الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - فضل الحمد والشكر
- نعم الله على العباد:
نعم الله على الناس نوعان:
نعم مادية .. ونعم روحية.
1 -
النعم المادية: وهي كل ما خلقه الله في هذا الكون من أجل الإنسان.
1 -
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} [لقمان: 20].
2 -
وقال الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)} [النحل: 53].
2 -
النعم الروحية: وهي الدين الذي أرسل الله به رسله لإسعاد البشرية في الدنيا والآخرة، وهذه أجَلّ النعم وأعظمها وأكملها وأتمها.
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
…
[المائدة: 3].
فلله الحمد والشكر على جميع نعمه المادية والروحية حمداً كثيراً طيباً مباركاً، ملء السماء، وملء الأرض، وملء ما شاء الله من شيء بعد.
{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)} [الجاثية: 36].
- المستحق للحمد:
الله وحده لا شريك له هو المستحق للحمد والشكر:
فهو المحمود على كمال أسمائه وصفاته وحسن أفعاله.
وهو المحمود على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
وهو المحمود على إكرامه لأهل الإيمان والعدل والإحسان.
وهو المحمود على انتقامه من أهل الكفر والظلم والإساءة.
وهو المحمود على حلمه بعد علمه، وعلى عفوه ومغفرته.
وهو سبحانه المحمود على قضاء حاجات العباد، وتدبير أمورهم، وإجابة دعائهم، وقسمة أرزاقهم.
وهو سبحانه المحمود على جماله وجلاله، وعلى نعمه وآلائه، وعلى قضائه وقدره، وعلى دينه وشرعه، وعلى جميع أفعاله
1 -
قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}
…
[الفاتحة: 2 - 4].
2 -
وقال الله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)} [الجاثية: 36 - 37].
- أصول الشكر لله:
أصول الشكر وقواعده التي لا يكمل إلا بها هي:
خضوع الشاكر للمشكور سبحانه .. وحبه له .. واعترافه بنعمه .. وثناؤه عليه بها .. واستعمالها فيما يحب الله .. وعدم استعمالها فيما يكره.
ومتى نقص منها واحدة اختلت قاعدة من قواعد الشكر للرب جل جلاله.
- أسباب الشكر ومنابعه:
أسباب الشكر ومنابعه كثيرة:
فحياء العبد من تتابع نعم الله عليه شكر .. والعلم بأن الشكر نعمة من نعم الله شكر .. والعلم بعظيم حلم الله شكر .. والعلم بأن النعم ابتداء من الله بغير استحقاق شكر .. وقلة الاعتراض على قسمة الأرزاق شكر .. وحسن الأدب بين يدي المنعم شكر .. واستعظام صغيرها شكر .. ووضعها في مكانها شكر .. وصرفها في طاعة الله شكر.
1 -
قال الله تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}
…
[إبراهيم: 34].
2 -
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)} [لقمان: 12].
- أنواع تربية الله لخلقه:
الله عز وجل هو المنعم بجميع النعم وحده، والنعم كلها من آثار رحمته.
وتربية الله لخلقه نوعان:
1 -
تربية عامة: وهي خلقه لجميع المرزوقين ورِزْقهم وهدايتهم لما فيه مصلحتهم في الدنيا.
2 -
تربية خاصة: وهي تربيته سبحانه لأوليائه المؤمنين.
فيربيهم سبحانه بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويكملهم به، ويدفع عنهم الصوارف التي تحول بينهم وبينه، بتوفيقهم لكل خير، وعصمتهم من كل شر.
فلله الحمد أولاً وآخراً، والحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}
…
[الجاثية: 36 - 37].
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1120) ، واللفظ له، ومسلم برقم (769).
(2)
أخرجه مسلم برقم (477).