الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه، فاستغنيت بذلك عن فيء المسلمين.
قلت: فما طعامك؟
فقال: ليلة لحم، وليل عدس وزيت، وليلة خل وزيت، وفي هذا بلاغ.
فقلت له: أفما تعجبك نفسك؟
فقال: قد كان في شيء من ذلك، فلما وعظني أبي بصرني بحقيقة نفسي، وصغرها عندي، وحط من قدرها في عيني، فنفعني الله عز وجل بذلك، فجزاه الله من والد خيرا .. فقعدت ساعة أحدثه، وأستمتع بمنطقه، فلم أر فتى أجمل منه (1).
9 -
الإخلاص:
لما بايع أهل العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى قومهم، فدعوهم إلى الإسلام سرا، وتلوا عليهم القرآن، وبعثوا إلى رسول الله معاذ بن عفراء ورافع بن مالك: أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فليدع الناس بكتاب الله، فإنه قَمِنٌ أن يتبع، فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير، فلم يزل يدعو آمنا ويهدي الله تعالى الناس على يديه، حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافهم، فأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم، وكان المسلمون أعز أهل المدينة، فرجع مصعب إلى رسول الله وكان يدعي المقرئ.
أمنية
هذا أخ مؤذن يأسف ويحزن حزنا شديدا، إذ بلغه أن برج ساعة بيج بن الشهيرة في لندن قد مال وأنه مهدد بالانهيار، فلما سئل عن سر أسفه وحزنه قال: ما زلت أؤمل أن يعز الله المسلمين، ويفتحوا بريطانيا، وأصعد على هذا البرج كي أؤذن فوقه (2).
دعوة صادقة
خرجت أخت مسلمة من بيتها وليس لها هم سوى أن يجعلها الله سببا لهداية من حولها، وفجأة وجدت فتاة تلبس "الاسترتش" فأشفقت عليها من النار، فتقدمت وقالت
(1) صور من حياة التابعين 90.
(2)
علو الهمة: محمد إسماعيل المقدم.
لها بكل عطف ورحمة: إنني أستأذنك أن تأتي معي إلى الجنة، فاستجابت الفتاة وقالت: وأين هي الجنة؟ قالت: في بيت من بيوت الله، فاستجابت لها الفتاة ودخلت معها المسجد فوجدت أن الكل ينظر إليها نظرة عجيبة، فأشفقت عليها (هدى) وأسرعت إلى خارج المسجد واشترت لها حجابا، وقالت لها: البسي هذا الحجاب حتى لا ينظر إليك أحد، وبعد المحاضرة انزعيه إن شئت .. فقامت الفتاة وارتدت الحجاب لأول مرة، بل وأزالت المساحيق من على وجهها وتوضأت لأول مرة، وصلت المغرب واستمعت إلى الدرس (وكان عن وصف الجنة والنار) ثم صلت العشاء، ولما كان وقت الانصراف قالت لها هدى: الآن تستطيعين أن تنزعي الحجاب إن شئت، فقالت لها الفتاة: والله لقد ذقت حلاوة الإيمان فلن أخلع الحجاب أبدا ولن أترك الصلاة، بل سكون داعية إلى الله وسأجعل حياتي وقفا لله عز وجل.
وما هي إلا لحظات حتى خرجت من المسجد فصدمتها سيارة فماتت، وسالت الدماء الشريفة التي تحركت لدين الله واحترقت شوقا للقاء الله فرزقها الله حسن الخاتمة بعد أن كانت منذ ساعة واحدة ممن قال فيهن رسول الله: "صنفان من أهل النار لم أرهما
…
"، وذكر منهما "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها". [مسلم](1).
10 -
حب الدعوة:
راحتي في الدعوة إلى الله تعالى:
يقول الشيخ محمد إسماعيل حفظه الله:
أعرف أخا يعيش في ألمانيا، أحسبه -والله حسيبه- مجتهدا في الدعوة إلى الله غاية الاجتهاد، حتى لا يكاد يذوق طعاما لراحة، وقد استحوذت الدعوة على كل كيانه، حتى أرهق نفسه، وشغل عن بيته وأهله وولده، فرأى إخوانه أن يمنح عطلة إجبارية، وذهبوا به بصحبة أسرته إلى منتجع ناء لا يعرفه فيه أحد، ولا يعرف فيه أحدا، كي يهنأ ببعض الراحة، وواعدوه أن يعودوا لإرجاعه بعد أيام، ولما رجعوا إليه وجدوه قد أسس جمعية إسلامية في هذا المكان قوامها بعض العمال المغاربة وغيرهم ممن انقطعت صلتهم بالدين،
(1) مواقف من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين 140.