الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المراقبة
المراقبة: هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.
يقول إبراهيم الخواص: المراقبة هي خلوص السر والعلانية لله عز وجل، وقد حث الإسلام على المراقبة، فقال تعالى:{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52].
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
وقال: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117].
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يراقب ربه فيقول: "إني أرى ما لا ترون، أطت السماء وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله تعالى، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى"[الترمذي].
وسئل ذو النون: بم ينال العبد الجنة؟ قال: بخمس:
استقامة ليس فيها روغان.
واجتهاد ليس معه سهو.
ومراقبة لله في السر والعلانية.
وانتظار الموت بالتأهل له.
ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب.
إذا أراد المؤمن أن يتذكر مراقبة الله فعليه أن يتعبد باسم الله السميع، فلا يسمع ربه منه فحشًا ولا عصيانًا، ويتعبد باسم الله البصير، فلا يرى ربه منه معصية ولا يقع منه ما يغضبه عز وجل.
من أسماء الله الحسنى: الرقيب
الرقيب: اسم من أسماء الله الحسنى ورد ذكره في حديث المصطفى الشامل للأسماء الحسنى، كما ورد ذكره في القرآن الكريم.
والرقيب: هو الذي لا يغفل ولا ينام، أحاط بصره بكل شيء، أدنى حفيظ وأقرب شهيد، وهو الذي من الأسرار قريب، وعند الاضطرار يجيب، وهو المطلع على الضمائر، الشاهد على الأسرار، وهو الذي يعلم ويرى ولا يخفى عليه السر والنجوى، وهو تعالى الذي يسبق علمه جميع المحدثات وتتقدم روايته جميع المكونات، الحاضر الذي لا يغيب، قال تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235].
وقال عز وجل: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، وقال تعالى:{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] وقال عز وجل: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48] وقال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]، إلى غير ذلك من الآيات.
مظاهر اسمه تعاله الرقيب
الله عز وجل رقيب على السماوات وما فيهن من كواكب ونجوم، يحفظها من أن يخرج منها جرم عن موضعه الذي أقامه فيه، أو ينقص من سرعته التي أجراها بها وأداره عليها، أو ينحرف عن اتجاهه الذي وجهه إليه، لا تشغله الرقابة على كبارها عن الرقابة على صغارها، ولا يعوقه حفظ قريبها عن حفظ بعيدها، وهو سبحانه رقيب على كل شيء، ولا يخفى عليه شيء، يرقب أشعة الشمس في اختلاط ألوانها حتى لا يطغى بعضها على بعض، وحتى يظل الظاهر منها ظاهرًا والخفي منها خفيًا.
يرقب الأرض في دورتها حول نفسها أمام الشمس حتى لا تنحرف عن مدارها الذي رسمه، وحتى تحتفظ بالسرعة التي خصها بها، يرقبها في إنبات نباتها وجريان أنهارها، ويرقب الأجرام السماوية أن تقع على الأرض، إذ لو وقع أصغر جرم منها على الأرض لدكها دكًّا وصيرها هباء منثورا، ويرقب البحار أن تطغى على اليابسة إذ لو طغت عليها لأصبحت الكرة الأرضية كلها بحرا يعج عجاجه وتصطخب أمواجه، ويرقب الأجنة في بطون أمهاتها وتطورها في خلقها ونموها وتغذيتها وتمامها وخروجها من ظلمات الأرحام.
وهو عز وجل يرقب القلوب في نبضاتها، وتوزيعها الدم في دورته في الأجسام وتحول الدم إلى أنسجة وخلايا.
وهو عز وجل يرقب خطرات الأفكار وخلجات الأنفس وهجسات الضمائر،