الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - فضل التوبة والاستغفار
- أعظم الأمانات:
الدين هو الأمانة الكبرى التي تحمَّلها الإنسان.
فالدين أمانة .. والعمل به أمانة .. وتعلمه وتعليمه أمانة .. والدعوة إليه أمانة ..
والمحافظة عليه أمانة، وأعضاء الإنسان كلها أمانة.
فاللسان أمانة .. والقلب أمانة .. والعقل أمانة .. والسمع أمانة .. والبصر أمانة .. واليد أمانة .. والرجل أمانة .. والفكر أمانة .. والوقت أمانة .. والمال أمانة .. وأحكام الدين كلها أمانة.
فالطهارة أمانة .. والصلاة أمانة .. وفعل الواجبات أمانة .. وترك المنهيات أمانة .. والعدل أمانة .. والأخلاق أمانة.
والله سبحانه أمرنا أن تؤدى الأمانات التي تحمَّلناها؛ لنَسْعد وتَسعد البشرية في الدنيا والآخرة، وبذلك يتحقق مراد الله من خلقه بعبادته وحده لا شريك له.
1 -
…
[الأحزاب: 72 - 73].
2 -
…
[النساء: 58].
- أحوال الإنسان في الحياة:
كل إنسان في هذه الحياة يتقلب بين خمسة أمور:
نعمة من الله يجب عليه شكرها .. وأمر من الله يجب عليه فعله .. ونهي يجب عليه اجتنابه .. وذنب يجب عليه الاستغفار منه .. ومصيبة يجب عليه الصبر عليها .. فهذه أصول واجبات الدين.
وقد ابتلى الله سبحانه كل إنسان بالغفلة والنسيان، والنفس والشيطان، والجهل والخطأ، والعجز والكسل.
والله عز وجل يريد تكميل محبوباته من الإيمان والطاعات .. والنفس تريد تكميل محبوباتها من الشهوات والملذات .. والرسل وأتباعهم يدعون الناس إلى عبادة الله وحده .. والشيطان يريد جر الناس إلى طاعته ليشتغلوا بمعصية الله ثم ينالوا عقابه.
والحرب سجال .. ولا نجاة للعبد إلا بالإيمان بالله .. والتوكل عليه .. ولزوم عبادته وذكره .. ودوام التوبة والاستغفار .. والحذر من طاعة النفس والشيطان وجنوده.
1 -
قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)} [الشورى: 25].
2 -
…
[النساء: 27 - 28].
3 -
وقال الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)} [التوبة: 117].
- حكم التوبة:
التوبة من الذنوب والمعاصي واجبة على كل أحد، ومن تاب إلى الله فإن الله يتوب عليه.
والناس رجلان: تائب وظالم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
1 -
قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}
…
[النور:31].
2 -
وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}
…
[التحريم: 8].
3 -
وقال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)} [الحجرات: 11].
- وقت التوبة:
وقت التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.
والتوبة التي يقبلها الله عز وجل من الإنسان هي ما كانت قبل معاينة الموت والعذاب المهلك.
أما بعد حضور الموت فلا يُقبل من الكفار رجوع، ولا من العاصين توبة.
1 -
…
[النساء: 17 - 18].
2 -
وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى
تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا». أخرجه مسلم (1).
- شروط التوبة:
شروط التوبة:
إن كانت المعصية بين العبد وربه فشروط التوبة منها خمسة:
أن تكون التوبة خالصة لله .. وأن تكون في وقتها .. وأن يقلع عن المعصية .. وأن يندم على فعلها .. وأن يعزم ألا يعود إليها.
فإن فقد أحد هذه الشروط لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فتزيد مع هذه شرطاً سادساً بأن يَبرأ من حق صاحبها باستحلاله أو رد حقه.
والتوبة النصوح تتضمن ثلاثة أمور:
التوبة من جميع الذنوب والمعاصي .. إجماع العزم على التوبة .. إخلاص التوبة لله.
- صفة توبة العبد من عمله:
توبة المسلم من عمله تنقسم إلى قسمين:
الأول: توبة العبد من حسناته، وهذه ثلاثة أضرب:
1 -
أن يتوب ويستغفر من تقصيره في العبادة.
(1) أخرجه مسلم برقم (2759).
2 -
أن يتوب مما كان يظنه حسنات كحال أهل البدع.
3 -
أن يتوب من إعجابه بعمله، ورؤيته أنه فَعَله بقوته وحوله.
الثاني: توبة العبد من فعل السيئات، وهذه على ضربين:
توبة من ترك مأمور .. وتوبة من فعل محظور.
- أنواع التوبة:
التوبة ثلاثة أنواع:
الأول: التوبة الصحيحة: وهي أن يقترف العبد ذنباً، ثم يتوب منه بصدق.
الثاني: التوبة الأصح: وهي التوبة النصوح، وعلامتها أن يكره العبد المعاصي، ويستقبحها فلا تخطر له على بال، وينزه قلبه عن الذنوب.
الثالث: التوبة الفاسدة: وهي التوبة باللسان، مع بقاء لذة المعصية في القلب.
- فضل التوبة والاستغفار:
شرع الله التوبة والاستغفار في كل وقت وأكَّد عليها، ورغَّب في التوبة والاستغفار في خواتيم الأعمال الصالحة كالوضوء، والصلاة، وقيام الليل، والحج، ومجالس العلم والذكر، وختام المجلس، والجهاد، والدعوة إلى الله وغير ذلك.
وجميع الناس محتاجون إلى التوبة والاستغفار:
الأنبياء والمرسلون .. والمؤمنون المتقون .. والفجار والفاسقون .. والله يفرح بتوبة كل تائب مهما بلغ ذنبه ويتوب عليه.
1 -
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} [النساء: 110].
2 -
وقال الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} [الزمر: 53].
3 -
وقال الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}
…
[البقرة:37].
4 -
وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [النصر:1 - 3].
5 -
وقال آدم صلى الله عليه وسلم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
…
[الأعراف: 23].
6 -
وقال نوح صلى الله عليه وسلم: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} [نوح: 28].
7 -
وقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}
…
[البقرة: 127 - 128].
8 -
وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَاللهِ إِنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» . أخرجه البخاري (1).
9 -
وَعَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» . أخرجه مسلم (2).
10 -
وَعَنْ أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ
أحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أضَلَّهُ فِي أرْضِ فَلاةٍ». متفق عليه (3).
(1) أخرجه البخاري برقم (6307).
(2)
أخرجه مسلم برقم (2702).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6309) ، واللفظ له، ومسلم برقم (2747).