الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَدَمُ سَبِّ الْخَادِمِ والرَّقِيق
(خ م د حم)، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ:(لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه بِالرَّبَذَة (1)) (2)(فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا ، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدًا ، فَقُلْتُ لَهُ:)(3)(يَا أَبَا ذَرٍّ ، لَوْ كُنْتَ أَخَذْتَ الَّذِي عَلَى غُلَامِكَ فَجَعَلْتَهُ مَعَ هَذَا ، فَكَانَتْ حُلَّةً (4) وَكَسَوْتَ غُلَامَكَ ثَوْبًا غَيْرَهُ) (5)(فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِي (6) كَلَامٌ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً (7) فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ (8) فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (9) (فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَسَابَبْتَ (10) فُلَانًا؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ) (11)(قَالَ: " أَفَنِلْتَ بِأُمِّهِ؟ " ، فَقُلْتُ: نَعَمْ ، فَقَالَ: " إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ (12)" ، فَقُلْتُ: عَلَى حِينِ سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ (13)؟ قَالَ: " نَعَمْ ") (14) (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ ، سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ) (15) (قَالَ: " إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، فَضَّلَكُمْ اللهُ عَلَيْهِمْ) (16)(وَجَعَلَهُمْ اللهُ فِتْنَةً تَحْتَ أَيْدِيكُمْ)(17)(فَمَنْ جَعَلَ اللهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلَا يُكَلِّفْهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ)(18)(وَمَنْ لَمْ يُلَائِمْكُمْ مِنْهُمْ فَبِيعُوهُ ، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللهِ (19) ") (20)
(1)(الرَّبَذَة) قرية بقرب المدينة ، على ثلاث مراحل منها ، بقرب ذات عِرْق. فيض القدير - (ج 4 / ص 335)
(2)
(خ) 2030
(3)
(خ) 5703
(4)
الْحُلَّة: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ مِنْ جِنْسٍ وَاحِد. (فتح - ح30)
(5)
(د) 5157 ، (خ) 5703
(6)
أَيْ: رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا ، وَإِنَّمَا قَالَ (مِنْ إِخْوَانِي) لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ ".شرح النووي على مسلم (11/ 132)
(7)
الْأَعْجَمِيُّ: مَنْ لَا يُفْصِحُ بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ ، سَوَاءٌ كَانَ عَرَبِيًّا أَوْ عَجَمِيًّا. فتح الباري (ح30)
(8)
أَيْ: نَسَبْتُهُ إِلَى الْعَارِ ، وَفِي رِوَايَةٍ:" قُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ ".فتح (ح30)
(9)
(م) 38 - (1661)
(10)
مَعْنَى " سَابَبْت " وَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنه سِبَابٌ (بِالتَّخْفِيفِ). فتح الباري (ح30)
(11)
(خ) 5703
(12)
أَيْ: فِيكَ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْجَاهِلِيَّةِ ، والْجَاهِلِيَّةُ: مَا قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، وكُلٌّ مَعْصِيَةٍ تُؤْخَذُ مِنْ تَرْكِ وَاجِبٍ ، أَوْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ ، فَهِيَ مِنْ أَخْلَاقِ الْجَاهِلِيَّة.
ومَعَ أَنَّ مَنْزِلَةَ أَبِي ذَرٍّ مِنْ الْإِيمَانِ فِي الذُّرْوَة الْعَالِيَة، فقد وَبَّخَهُ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ - عَلَى عَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَه - تَحْذِيرًا لَهُ عَنْ مُعَاوَدَةِ مِثْلِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ التَّعْيِيرَ - وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بكَبِيرَةٍ كما قَالَ الْكَرْمَانِيُّ ، وَإِنْ كَانَ أبو ذرٍّ مَعْذُورًا بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوه الْعُذْر - لَكِنَّ وُقُوعَ ذَلِكَ مِنْ مِثْلِهِ يُسْتَعْظَمُ أَكْثَرَ مِمَّنْ هُوَ دُونَه. (فتح - ج1ص127)
(13)
يَظْهَرُ لِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ تَحْرِيمَه، فَكَانَتْ تِلْكَ الْخَصْلَةُ مِنْ خِصَالِ الْجَاهِلِيَّةِ بَاقِيَةً عِنْدَه، فَلِهَذَا قَالَ:" عَلَى سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَر السِّنّ؟ ، قَالَ: نَعَمْ " ، كَأَنَّهُ تَعَجَّبَ مِنْ خَفَاءِ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ، فَبَيَّنَ لَهُ كَوْن هَذِهِ الْخَصْلَةِ مَذْمُومَةً شَرْعًا. فتح الباري (ح30)
(14)
(خ) 5703
(15)
(م) 38 - (1661)
(16)
(د) 5157
(17)
(حم) 21447 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(18)
(خ) 5703 ، (م) 38 - (1661) ، (ت) 1945 ، (حم) 21469
(19)
في هذا الحديث دليلٌ على وُجوبِ حُسنِ معاملة العُمَّال والموظفين ، فإن كان الحديث يُقْصَدُ به العبيد ، فالعمَّال والأُجَرَاءُ ينبغي معاملتهم بالرحمة واللطفِ من باب أولى. ع
(20)
(د) 5157 ، وصححه الألباني في الإرواء: 2176