الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو داود والنسائي (1).
2 -
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أنَّ عُمَرَ سَألَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ؟ قال: «فَأوْفِ بِنَذْرِكَ» . متفق عليه (2).
2 - أقسام النذر
- أقسام النذر:
ينقسم النذر إلى ستة أقسام:
الأول: نذر الطاعة:
وهو نوعان كلاهما صحيح.
سواء كان مطلقاً كقوله: لله علي أن أصوم ثلاثة أيام، أو لله علي أن أتصدق بمائة ريال، وهو أفضل أنواع النذر.
أو كان النذر معلقاً كقوله: إن شفى الله مرضي فلله علي أن أتصدق بكذا، أو أصوم شهراً، أو أعتمر ونحو ذلك.
فإذا وُجد الشرط لزمه الوفاء به.
والنذر المطلق عبادة وطاعة وقربة يجب الوفاء به، وقد مدح الله الموفين به، ومن عجز عنه فعليه كفارة يمين.
1 -
قال الله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)} [الإنسان: 7].
2 -
وقال الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ
(1) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4398) ، وهذا لفظه، والنسائي برقم (3432).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2032) ، واللفظ له، ومسلم برقم (1656).
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270)} [البقرة: 270].
3 -
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللهَ فَليُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ» . أخرجه البخاري (1).
الثاني: نذر المباح:
كأن يقول: لله عليّ أن ألبس هذا الثوب، أو أركب هذه السيارة، أو أصعد هذا الجبل.
فهذا فِعْل مباح، يستوي فِعله وتركه، فيخير بين فعله وبين كفارة يمين.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفّارَةُ النّذْرِ كَفّارَةُ اليَمِينِ» . أخرحه مسلم (2).
الثالث: نذر المكروه:
كأن يقول: لله عليّ أن آكل هذا الثوم ونحو ذلك من المكروهات.
فهذا يستحب له أن يكفر عن يمينه، ولا يفعل ما نذر.
عَنْ عَدِيّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى اليَمِينِ، فَرَأَى خَيْراً مِنْهَا، فَليُكَفّرْهَا، وَليَأْتِ الّذِي هُوَ خَيْرٌ» . أخرجه مسلم (3).
الرابع: نذر المعصية:
وهو نذر فعل محرم، كأن يقول: لله علي أن أقتل فلان، أو لله علي أن أشرب الخمر، أو أصوم يوم العيد، أو أصلي بلا وضوء ونحو ذلك.
فهذا النذر محرم ولا يصح، ويحرم الوفاء به، وعليه أن يكفِّر عنه كفارة
(1) أخرجه البخاري برقم (6696).
(2)
أخرجه مسلم برقم (1645).
(3)
أخرجه مسلم برقم (1651).
يمين.
1 -
عَنْ عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ العَبْدُ» . أخرجه مسلم (1).
2 -
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا نَذرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» . أخرجه أبو داود والترمذي (2).
الخامس: نذر اللجاج والغضب:
وهو أن يعلق نذره بشرط بقصد المنع منه، أو الحمل عليه، أو التصديق، أو التكذيب، كأن يقول: إن كلمت فلاناً فلله علي صيام شهر، أو يقول: إن لم أفعل كذا فما لي كله هبة، أو عبيدي أحرار، أو يقول مؤكداً لِصِدقه: لله علي إن كان كلامي كذباً أن أصوم شهراً، أو يكذِّب أحداً ويقول: إن كان ما تقوله صدقاً فعبيدي أحرار.
فهذا النذر بمعنى اليمين، إن شاء فَعَل ما نذر، وإن شاء كفَّر عنه كفارة يمين.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفّارَةُ النّذْرِ كَفّارَةُ اليَمِينِ» . أخرجه مسلم (3).
السادس: النذر المطلق:
وهو النذر الذي لم يعيَّن فيه شيء، كأن يقول: لله علي نذر، ولم يسم شيئاً.
فهذا الناذر تلزمه كفارة يمين، ويتحلل مِنْ نذره.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفّارَةُ النّذْرِ كَفّارَةُ
(1) أخرجه مسلم برقم (1641).
(2)
صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (3290) ، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم (1525).
(3)
أخرجه مسلم برقم (1645).