الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم (يرزأ يسأل) حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله [رواه البخاري].
لقد كان حكيم وفيا مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بعد مماته، فلم يقبل مالاً من أي خليفة.
الوفاء مع الزوجة:
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ما غرت من أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها (على الرغم من أنها كانت ميتة) ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة (أي صديقاتها) فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: (إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد" [رواه البخاري].
أخي الزوج: كن وفيا مع زوجتك في حياتها وبعد موتها، ومن الوفاء أن تفتح لها قلبك لتسكن فيه وترى الترحاب في عينيك وفي امتداد ذراعيك، وأن تهتم بها أكثر من عملك وأن تعرف مفتاح قلبها.
الوفاء مع الزوج:
عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تصدقن يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن"، قالت: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود، فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد (كناية عن قلة المال) وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة، فائته فاسأله، فإن كان ذلك يجزيء عني، وإلا صرفتها إلى غيركم، فقالت: فقال لي عبد الله: بل أئتيه أنت، فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة، فخرج علينا بلال، فقلنا له: أئت رسول الله فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزيء الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال له رسول الله:"من هما" فقال: امرأة من الأنصار وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أي الزيانب؟ " فقال: امرأة عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لهما أجران: "أجر القرابة، وأجر الصدقة"[رواه مسلم].
أختي المسلمة: من الوفاء مع الزوج أن تجددي عزمه وثقته بنفسه، فكثيرا ما تهتز هذه الثقة نتيجة لما يحدث على أرض الواقع وظروف الحياة وضغوطها المستمرة، فلا تزيدي من الضغوط عليه فيموت قهرا.
سيدنا موسى:
عندما وصل موسى عليه السلام إلى مدين بالشام، شاهد زحاما كبيرا من الناس على بئر يسقون منها أغنامهم، وبعيدا عن البئر، رأى فتاتين، تنتظران حتى ينتهي الزحام فتسقيا أغنامهما، فتطوع موسى، وسقى لهما، فلما عادت الفتاتان إلى المنزل، عرف أبوهما الشيخ الكبير بما فعله موسى، فأرسل إحداهما إليه تدعوه لمقابلته، حتى يكافئه على ما صنع، فلما حضر موسى شكره الأب، وعرف منه قصة فراره من فرعون ومجيئه إلى مدين، فطمأنه الأب، واستضافه وأكرمه، وعرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل عنده ثمانية أعوام، وإن شاء أكملها عشرة.
فوافق موسى، وقضى الأعوام العشرة على بعض الأقوال فوفى بوعده على خير وجه، وبعدها عاد بزوجته إلى مصر.
فمن الوفاء الالتزام بشروط العقد في الشركة، وإتقان العمل.
الوفاء مع العلماء:
صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة، ثم أراد أن يركب بغلته، فجاء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وأمسك الركاب الذي يضع فيه الراكب قدمه ليساعد زيدا على الركوب، فقال زيد: خل عني يا ابن عم رسول الله، فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء، فقبل زيد بن ثابت يده وقال: وهكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا.
شهادة وفاء:
أرسل الإمام حسن البنا سنة 1945م رسالة إلى الشيخ محمد الغزالي يشكره فيها على مقالاته التي تنشر، فقال له:"أخي العزيز الشيخ محمد الغزالي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، قرأت مقالك "الإخوان المسلمون والأحزاب" فطربت لعبارته الجزلة، ومعانيه الدقيقة، وأدبك العف الرصين، هكذا يجب أن تكتب، اكتب دائما وروح القدس