الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا ليلة نابتك بالشجو لم أبت
…
لبلواك إلا ساهرا أتململ
فلما بلغت السن والغاية التي
…
إليهما مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
…
كأنك أنت المنعم المتفضل
شر ما يصيب المجتمع هو التفكك وضعف الروابط بين أبنائه، وذلك بغلبة الأنانية على أنفسهم، فيذكر المرء نفسه، وينسي أخاه، ويقول كل واحد: نفسي نفسي، ولا يبالي أن يجعل من الناس قرابين تقدم لإله أطماعه وشهواته.
شر ما يصيب المجتمع أن يقول كل فرد فيه: لي، ولا يقول: علي، أن تتضخم الأنا في نفسه على حساب غيره.
فينظر إلى نفسه نظرة استعلاء واستكبار، وإلى الناس نظرة الازدراء والاحتقار (1).
تذكر أمك الحنون
عندما كنت في سن سنة هي أطعمتك وحمتك، أنت كافأتها بالبكاء طوال الليل.
عندما كنت في سن سنتين، هي دفعتك إلى المشي، أنت كافأتها بالهرب منها عندما تناديك.
عندما كنت في سن 3 سنوات قامت بإعداد وجباتك الغذائية بكل رضا أنت كافأتها بإلقاء الطعام من فمك على الأرض.
عندما كنت في سن 4 سنوات قامت بإهدائك مجموعة من الطباشير، أنت كافأتها بتلوين طاولة غرفة الطعام.
عندما كنت في سن 6 سنوات، قامت بتوجيهك إلى المدرسة أنت كافأتها بالصراخ: لن أذهب.
عندما كنت في سن 8 سنوات قامت بإعطائك آيس كريم، أنت كافأتها بإلقائه على ملابسك.
عندما كنت في سن 10 سنوات اشترت لك كرة، وأنت كافأتها برميها على منزل الجار المقابل وكسرت نافذته.
(1) الإيمان والحياة 194.
عندما كنت في سن 24 سنة قامت بإعطائك أثاث شقتك الأولى أنت كافأتها بإخبار أصدقائك بأنه أثاث بشع.
عندما كنت في سن 26 سنة قامت بمساعدتك في مصاريف زواجك، وبكت الدموع، وأخبرتك عن مدى حبها لك، أنت كافأتها بالرحيل والسكن إلى أبعد منطقة في البلاد.
عندما كنت في سن 30 سنة قامت بمناداة طفلك وتوجيهه ببعض النصائح، أنت كافأتها بقولك: الأمور تغيرت الآن.
عندما كنت في سن 40 سنة قامت بالاتصال بك لتذكرك بمرض أحد أقاربك، أنت كافأتها بقولك: بجد .. الآن مشغول جدا.
عندما كنت في سن 50 سنة أصابها مرض، واحتاجت وجودك للاعتناء بها، أنت كافأتها بالشكوى المستمرة من أعبائك وأعباء أسرتك.
وبعد ذلك وفي يوم من الأيام، ماتت بهدوء، والشيء الوحيد الذي لم تقم به من قبل، قد أتى وقته يدوي مثل الرعد، بدأت تذرف الدموع لأن الحياة بدونها بلا معنى، بدأ ضميرك يشعرك بالندم لأنك لم تعطها حقها (1).
قال الحسن البصري: ما يعدل بر الوالدين شيء من التطوع لا حج ولا جهاد (2).
وبكى إياس بن معاوية رحمه الله حين ماتت أمه فقيل له في ذلك فقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فأُغلق أحدهما.
احرص أخي الحبيب ألا تنام ليلة من الليالي وأحد والديك غضبان عليك وبالأخص أمك.
وكان من بر طلق بن حبيب أحد التابعين: أنه يقبل رأس أمه وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته إجلالا لها (3).
إياك أن تعق والديك، فإن عققتهما فبادر بالتوبة والاستغفار كما بادر ابن عونة رحمه الله حين عن والدته فكفر عن ذلك العقوق بعتق رقبتين حيث قال: نادتني أمي
(1) مجلة الزهور العدد 22، ص 61.
(2)
الوقت عمار أو دمار: 61.
(3)
الوقت عمار أو دمار 63.