الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقيل له: فكيف طلبك له؟
فقال: طلب المرأة المضلة ولدها ليس غيره (1).
الكتاب خير جليس
الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملك، والمستميح الذي لا يسترثيك، والجار الذي لا يستبطيك، والصاحب الذي لا يعاملك بالمكر، ولا يخدعك بالنفاق، ولا يحتال لك بالكذب، والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجود بنانك، وفخم ألفاظك (2).
المداومة على طلب العلم
من تفرس أبي حنيفة في أبي يوسف -تلميذه- عندما مرض أبو يوسف مرضا خيف عليه منه، فعاده أبو حنيفة فلما خرج من عنده وضع يديه على عتبة بابه وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض.
وقد أغرت هذه التزكية أبا يوسف في أن يتخذ لنفسه مجلسا مستقلا بعد مرضه .. ولكن أبا حنيفة كان حريصا على ملازمته فرده إلى الحلقة بسياسة حكيمة.
عقد أبو يوسف لنفسه حلقة خاصة ونظر أبو حنيفة فإذا بتلميذه الذي أمله للناس من بعده يتعجل ذلك اليوم وها هو ذا يجلس قريبا منه في مسجد الكوفة متصدرا حلقة من الحلقات.
ولم يحسده أبو حنيفة على ذلك، ولم تدخل نفسه الغيرة من تلميذه، ولكن داخلها شيء آخر، هو خشيته على هذا التلميذ من الفشل، لأنه ما زال أمامه وقت للتخرج .. إن التطلع للرياسة قبل الأوان ابتسار للثمرة قبل نضجها، ولقد خاض أبو حنيفة نفسه هذه التجربة قديما حين حدثته نفسه ذات يوم أن يستقل عن شيخه حماد، ومنعه الحياء من ذلك، ثم أنابه شيخه عنه في أثناء سفر مفاجيء له، فلما عاد شيخه عرض عليه المسائل التي سئل فيها وكيف أجاب عنها، فإذا به يوافقه في كثير منها ويخالفه في بعضها، فأدرك
(1) إيقاظ الغافلين 116.
(2)
لا تحزن 125، بتصرف.