الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رفاقة، وصبر في شدة، لا يغلبه الغضب، ولا تجمع به الحمية، ولا تغلبه شهوة، ولا تفضحه بطنه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نيته، فينصر المظلوم، ويرحم الضعيف، ولا يبخل ولا يبذر، ولا يسرف ولا يقتر، يغفر إذا ظلم، ويعفو عن الجاهل، نفسه منه في عناء والناس منه في رخاء. قيل لعبد الله بن المبارك: أجمل لنا حسن الخلق في كلمة، فقال: اترك الغضب.
يخاطبني السفيه بكل قبح
…
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
…
كعود زاده الإحراق طيبا (1)
الرنتيسي
تقول زوجة الشهيد الرنتيسي: كنت أنظف البيت ووقع مني جهاز التلفاز على شاشته وتعطل تماما فاستأت كثيرا لذلك خاصة بعد خروجه من المعتقل والوضع المادي صعب لا يسمح بشراء جهاز آخر، ولكنه حينما حضر وسألني عن سبب استيائي فأخبرته، فقال: للأشياء آجال، قدر الله وما شاء فعل، قالها وهو مبتسم (2).
كلمات من ذهب
قال عمر رضي الله عنه: من اتقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يشاء، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون، وقال لقمان لابنه: يا بني لا تذهب ماء وجهك بالمسألة، ولا تشف غيظك بفضيحتك، واعرف قدرك تنفعك معيشتك.
وقال أيوب: حلم ساعة يدفع شرا كثيرا.
واجتمع سفيان الثوري وأبو خزيمة اليربوعي والفضيل بن عياض فتذاكروا الزهد، فأجمعوا على أن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الجزع.
وقال رجل لعمر رضي الله عنه: والله ما تقضي بالعدل ولا تعطي الجزل، فغضب عمر حتى عرف ذلك في وجهه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ألا تسمع إلى الله تعالى يقول: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] فهذا من الجاهلين.
(1)(ديوان الشافعي 52).
(2)
مذكرات الشهيد الرنتيسي 87.
فقال عمر: صدقت، فكأنما كانت نارا فأطفئت.
وقال محمد بن كعب: ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وجاء رجل إلى سلمان فقال: يا عبد الله أوصني، قال: لا تغضب، قال: لا أقدر، قال: فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك.
إذا نطق السفيه فلا تجبه
…
فخير من إجابتك السكوت
فإن كلمته فرجت عنه
…
وإن خليته كمدا يموت (1)
قال عمر رضي الله عنه: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم.
وقال علي رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وألا تباهي الناس بعبادة الله، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى.
وقال الحسن: اطلبوا العلم وزينوه بالوقار والحلم.
وقال معاوية لعرابة بن أوس: بم سدت قومك يا عرابة؟
قال: يا أمير المؤمنين كنت أحلم عن جاهلهم، وأعطي سائلهم، وأسعى في حوائجهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن جاوزني فهو أفضل مني، ومن قصر عني فأنا خير منه.
وسب رجل ابن عباس رضي الله عنهما فلما فرغ قال: يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى.
وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: أشهد أنك من الفاسقين.
فقال: ليس تقبل شهادتك.
وعن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أنه سبه رجل فرمى إليه بخميصة
(1) ديوان الشافعي 52.