الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكن له معرفة سابقة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بما يدعو إليه، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله -مرتين- قال: "لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك" قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: "أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر دعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة (جدب) فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر فضلَّت راحلتك فدعوته ردها عليك"، قال: قلت: اعهد إلي، قال:"لا تسبن أحدا" فما سببت بعد حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة، قال:"ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من المعروف" ثم قال: "وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه"[رواه أبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قيل يا رسول الله، ادع على المشركين، قال:"إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة"[رواه مسلم].
المسلم يقدم النصيحة برفق، ويخلص النية لله تبارك وتعالى، ولا يغضب لأن رجلا تحدث معه بطريقة لا تناسب مقامه، بل يكون حليما، ويتذكر نبيه صلى الله عليه وسلم.
حلم مع اليهود
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن رهطا من اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام (الموت) عليك يا محمد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"عليكم" فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"، فقالت عائشة: ألم تسمع ما قالوا؟ فقال لها: "قد قلت: عليكم"[رواه الترمذي].
يجب الرد على تحية غير المسلمين بقول: وعليكم، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود.
يا أنيس
ذات يوم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه ليقضي له حاجة، فذهب أنس وفي الطريق وجد بعض الصبيان يلعبون في السوق، فوقف يلعب معهم، ونسي أن يذهب إلى حيث أمره الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السوق وابتسم له وقال:"يا أُنيس اذهب حيث أمرتك".