الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي يوم من الأيام يصاب هذا الرجل بمرض خطير .. ويدخل غرفة العمليات ليجري له الدكتور عملية جراحية خطيرة، وكان هذا الدكتور لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد.
وفجأة قام الرجل بعد إجراء العملية ولم يفق بعد من المخدر فقال: يا دكتور، فقال له الدكتور: هل تريد شيئا؟ فقال له الرجل: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" ثم مات الرجل.
فتعجب الدكتور من هذا الرجل الذي قام وهو تحت تأثير المخدر ليقول له هذا الحديث العظيم.
فتاب هذا الدكتور بسبب تلك الحادثة، وذهب ليطلب العلم الشرعي حتى أصبح الآن من الدعاة، وكل ذلك في ميزان هذا الرجل البسيط الذي لم يتعلم العلم الشرعي ولكنه أخلص في الدعوة إلى الله بحديث واحد تعلمه وذهب يدعو به الناس إلى الله تعالى.
فيا ليت أهل العلم يتحركون لنصرة دين الله بدلا من أن يكون هذا العلم حجة عليهم يوم القيامة بين يدي الله تعالى (1).
أكبر همه
كانت الدعوة إلى الله أكبر هم الشيخ أحمد ياسين وشغله الشاغل، يقول أحد تلامذته: شاهدته مرة يودع أحد الطلاب الذين يدرسون في جامعات مصر، فبعد أن سلم عليه سأله الطالب إن كان يحتاج شيئا من مصر فيرسله له، شكره الشيخ وأوصاه بتقوى الله وقال له: نريد عملا جادا للإسلام، ونريد حركة دائبة لتغيير هذا الواقع المؤسف للأمة الإسلامية (2).
يدعو وهو مريض
يقول أحمد عيد: دخلت عليَّ إحدى الممرضات، وأنا أصلي، وقد كنت في اللحظات الحرجة، أصلي نائما فوق السرير، فقالت بأعلى صوتها: أووه إنت موش
(1) مواقف من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين 612، 613.
(2)
شهيد أيقظ أمة 29.
مسلم!! ولما فرغت من صلاتي، وقد كانت واقفة تتأملني وكان الوقت فجرا، وهي تنتظر حتى تقيس ضغط الدم وخلافه، فسألتها: لماذا قلت إنني لست مسلما؟
قالت: لأنك تصلي صلاة على غير ما تعودناه من المسلمين، فأفهمتها أن صلاتي الآن تقبل بهذه الكيفية، لأنني لا أستطيع الوقوف، فقالت: وغير ذلك فهناك أسباب أخرى كثيرة، فقد تعودنا منك أحسن المعاملة، وأجمل المشاعر، فكنت حديثنا دائما ونحن في سكننا، أما كنت ترى الكثير من الممرضات، اللاتي كن تحضرن لرؤيتك، وكنت تدعوهن جميعا إلى الدخول، وتصر على ذلك وتحرص على إعطائهن الحلوى والهدايا والورود، مما كان لديك، كنا دائما نتحدث كثيرا عنك حين نعود من عملنا.
فعرفتها أنني مسلم، وأن أخلاق المسلمين هي أن أكون معكن، كما تذكرين.
فقالت: ولكن الجميع معاملتهم ليست على طريقتك، وعلى كل حال، أريد أن تعرفني إسلامك، فسألتها ما ديانتك؟ فقالت: بوذية، ومنذ فترة أبحث عن الحقيقة وأريد الوصول إليها، حتى رأيتك، وكنت في انتظار أن تتحسن حالتك، وأتحدث معك فيما أريد، والآن حانت الفرصة وأطلب أن تحدثني عن الإسلام، وطلبت من زوجتي أن تحضر كتاب "مبادئ الإسلام بالإنجليزية للمودودي"، فأحضرت نسختين فأعطيتهما إياها وقبل أن تفرغ من قراءتها وتعرف شيئا عن الإسلام، طلبت من الأخ الفاضل الأستاذ كامل الهلباوي أن يحضر بعض المطبوعات عن الإسلام بالكورية، فأحضر لي مجموعات متكاملة بالكورية والإنجليزية وخلافه، من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، فنظمت منها مجموعة وناولتها إلى الممرضة.
وبعد أيام جاءتني وقالت: أريد أن أسلم، فماذا أفعل؟ ومعي تسع ممرضات كلهن قرأن ويردن الإسلام، وأطلب لهن كتابا من الكتب التي أعطيتني إياها، فكونت تسع مجموعات، وطلبت مجموعة عاشرة لترسلها إلى والدها في كوريا، فأحضرت لها ما أرادت، وكانت تحضر للتدارس معي بعض الأمور في كيفية الطهارة والصلاة، وكان مما قالت: الصلاة يقرأ فيها القرآن فما هو القرآن؟ فأشرت لها إلى المصحف، ثم أحضرت لها نسخة مترجمة بالإنجليزية، فأخذتها، وبعد عدة أيام قالت: لقد نسيت كل شيء حولي وانتقلت إلى عوالم أخرى لم أكن أدري عنها شيئا وأنا الآن أعيش فقط، مع القرآن، وطلبت نسخا منه للممرضات اللاتي أخذت مني لهن مجموعات الكتب، فأخبرتها بتعذر ذلك، فعادت