الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقا وهي أيام وليال تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم.
قال: إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له على المحافظة على الوقت.
وأخبرني أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيرا أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل، بل إن قراءته في المصحف -زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله- تقطع عليه الملل والتوتر، وأضاف محدثي قائلا: إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف.
وسألني: متى ستجد ساعة ونصفًا لتقرأ فيها القرآن؟
تألمت كم من الأوقات تذهب سدى! كم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حسابًا!
بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن!
أجلت نظري .. وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي .. قطع تفكيري صوت المنادي .. ذهبت إلى البيت.
أريد أن أحقق شيئا الآن، بعد أن خرجت من المستشفى، أسرعت إلى المكتبة، اشتريت مصحفا صغيرًا، قررت أن أحافظ على وقتي .. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي.
كم من شخص سيفعل ذلك، وكم من الأجر العظيم للدال على ذلك! (1)
إضاعة الوقت
يقول ابن الجوزي: رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا، إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر، وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر، ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة
(1) مائة قصة وقصة 282 - 284.