المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌غزوة الخندق (الأحزاب) - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٥

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌غَزْوَةُ الْخَنْدَق (الْأَحْزَاب)

- ‌غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَة

- ‌سَرِيَّةُ الْخَبَط

- ‌صُلْحُ الْحُدَيْبِيَة

- ‌إرْسَالُهُ صلى الله عليه وسلم الرَّسَائِلَ إلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ يَدْعُوهُمْ فِيهَا إِلَى الله

- ‌مَقْتَلُ أَبِي رَافِع الْيَهُودِيّ

- ‌غَزْوَةُ خَيْبَر

- ‌آثَارُ فَتْحِ خَيْبَر

- ‌كَيْفِيَّةُ تَوْزِيعِ غَنَائِمِ خَيْبَر

- ‌قُدُومُ جَعْفَرَ رضي الله عنه وَمَنْ مَعَهُ مْنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ الْحَبَشَة

- ‌سَبَبُ إِجْلَاءِ يَهودِ خَيْبَرَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌عُمْرَةُ الْقَضَاء

- ‌غَزْوَةُ مُؤْتَة

- ‌سَرِيَّةُ ذَاتِ السَّلَاسِل

- ‌غَزْوَةُ الْفَتْح

- ‌غَزْوَةُ حُنَيْن

- ‌غَزْوَةُ الطَّائِف

- ‌قِسْمَةُ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ فِي الْجِعْرَانَة

- ‌اعْتِمَارُهُ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِعْرَانَةِ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِه

- ‌غَزْوَةُ تَبُوك (العُسْرَة)

- ‌قِصَّةُ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌عَامُ الْوُفُود

- ‌حَجُّ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه بِالنَّاسِ عَامَ 9 ه

- ‌حَجَّةُ الْوَدَاع

- ‌تَجْهِيزُ جَيْشِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ لِغَزْوِ الشَّام

- ‌وَفَاتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَخْلَاقُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌رِفْقُهُ وَرَحْمَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَوَاضُعُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَقَارُهُ وَهَيْبَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَشَاشَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَدَبُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَيَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌كَرَمُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌حِلْمُهُ وَعَفْوُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِدْقُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَمَانَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَفَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدْلُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌شَجَاعَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنَاقِبُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌فَضْلُ الصَّحَابَةِ مُطْلَقًا

- ‌مَنَاقِبُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّة

- ‌مَنَاقِبُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْأَرْبَعَة

- ‌مَنَاقِبُ الشَّيْخَيْن أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌مَنَاقِبُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ رضي الله عنه

- ‌إِنْفَاقُهُ مَالَهُ كُلَّهُ فِي سَبِيلِ الله

- ‌صُحْبَتُهُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رِحْلَةِ الْهِجْرَة

- ‌شَجَاعَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَرَعُهُ رضي الله عنه

- ‌حِفْظُهُ لِسِرِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَدَبُهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌كَرَامَةٌ حَدَثَتْ فِي بَيْتِهِ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وفاته رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ طَلْحَةِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ آلِ الْبَيْت

- ‌مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما

الفصل: ‌غزوة الخندق (الأحزاب)

‌غَزْوَةُ الْخَنْدَق (الْأَحْزَاب)

قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ ، إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ، وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ، إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ، وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ، وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ، وَيَسْتَأذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ، وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ، إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ، وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ، وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ، وَكَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولًا ، قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ، وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ، قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ، وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ، قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ، وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ، وَلَا يَأتُونَ الْبَأسَ إِلَّا قَلِيلًا ، أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ، فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ، تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ، فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ، أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ، أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ ، وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ، يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا ، وَإِنْ يَأتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ ، وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ، وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (1)

(1)[الأحزاب/9 - 27]

ص: 5

(خ م)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ " فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحِفْرُونَ)(1)(الَخْندَقَ حَوْلَ الَمَدِينَةِ)(2)(فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ)(3)(وَيَنْقلُونَ التُّرَابَ عَلى مُتونِهمْ (4)) (5)(فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، " فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بِهِمْ مِنْ النَّصَبِ وَالْجُوعِ ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " ، فَقَالُوا: مُجِيبِينَ لَهُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ، عَلَى الْجِهَادِ وفي رواية: (عَلَى الِإسلْاَمِ)(6) مَا بَقِينَا أَبَدَا) (7)(" فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ ، فَأَكْرِمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ)(8) وفي رواية: (فَبَارِكْ فِي الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ)(9) وفي رواية: (فَأَصْلِحْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ ")(10)، قَالَ:" فَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ ، " وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ ") (11)(قَالَ: يُؤْتَوْنَ بِمِلْءِ كَفَّينِ مِنْ الشَّعِيرِ ، فَيُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهَالَةٍ (12) سَنِخَةٍ (13) تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ الْقَوْمِ ، وَالْقَوْمُ جِيَاعٌ ، وَهِيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ (14) وَلَهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ) (15).

(1)(خ) 2679

(2)

(خ) 3874

(3)

(خ) 2679

(4)

أَيْ: ظهورهم.

(5)

(خ) 3874

(6)

(خ) 2680 ، 3874 ، (م) 130 - (1805)

(7)

(خ) 2679 ، 3873 ، (م) 126 - (1804)

(8)

(خ) 2801 ، (م) 128 - (1804) ، (ت) 3857

(9)

(خ) 3874

(10)

(خ) 6050 ، (حم) 12780

(11)

(م) 129 - (1805)

(12)

هو الدُّهْن الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ ، سَوَاءٌ كَانَ زَيْتًا ، أَوْ سَمْنًا ، أَوْ شَحْمًا. فتح (11/ 433)

(13)

أَيْ: تَغَيَّرَ طَعْمُهَا وَلَوْنهَا مِنْ قِدَمِهَا، وَلِهَذَا وَصَفَهَا بِكَوْنِهَا بَشِعَة. فتح (11/ 433)

(14)

أَيْ أَنَّهُمْ كَانَ يَحْصُل لَهُمْ عِنْد اِزْدِرَادِهَا شَبِيهٌ بِالْغَثَيان. فتح الباري (11/ 433)

(15)

(خ) 3874 ، (حم) 13671

ص: 6

(خ م)، وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ)(1)(وَهُوَ يَنْقُلُ مَعَ النَّاسِ)(2)(مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ)(3)(وَقَدْ وَارَى)(4)(الْغُبَارُ)(5)(شَعَرَ صَدْرِهِ - وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ-)(6)(فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنه وَهُوَ يَنْقُلُ مِنْ التُّرَابِ)(7) (يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا) (8)

(إِنَّ الْأُلَى (9) قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا) (10)

(وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ: أَبَيْنَا ، أَبَيْنَا ")(11)

(1)(خ) 2682

(2)

(حم) 18509 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.

(3)

(خ) 3880

(4)

(خ) 2682

(5)

(خ) 3880

(6)

(خ) 2870

(7)

(خ) 3880

(8)

(خ) 2870

(9)

الأُلى: بمعنى الذين. لسان العرب - (ج 15 / ص 364)

(10)

(خ) 3880

(11)

(خ) 3878 ، (م) 125 - (1803) ، (حم) 18509

ص: 7

(خ م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(لَبِثْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا (1) فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ (2) شَدِيدَةٌ ، فَجَاءُوا إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَا نَازِلٌ) (3) (فَرُشُّوهَا بِالْمَاءِ " ، فَرَشُّوهَا ، " ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللهِ ، فَضَرَبَهَا ثَلَاثًا فَصَارَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ (4) فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَدَّ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا) (5) (مِنْ الْجُوعِ ") (6) (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي:) (7)(رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا (8) شَدِيدًا ، فَهَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟) (9) (قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ (10) وَعَنَاقٌ (11) فَذَبَحْتُ الْعَنَاقَ ، وَطَحَنَتْ الشَّعِيرَ ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ (12) ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ (13) وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الْأَثَافِيِّ (14) قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ) (15) (فَسَارَرْتُهُ (16) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ) (17)(طُعَيِّمٌ (18) لِي ، فَقُمْ أَنْتَ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ ، فَقَالَ:" كَمْ هُوَ؟ " ، فَذَكَرْتُ لَهُ ، فَقَالَ:" كَثِيرٌ طَيِّبٌ ، فَقُلْ لَهَا لَا تَنْزِعْ الْبُرْمَةَ وَلَا الْخُبْزَ مِنْ التَّنُّورِ (19) حَتَّى آتِيَ) (20) (ثُمَّ صَاحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا (21) فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ (22) ") (23)(قَالَ: فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى امْرَأَتِي قُلْتُ: وَيْحَكِ ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ)(24)(فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ (25) فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ ، " وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ النَّاسَ) (26) (فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا (27)" ، فَأَخْرَجْتُ لَهُ عَجِينًا ، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا ، فَبَصَقَ وَبَارَكَ ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي ، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ (28) إِذَا أَخَذَ مِنْهُ ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ) (29) (- وَهُمْ أَلْفٌ (30) - فَأُقْسِمُ بِاللهِ لَقَدْ أَكَلُوا) (31) (حَتَّى شَبِعُوا) (32) (فَتَرَكُوهُ ، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ (33) كَمَا هِيَ ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ) (34) (فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُوا هَذَا وَأَهْدُوا (35) فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ ") (36)

(1) أَيْ: لَا نَطْعَمُ شَيْئًا ، أَوْ لَا نَقْدِر عَلَيْهِ.

(2)

الكُدْيَة: هِيَ الْقِطْعَة الشَّدِيدَة الصُّلْبَةُ مِنْ الْأَرْضِ. فتح الباري (ج11ص 434)

(3)

(خ) 3875

(4)

أَيْ: صَارَ رَمْلًا يَسِيلُ وَلَا يَتَمَاسَكُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَكَانَتْ الْجِبَال كَثِيبًا مَهِيلًا} ، أَيْ: رَمْلًا سَائِلًا. فتح الباري (ج11ص 434)

(5)

(حم) 14249 ، (خ) 3875 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح

(6)

(حم) 14258 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(7)

(خ) 3875

(8)

الخَمَصُ: الجوع.

(9)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(10)

قَوْله: (عِنْدِي شَعِير) بَيَّنَ يُونُس بْن بُكَيْر فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ صَاع ، والصاع: مكيال المدينة ، تقدَّر به الحبوب ، وسعته أربعة أمداد، والمدُّ: هو ما يملأ الكفين. فتح الباري (ج11ص 434)

(11)

(العَنَاق) هِيَ الْأُنْثَى مِنْ الْمَعْز ، وقيل: الأنثى من أولاد المعز والضأن ، من حين الولادة ، إلى تمام حول.

(12)

البُرمة: القِدر مطلقا ، وهي في الأصل المتَّخذة من الحجارة.

(13)

أَيْ: لَانَ وَرَطِبَ ، وَتَمَكَّنَ مِنْهُ الْخَمِيرُ. فتح الباري (ج11ص 434)

(14)

(الْأَثَافِيّ):الْحِجَارَةِ الَّتِي تُوضَعُ عَلَيْهَا الْقِدْرُ وَهِيَ ثَلَاثَةٌ. (فتح)(11/ 434)

(15)

(خ) 3875

(16)

أي: كلَّمته سِرَّا.

(17)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(18)

تصغير طعام.

(19)

التنّور: المَوْقِدُ.

(20)

(خ) 3875

(21)

السُّؤر: كلمة فارسية ، ومعناها: الطعام الذي يُدْعَى إليه الناسُ.

(22)

(حَيْ هَلًا بِكُمْ): كَلِمَة اِسْتِدْعَاء فِيهَا حَثّ، أَيْ ، هَلُمُّوا مُسْرِعِينَ.

(23)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(24)

(خ) 3875

(25)

أي أنها عاتبته على عدم تبيينه للنبي صلى الله عليه وسلم قلة الطعام ، وأنه لَا يكفي لكل هؤلاء الناس.

(26)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(27)

أَيْ: لَا تَزْدَحِمُوا.

(28)

أَيْ: يُغَطِّيهَا.

(29)

(خ) 3875

(30)

أَيْ: الَّذِينَ أَكَلُوا.

(31)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(32)

(خ) 3875

(33)

أَيْ: تَغْلِي وَتَفُورُ.

(34)

(خ) 3876 ، (م) 2039

(35)

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: " فَأَكَلْنَا نَحْنُ ، وَأَهْدَيْنَا لِجِيرَانِنَا ". فتح الباري (ج 11 / ص 434)

(36)

(خ) 3875

ص: 8

(س)، وَعَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ ، عَرَضَتْ لَهُمْ صَخْرَةٌ حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْحَفْرِ ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ، وَوَضَعَ رِدَاءَهُ نَاحِيَةَ الْخَنْدَقِ وَقَالَ: {تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (1) " ، فَنَدَرَ (2) ثُلُثُ الْحَجَرِ ، وَبَرَقَ (3) مَعَ ضَرْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرْقَةٌ - وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه قَائِمٌ يَنْظُرُ - " ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ وَقَالَ:{تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " ، فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْآخَرُ ، وَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ ، فَرَآهَا سَلْمَانُ ، " ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ وَقَالَ: {تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " ، فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْبَاقِي ، " وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَجَلَسَ " فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، رَأَيْتُكَ حِينَ ضَرَبْتَ مَا تَضْرِبُ ضَرْبَةً إِلَّا كَانَتْ مَعَهَا بَرْقَةٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتَ ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ؟ " ، قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " فَإِنِّي حِينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الْأُولَى رُفِعَتْ (4) لِي مَدَائِنُ كِسْرَى وَمَا حَوْلَهَا ، وَمَدَائِنُ كَثِيرَةٌ حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " ، فَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الثَّانِيَةَ ، فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ قَيْصَرَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ ، وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ الْحَبَشَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ الْقُرَى حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: دَعُوا الْحَبَشَةَ (5) مَا وَدَعُوكُمْ (6) وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ (7) " (8)

(1)[الأنعام/115]

(2)

أَيْ: سَقَطَ.

(3)

مِنْ الْبَرِيق ، بِمَعْنَى اللَّمَعَان.

(4)

أَيْ: أُظْهِرَتْ.

(5)

أَيْ: اُتْرُكُوا التَّعَرُّض لِابْتِدَائِهِمْ بِالْقِتَالِ. عون المعبود - (9/ 340)

(6)

أَيْ: مَا تَرَكُوكُمْ. عون المعبود - (ج 9 / ص 340)

(7)

أَيْ مُدَّة تَرْكهمْ لَكُمْ ، فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ إِلَّا إِنْ تَعَرَّضُوا لَكُمْ.

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّ الْجَمْع بَيْن قَوْله تَعَالَى: {قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} وَبَيْن هَذَا الْحَدِيث ، أَنَّ الْآية مُطْلَقَة وَالْحَدِيث مُقَيِّد ، فَيُحْمَل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد. عون المعبود (ج9ص340)

(8)

(س) 3176 ، (د) 4302

ص: 9

(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما قَالَ:(كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ (1) حَسَّانَ ، فَكَانَ يُطَأطِئُ لِي مَرَّةً فَأَنْظُرُ ، وَأُطَأطِئُ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ) (2)(فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ ، يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ: يَا أَبَتِ ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ)(3)(فَقَالَ: وَرَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ)(4)(قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ يَأتِ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَيَأتِينِي بِخَبَرِهِمْ؟ " ، فَانْطَلَقْتُ ، فَلَمَّا رَجَعْتُ " جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ")(5)

(1) الْأُطُم: البناء المرتفع.

(2)

(م) 49 - (2416)، (خ) 3515

(3)

(خ) 3515

(4)

(م) 49 - (2416)

(5)

(خ) 3515، (م) 49 - (2416)، (ت) 3743، (حم) 1409

ص: 10

(خ م حم)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ)(1)(" قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْهُمْ حَتَّى أَخَّرَ الْعَصْرَ عَنْ وَقْتِهَا)(2)(فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ)(3)(قَالَ: مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا شَغَلُونَا عَنْ الصَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ ")(4)(ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ")(5)(قَالَ: فَعَرَفْنَا يَوْمَئِذٍ أَنَّ صَلَاةَ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ)(6).

(1)(خ) 2773

(2)

(حم) 2745 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(3)

(حم) 2745

(4)

(خ) 2773، (م) 205 - (627)، (ت) 2984، (جة) 686، (حم) 3716

(5)

(م) 205 - (627) ، (حم) 911 ، 1245

(6)

(حم) 1313 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

ص: 11

(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ:(" دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ)(1)(فَقَالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اهْزِمْ الْأَحْزَابَ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ")(2)

(1)(خ) 2775

(2)

(خ) 3889 ، (م) 21 - (1742) ، (ت) 1678

ص: 12

(م) ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُ مَعَهُ وَأَبْلَيْتُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ ، لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا رَجُلٌ يَأتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، ثُمَّ قَالَ:" أَلَا رَجُلٌ يَأتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، ثُمَّ قَالَ:" أَلَا رَجُلٌ يَأتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ، فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ، فَقَالَ:" قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ " ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ ، فَقَالَ:" اذْهَبْ فَأتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ " ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ " وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَفَرَغْتُ ، قُرِرْتُ (2)" فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ ، يُصَلِّي فِيهَا "، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ:" قُمْ يَا نَوْمَانُ "(3)

(1) أَيْ: بَرْد.

(2)

أَيْ: شعرت بالبرد.

(3)

(م) 99 - (1788) ، (حب) 7125

ص: 13

(حم)، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ فَتًى مِنَّا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه: يَا أَبا عَبدِ اللهِ، رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبتُمُوهُ؟ ، قَالَ: نَعَمْ يَا ابنَ أَخِي، قَالَ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ كُنَّا نَجْهَدُ، قَالَ: وَاللهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَلَجَعَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: يَا ابنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالْخَنْدَقِ، " وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ اللَّيْلِ هَوِيًّا (1) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ - يَشْتَرِطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَرْجِعُ - أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ؟ "، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، " ثُمَّ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَوِيًّا مِنْ اللَّيْلِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ ثُمَّ يَرْجِعُ - يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجْعَةَ - أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟ "، فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ مَعَ شِدَّةِ الْخَوْفِ ، وَشِدَّةِ الْجُوعِ ، وَشِدَّةِ الْبرْدِ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ ، " دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "، فَلَمْ يَكُنْ لِي بدٌّ مِنْ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي فَقَالَ: " يَا حُذَيْفَةُ، اذْهَب فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُونَ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأتِيَنَا "، قَالَ: فَذَهَبتُ فَدَخَلْتُ فِي الْقَوْمِ، وَالرِّيحُ وَجُنُودُ اللهِ تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ ، لَا تَقِرُّ لَهُمْ قِدْرًا ، وَلَا نَارًا ، وَلَا بنَاءً، فَقَامَ أَبو سُفْيَانَ بنُ حَرْب فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لِيَنْظُرْ امْرُؤٌ مَنْ جَلِيسُهُ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَخَذْتُ بيَدِ الرَّجُلِ الَّذِي إِلَى جَنْبي، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ ، قَالَ: أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ، ثُمَّ قَالَ أَبو سُفْيَانَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ وَاللهِ مَا أَصْبحْتُمْ بدَارِ مُقَامٍ، لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ (2) وَأَخْلَفَتْنَا بنُو قُرَيْظَةَ، بلَغَنَا مِنْهُمْ الَّذِي نَكْرَهُ، وَلَقِينَا مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ، وَاللهِ مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ ، وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بنَاءٌ، فَارْتَحِلُوا ، فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَمَلِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ ضَرَبهُ فَوَثَب عَلَى ثَلَاثٍ، فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ، وَلَوْلَا عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأتِيَنِي " ، لَقَتَلْتُهُ بسَهْمٍ، قَالَ حُذَيْفَةُ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ لِبعْضِ نِسَائِهِ مُرَحَّلٍ، فَلَمَّا رَآنِي أَدْخَلَنِي إِلَى رَحْلِهِ، وَطَرَحَ عَلَيَّ طَرَفَ الْمِرْطِ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ، وَإِنَّهُ لَفِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ " أَخْبرْتُهُ الْخَبرَ، وَسَمِعَتْ غَطَفَانُ بمَا فَعَلَتْ قُرَيْشٌ ، فَانْشَمَرُوا إِلَى بلَادِهِمْ. (3)

(1) الهَويُّ: المَلِيُّ ، فالحينُ الطويل من الزمان ، تقول: جلست عنده هَوِيّاً ، والهَويُّ: الساعة المُمتدَّة من الليل. لسان العرب - (ج 15 / ص 371)

(2)

الكُراع: اسم لجميع الخيْل. النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 297)

(3)

(حم) 23382 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن ، لولا إرساله.

ص: 14

(خ م)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا (1) وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ (2) "(3)

(1) الصَّبَا: هِيَ الرِّيح الشَّرْقِيَّة، وَالدَّبُور: مُقَابِلهَا، يُشِير صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي قِصَّة الْأَحْزَاب (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا).فتح الباري (9/ 490)

(2)

وَمِنْ لَطِيف الْمُنَاسَبَة ، كَوْن الْقَبُول نَصَرْت أَهْل الْقَبُول ، وَكَوْن الدَّبُور أَهْلَكْت أَهْل الْإِدْبَار، وَأَنَّ الدَّبُور أَشَدّ مِنْ الصَّبَا ، لِمَا سَنَذْكُرُهُ فِي قِصَّة عَادٍ أَنَّهَا لَمْ يَخْرُج مِنْهَا إِلَّا قَدْر يَسِير ، وَمَعَ ذَلِكَ اِسْتَأصَلَتْهُمْ، قَالَ الله تَعَالَى:{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة} . وَلَمَّا عَلِمَ الله رَأفَة نَبِيّه صلى الله عليه وسلم بِقَوْمِهِ رَجَاء أَنْ يُسْلِمُوا ، سَلَّطَ عَلَيْهِمْ الصَّبَا فَكَانَتْ سَبَب رَحِيلهمْ عَنْ الْمُسْلِمِينَ ، لِمَا أَصَابَهُمْ بِسَبَبِهَا مِنْ الشِّدَّة، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ تُهْلِك مِنْهُمْ أَحَدًا ، وَلَمْ تَسْتَأصِلهُمْ. فتح الباري (ج 3 / ص 478)

(3)

(خ) 988 ، (م) 17 - (900) ، (حم) 1955

ص: 15

(خ)، وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ أَجْلَى اللهُ الْأَحْزَابَ عَنْهُ: " الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا ، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ "(1)

(1)(خ) 4110 ، (حم) 18334

ص: 16