المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من قصص الولاء والبراء - موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق - جـ ٢

[ياسر عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

- ‌الشجاعة

- ‌أنواع الشجاعة:

- ‌الدفاع عن الدين

- ‌حرق أعصاب الظالم

- ‌هكذا كانوا

- ‌ما حجتك عند الله

- ‌استحضر هيبة الله

- ‌بين منذر بن سعيد وعبد الرحمن الناصر

- ‌الترفع عن الذلة

- ‌شجاعة المعتصم

- ‌لطمة على وجه اليهودي

- ‌الشيخ الإنباني

- ‌شجاعة غلام:

- ‌الاعتدال

- ‌الاعتدال في العبادة

- ‌ومن أمثلة الاعتدال في العبادة:

- ‌النصيحة

- ‌معنى النصيحة

- ‌أهمية النصيحة

- ‌طلب النصيحة

- ‌أين من ينصحك

- ‌وجوب النصيحة

- ‌الفرق بين الغيبة والنصيحة

- ‌نصيحة في السجن

- ‌نصيحة مؤثرة

- ‌آداب الناصح

- ‌آداب المنصوح

- ‌بر الوالدين

- ‌الأدب مع الوالدين

- ‌طاعة لأمي

- ‌أحمد بن حنبل

- ‌موعظة

- ‌البَر

- ‌مفاهيم تتصل ببر الوالدين

- ‌حق الأم في البر أكثر

- ‌من صور البر

- ‌رجل يخاف من عقوق الوالدين

- ‌موقف إسماعيل مع أبيه

- ‌البر مفتاح الفرج

- ‌صور من العقوق

- ‌جريج العابد

- ‌افعل ما شئت كما تدين تدان

- ‌قصة شاب

- ‌الجزاء

- ‌تذكر أمك الحنون

- ‌أفعال تتنافى مع بر الوالدين

- ‌الشورى

- ‌حتى في الأمور الخاصة

- ‌تشكيل الحكومة الإسلامية بالانتخاب

- ‌مجلس عسكري استشاري

- ‌الحباب خبير عسكري

- ‌في سقيفة بني ساعدة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير

- ‌رؤيا رسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بيت المقدس

- ‌مفاوضات

- ‌استشارة أم سلمة

- ‌جمعية عمومية

- ‌الشورى البناءة

- ‌عدم الاستقلال بالرأي

- ‌جمع القرآن الكريم

- ‌شوري أبي بكر

- ‌استخلاف الصديق للفاروق

- ‌اختيار الولاة

- ‌شورى خامس الخلفاء الراشدين

- ‌التعاون

- ‌1 - التعاون مع إخوانك

- ‌2 - تعاون بين الزوجين

- ‌3 - تعاون الملائكة في بدر

- ‌4 - قضاء حوائج الناس

- ‌5 - تعاون الأبناء مع الأباء

- ‌6 - التعاون من أجل مصلحة الوطن

- ‌تعاون مرفوض:

- ‌سبب إسلامه:

- ‌صلة الرحم

- ‌طريق الجنة

- ‌من ثمارها

- ‌وصية

- ‌تدفع ميتة السوء

- ‌تيسير الحساب وتدخل صاحبها الجنة

- ‌ترفع الدرجات يوم القيامة

- ‌ليس الواصل بالمكافيء

- ‌احذر قطيعة الرحم

- ‌مثل شائع خاطيء

- ‌العدل

- ‌من أنواع العدل

- ‌عدل عمر مع أهل الذمة

- ‌عدل الرسول

- ‌عدل الصحابة

- ‌العبد الصالح

- ‌ضربة وحجة

- ‌موقف رائع

- ‌عدل يفوق الخيال

- ‌عدل المسلمين

- ‌المساواة من العدل

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عمر والعدل

- ‌رد المظالم

- ‌اشتري مظلمته

- ‌رجل يضرب الأمير

- ‌قميص عمر

- ‌مجلس القضاء

- ‌الرسالة

- ‌دعوة المظلوم مستجابة

- ‌القاضي شريح وابنه

- ‌بين شريح وعلي بن أبي طالب

- ‌الراعي والرعية رحمة وعدل

- ‌عدل وثبات

- ‌الولاء والبراء

- ‌حكم الإسلام

- ‌مظاهر الولاء للكفار

- ‌من قصص الولاء والبراء

- ‌العزة

- ‌عزة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌كن عزيزا

- ‌عزة ربعي بن عامر

- ‌فزع رستم

- ‌خوف قيصر ملك الروم

- ‌ما أعزكم آل الخطاب

- ‌العز بن عبد السلام وعزة العلماء

- ‌إن الذي يمد رجليه لا يمد يده

- ‌طاوس والخليفة

- ‌هذا الشبل من ذاك الأسد

- ‌نحن في ظل الله

- ‌يسرني أن أكون آخرهم

- ‌دعهم لا يرون منا إلا البشاشة

- ‌الشهيد سيد قطب

- ‌أخالف البروتوكول

- ‌الهضيبي وفاروق

- ‌حمية العرب في الجاهلية

- ‌الأخ حافظ

- ‌وقفة قرآنية

- ‌الرنتيسي

- ‌من الطرائف

- ‌الذكاء

- ‌دار الأرقم

- ‌المناظرة بين خليل الله والنمرود

- ‌طريق اليمن في الهجرة

- ‌الإبل المذبوحة

- ‌الحجر الأسود

- ‌حيلة يوسف

- ‌داود وسليمان

- ‌قصة الرجل الحكيم

- ‌الفطنة

- ‌خالد بن الوليد في مؤتة

- ‌في غزوة الأحزاب

- ‌حيلة أبي بصير

- ‌الصنم والكلب

- ‌الفتى الذكي

- ‌صديق الوالي

- ‌بيت أبي تمام

- ‌الشاعر واللص

- ‌الخياط الأعور

- ‌القارب العجيب

- ‌المال الضائع

- ‌العاطس الساهي

- ‌الرجل المجادل

- ‌الشكاك

- ‌الخليفة والقاضي

- ‌براءة

- ‌القاضي والحلوى

- ‌ما تقول في المسكر

- ‌الفراسة

- ‌السارق الحقيقي

- ‌قمة في حسن التخلص

- ‌مروءة وذكاء

- ‌اتصال

- ‌مباحث

- ‌فطنة في الإجابة

- ‌سلامة الصدر

- ‌تحذيرات

- ‌ابن الحنفية وأخيه الحسن

- ‌التغافر خير من العتاب

- ‌الحسد

- ‌عاقبة حاسد

- ‌لا تحسد أخاك

- ‌رجل من أهل الجنة

- ‌المصابون بالحسد

- ‌فرق بين الحسد والغبطة والمنافسة

- ‌نهاية مؤلمة

- ‌علاج مرض الحسد

- ‌موقف عظيم

- ‌مثل شائع خاطيء

- ‌الاعتذار عند الخطأ

- ‌كيف تصلحان غيركما

- ‌الصلح بين عائلتين

- ‌ما أراد إلا الحسد

- ‌لفتة طيبة

- ‌أمثلة رائعة

- ‌سلامة الصدر عند قبول النصيحة

- ‌حتى مع الخصوم

- ‌من شيم الكرام

- ‌خلق رفيع

- ‌حفظ اللسان

- ‌آفات اللسان

- ‌احذروا الغيبة

- ‌قصة مؤثرة

- ‌الأعذار المرخصة في الغيبة

- ‌شر النمام عظيم

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌مهمة المسلم

- ‌نصيحة

- ‌الأعداء يخططون

- ‌الفعل قبل القول

- ‌الرسول قدوة في الدعوة

- ‌حب الخير للناس

- ‌بائع أشرطة الفيديو:

- ‌تفسير آية

- ‌أليس لها ثمن

- ‌تعرف على الآخرين

- ‌رجل الدعوة

- ‌وصايا غالية

- ‌فن الدعوة إلى الله

- ‌أمنية

- ‌دعوة صادقة

- ‌طرفة غالية

- ‌كلمتان خفيفتان على اللسان

- ‌أكبر همه

- ‌يدعو وهو مريض

- ‌حال الجامعة

- ‌شبهات وردود

- ‌الفهم

- ‌القرآن يصحح المفاهيم

- ‌فهم خاطيء

- ‌فهم الرسول

- ‌فهم الأولويات

- ‌أولوية الأعمال

- ‌رجل يفهم رسالته

- ‌فهم مشقات الطريق

- ‌دعوتنا لكل الناس

- ‌ابحثوا عن لافتة أخرى

- ‌نعمة كبيرة

- ‌تربية واعية

- ‌تأخير الصلاة بعذر

- ‌الإسلام والأديان المعاصرة

- ‌فهم رائع

- ‌هكذا كان عبد الله بن المبارك

- ‌فهم علم من أعلام السلف

- ‌إمكانيات أعدائك ماذا أعددت لها

- ‌لا أنقد حكومتي خارج وطني

- ‌العمل للإسلام

- ‌الأعداء يعلمون لإنجاح مخططهم

- ‌احرص على العمل

- ‌من الذين هدى الله

- ‌إسلام المغول

- ‌إخلاص وعمل

- ‌الفهم الجيد للإسلام

- ‌العزيمة القوية

- ‌لو خرجنا بواحد لكفى

- ‌الجهاد

- ‌الجهاد في كتاب الله

- ‌جهاد النفس

- ‌الجهاد بالمال

- ‌تحويل شيك للمجاهدين

- ‌الجهاد التعليمي

- ‌الجهاد السياسي

- ‌جهاد الأعداء

- ‌ستار القدرة

- ‌وقفة

- ‌عزاء والد الشهيد

- ‌الرحمة في الجهاد الإسلامي

- ‌من جهاد الأبطال

- ‌المسلمون = جهاد

- ‌حب الشهادة

- ‌نموذج المجاهد

- ‌خطبة ثورية

- ‌حزن عميق

- ‌الخوف من الله دفعه للشهادة

- ‌يا فلسطين

- ‌البطل الليبي

- ‌اللهم احشرني من حواصل الطير

- ‌صور أخرى

- ‌التضحية

- ‌من أنواع التضحية

- ‌أين التضحية

- ‌فهم خاطيء

- ‌أريد أن أطأ بعرجتي في الجنة

- ‌تضحية علباء بن جحش

- ‌وفاة خالد بن الوليد

- ‌في وقعة البويب

- ‌لا تفعل

- ‌أستاذ جديد في فن التضحية

- ‌عز الدين القسام

- ‌الشيخ أحمد ياسين

- ‌يحيى عياش

- ‌الثبات

- ‌صور الثبات

- ‌سنة الدعوات

- ‌ننتصر على الغرب بثباتنا

- ‌الأخوة في الله

- ‌الأخوة طريق الجنة

- ‌أمر إلهي

- ‌حقوق الأخوة الخاصة

- ‌موقف مؤثر

- ‌نقاتل أعداءنا بالحب

- ‌الثقة

- ‌أنواع الثقة:

- ‌لا تتعجل النصر

- ‌سؤال

- ‌الجدية والانضباط

- ‌الجدية في طلب العلم:

- ‌الجدية في تحمل المسئولية

- ‌تنفيذ الأوامر

- ‌طاعة بعد الموت

- ‌العزيمة

- ‌فورية التنفيذ

- ‌إذن ننشيء له مدرسة

- ‌تسخير الإمكانات

- ‌الالتزام بالعبادة

- ‌قطع شجرة الرضوان

- ‌إلغاء الرحلة

- ‌محاسبة النفس

- ‌الانضباط المالي

- ‌القوة

- ‌القوة في الحق

- ‌استحضار نية الجهاد

- ‌قوة بدنية فائقة

- ‌قوة في الرمي

- ‌قوة لرد الحق لأهله

- ‌الكلوب الخطير

- ‌الجلوس المتعب

- ‌نماذج للأقوياء

- ‌أسامة بن زيد

- ‌مواقف بطولية

- ‌في وقعة الجسر

- ‌فتح مصر

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌أضرار عدم ممارسة الرياضة

- ‌نصائح لقوة الجسم:

- ‌قادر على الكسب

- ‌الحث على العمل

- ‌فهم خاطيء

- ‌انتبه

- ‌اجتهاد الإمام أحمد

- ‌معنى العبادة الشامل

- ‌مكتب محاماة بالقاهرة

- ‌استغل الإجازات

- ‌هكذا كانوا

- ‌شيخ يعمل

- ‌الزهد والتجارة

- ‌كن أميناً في كسبك

- ‌دعابة

- ‌التوازن

- ‌بين الدنيا والآخرة

- ‌سليم العقيدة

- ‌صبر علي عقيدته

- ‌الإيمان الحق

- ‌رجل من أهل خيبر

- ‌إبليس الملعون

- ‌آية ربانية

- ‌عاقبة الخوف من الله

- ‌يؤثرون على أنفسهم

- ‌توقف مع القرآن

- ‌احذر المعصية

- ‌زيادة الإيمان بالتفكر

- ‌التجرد لله

- ‌لا تحزن والله معك

- ‌صلاح الدين

- ‌ذاك هو الله

- ‌التمسك بالعقيدة الصحيحة

- ‌دخل في الإسلام حديثًا

- ‌أسلم بعقيدة سليمة

- ‌اعتراف الغرب

- ‌الله ينتقم لدينه

- ‌صحيح العبادة

- ‌الفهم الشامل

- ‌روح الصلاة

- ‌الخوف من فساد الأعمال

- ‌العلم طريق الوصول

- ‌العبادة الصحيحة

- ‌ومن أنواع العبادات:

- ‌الحلم عبادة

- ‌الصدق عبادة

- ‌الورع عبادة

- ‌تقديم النصيحة عبادة

- ‌طلب العلم عبادة

- ‌رد الجميل عبادة

- ‌الانتفاع بالوقت

- ‌صديق ودود أو عدو لدود

- ‌جريمة سرقة

- ‌البركة في البكور

- ‌نظرة خاطئة

- ‌الوقت في القرآن

- ‌خصائص الوقت

- ‌من علامات المقت إضاعة الوقت

- ‌جريمة انتحار

- ‌انتبه

- ‌البدار البدار:

- ‌الاعتبار بمرور الأيام

- ‌لكل وقت عمله

- ‌فضل الله بعض الأيام على بعض

- ‌احذر هؤلاء

- ‌كم عمرك

- ‌ماذا فعلت لما بعد الموت

- ‌وقفة

- ‌هكذا استغلوا أوقاتهم

- ‌تربية الأبناء

- ‌أنت والمصحف

- ‌إضاعة الوقت

- ‌ليس لدي فراغ

- ‌النظام

- ‌خلية النحل

- ‌النمل

- ‌الله يحب النظام

- ‌هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌في غزوة بدر

- ‌في غزوة أحد

- ‌في اليرموك

- ‌عدم النظام من عوامل الهزيمة

- ‌نظام أبي بكر

- ‌الأسقف الأمريكي الذي أسلم بسبب النظام

- ‌انضباط في المواعيد

- ‌هكذا كانوا

- ‌آفات قاتلة للنظام

- ‌إياك والعقوق

- ‌فن الراحة

- ‌حوار مع لحظة

- ‌كيف تنظم وقتك

- ‌نصائح لتنظيم مكان العمل

- ‌نفع الآخرين

- ‌أحب الناس إلى الله

- ‌الرسول قدوة

- ‌الصديق يحلب للحي:

- ‌هجرة أبي بكر

- ‌لفتات طيبة

- ‌فكرة للأستاذ مصطفى أمين حول الأستاذ الهضيبي

- ‌من المواقف المؤثرة

- ‌كريم رغم الفقر

- ‌مساعدة عاجلة

- ‌الخاتمة ويوم القيامة

- ‌وفاة الرسول:

- ‌وفاة أبي بكر الصديق:

- ‌وفاة عمر بن الخطاب:

- ‌وفاة عثمان بن عفان:

- ‌وفاة علي بن أبي طالب:

- ‌وفاة معاوية بن أبي سفيان:

- ‌وفاة معاذ بن جبل:

- ‌وفاة بلال بن رباح:

- ‌وفاة الأصيرم:

- ‌وفاة سعد بن أبي وقاص:

- ‌وفاة عروة في الزبير:

- ‌وفاة أبي هريرة:

- ‌وفاة عبد الملك بن مروان:

- ‌وفاة عمر بن عبد العزيز:

- ‌وفاة هارون الرشيد:

- ‌وفاة المأمون:

- ‌وفاة ابن المنكدر:

- ‌وفاة عامر في عبد القيس:

- ‌وفاة الجنيد:

- ‌وفاة أحد التابعين:

- ‌أحس باقتراب أجله

- ‌وفاة محمد في واسع:

- ‌خاتمة الصالحين:

- ‌سوء الخاتمة

- ‌وفاة مرتد

- ‌خاتمة عبيد الله بن جحش

- ‌وفاة العصاة

- ‌وفاة الزناة

- ‌وفاة أليمة

- ‌وفاة مدخن

- ‌وفاة المفسدين

- ‌أي موتة هذه

- ‌وجهه أسود

- ‌وفاة تارك الصلاة

- ‌وفاة أثناء سماع الأغاني

- ‌وفاة في سجدة باطلة

- ‌وفاة في المرقص

- ‌سوء خاتمة رجل عاص

- ‌نعوذ بالله من سوء الخاتمة

- ‌عاقبة تأخير الصلاة

- ‌أهوال يوم القيامة

- ‌أرض المحشر

- ‌الحساب

- ‌الميزان

- ‌الصراط

- ‌المراجع

- ‌القرآن وعلومه:

- ‌السنة وعلومها:

- ‌التاريخ السير والتراجم:

- ‌تزكية وأخلاق وعقائد:

- ‌البيت المسلم:

- ‌أدب - لغة:

الفصل: ‌من قصص الولاء والبراء

وهذه نتيجة طبيعية للانهزام الداخلي في نفوسهم، حيث رأوا أن أعداء الله تفوقوا في القوة المادية فانبهروا بهم، ولأمر ما رسخ وترسب في أذهان المخدوعين أن هؤلاء الأعداء هم رمز القوة والقدوة، وصدق الرسول حيث قال:"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه" قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟ "(1).

11 -

اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118].

لا يألونكم خبالا: لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد (2).

‌من قصص الولاء والبراء

عثمان بن مظعون

قال ابن إسحاق: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أحباب رسول الله من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال: والله إن غدوى ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله لا يصيبني، لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك، فقال له: يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره، قال: فانطلق إلى المسجد فرد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية.

قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليَّ جواري، قال: صدق، قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت ألا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره، ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل.

(1) البخاري (3197) كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل.

(2)

الولاء والبراء للقحطاني 186: 189، بتصرف.

ص: 82

قال عثمان: صدقت.

قال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل.

قال عثمان: كذبت؛ نعيم الجنة لا يزول.

قال لبيد بن رليعة: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه من سفهاء معه، قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى كثر أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا ابن أخي كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة.

قال: يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله، إني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد إلى جوارك، فقال: لا (1).

براءة إبراهيم من الكافرين

قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)} [مريم: 41 - 49].

يقول سيد قطب: إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء، واتخاذهم أولياء شيء آخر، ولكنهما يختلطان على بعض المسلمين، الذين لم تتضح في نفوسهم الرؤية الكاملة لحقيقة هذا الدين ووظيفته، بوصفه حركة منهجية واقعية، تتجه إلى إنشاء واقع في الأرض، وفق التصور الإسلامي الذي يختلف في طبيعته عن سائر التصورات التي تعرفها

(1) مائة موقف من حياة العظماء138، 139.

ص: 83

البشرية، وتصطدم من ثم بالتصورات والأوضاع المخالفة كما تصطدم بشهوات الناس وانحرافهم وفسوقهم عن منهج الله، وتدخل في معركة لا حيلة فيها، ولابد منها، لإنشاء ذلك الواقع الجديد الذي تريده، وتتحرك إليه حركة إيجابية فاعلة منشئة.

وهؤلاء الذين تختلط عليهم تلك الحقيقة ينقصهم الحس النقي بحقيقة العقيدة، كما ينقصهم الوعي الذكي لطبيعة المعركة وطبيعة موقف أهل الكتاب فيها، ويغفلون عن التوجيهات القرآنية الواضحة الصريحة فيها، فيخلطون بين دعوة الإسلام إلى السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق، وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة، ناسين ما يقرره القرآن الكريم من أن أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة، وأن هذا شأن ثابت لهم، وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه، وأنهم لن يرضوا عن المسلم إلا أن يترك دينه ويتبع دينهم، وأنهم مصرون على الحرب للإسلام وللجماعة المسلمة، وأنهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر إلى آخر هذه التقريرات الحاسمة.

إن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم، وإن طريقه لتمكين دينه وتحقيق نظامه المتفرد لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب، ومهما أبدى لهم من السماحة والودة فإن هذا لن يبلغ أن يرضوا له البقاء على دينه وتحقيق نظامه، ولن يكفهم عن موالاة بعضهم لبعض في حربه والكيد له، وسذاجة أية سذاجة وغفلة أية غفلة، أن نظن أن لنا وإياهم طريقا واحدا نسلكه للتمكين للدين، أما الكفار والملحدون، فهم مع الكفار والملحدين، إذا كانت المعركة مع المسلمين (1).

سيدنا نوح

دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما فلم يؤمن معه إلا القليل، ولقد أبى ابنه أن يستجيب لدعوته، وكان من الغارقين.

لقد استعلى نبي الله على العاطفة ورضي بحكم الله فلا لجاجة ولا التواء، ولا معذرة ولا تأويل، بل تسليم مطلق واتباع لما يحب الله ويرضى، وإعراض عما يكره ويبغض، وولاء لمن يحب الله، وبراء وعداء لمن حاد الله ولو كان أقرب قريب، ولم يكن شأن نبي الله نوح هذا

(1) في ظلال القرآن الكريم (2/ 909، 910).

ص: 84

مقصورا على هذا الابن الكافر، بل أيضا مع زوجته، ويا له من امتحان عظيم مع الزوجة والابن قال تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10].

على أن مما يجب التنويه عنه هنا أن هذه الخيانة في الدين وليست في الفاحشة، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء عليهم السلام.

الفتية أصحاب الكهف

فتية تركوا الأهل والولد والوطن والعشيرة حين علموا أنه لا طاقة لهم بمواجهة ومجابهة قومهم فنجوا بأنفسهم إلى ذلك الكهف الذي تجلت فيه معجزة عظيمة يسوقها الله لنا عبرة وعظة في حفظه لعباده الصالحين: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)} [الكهف: 13 - 16].

أبو بكر

وطئ أبو بكر رضي الله عنه في مكة يوما بعد ما أسلم، وضرب ضربا شديدا، ودنا منه عتبة ابن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه، ثم نزل على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وحملت بنو تميم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكون في موته، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله؟ فعذلوه، ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير: انظري إن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك ذهبت، فقالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قوما نالوا منك هذا لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله؟ قالت: هذه أمك تسمع. قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح، قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم،

ص: 85

قال: فإن لله علي ألا أذوق طعاما ولا شرابًا أو آتي رسول الله، فأمهلهما حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس خرجتا به يتكيء عليهما حتى أدخلوه على رسول الله.

يا لله! رجل مضروب مثخن بالجراح لا يتناول حتى شربة الماء -وهو أشد ما يكون حاجة إليها- حتى يرى رسول الله.

سعد بن أبي وقاص

قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15] نزلت قي سعد بن أبي وقاص قالت له أمه: ما هذا الدين الذي أحدثت؟ والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه، أو أموت فتعير بذلك أبد الدهر، يقال: يا قاتل أمك .. ثم إنها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل، فأصبحت قد جهدت ثم مكثت يوما آخر وليلة لم تأكل ولم تشرب، فجاء سعد إليها وقال: يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني، فكلي وإن شئت فلا تأكلي. فلما أيست منه أكلت وشربت فأنزل الله هذه الآية وأمره بالبر بوالديه، والإحسان إليهما، وعدم طاعتهما في الشرك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

عبد الله بن عبد الله بن أبيّ ابن سلول

لما بلغه ما كان من أبيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالديه مني، إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله:"بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".

وذكر عكرمة أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله ابن أبي على باب المدينة، واستل سيفه فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد الله ابن أبي قال له ابنه: وراءك، فقال: مالك ويلك؟! قال: والله لا تجوز من ما هنا حتى يأذن لك رسول الله. فشكا إليه عبد الله بن أبي ابنه، فقال الابن: والله يا رسول الله لا يدخلنها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله فقال: أما إذ أذن لك رسول الله فجز الآن.

ص: 86

أبو عبيدة بن الجراح

انطلق أبو عبيدة رضي الله عنه يوم بدر يصول بين الصفوف صولة من لا يهاب الردى فهابه المشركون، ويجول جولة من لا يحذر الموت، فحذره فرسان قريش وجعلوا يتنحون عنه كلما واجهوه، لكن رجلا واحدا منهم جعل يبرز لأبي عبيدة في كل اتجاه، فكان أبو عبيدة ينحرف عن طريقه ويتحاشى لقاءه ولجَّ الرجل في الهجوم، وأكثر أبو عبيدة من التنحي، وسد الرجل على أبي عبيدة المسالك، ووقف حائلا بينه وبين قتاله لأعداء الله.

فلما ضاق به ذرعا ضرب رأسه بالسيف ضربة فلقت هامته فلقتين، فخر الرجل صريعا بين يديه .. لا تحاول أيها القارئ الكريم، أن تخمن من يكون هذا الرجل الصريع، أما قيل لك: إن عنف التجربة فاق حسبان الحاسبين، وجاوز خيال المتخيلين، ولقد يتصدع رأسك إذا عرفت أن الرجل الصريع هو عبد الله بن الجراح والد أبي عبيدة. لم يقتل أبو عبيدة أباه، وإنما قتل الشرك في شخص أبيه. إنها المفاضلة الكاملة بين حزب الله وحزب الشيطان، والانحياز التام للصف المتميز.

عبد الله بن سهيل

هاجر إلى الحبشة بعد إسلامه تخلصا من أذى قريش، ثم شاء الله أن تصل أخبار كاذبة إلى مهاجري الحبشة، بأن قريشا قد أسلمت، وأن المسلمين باتوا يعيشون بين أهليهم بسلام، فعاد فريق منهم إلى مكة، وكان في جملة العائدين عبد الله بن سهيل، لم يكد أقدام عبد الله تطأ أرض مكة، حتى أخذه أبوه وكبله بالقيود، وألقى به في مكان مظلم من بيته، وجعل يتفنن في تعذيبه، ويلج في إيذائه، حتى أظهر لهم ارتداده عن دين محمد، وأعلن رجوعه إلى ملة آبائه وأجداده، فسري عن سهيل بن عمرو وقرت عينه، وشعر بنشوة النصر على محمد.

ثم ما لبث المشركون أن عزموا على منازلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر فخرج معهم سهيل بن عمرو مصحوبا بابنه عبد الله، متشوقا لأن يرى فتاه يشهر السيف في وجه محمد، بعد أن كان واحدًا من أتباعه، ولكن الأقدار كانت تخبيء لسهيل ما لم يكن يقع له في حساب، إذ ما كاد يلتقي الجمعان على أرض بدر حتى فر الفتى المسلم المؤمن إلى صفوف المسلمين، ووضع نفسه تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامتشق حسامه ليقاتل به أباه ومن معه من أعداء الله (1).

(1) الناطقون بالحق 151.

ص: 87