الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصيدة الشاعر محمد صادق عرنوس إلى العلامة الجليل السيد محمد الخضر حسين بمناسبة سفره إلى الأقطار الحجازية
(1)
سافر إلى الحجّ ميموناً بك السفرُ
…
واقضِ المناسكَ مَزهواً بك الحجرُ
جاهدتَ في الله فانزل في ضيافته
…
لك المثوبةُ والإكبارُ والظفر
إنَّ الصفا مذ نويت الحج مغتبطٌ
…
لزورة العالِمِ الربِّي منتظرُ
وهل رأى منذ حين في مواسمه
…
كموسمٍ حجَّ فيه السيد (الخضر)
هذا النحيف المغالي في تواضعه
…
به الحنيفية البيضاء تفتخر
كم ذاد عنها أعاديها بمفرده
…
في موقف تتحاشى مثله الزمر
فلم تصب منهم يوماً بكارثةٍ
…
إلا وكان له في دفعها أثر
كأنه ديدبانٌ في حِراستها
…
هيهات يثنيه عن إنقاذها وطر
اقرأ له الردَّ بعد الرد يرسله
…
على العدا أين منه الصارم الذكرُ!
في قالبٍ لم يطف هُجرٌ بساحته
…
لكنه من صميم الحق منحدر
في مهبط الوحي سَلْ عن دائنا فثةً
…
نامت وطال بنا في المحنة السهر
ألم يعد ثمَّ في إنقاذنا أملٌ
…
هل انطفا نورُه واستفحل الخطر؟
(1) مجلة "الفتح" العدد 338 - السنة السابعة تاريخ 4 ذي الحجة 1351 - القاهرة.
قل للحجيج إذا وافيتهم بمنى
…
قولاً لبما وقعه فالحجُّ مؤتَمَر
هنا انبثاقُ الهدى يا قومُ فاتعظوا
…
ومهبط الروح بالتنزيل فاعتبروا
يا أيها الناس دين الله منتهكٌ
…
أينَ الكتاب وأين الآي والسور؟
اللفظ باقٍ ومعناه الكريم مضى
…
والروح إن فُقدت ما تنفعُ الصور
غوصوا على دره المكنون والتمسوا
…
منه الشفاء ففيه الورْد والصدَر
يا للعجائب ظمأى والحيا معكم
…
لو شئتم انهلّ عذباً ما به كدر
موقوفة عودة العزّ القديم على
…
أن يعمل العقل في التنزيل والبصر
إذا غدا عادةً فيكم مؤثلة
…
تقلص الذل عنكم وانجلى الضررُ
قصيدة الأستاذ علي سيد أحمد منصور (1) بقسم التخصص بالأزهر
عُدْ ناصرَ الدّين عَوْدَ النَّصر والظَّفر
…
يا حجةَ العصر بل يا مرشدَ البشرِ
إنَّ الليالي التي قضّيتها سفراً
…
كانت تمر بنا والنفسُ في ضَجَر
لكنك الشمس إن غابت فمرسلة
…
من ضوئها قبساً للناس في القمر
لما نويتَ النوى من قطرنا وجِلت
…
منا القلوب وبات الكل في كدر
أما البلاد التي أزمعت تقصدها
…
طارت بكم فرحاً للفوز بالوطر
فأنت كالغيث كلُّ الناس تطلبه
…
لأنه دافع للبؤس والضرر
لقد حللتَ بأوطانٍ مشرفةٍ
…
وعدتَ تحمل خيرَ الخُبْر والخَبَر
فاشرحْ لنا مجدها شرحاً يزيّنه
…
منك البيان الذي يزهو على الدرر
واذكر لنا كيف كان البيت في عظمٍ
…
وكيف سيرك بين الحِجْر والحَجَر
وكيف طفت مع الطُوّافِ في أدبٍ
…
وكيف ذكرك للخلّاق في السحر
وهل شربت مياهاً كان يشربها
…
خيرُ الخلائق من بدوِ ومن حضر
ينبوع زمزم هل باقٍ تفجره
…
أمْ غاص من أثر الأهوال والغير
(1) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء التاسع من المجلد الخامس. قصيدة ألقيت في دار الجمعية ليلة 10 محرم 1352.
وهل حللت بغارٍ حل ساحته
…
مَن دِينُه مقنعٌ للعقل والفطر
ما أحسن السير في أرض مقدسة
…
منها أتانا الهدى والذكر ذو السور
كرِّرْ بربك عن ركب الحجيج على
…
هذي المسامع ما شاهدت من عبر
كم كان فيه من الآفاق من أمم
…
شقوا إليه سبيل السهم والوعر
جاؤوا على شغف يبغون مغفرة
…
من غافر الذنب مهما كان في الكبر
لما وقفتم على عرفات وامتلأت
…
منه الرحاب بأشكال من الزمر
بأي عين نظرت الركب مجتمعاً
…
وكيف قلبك لم يقفز ولم يطر
في ذلك المجمع الميمون قد جمعت
…
شتى الوسائل للإنقاذ من خطر
فهل تعارف أهل الدين واشتوروا
…
فيما يقدمهم من صائب الفكر
لا شكَّ قلبك أضحى يوم سيركم
…
نحو المدينة في بشر وفي حصر
أما السرور فشوقاً نحو ساكنها
…
والضيق حزناً على بيت الهدى العطر
تلك الصحارى التي جزتم مفاوزها
…
هل ذكّرتكم عهود الأنس والسمر
أيام كنا تخاف الناس سطوتنا
…
وكان أعظمهم منا على حذر
يا لهف قلبي على أيام عزتنا
…
ولّت سراعاً فلم ترجع ولم تزر
لما أتيتَ إمام الخلق كلهم
…
ماذا صنعت بذاك الموقف الخطر
هل ذبت شوقًا وإجلالاً لحضرته
…
أم كنت ثَبْتاً فلم تفرق ولم تحر
وقلت ما قلته من قبل في أسفٍ
…
يا سيد الرسل نجِّ الدين من شرر
وهل دعوتَ لنا في روضةٍ شرفت
…
لما دنت من ضياء القلب والبصر
قد نلْتَ ما تبتغي فارجع بعافيةٍ
…
يحفك السعد في مَكْثٍ وفي سفر
نادي الهداية نادى وقتَ ظعنكم
…
من لي بمجلس أنس السيد (الخضر)
والآن قد جئتهُ فاهتز من فرحٍ
…
كأنه سامعٌ يهتز من وتر
فلا فتئت سراجاً فيه تملؤه
…
نوراً وعلماً فيغدو بهجة النظر
ولا برحت تعذّيه بحكمتكم
…
حتى يتم ويضحي طيب الثمر
وزادك الله علماً زانه عملٌ
…
وبسطةً في لذيذ الرزق والعُمُرِ