حبيبًا يعذب حبيبة

- ‌ابتسم في مقابلة المحن

- ‌الفرج بعد الشدة

- ‌صبر على الطاعة

- ‌فداء بالمال

- ‌الصدق

- ‌الصدق يهدي إلى الجنة

- ‌الصدق طمأنينة

- ‌لا تجحد نعمة ربك

- ‌موقف مع البخاري

- ‌أنواع الصدق

- ‌الكذب على الأعداء

- ‌أبو سفيان

- ‌أنكحك الصدق

- ‌أموت ولا أكذب

- ‌المراقبة

- ‌من أسماء الله الحسنى: الرقيب

- ‌ثمار المراقبة:

- ‌أمانة في البيع والشراء

- ‌عمر يختبر الراعي

- ‌الغلام المعلَّم

- ‌راقبوا الله في خلواتكم

- ‌درس في المراقبة

- ‌التوكل

- ‌وعلى الله فتوكلوا

- ‌رزقك على ربك

- ‌المتوكلون من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب

- ‌كن كالطير

- ‌الشيطان يحزن

- ‌حقيقة التوكل

- ‌لا تحزن ومعك الملك

- ‌هل أنت مؤمن

- ‌لا تتكاسل

- ‌ساق التوكل

- ‌واعجبًا

- ‌فهم خاطيء

- ‌هكذا أُمِرَ الأنبياء

- ‌القرآن يأمر بالأخذ بالأسباب

- ‌سبحان الله يا شقيق

- ‌هل لك حرفة

- ‌هذه الأشياء لا تنافي التوكل

- ‌غزوة حنين نموذج قرآني

- ‌حدث في ليلة الهجرة

- ‌فلم تقتلوهم ولكن

- ‌آلله أمرك بهذا

- ‌حسبنا الله ونعم الوكيل

- ‌من الرزاق

- ‌لا تعصه وهو يرزقك

- ‌طرفة

- ‌كن معه يغنيك من خزائنه

- ‌لا تيأس وإن توالت عليك الخطوب

- ‌البركة من الله:

- ‌موقف يحتاج إلى تأمل

- ‌متى الراحة

- ‌إن لي نفسًا تواقة

- ‌رحم الله امرأ عرف قدر نفسه

- ‌كثرة الأموال ليست دليل الكرامة على الله

- ‌الابتلاء بالنعمة

- ‌النعم ثلاث

- ‌الاستقامة

- ‌الاستقامة في العبادة

- ‌نموذج فريد

- ‌المداومة على القراءة

- ‌الاستقامة على العفة

- ‌مناظرة بين القلب والعين

- ‌استقامة صادقة

- ‌المداومة على الإنفاق

- ‌نتيجة الاستقامة

- ‌وفاة أثناء الصلاة:

- ‌جزاء عدم الاستقامة

- ‌الخوف والرجاء

- ‌تأملات

- ‌أما أبصرت قبور القوم

- ‌شمِّر عن ساق الجد

- ‌لا للتقصير في القصير

- ‌إعراض الله

- ‌خف من النار

- ‌كيف تعرف الديك من الدجاجة

- ‌نداءات

- ‌احذر الغرق

- ‌إخواني

- ‌أين هؤلاء

- ‌اتقوا النار

- ‌شهادة الأرض

- ‌وصايا غالية

- ‌هل دخلت الجنة

- ‌التسبيح أفضل أم الاستغفار

- ‌خوف يدفع للعمل

- ‌لو تعلمون ما أعلم

- ‌لم شبت يا رسول الله

- ‌الرسول يبكي

- ‌خوف عمر

- ‌ماذا عملت فيما علمت

- ‌بكاء .. بكاء

- ‌وقفة تأمل

- ‌لماذا لا نبكي

- ‌البكاء في النار

- ‌أتعرف ذنب كذا

- ‌هل تحافظ على الصلاة

- ‌نداء رباني

- ‌بشريات

- ‌هنيئًا لك

- ‌إنك تعبد الرحيم

- ‌الخوف أفضل أم الرجاء

- ‌الخشوع

- ‌اعتراف غربي:

- ‌صلاة تليق بمعبودك

- ‌نماذج للخاشعين

- ‌طريق النصر

- ‌كيف تقيم الصلاة

- ‌أتسهو في صلاتك

- ‌أسلم بسبب الصلاة

- ‌معنى إقامة الصلاة

- ‌البكاء من خشية الله

- ‌بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌البكاء خوفًا من سوء الخاتمة

- ‌إليك عني

- ‌يا عمر الخير

- ‌كأن النار لم تخلق إلا لهم

- ‌أبكي على قلة زادي

- ‌دموعهم جارية

- ‌ويح نفسي

- ‌البكاء خوفا من النار

- ‌أمنية عبد الله بن عمرو

- ‌منتهى الخوف

- ‌من أحسن الأشياء

- ‌عتاب للنفس

- ‌تخيل نفسك

- ‌وصية

- ‌وقفات

- ‌وأنَّى لابن الخطاب مثل هذا

- ‌دعوني

- ‌أنجح الوسائل

- ‌ويحي

- ‌ابكِ على خطيئتك

- ‌قيام الليل

- ‌الليل مدرسة الرجال

- ‌السجود

- ‌احتجاج الهدهد

- ‌الشمس تسجد

- ‌سجدة خير من الدنيا

- ‌سجود النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل تذوقت حلاوة الخشوع

- ‌الرسول سيتعرف عليك

- ‌النجاة بالسجود

- ‌أثر السجود

- ‌أكثر من السجود تصاحب النبي

- ‌سجود المؤمنين

- ‌سجود التلاوة

- ‌سجدة الشكر

- ‌سجود السهو

- ‌التأثر بالقرآن

- ‌أحوال السلف مع القرآن

- ‌التأثر بآية

- ‌خوف شديد

- ‌أعظم آية

- ‌من أحوال الصالحين

- ‌تأثير القرآن في العرب

- ‌مع سورة الزلزلة

- ‌ليس لي عذر

- ‌بل أنت يا رب

- ‌سرعة الاستجابة

- ‌تحريم الخمر في أمريكا

- ‌الاستماع إلى القرآن

- ‌أسلموا بسبب القرآن

- ‌بطل العالم في الملاكمة "كاسيوس كلاي" الذي صار محمد علي كلاي:

- ‌إسلام قسيس

- ‌أستاذ اللاهوت

- ‌خمسة قساوسة

- ‌إسلام البحار

- ‌في ظلال القرآن

- ‌خيبة أهل الكتاب

- ‌هجر القران أنواع

- ‌وقفات

- ‌آداب تلاوة القرآن:

- ‌التعلق بالمساجد

- ‌يخرجون للصلاة وهم مرضى

- ‌في أصعب الظروف

- ‌من أحوال السلف

- ‌الحرص على صلاة الفجر

- ‌أنس يبكي

- ‌فضيلة الوقت بعد الفجر

- ‌نماذج رائعة

- ‌الحرص على تكبيرة الإحرام

- ‌حالك في الصلاة

- ‌الورع

- ‌ ورع الرسول

- ‌سبحان الله

- ‌الحرام حرام

- ‌أبو بكر الصديق

- ‌ورع وخوف

- ‌نموذج فريد

- ‌إنما هاجر به أبوه

- ‌من أين لك هذا

- ‌محاسبة الأهل أولاً

- ‌خذه يا معيقيب

- ‌ميزان رباني

- ‌خوف من الشبهات

- ‌من غشنا فليس منا

- ‌ويحك تسقيني نارا

- ‌بكى الناس إشفاقا

- ‌ورع الولاة

- ‌اجعلها سوقا للمسلمين

- ‌نزاهة العمال

- ‌أجور العمال

- ‌ورع الفاروق عمر

- ‌لا ترفع صوتك على حديت النبي

- ‌ورع التابعين

- ‌ورع أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

- ‌عمر بن عبد العزيز وعمته

- ‌الآن طاب لي أكله

- ‌محمد بن واسع

- ‌أقبلت هدية

- ‌عطاء بن أبي رباح

- ‌ورع الإمام

- ‌محمد بن المنكدر

- ‌يرفض الذل

- ‌الورع عما يستبيحه الكافة

- ‌الإفراج الصحي

- ‌المسارعة إلى الخيرات

- ‌المسارعة في دخول الجنة

- ‌سبقك بها عكاشة

- ‌سارع

- ‌مساعدة الفقراء

- ‌جيل المسارعين إلى الخيرات

- ‌ذهب أهل الدثور بالأجور

- ‌مسارعة في طلب العلم ونشره

- ‌المسارعة في الجهاد

- ‌تنافس في الشهادة

- ‌جهزوني

- ‌من يأخده بحقه

- ‌المسارعة في رد الفتنة

- ‌محاسبة النفس

- ‌لفتة

- ‌يا نفس

- ‌هل أنت إلا قطرة

- ‌مثل واضح

- ‌وصية حكيم

- ‌النفس اللوامة

- ‌واحسرتاه

- ‌مع أبي طلحة

- ‌محمد بن بشر

- ‌أصحاب علي

- ‌ويحك يا نفس

- ‌التوبة

- ‌توشك أن تصل

- ‌دينار العيار

- ‌تذكر يوم القيامة

- ‌الدولة الغريبة

- ‌أيها الباكي

- ‌اجعل القرآن منهجك

- ‌ذكر الله

- ‌قيام الليل

- ‌ينتفض فزعا

- ‌كثرة الدعاء

- ‌علو الهمة

- ‌عالي الهمة شريف النفس

- ‌1 - علو الهمة في العبادة:

- ‌أبو حنيفة

- ‌القيام والبكاء

- ‌2 - علو الهمة في الجهاد:

- ‌3 - علو الهمة في طلب العلم:

- ‌أين نحن من هؤلاء

- ‌حتى قبل الموت

- ‌4 - علو الهمة في الدعوة:

- ‌الشيخ محمد فرغلي

- ‌الإيمان وعلو الهمة

- ‌طلب العلم

- ‌ثماني مسائل

- ‌أهمية اللغة العربية

- ‌تخير العلوم

- ‌طلب العلم

- ‌كيف تحفظ العلم

- ‌علم بلا عمل

- ‌أحب الصالحين

- ‌كيف ينال العلم

- ‌شهوة العلم

- ‌الكتاب خير جليس

- ‌المداومة على طلب العلم

- ‌فطنة العالم

- ‌نماذج فريدة معاصرة

- ‌الاستقامة في طلب العلم

- ‌زد من الضرب

- ‌هذا والله الملك

- ‌صبرهم على الجوع من أجل العلم

- ‌لا يستطاع العلم براحة الجسد

- ‌العمل بالعلم

- ‌حفظ العلوم

- ‌نتيجة الفهم الصحيح والثقافة الواعية

- ‌السعادة

- ‌من نماذج العلماء

- ‌الفتوى

- ‌اطلبوا العلم

- ‌هكذا يطلب العلم

- ‌الذكاء والعلم

- ‌عباس العقاد

- ‌نماذج من علماء الأمة

- ‌آداب طالب العلم:

- ‌آفات العلم

- ‌التفكر

- ‌التفكر

- ‌ النحلة

- ‌دعوة

- ‌هذا الكون

- ‌عظمة الكون

- ‌بعض ما في الكون

- ‌علمني الخبير العليم

- ‌عجائب الحياة في النبات

- ‌عبادة الكون

- ‌مشاعر متبادلة مع الكون كله

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فوائد الأمر بالمعروف:

- ‌حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌مراتب الإنكار

- ‌الرفق في النهي عن المنكر

- ‌النهي عن المنكر بالمعروف

- ‌لا تخش إلا الله

- ‌أحياني أحياه الله

- ‌لا يشارك فى باطل

- ‌الهضيبي وجمال عبد الناصر

- ‌الشعراوي والسادات

- ‌التلمساني والسادات

- ‌إن الذي يمد رجله لا يمد يده

- ‌رجل آثر الله

- ‌الإيجابية

- ‌رجل إيجابي

- ‌تعلم من الهدهد

- ‌حتى النملة إيجابية

- ‌الداعية الفعال

- ‌مؤمن آل فرعون

- ‌اقتراح إيجابي

- ‌موقف بطولي

- ‌المسئولية فردية

- ‌مبارزة

- ‌إيجابية الأطفال

- ‌أبو محجن الثقفي

- ‌قول الحق

- ‌الجبين المرفوع

- ‌والله لأعرضنك اليوم

- ‌إيجابية الغلام

- ‌إيجابية أبي ذر

- ‌الشيخ أحمد ياسين

- ‌الإيثار

- ‌إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ضيف الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مساعدة الناس

- ‌إيثار علي بنفسه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌جوار الحبيبين

- ‌عمر بن الخطاب والدنانير

- ‌إيثار حتى الموت

- ‌لو ذكرتيني لفعلت

- ‌إيثار المهاجرين والأنصار

- ‌إيثار بالشهوات

- ‌إيثار نادر

- ‌في أحد

- ‌إيثار الرجال

- ‌أبو هريرة

- ‌بشر بن الحارث

- ‌أنفق مما تحب

- ‌إيثار بما تحب

- ‌إيثار عبد الرحمن بن عوف

- ‌إيثار حكيم بن حزام

- ‌يا قوم أسلموا

- ‌يؤثر إخوانه بالحياة لحظات

- ‌ما شاء الله

- ‌مداواة الروماتيزم:

- ‌إيثار الكفاح على السلامة

- ‌الابتسامة

- ‌الضحك في القرآن

- ‌نماذج من ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول والفاروق

- ‌تصديق الحبر

- ‌أين السائل

- ‌ما الكوثر

- ‌زرع الجنة

- ‌تعالى حتى أسابقك

- ‌آخر أهل الجنة دخولاً

- ‌أتدرون مم أضحك

- ‌آخر ابتسامة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌نصيحة طريفة

- ‌مواقف مضحكة

- ‌أنا روحك وأنت روحي

- ‌شروط المزاح

- ‌الضحك والبكاء وجهان لسلامة صحتك

- ‌العفة

- ‌عفة اللسان

- ‌التعفف عن سؤال الناس

- ‌العفة عن أموال الناس

- ‌هكذا كانوا

- ‌كلمات من ذهب

- ‌عفة عبيد بن عمير

- ‌حكاية فتى عفيف

- ‌إبراهيم المسكي

- ‌الجزاء من جنس العمل

- ‌الحياء

- ‌تعريف الحياء

- ‌أما استحييت مني

- ‌علامات الشقوة

- ‌أنت مؤمن بالله

- ‌هكذا خلقك الله

- ‌وضاعت الأخلاق

- ‌مفاهيم يجب أن تصحح

- ‌عمر والمرأة

- ‌لا سمع ولا طاعة

- ‌الله أكرم

- ‌لا لخدش الحياء

- ‌ما بال فلان يقول

- ‌رجل تستحي منه الملائكة

- ‌ما رأيت أشد حياء منه

- ‌لا تصافح النساء

- ‌حياء من الضيوف

- ‌قف واعلم

- ‌وصية

- ‌إني استحييت من ربي

- ‌ثلاث خصال

- ‌ما لي لا أجزع

- ‌افرح مع الحياء

- ‌حياء وسط الرجال

- ‌لا للمزاحمة

- ‌يشهدن الأعياد

- ‌تذكري غيرة زوجك

- ‌حياء سيدنا موسى والفتاتين

- ‌أيها الشباب

- ‌أين النخوة

- ‌حياء من الموتى

- ‌حياء يعجب النبي

- ‌أول نعش في الإسلام

- ‌براءة موسى

- ‌الفقير والحياء

- ‌مواقف لا تتنافى مع الحياء

- ‌الحياء يمنع من الكذب

- ‌حياء في الحرب

- ‌أما تستحي من نفسك

- ‌إلى متى

- ‌كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا

- ‌صور في مجتمعنا تتنافى مع الحياء

- ‌كيف تكتسب صفة الحياء

- ‌الوفاء

- ‌الوفاء مع الله:

- ‌وفاء الأنصار مع الرسول:

- ‌الوفاء مع الزوجة:

- ‌وفاء مع الكفار:

- ‌وفاء نحو فلسطين

- ‌الكرم والإنفاق

- ‌وقفة قرآنية

- ‌كرم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الكريم

- ‌أنواع الكرم

- ‌عجب الله من صنيعكما

- ‌خزيمة وعكرمة

- ‌أنفق مما تحب

- ‌أبو أمامة ومحبته للصدقة

- ‌الإنفاق والإخلاص

- ‌دعوة إلى الإنفاق

- ‌أي الصدقة أعظم أجرًا

- ‌كرم عثمان

- ‌عثمان ذلك الرجل السخي

- ‌كرم أبي حنيفة

- ‌دار في الجنة

- ‌العفو

- ‌من أسماء الله الحسنى العفوّ

- ‌عفو يوسف

- ‌عفو الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌العفو سبب إسلام ثمامة

- ‌العفو عند المقدرة

- ‌ودارت الأيام وأسلم

- ‌في غزوة ذات الرقاع

- ‌مع أهل مكة

- ‌ذكاء وعفو

- ‌خذ العفو

- ‌تذكر عفو ربك

- ‌والكاظمين الغيظ

- ‌عفو عن الجهال

- ‌اللهم إني صفحت عنه فاصفح عنه

- ‌قمة في العفو

- ‌الفرق بين العفو والذل

- ‌الحِلم

- ‌حلم الرسول صلى الله عليه وسلم مع زيد بن سعنة

- ‌إنما بعثت رحمة

- ‌حلم مع اليهود

- ‌يا أنيس

- ‌مراجعة

- ‌أحلم من معن

- ‌حلم الفاروق

- ‌الأحنف بن قيس

- ‌إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان

- ‌ثلاث صحف

- ‌الرنتيسي

- ‌كلمات من ذهب

- ‌علاج الغضب

- ‌ومن الوسائل النبوية لعلاج الغضب:

- ‌الغضب المحمود

- ‌غضب عمر لله

- ‌الغضب لفلسطين

- ‌التواضع

- ‌اركب يا أمير المؤمنين

- ‌جدد نيتك

- ‌شهادة عدي

- ‌مواقف رائعة

- ‌الفرق بين التواضع والمهانة

- ‌تواضع الفاروق

- ‌أريد أن أعرفها نفسها

- ‌تقدير الموتى

- ‌الرسول قدوتنا

- ‌القناعة

- ‌علامات القانع

- ‌اجعل همومك في الآخرة

- ‌ازهد في الدنيا

- ‌الزاهد الحقيقي

- ‌أتخاف الفقر ومعك الملك

- ‌أزمتنا معنوية لا مادية

- ‌وصف الدنيا

- ‌عجبا لك

- ‌العقلاء ثلاثة

- ‌يا أيها الناس

- ‌انتبه

- ‌الناس نيام

- ‌ما لي وللدنيا

- ‌سيبقى عملك

- ‌هذه هي الدنيا

- ‌انظروا إلى من هو أسفل منكم

- ‌ماذا ترك رسولك للدنيا

- ‌هذا هو مصعب

- ‌الحصير أثر في جنبه

- ‌ما أخرجكما من بيوتكما

- ‌اقعد فاشرب

- ‌الغنى غنى النفس

- ‌اليد العليا خير من اليد السفلى

- ‌هؤلاء هم الرجال عن أبي موسى

- ‌لا تسأل الناس شيئا

- ‌الرفق

- ‌أنواع الرفق

- ‌الرفق بالحيوان:

- ‌الحصان ليس من الإخوان

- ‌الرحمة

- ‌1 - رحمة الله بعباده:

- ‌من مظاهر رحمة الله

- ‌إلهي

- ‌وقفة

- ‌2 - رحمة الرسول بأمته:

- ‌3 - الرحمة بالمؤمنين:

- ‌4 - قصة الأم الحقيقية

- ‌ارحمي أولادك

- ‌5 - الرحمة بالفقراء:

- ‌6 - الرحمة باليتامى:

- ‌7 - الرحمة بالحيوانات:

- ‌8 - الرحمة بأهل الذمة:

- ‌9 - الرحمة بالجيران:

- ‌شفاعة أبي حنيفة

- ‌موقف صعب

- ‌10 - الرحمة بالوالدين:

- ‌احتضن أنبوبة البوتاجاز لينقذ أمه

- ‌11 - الرحمة بالأقارب:

- ‌12 - الرحمة بالمحتاجين:

- ‌رحمة عمر بن عبد العزيز

- ‌لا تسبوه

- ‌13 - الرحمة بالرعية:

الفصل: ‌ ‌الرفق حث الإسلام على الرفق، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها

‌الرفق

حث الإسلام على الرفق، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق"[رواه أحمد].

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير"[رواه الترمذي].

وعن عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به"[رواه مسلم].

‌أنواع الرفق

الرفق في الدين:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة"[رواه البخاري].

قال ابن حجر: والمشادة بالتشديد: المغالبة، يقال: شاده مشادة إذا قاواه، والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب.

الدلجة: السير من أول الليل، والغدوة: الخروج أول النهار، والروحة: الخروج آخر النهار.

عن عائشة رضي المته عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرفق لا يكون في شىء إلا زانه ولا يترع من شىء إلا شأنه"[رواه مسلم].

اعلم أخي الحبيب أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، فلا تضغط على نفسك في البداية في العبادة ثم تتوقف نهائيا، ولكن عليك بالتدرج، ابدأ بقراءة جزء يوميا من القرآن ثم اجتهد في الزيادة مع الدوام.

ص: 366

الرفق في التبليغ:

كان عبد الله بن مسعود يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فرد عليه تلميذ النبوة بجواب مليء بفقه الدعوة:"أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا"[رواه البخاري].

يخاف السآمة على جيل التابعين فكيف بجيل القرن العشرين؟! ولا ينفرد ابن مسعود بهذا الفقه دون الصحابة، بل إن ذلك سمة بارزة فيهم -رضوان الله عليهم جميعا- فهذا عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: أيها الناس لا تبغضوا الله إلى عباده.

فقيل: كيف ذاك أصلحك الله؟

قال: يجلس أحدكم قاصا فيطول على الناس حتى يبعض إليهم ما هم فيه، ويقوم أحدهم إماما فيطول على الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه.

وهذا ابن عباس يقول: حدث الناس كل جمعة، فإن أكثرت فمرتين، فإن أكثرت فثلاثا، ولا تمل الناس من هذا القرآن ولا تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم، وقال: أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، وإياك والسجع في الدعاء فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلونه.

وإذا أخذت بأقوال الصحابة وفقههم فإنك في مأمن من أن تكون من النفر الستة الذين ذكرهم ابن عبد البر حين قال: كان يقال: ستة إذا أهينوا فلا يلومون إلا أنفسهم:

- الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها.

- وطالب الفضل من اللئام.

- والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه فيه.

- والمستخف بالسلطان.

- والجالس مجلسا ليس له بأهل.

- والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغى إليه (1).

(1) المصفى من صفات الدعاة (1/ 38، 39).

ص: 367

الرفق مع الجهلة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد فثار الناس إليه ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعوه وأريقوا على بوله ذَنوبا من ماء أو سَجلا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"[رواه البخاري]، السجل بفتح السين وإسكان الجيم، وهي الدلو الممتلئة ماء.

إنها قمة من قمم الرفق لا يبلغها إلا من اتصل بمشكاة النبوة اتصالا لا يعرف الملل، وذلك نابع من استشعار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا التصرف الشاذ لا ينتج إلا من جاهل، ولنا أن نسأل أنفسنا: هل سيكون لنا نفس الموقف الذي وقفه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأعرابي إذا ما شاهدنا يوما تصرفا شاذا من أحد الناس؟ وهل نرفق به ولا نعنفه وننصحه بهدوء أن يقلع عن ذلك؟ أم أننا نسيء الظن فيه، ونحسبه قد تعمد ذلك ونثور كما ثار الصحابة رضوان الله عليهم في بداية الأمر؟! (1).

الرفق مع المبتديء:

عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني (زجرني وعبس في وجهي) ولا ضربني ولا شتمني، قال:"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبر وقراءة القرآن"[رواه مسلم].

يقول الحاج أحمد أبو شادي: حدث أن أحد الإخوان كان في طبعه حدة وعصبية فكان يثور دائما لأوهى الأسباب، ويسبب بثورته ضيقا في نفوس الإخوان ويحاول بعضهم أن يقضي على ثورته الجامحة ويهديء من روعه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان الإمام كثيرا ما يتدخل في ثورة هذا الأخ العصبي فتهدأ نفسه إلى حين ثم يعود بعدها إلى ثورة جديدة.

(1) المصفى في صفات الدعاة (1/ 40).

ص: 368

ولما طفح الكيل وضاق الإخوان وأستاذهم ذرعا بهذا الأخ الذي لا يتورع عن إيذاء الإخوان وتجريحهم انتفض الأستاذ غاضبا، وطلب إليه أن يخرج من دار المركز العام إلى بيته، فما كان من الأخ الثائر إلا أن قال للأستاذ: لن أخرج من هذه الدار، إنها ليست داركم ولكنها دار الإخوان المسلمين، فما كان من الأستاذ إلا أن سيطر على غضبه ولم يندفع في ثورته على هذا الأخ فأجابه في هدوء وسكينة: صدقت في قولك يا أخي إنها ليست داري وإنما دار الإخوان، لكن لا تنس أنني أبو هؤلاء الإخوان جميعا، وإننا جميعا مستاءون من تصرفاتك معنا وثورتك المستمرة علينا، وأوعز الأستاذ للإخوان بمقاطعته فقاطعوه ولم يكلموه ولم يردوا عليه، وترك الأستاذ الإمام مكانه في الغرفة وخرج الإخوان معه كلهم في صورة احتجاج ومقاطعة لهذا الأخ، وظل هذا الأخ في الغرفة وحيدا حزينا يفكر في موقفه الذي ساقته إليه ثوراته وجمحاته وشطحاته، وظل هكذا وحيدا يفكر فيما جنت يداه على نفسه، وعلى إخوانه، وعلى مرشده، واغرورقت عيناه بالدموع، دموع الندم والتوبة.

وبعد فترة قصيرة من الوقت دخل عليه الأستاذ فوجده على هذه الحال، فما رآه الأخ حتى سارع إلى تقبيل يده، والاعتذار إليه وإلى الإخوان الذين أساء إليه هم مرارا، فما كان من الأستاذ إلا أن ضمه إليه ضمة الحب والرحمة والإشفاق، وقبله قبلة الأخ الرحيم والمربي الحكيم، وأقبل عليه الإخوان يصافحونه، ويعانقونه بعد أن اعتذر إليهم، فما كان منه إلا أن استقام أمره، ولم يعد إلى ما كان منه من جمحات وشطحات. وهكذا استطاع الأستاذ الإمام أن يعالج مشكلة هذا الأخ الجامح، فلم يعالجه بالشدة والغلظة والزجر والثورة، وإنما عالجه باللين والرفق، ناهجا في ذلك نهج النبي الكريم والمربي العظيم الذي كان يقول:"إن الله يحب الرفق في الأمر كله"[البخاري](1).

يقول سيد قطب: فالناس في حاجة إلى كنف رحيم، وإلى رعاية فائقة، وإلى بشاشة سمحة، وإلى ود يسعهم، وحلم لا يشق بجهلهم وضعفهم ونقصهم، في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ومن يحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه، ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء،

(1) رحلتي مع الجماعة الصامدة 161 - 163.

ص: 369

وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

الرفق في الدعوة:

من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم الحكيمة فعله مع الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، فقد أسلم الطفيل قبل الهجرة في مكة، ثم رجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فبدأ بأهل بيته، فأسلم أبوه وزوجته، ثم دعا قومه إلى الله عز وجل فلم يسلموا، فجاء الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن دوسا قد عصت وأبت، وطلب أن يدعو عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه فقال الناس: هلكوا، فقال:"اللهم اهد دوسا، وائت بهم، اللهم اهد دوسا وائت بهم"[رواه أحمد].

فاستجاب الله دعاءه، وحصل على ثمرة الصبر والتأني وعدم العجلة، فقد رجع الطفيل إلى قومه، ورفق بهم فأسلم على يديه خلق كثير، ثم قدم على النبي وهو بخيبر فدخل المدينة بثمانين أو تسعين بيتا من دوس، ثم لحقوا بالنبي بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين.

كن رفيقا في تعليم الناس:

كان عبد البديع صقر رحمه الله إذا دخل بيتا ووجد فيه تمثالا كسره أو رماه أو شوه وجهه دون موافقة صاحب البيت، وقد يكون صاحب البيت حديث عهد بالإخوان أو بالدعوة فيصيبهم نفور من عبد البديع، وكثرت الشكوى من تصرفه هذا، وبلغت الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله فقال لعبد البديع: لا نريد منك أن تحطم أصنام الناس، ولكننا نريدك أن تجعلهم يحطمونها بأيديهم!!

وهكذا رسم له طريق الدعوة الصحيح، وبين له المهمة الأساسية للداعية (2).

الرفق بالمساكين:

يقول محمد إقبال: جاء سائل فطرق بابنا بعنف، فضربته بعصا على رأسه، فتناثر ما جمعه، فتألم والدي وسال الدمع من عينيه، وقال: يا بني، غدا تجتمع أمة خير البشر أمام

(1) الظلال (1/ 501).

(2)

حكايات عن الإخوان 58، 59.

ص: 370

مولاها، ويحشر أهل الملة البيضاء حكماؤها والشهداء والعلماء، والعصاة، ويأتي هذا السائل المسكين صائحا شاكيا، فماذا أقول إذا قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أودعك شابا مسلما، فلم تؤدبه بأدبي، بل لم تستطع أن تجعله إنسانا، فانظر يا ولدي عتاب النبي الكريم ومقامي في خجلي بين الخوف والرجاء، أتفضح أباك أمام مولاه؟ يا ولدي كن برعما في غصن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكن وردة من نسيج ربيعه، وخذ من خلقه الطيب بنصيب (1).

الرفق بالوالدين:

ذكر العلماء أن رجلا كان عنده والد كبير، فتأفف من خدمته ومن القيام بأمره، فأخذه وخرج إلى الصحراء ليذبحه، فلما وصل إلى صخرة أنزله هناك قال: يا بني ماذا تريد أن تفعل بي؟ قال: أريد أن أذبحك، قال: يا بني هذا جزاء الإحسان؟ قال الابن: لابد من ذبحك فقد أسأمتني وأمللتني، فقال الأب: يا بني إن أبيت إلا ذبحي فاذبحني عند الصخرة التالية ولا تذبحني هنا؛ فتعجب الابن وسأل: وما الفرق بين هنا أو هناك؟ قال: يا بني إن كان الجزاء من جنس العمل فاذبحني عند الصخرة التالية فلقد ذبحت أبي هناك ولك يا بني مثلها (2).

الرفق بالعصاة:

قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، وكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار"[رواه أبو داود].

وكتب عدي بن أرطأة إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: من عدي بن أرطأة .. أما بعد، أصلح الله أمير المؤمنين، فإن قبلي أناسا من العمال قد اقتطعوا من مال الله عز وجل مالاً

(1) أعلام المسلمين 253.

(2)

قصص وعبر- محمود المصري (2/ 45).

ص: 371