الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته لم صنعت كذا وكذا، ولا لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا.
المسلم يكون حليما مع الأولاد فمن طبيعتهم كثرة الحركة، فلابد من توجيههم للرياضة، ولكن مع التوجيه والموازنة بين أداء الصلاة، وقضاء الطلبات المنزلية، والمذاكرة.
مراجعة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أتراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.
قال: فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: نعم.
قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟
قالت: نعم.
قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، يريد عائشة.
جميل جدا من كان حليما على زوجته عندما أهملته في أحد الأمور فلم ينفعل وفي نهاية اليوم أخبرها في هدوء أنه تضايق بسبب ما فعلته فما كان منها إلا أن بكت واعتذرت، ولو أنه انفعل وأقام الدنيا وأقعدها لما استفاد شيئا، وليصل مرادك بالتلميح لا التصريح.
أحلم من معن
كان معن بن زائدة أميرا على العراق، وكان مشهورا بالحلم الشديد، فذهب إليه
أعرابي، يختبر حلمه، فلما دخل الأعرابي على معن قال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة
…
وإذ نعلاك من جلد البعير؟!
قال معن: أذكر ذلك ولا أنساه.
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا
…
وعلمك الجلوس على السرير
قال معن: سبحانه وتعالى.
فقال الأعرابي:
فلست مسلما إن عشت دهرا
…
على معن بتسليم الأمير
قال معن: يا أخا العرب، السلام سنة، وشأنك في الأمير.
فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها
…
ولو جار الزمان على الفقير
قال معن: يا أخا العرب، إن جاورتنا فمرحبا بك، وان رحلت فمصحوبا بالسلامة.
فقال الأعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيء
…
فإني قد عزمت على المسير
قال معن: أعطوه ألف دينار يستعين بها في سفره.
فأخذها الأعرابي وقال له:
قليل ما أتيت به وإني
…
لأطمع منك بالمال الكثير
قال معن: فأعطوه ألفا أخرى.
فقال له:
سألت الله أن يبقيك ذخرا
…
فما لك في البرية من نظير
قال معن: أعطوه ألفًا أخرى.
فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين ما جئت إلا مختبرا لك فوجدت أن الله جمع فيك حلما لو وزع على أهل الأرض لكفاهم.
قال معن: يا غلام، كم أعطيته على نظمه؟
قال: ثلاثة آلاف دينار.