الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله" الطبراني.
الشهيد سيد قطب
ارتضع منذ طفولته معاني العزة والكرامة، وعاش حياته سيدا، وغادر الدنيا سيدا، رافعا رأسه، وعاش حياته قطبا، وغادرها قطبا في الدعوة والجهاد، ونتوقف عند ساعاته الأخيرة في الدار الفانية، وقد طلب إليه أن يعتذر للطاغية مقابل إطلاق سراحه، فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله، رعندما طلب منه كتابة كلمات يسترحم بها عبد الناصر، قال: إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة، ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية، وقال أيضا: لماذا أسترحم؟ إن سجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق، وإن سجنت بباطل، فانا أكبر من أن أسترحم الباطل.
وفي إحدى الجلسات اقترب أحد الضباط منه، وسأله عن معنى كلمة شهيد، فرد عليه رحمه الله شهيد يعني أنه شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته.
أخالف البروتوكول
يقول الاستاذ عمر التلمساني: في أكتوبر 1952 دعا رجال الانقلاب الأستاذ الهضيبي وأعضاء مكتب الإرشاد إلى عشاء في سلاح المهندسين في الحلمية، فدعاهم فضيلته بعد ذلك إلى عشاء في بيته، وكنت أحضر ذلك العشاء، وجلست كعادتي على مقربة من الباب وجاء عبد الناصر وقدم لي التحية فقبلتها، وكنت أضع رجلا على رجل.
وكان منتهى اللياقة أن أقف أو أن أزيل ساقي عن وضعها والرجل يقف أمامي، وفي ثوان دارت معركة في خاطري: إن ظللت جالسا فقد خالفت قواعد البروتوكول، وإن وقفت فقد يظن البعض أني أقف لرئيس الوزراء نفاقا لا لياقة، فآثرت أن أكون مخالفا لقواعد اللياقة على أن يظن بي أني منافق، وبقيت على حالتي، وما أظن عبد الناصر قد نسى ذلك (1).
الهضيبي وفاروق
توجه كريم ثابت باشا المستشار الصحفي للملك فاروق إلى منزل المستشار حسن الهضيبي وأخبره بأن الملك فاروق يطلب منه الحضور في 21/ 11/ 1951 إلى قصر القبة
(1) مائة موقف من حياة المرشدين 147، 148.
لمقابلته والتحدث. معه، فأخبره الهضيبي أنه لا يستطيع أن يوافق على ذلك إلا بعد عرض الأمر على مكتب الإرشاد، ووافق مكتب الإرشاد، وهنا طلب كريم ثابت من الهضيبي ضرورة ارتداء بدلة الردنجوت عند مقابلة الملك، فأخبره الهضيبي أنه لا يملك بدلة ردنجوت، فأرسل كريم ثابت باشا إلى الهضيبي في منزله بدلتين ردنجوت لارتداء إحداهما، ولكن حسن الهضيبي أصر أن يقابل الملك بملابسه العادية حتى ولو أدى الأمر إلى إلغاء المقابلة، فأذعن كريم ثابت لرأي الهضيبي مكرها، وتمت المقابلة بقصر القبة واستغرقت خمسا وأربعين دقيقة ونشرت الصحف هذا الخبر، ولم يصرح فضيلته للصحف بأي شيء عن هذه المقابلة علما بأن هذه أول مرة يقابل فيها الملك شخصا لا يرتدي الردنجوت.
وحضر الملك إلى مكتب السكرتارية وسلم عليه الهضيبي معتدل القامة شامخا، وأخذه الملك من يده مصطحبا إياه إلى غرفة مكتبه، وجلس الهضيبي على كرسي وأخذ الملك يرحب بالهضيبي ووجه إليه الحديث قائلا: لا أدري لماذا يسيء الإخوان المسلمون الظن بي؟ فلم يرد عليه الهضيبي، وعاد الملك يقول: إنني مسلم وأحب الإسلام وأتمنى له الخير، وقد أمرت بإنشاء مساجد كذا وكذا فلماذا يكرهني الإخوان؟ ولم يرد الهضيبي أيضا.
وعاد الملك يقول: إن الإخوان قد فهموا خطأ أنني أنا الذي أمرت بحلهم واعتقالهم، وباغتيال الشيخ حسن البنا، وهذا -والله العظيم- خطأ ولم أفعل من هذا شيئا، والذي فعل ذلك هم السعديون، النقراشي وإبراهيم عبد الهادي وفي اللحظة التي تمكنت فيها أقلت إبراهيم عبد الهادي، وأمرت الوزارة التي عينتها بالإفراج عن الإخوان، واستمر الملك في استعراض تاريخه وما عمله من خير ونسب كل عمل سيئ لغيره، وبين لحظة وأخرى يقول: لماذا يكرهني الإخوان إذن؟! والهضيبي لا يرد، وقال الهضيبي: إنني سهوت عن نفسي وتنبهت فوجدت نفسي في وضع عجيب.
وجدتني جالسا على الفوتيل واضعا إحدى رجلي على الأخرى!! ففكرت في الرجوع إلى الجلسة المناسبة ولكنني قررت ألا أغير هذا الوضع وظللت كذلك حتى انتهاء المقابلة .. حين سأله الملك: ما رأيكم يا حسن بك في كل ما قلته، وفي أنني على استعداد أن أعمل للإسلام؟
فرد عليه الهضيبي قائلا: إنني سأعرض ذلك على الإخوان ونسأل الله التوفيق، ثم قام الملك وصافحه وأوصله حتى باب مكتبه حيث تلقاه كبار رجال القصر حتى رجع إلى