المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خاتمة عبيد الله بن جحش تقول أم المؤمنين أم حبيبة، رملة - موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق - جـ ٢

[ياسر عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

- ‌الشجاعة

- ‌أنواع الشجاعة:

- ‌الدفاع عن الدين

- ‌حرق أعصاب الظالم

- ‌هكذا كانوا

- ‌ما حجتك عند الله

- ‌استحضر هيبة الله

- ‌بين منذر بن سعيد وعبد الرحمن الناصر

- ‌الترفع عن الذلة

- ‌شجاعة المعتصم

- ‌لطمة على وجه اليهودي

- ‌الشيخ الإنباني

- ‌شجاعة غلام:

- ‌الاعتدال

- ‌الاعتدال في العبادة

- ‌ومن أمثلة الاعتدال في العبادة:

- ‌النصيحة

- ‌معنى النصيحة

- ‌أهمية النصيحة

- ‌طلب النصيحة

- ‌أين من ينصحك

- ‌وجوب النصيحة

- ‌الفرق بين الغيبة والنصيحة

- ‌نصيحة في السجن

- ‌نصيحة مؤثرة

- ‌آداب الناصح

- ‌آداب المنصوح

- ‌بر الوالدين

- ‌الأدب مع الوالدين

- ‌طاعة لأمي

- ‌أحمد بن حنبل

- ‌موعظة

- ‌البَر

- ‌مفاهيم تتصل ببر الوالدين

- ‌حق الأم في البر أكثر

- ‌من صور البر

- ‌رجل يخاف من عقوق الوالدين

- ‌موقف إسماعيل مع أبيه

- ‌البر مفتاح الفرج

- ‌صور من العقوق

- ‌جريج العابد

- ‌افعل ما شئت كما تدين تدان

- ‌قصة شاب

- ‌الجزاء

- ‌تذكر أمك الحنون

- ‌أفعال تتنافى مع بر الوالدين

- ‌الشورى

- ‌حتى في الأمور الخاصة

- ‌تشكيل الحكومة الإسلامية بالانتخاب

- ‌مجلس عسكري استشاري

- ‌الحباب خبير عسكري

- ‌في سقيفة بني ساعدة

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير

- ‌رؤيا رسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بيت المقدس

- ‌مفاوضات

- ‌استشارة أم سلمة

- ‌جمعية عمومية

- ‌الشورى البناءة

- ‌عدم الاستقلال بالرأي

- ‌جمع القرآن الكريم

- ‌شوري أبي بكر

- ‌استخلاف الصديق للفاروق

- ‌اختيار الولاة

- ‌شورى خامس الخلفاء الراشدين

- ‌التعاون

- ‌1 - التعاون مع إخوانك

- ‌2 - تعاون بين الزوجين

- ‌3 - تعاون الملائكة في بدر

- ‌4 - قضاء حوائج الناس

- ‌5 - تعاون الأبناء مع الأباء

- ‌6 - التعاون من أجل مصلحة الوطن

- ‌تعاون مرفوض:

- ‌سبب إسلامه:

- ‌صلة الرحم

- ‌طريق الجنة

- ‌من ثمارها

- ‌وصية

- ‌تدفع ميتة السوء

- ‌تيسير الحساب وتدخل صاحبها الجنة

- ‌ترفع الدرجات يوم القيامة

- ‌ليس الواصل بالمكافيء

- ‌احذر قطيعة الرحم

- ‌مثل شائع خاطيء

- ‌العدل

- ‌من أنواع العدل

- ‌عدل عمر مع أهل الذمة

- ‌عدل الرسول

- ‌عدل الصحابة

- ‌العبد الصالح

- ‌ضربة وحجة

- ‌موقف رائع

- ‌عدل يفوق الخيال

- ‌عدل المسلمين

- ‌المساواة من العدل

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عمر والعدل

- ‌رد المظالم

- ‌اشتري مظلمته

- ‌رجل يضرب الأمير

- ‌قميص عمر

- ‌مجلس القضاء

- ‌الرسالة

- ‌دعوة المظلوم مستجابة

- ‌القاضي شريح وابنه

- ‌بين شريح وعلي بن أبي طالب

- ‌الراعي والرعية رحمة وعدل

- ‌عدل وثبات

- ‌الولاء والبراء

- ‌حكم الإسلام

- ‌مظاهر الولاء للكفار

- ‌من قصص الولاء والبراء

- ‌العزة

- ‌عزة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌كن عزيزا

- ‌عزة ربعي بن عامر

- ‌فزع رستم

- ‌خوف قيصر ملك الروم

- ‌ما أعزكم آل الخطاب

- ‌العز بن عبد السلام وعزة العلماء

- ‌إن الذي يمد رجليه لا يمد يده

- ‌طاوس والخليفة

- ‌هذا الشبل من ذاك الأسد

- ‌نحن في ظل الله

- ‌يسرني أن أكون آخرهم

- ‌دعهم لا يرون منا إلا البشاشة

- ‌الشهيد سيد قطب

- ‌أخالف البروتوكول

- ‌الهضيبي وفاروق

- ‌حمية العرب في الجاهلية

- ‌الأخ حافظ

- ‌وقفة قرآنية

- ‌الرنتيسي

- ‌من الطرائف

- ‌الذكاء

- ‌دار الأرقم

- ‌المناظرة بين خليل الله والنمرود

- ‌طريق اليمن في الهجرة

- ‌الإبل المذبوحة

- ‌الحجر الأسود

- ‌حيلة يوسف

- ‌داود وسليمان

- ‌قصة الرجل الحكيم

- ‌الفطنة

- ‌خالد بن الوليد في مؤتة

- ‌في غزوة الأحزاب

- ‌حيلة أبي بصير

- ‌الصنم والكلب

- ‌الفتى الذكي

- ‌صديق الوالي

- ‌بيت أبي تمام

- ‌الشاعر واللص

- ‌الخياط الأعور

- ‌القارب العجيب

- ‌المال الضائع

- ‌العاطس الساهي

- ‌الرجل المجادل

- ‌الشكاك

- ‌الخليفة والقاضي

- ‌براءة

- ‌القاضي والحلوى

- ‌ما تقول في المسكر

- ‌الفراسة

- ‌السارق الحقيقي

- ‌قمة في حسن التخلص

- ‌مروءة وذكاء

- ‌اتصال

- ‌مباحث

- ‌فطنة في الإجابة

- ‌سلامة الصدر

- ‌تحذيرات

- ‌ابن الحنفية وأخيه الحسن

- ‌التغافر خير من العتاب

- ‌الحسد

- ‌عاقبة حاسد

- ‌لا تحسد أخاك

- ‌رجل من أهل الجنة

- ‌المصابون بالحسد

- ‌فرق بين الحسد والغبطة والمنافسة

- ‌نهاية مؤلمة

- ‌علاج مرض الحسد

- ‌موقف عظيم

- ‌مثل شائع خاطيء

- ‌الاعتذار عند الخطأ

- ‌كيف تصلحان غيركما

- ‌الصلح بين عائلتين

- ‌ما أراد إلا الحسد

- ‌لفتة طيبة

- ‌أمثلة رائعة

- ‌سلامة الصدر عند قبول النصيحة

- ‌حتى مع الخصوم

- ‌من شيم الكرام

- ‌خلق رفيع

- ‌حفظ اللسان

- ‌آفات اللسان

- ‌احذروا الغيبة

- ‌قصة مؤثرة

- ‌الأعذار المرخصة في الغيبة

- ‌شر النمام عظيم

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌مهمة المسلم

- ‌نصيحة

- ‌الأعداء يخططون

- ‌الفعل قبل القول

- ‌الرسول قدوة في الدعوة

- ‌حب الخير للناس

- ‌بائع أشرطة الفيديو:

- ‌تفسير آية

- ‌أليس لها ثمن

- ‌تعرف على الآخرين

- ‌رجل الدعوة

- ‌وصايا غالية

- ‌فن الدعوة إلى الله

- ‌أمنية

- ‌دعوة صادقة

- ‌طرفة غالية

- ‌كلمتان خفيفتان على اللسان

- ‌أكبر همه

- ‌يدعو وهو مريض

- ‌حال الجامعة

- ‌شبهات وردود

- ‌الفهم

- ‌القرآن يصحح المفاهيم

- ‌فهم خاطيء

- ‌فهم الرسول

- ‌فهم الأولويات

- ‌أولوية الأعمال

- ‌رجل يفهم رسالته

- ‌فهم مشقات الطريق

- ‌دعوتنا لكل الناس

- ‌ابحثوا عن لافتة أخرى

- ‌نعمة كبيرة

- ‌تربية واعية

- ‌تأخير الصلاة بعذر

- ‌الإسلام والأديان المعاصرة

- ‌فهم رائع

- ‌هكذا كان عبد الله بن المبارك

- ‌فهم علم من أعلام السلف

- ‌إمكانيات أعدائك ماذا أعددت لها

- ‌لا أنقد حكومتي خارج وطني

- ‌العمل للإسلام

- ‌الأعداء يعلمون لإنجاح مخططهم

- ‌احرص على العمل

- ‌من الذين هدى الله

- ‌إسلام المغول

- ‌إخلاص وعمل

- ‌الفهم الجيد للإسلام

- ‌العزيمة القوية

- ‌لو خرجنا بواحد لكفى

- ‌الجهاد

- ‌الجهاد في كتاب الله

- ‌جهاد النفس

- ‌الجهاد بالمال

- ‌تحويل شيك للمجاهدين

- ‌الجهاد التعليمي

- ‌الجهاد السياسي

- ‌جهاد الأعداء

- ‌ستار القدرة

- ‌وقفة

- ‌عزاء والد الشهيد

- ‌الرحمة في الجهاد الإسلامي

- ‌من جهاد الأبطال

- ‌المسلمون = جهاد

- ‌حب الشهادة

- ‌نموذج المجاهد

- ‌خطبة ثورية

- ‌حزن عميق

- ‌الخوف من الله دفعه للشهادة

- ‌يا فلسطين

- ‌البطل الليبي

- ‌اللهم احشرني من حواصل الطير

- ‌صور أخرى

- ‌التضحية

- ‌من أنواع التضحية

- ‌أين التضحية

- ‌فهم خاطيء

- ‌أريد أن أطأ بعرجتي في الجنة

- ‌تضحية علباء بن جحش

- ‌وفاة خالد بن الوليد

- ‌في وقعة البويب

- ‌لا تفعل

- ‌أستاذ جديد في فن التضحية

- ‌عز الدين القسام

- ‌الشيخ أحمد ياسين

- ‌يحيى عياش

- ‌الثبات

- ‌صور الثبات

- ‌سنة الدعوات

- ‌ننتصر على الغرب بثباتنا

- ‌الأخوة في الله

- ‌الأخوة طريق الجنة

- ‌أمر إلهي

- ‌حقوق الأخوة الخاصة

- ‌موقف مؤثر

- ‌نقاتل أعداءنا بالحب

- ‌الثقة

- ‌أنواع الثقة:

- ‌لا تتعجل النصر

- ‌سؤال

- ‌الجدية والانضباط

- ‌الجدية في طلب العلم:

- ‌الجدية في تحمل المسئولية

- ‌تنفيذ الأوامر

- ‌طاعة بعد الموت

- ‌العزيمة

- ‌فورية التنفيذ

- ‌إذن ننشيء له مدرسة

- ‌تسخير الإمكانات

- ‌الالتزام بالعبادة

- ‌قطع شجرة الرضوان

- ‌إلغاء الرحلة

- ‌محاسبة النفس

- ‌الانضباط المالي

- ‌القوة

- ‌القوة في الحق

- ‌استحضار نية الجهاد

- ‌قوة بدنية فائقة

- ‌قوة في الرمي

- ‌قوة لرد الحق لأهله

- ‌الكلوب الخطير

- ‌الجلوس المتعب

- ‌نماذج للأقوياء

- ‌أسامة بن زيد

- ‌مواقف بطولية

- ‌في وقعة الجسر

- ‌فتح مصر

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌أضرار عدم ممارسة الرياضة

- ‌نصائح لقوة الجسم:

- ‌قادر على الكسب

- ‌الحث على العمل

- ‌فهم خاطيء

- ‌انتبه

- ‌اجتهاد الإمام أحمد

- ‌معنى العبادة الشامل

- ‌مكتب محاماة بالقاهرة

- ‌استغل الإجازات

- ‌هكذا كانوا

- ‌شيخ يعمل

- ‌الزهد والتجارة

- ‌كن أميناً في كسبك

- ‌دعابة

- ‌التوازن

- ‌بين الدنيا والآخرة

- ‌سليم العقيدة

- ‌صبر علي عقيدته

- ‌الإيمان الحق

- ‌رجل من أهل خيبر

- ‌إبليس الملعون

- ‌آية ربانية

- ‌عاقبة الخوف من الله

- ‌يؤثرون على أنفسهم

- ‌توقف مع القرآن

- ‌احذر المعصية

- ‌زيادة الإيمان بالتفكر

- ‌التجرد لله

- ‌لا تحزن والله معك

- ‌صلاح الدين

- ‌ذاك هو الله

- ‌التمسك بالعقيدة الصحيحة

- ‌دخل في الإسلام حديثًا

- ‌أسلم بعقيدة سليمة

- ‌اعتراف الغرب

- ‌الله ينتقم لدينه

- ‌صحيح العبادة

- ‌الفهم الشامل

- ‌روح الصلاة

- ‌الخوف من فساد الأعمال

- ‌العلم طريق الوصول

- ‌العبادة الصحيحة

- ‌ومن أنواع العبادات:

- ‌الحلم عبادة

- ‌الصدق عبادة

- ‌الورع عبادة

- ‌تقديم النصيحة عبادة

- ‌طلب العلم عبادة

- ‌رد الجميل عبادة

- ‌الانتفاع بالوقت

- ‌صديق ودود أو عدو لدود

- ‌جريمة سرقة

- ‌البركة في البكور

- ‌نظرة خاطئة

- ‌الوقت في القرآن

- ‌خصائص الوقت

- ‌من علامات المقت إضاعة الوقت

- ‌جريمة انتحار

- ‌انتبه

- ‌البدار البدار:

- ‌الاعتبار بمرور الأيام

- ‌لكل وقت عمله

- ‌فضل الله بعض الأيام على بعض

- ‌احذر هؤلاء

- ‌كم عمرك

- ‌ماذا فعلت لما بعد الموت

- ‌وقفة

- ‌هكذا استغلوا أوقاتهم

- ‌تربية الأبناء

- ‌أنت والمصحف

- ‌إضاعة الوقت

- ‌ليس لدي فراغ

- ‌النظام

- ‌خلية النحل

- ‌النمل

- ‌الله يحب النظام

- ‌هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌في غزوة بدر

- ‌في غزوة أحد

- ‌في اليرموك

- ‌عدم النظام من عوامل الهزيمة

- ‌نظام أبي بكر

- ‌الأسقف الأمريكي الذي أسلم بسبب النظام

- ‌انضباط في المواعيد

- ‌هكذا كانوا

- ‌آفات قاتلة للنظام

- ‌إياك والعقوق

- ‌فن الراحة

- ‌حوار مع لحظة

- ‌كيف تنظم وقتك

- ‌نصائح لتنظيم مكان العمل

- ‌نفع الآخرين

- ‌أحب الناس إلى الله

- ‌الرسول قدوة

- ‌الصديق يحلب للحي:

- ‌هجرة أبي بكر

- ‌لفتات طيبة

- ‌فكرة للأستاذ مصطفى أمين حول الأستاذ الهضيبي

- ‌من المواقف المؤثرة

- ‌كريم رغم الفقر

- ‌مساعدة عاجلة

- ‌الخاتمة ويوم القيامة

- ‌وفاة الرسول:

- ‌وفاة أبي بكر الصديق:

- ‌وفاة عمر بن الخطاب:

- ‌وفاة عثمان بن عفان:

- ‌وفاة علي بن أبي طالب:

- ‌وفاة معاوية بن أبي سفيان:

- ‌وفاة معاذ بن جبل:

- ‌وفاة بلال بن رباح:

- ‌وفاة الأصيرم:

- ‌وفاة سعد بن أبي وقاص:

- ‌وفاة عروة في الزبير:

- ‌وفاة أبي هريرة:

- ‌وفاة عبد الملك بن مروان:

- ‌وفاة عمر بن عبد العزيز:

- ‌وفاة هارون الرشيد:

- ‌وفاة المأمون:

- ‌وفاة ابن المنكدر:

- ‌وفاة عامر في عبد القيس:

- ‌وفاة الجنيد:

- ‌وفاة أحد التابعين:

- ‌أحس باقتراب أجله

- ‌وفاة محمد في واسع:

- ‌خاتمة الصالحين:

- ‌سوء الخاتمة

- ‌وفاة مرتد

- ‌خاتمة عبيد الله بن جحش

- ‌وفاة العصاة

- ‌وفاة الزناة

- ‌وفاة أليمة

- ‌وفاة مدخن

- ‌وفاة المفسدين

- ‌أي موتة هذه

- ‌وجهه أسود

- ‌وفاة تارك الصلاة

- ‌وفاة أثناء سماع الأغاني

- ‌وفاة في سجدة باطلة

- ‌وفاة في المرقص

- ‌سوء خاتمة رجل عاص

- ‌نعوذ بالله من سوء الخاتمة

- ‌عاقبة تأخير الصلاة

- ‌أهوال يوم القيامة

- ‌أرض المحشر

- ‌الحساب

- ‌الميزان

- ‌الصراط

- ‌المراجع

- ‌القرآن وعلومه:

- ‌السنة وعلومها:

- ‌التاريخ السير والتراجم:

- ‌تزكية وأخلاق وعقائد:

- ‌البيت المسلم:

- ‌أدب - لغة:

الفصل: ‌ ‌خاتمة عبيد الله بن جحش تقول أم المؤمنين أم حبيبة، رملة

‌خاتمة عبيد الله بن جحش

تقول أم المؤمنين أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان: رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه، ففزعت، فقلت: تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين فلم أر دينًا خيرًا من النصرانية.

فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأت له، فلم يحفل بها، وأكب على الخمر حتى مات، فأُري في النوم كان آتيًا يقول: يا أم المؤمنين، ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني.

‌وفاة العصاة

قال عبد العزيز بن أبي رواد: حضرت رجلاً عند الموت يلقن الشهادة لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: أنا كافر بما تقول ثم مات على ذلك. قال: فسألت عنه فإذا هو مدمن خمر.

قيل لآخر: قل لا إله إلا الله فجعل يغني.

ومن سنوات جرت حادثة في القصيم بالسعودية، وحاصلها أن رجلاً في حال احتضاره ظهر عليه من الاعتراض على ربه ما ظهر، فجاء بعض أصحابه ممن كان يصلي معهم في المسجد والله أعلم بما في القلوب، وقال: يا عبد الله، هذا المصحف الذي كنت تقرأ فيه، فاتق الله في نفسك، ولقنه كلمة التوحيد، فقال: أنا كافر بالمصحف وبلا إله إلا الله، وختم له على ذلك الحال.

‌وفاة الزناة

يقول راوي القصة: صحبنا على ظهر سفينة نجول بها حول البلدان طلبًا للرزق شاب صالح، نقي السريرة، طيب الخلق، كنا نرى التقوى في قسمات وجهه، والنور والبشر يرتسمان على محياه، لا تراه إلا متوضئًا مصليًا، أو ناصحًا مرشدًا، وإن حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا، فإن تخلف أحد عنها أو تأخر عاتبه وأرشده.

وألقى بنا البحر إلى جزيرة من جزر الهند فنزلنا إليها، وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقروا أيامًا يرتاحون فيه، ويستجمون بعد عناء السفر الطويل، يتجولون في أسواق

ص: 355

المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم وأبنائهم ثم يرجعون إلى السفينة في الليل، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال، يتيم بأماكن اللهو والهوى ومحال الفجور والبغاء، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبدا، بل يقضي هذه الأيام يصلح في السفينة ما احتاج منها إلى إصلاح، فيفتل الحبال ويلفها، ويقدم الأخشاب ويشدها ويشتغل بالذكر والقرآن والصلاة وعينه ترقرق بالدموع وتنحدر على لحيته.

وفي إحدى السفرات وبينما كان الشاب منشغلاً بأعماله تلك إذا بصاحب له في السفينة ممن اتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها، وبسافل الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول: صاحي، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها؟ لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك؟ ترى ما يشرح الخاطر ويؤنس النفس! أنا لم أقل لك تعال إلى أماكن البغاء وسخط الله، ولا إلى البارات وغضب الله، هيهات يا صاحبي، لكن تعال؛ فانظر إلى مُلاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها، وإلى راكب الفيل كيف يجعل من خرطومه له سلمًا ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة، وآه لو رأيت من يمشي على المسامير أنى له الصبر، ومن يلقم الجمر كأنما هو تمر، ومن يشرب ماء البحر فيسيغه

كما يسيغ الماء الفرات، يا أخي انزل وانظر الناس!

فتحركت نفس الشاب شوقًا لما سمع، فقال: وهل في هذه الدنيا ما تقول.

قال صاحب السوء: نعم، وفي هذه الجزيرة، فانزل تَرَ ما يسرك، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه، وتجولا في أسواق المدينة وشوارعها حتى دخل به إلى طرق صغيرة ضيقة، فانتهى بهما الطريق إلى بيت صغير فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره وقال: سآتيك بعد قليل ولكن! إياك إياك أن تقترب من الدار. جلس الشاب بعيدًا عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكرًا، وفجأة إذا به يسمع قهقهة عالية ليفتح الباب وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة، أواه إنه الباب نفسه الذي دخل فيه الرجل.

تحركت نفس الرجل فدنا من الباب ويصيخ سمعه لما يدور في البيت، إذا به يسمع صيح أخرى، فنظر من شق الباب ويتبع النظر أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى، وهو يرى شيئًا لم يألفه ولم يره من قبل، ثم رجع إلى مكانه ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكرًا: ما هذا؟! ويحك، هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه.

ص: 356

فقال الرجل: اسكت يا أعمى يا مغفل، هذا أمر لا يعنيك.

ورجعا إلى السفينة في ساعة متأخرة من الليل، وبقى الشاب ساهرًا ليلته تلك، مشتغل الفكر فيما رآه، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه، وامتلكت النظرة زمام فؤاده، فما إن بزغ الفجر وأصبح الصباح حتى كان أول نازل من السفينة، وما في باله إلا أن ينظر فقط، ولا شيء غير أن ينظر، وذهب إلى ذلك المكان، فما أن نظر نظرته الأولى وأتبعها الثانية، حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك، واليوم الذي بعده كذلك، فافتقده ربان السفينة وسأله عنه: أين المؤذن؟ أين إمامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح، فلم يجبه من البحارة أحد، فأمرهم أن يتفرقوا للبحث عنه فوصل إلى علم الربان ممن ذهب به إلى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له: ألا تتقي الله؟ ألا تخشى عقابه؟ عجل اذهب فأحضره، فذهب إليه مرة دون مرة ولكن دون جدوى، فلم يستطع إحضاره لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم، فلم يكن من قائد السفينة إلا أن أمر عدة رجال أن يحضروه قسرًا، فسحبوه بالقوة وحملوه إلى السفينة.

وأبحرت السفينة راجعة إلى البلاد ومضى البحارة إلى أعمالهم، وأخذ ذلك الشاب في زاوية من السفينة يبكي ويئن حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء، ويقدمون له الطعام فلا يأكل، وبقى على حاله البائسة هذه بضعة أيام، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه، ولم يستطع أحد من أهل السفينة أن ينام، فجاءه ربان السفينة وقال له: يا هذا اتق الله، ماذا أصابك؟ لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام، ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي دهاك؟

فرد عليه الشاب وهو يتحسر: دعني فإنك لا تدري ما الذي أصابني؟

فقال الربان: وما الذي أصابك؟ عند ذلك كشف الشاب عن عورته، وإذا الدود يتساقط من سوأته، فأنزعج ربان السفينة وارتعش لما رأى وقال: أعوذ بالله من هذا، وقام عنه الربان، وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة مدوية أيقظتهم وذهبوا إلى مصدرها فوجدوا ذلك الشاب قد مات وهو ممسك خشب السفينة بأسنانه، استرجع القوم وسألوا الله حسن الخاتمة، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر.

ص: 357