الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدهما، حاول أن يتداركه في الآخر، وأقسم الله تعالى في مطالع سور عديدة من القرآن المكي بأجزاء معينة من الوقت مثل: الليل والنهار والفجر والضحى والعصر .. ومن المعروف لدى المفسرين أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه فذلك ليلفت أنظارهم إليه.
خصائص الوقت
1 -
سرعة انقضائه:
فهو يمر مر السحاب ويجري جري الريح، سواء أكان زمن مسرة وفرح أم كان زمن اكتئاب وترح، وإن كانت أيام السرور تمر أسرع، وأيام الهموم تسير ببطء، لا في الحقيقة ولكن في شعور صاحبها، ومهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة الدنيا فهو قصير، ما دام الموت هو نهاية كل حي، ورحم الله الشاعر الذي قال:
وإذا كان آخر العمر موتا
…
فسواء قصيره والطويل
ويحكي عن شيخ المرسلين نوح عليه السلام أنه جاءه ملك الموت ليتوفاه بعد أكثر من ألف سنة عاشها قبل الطوفان وبعده، فسأله: يا أطول الأنبياء عمرا، كيف وجدت الدنيا؟ فقال: كدار لها بابان؛ دخلت من أحدهما، وخرجت من الآخر.
يا من باع الدرر واشترى الخزف!
يقول ابن الجوزي: كأنك بالموت وقد خطف ثم عاد إلى الباقي وعطف، فتنبه لنفسك يا ابن النطف، فقد حاذى الرامي الهدف، إلى كم تسير في أسف؟ ليت هذا العزم وقف، تؤخر الصلاة ثم تسيئها كالبرق إذا خطف، أتجمع سوء كيلة مع حشف؟ الجسد أتى والقلب انصرف، يا من باع الدرر واشترى الخزف، ابسط بساط الحزن على رماد الأسف، عليك حافظ وضابط، ليس بناس ولا غالط، يكتب الألفاظ السواقط، وأنت في ليل الظلام خابط.
2 -
أن ما مضى منه لا يعود ولا يعوض:
قال الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة".
ألا ليت الشباب يعود يوما
…
فأخبره بما فعل المشيب
الزمان أنصح المؤدبين، وأفصح المؤذنين، فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه.
3 -
أنفس ما يملك الإنسان:
يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته، حيث لا ينفع الندم.
الموقف الأول: ساعة الاحتضار {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [المنافقون: 10] وكان الرد على هذه الأمنية الفارغة قاطعا: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: 11].
الموقف الثاني: في الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36] وانقطعت حجتهم بهذا السؤال التقريعي: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37].
إذا كان عمر الإنسان ستين عاما فانظر كيف نقضي بعضها:
النشاط الوقت الكلي في 60 عام
ربطة الأحذية
…
8 أيام
انتظار إشارات المرور
…
شهر
الوقت الذي تقضيه عند الحلاق
…
شهر
ركوب المصاعد في المدن الكبرى
…
3 شهور
تنظيف الأسنان بالفرشاة
…
3 شهور
انتظار الحافلات في المدن
…
5 شهور
الوقت الذي تقضيه في الحمام
…
6 شهور
قراءة الكتب
…
سنتان
وقت الأكل
…
4 سنوات
اكتساب الرزق
…
9 سنوات
النوم
…
20 سنة
سواء اتفقنا على هذا الجدول أم لم نتفق إلا أننا ندرك جيدا أن الوقت يمر سريعا (1).
(1) انظر كتاب: كيف تدير وقتك؟