الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت له: يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا، فقال: لا يا يهودي، ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا أسمي حائط بني فلان قال: قلت: نعم فبايعني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، وقال: أعجل إليهم وأغثهم بها.
قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ونفر من أصحابه، فلما صلى الجنازة، ودنا من جدار ليجلس إليه أتيته فأخذته بجوامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، وقلت: ألا تقضيني يا محمد حقي، فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب إلا المطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم.
قال: فنظر إليَّ عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني بطرفه، وقال: يا عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع وتفعل به ما أرى؟! فوالذي بعثك بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتبسم ثم قال:"أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن الطلب، اذهب يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا مكان ما روعته"، قال زيد: فذهب عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة؟
فقال: أمرني رسول الله أن أزيدك مكان ما روعتك، فقلت: أتعرفني يا عمر؟
قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة. قال: الحبر؟ قلت: الحبر.
قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله ما قلت، وتفعل به ما فعلت؟
قلت: يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حلما، فقد أخبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وحسن إسلامه وشهد المشاهد كلها [ابن حبان والحاكم والبيهقي].
إنما بعثت رحمة
عن جابر بن سليم قال: وفد أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يتعلم الإسلام، ولم