المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌غزوة تبوك (العسرة) - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٥

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌غَزْوَةُ الْخَنْدَق (الْأَحْزَاب)

- ‌غَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَة

- ‌سَرِيَّةُ الْخَبَط

- ‌صُلْحُ الْحُدَيْبِيَة

- ‌إرْسَالُهُ صلى الله عليه وسلم الرَّسَائِلَ إلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ يَدْعُوهُمْ فِيهَا إِلَى الله

- ‌مَقْتَلُ أَبِي رَافِع الْيَهُودِيّ

- ‌غَزْوَةُ خَيْبَر

- ‌آثَارُ فَتْحِ خَيْبَر

- ‌كَيْفِيَّةُ تَوْزِيعِ غَنَائِمِ خَيْبَر

- ‌قُدُومُ جَعْفَرَ رضي الله عنه وَمَنْ مَعَهُ مْنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ الْحَبَشَة

- ‌سَبَبُ إِجْلَاءِ يَهودِ خَيْبَرَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌عُمْرَةُ الْقَضَاء

- ‌غَزْوَةُ مُؤْتَة

- ‌سَرِيَّةُ ذَاتِ السَّلَاسِل

- ‌غَزْوَةُ الْفَتْح

- ‌غَزْوَةُ حُنَيْن

- ‌غَزْوَةُ الطَّائِف

- ‌قِسْمَةُ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ فِي الْجِعْرَانَة

- ‌اعْتِمَارُهُ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِعْرَانَةِ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِه

- ‌غَزْوَةُ تَبُوك (العُسْرَة)

- ‌قِصَّةُ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌عَامُ الْوُفُود

- ‌حَجُّ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه بِالنَّاسِ عَامَ 9 ه

- ‌حَجَّةُ الْوَدَاع

- ‌تَجْهِيزُ جَيْشِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ لِغَزْوِ الشَّام

- ‌وَفَاتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَخْلَاقُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌رِفْقُهُ وَرَحْمَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَوَاضُعُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَقَارُهُ وَهَيْبَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَشَاشَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَدَبُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَيَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌كَرَمُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌حِلْمُهُ وَعَفْوُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِدْقُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَمَانَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌وَفَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدْلُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌شَجَاعَتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنَاقِبُ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌فَضْلُ الصَّحَابَةِ مُطْلَقًا

- ‌مَنَاقِبُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّة

- ‌مَنَاقِبُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْأَرْبَعَة

- ‌مَنَاقِبُ الشَّيْخَيْن أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌مَنَاقِبُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ رضي الله عنه

- ‌إِنْفَاقُهُ مَالَهُ كُلَّهُ فِي سَبِيلِ الله

- ‌صُحْبَتُهُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رِحْلَةِ الْهِجْرَة

- ‌شَجَاعَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَرَعُهُ رضي الله عنه

- ‌حِفْظُهُ لِسِرِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَدَبُهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌كَرَامَةٌ حَدَثَتْ فِي بَيْتِهِ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وَفَاتُهُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌خِلَافَتُهُ رضي الله عنه

- ‌وفاته رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ طَلْحَةِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ آلِ الْبَيْت

- ‌مَنَاقِبُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رضي الله عنهما

الفصل: ‌غزوة تبوك (العسرة)

(1) تبوك: موقع شمال الحجاز يبعد عن المدينة المنورة 778 كيلو متر حسب الطريق المعبدة في الوقت الحاضر، وكانت من ديار قضاعة ، الخاضعة لسلطان الروم آنذاك. (السيرة النبوية الصحيحة) الدكتور أكرم ضياء العمري (ص524)

(2)

[التوبة: 117]

ص: 95

(خ م ت حم)، وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى (1) بِغَيْرِهَا ، وَكَانَ يَقُولُ: الْحَرْبُ خَدْعَةٌ ، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ - غَزْوَةُ تَبُوكَ - غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حِينَ طَابَتْ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ، وَمَفَازًا (2) وَعَدُوًّا كَثِيرًا ، فَجَلَّى (3) لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ ، لِيَتَأَهَّبُوا (4) أُهْبَةَ (5) غَزْوِهِمْ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ " ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ ، يَزِيدُونَ عَلَى عَشْرَةِ آلَافٍ ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ - يُرِيدُ الدِّيوَانَ -.

(1) ورَّى: أخفى مراده ، وستر غايته ، وأوهمهم بأمر آخر.

(2)

المفازة: البرية القفر، سُمِّيت مفازةً تفاؤلا.

(3)

جلى: أظهر وأبان.

(4)

التأهب: الاستعداد.

(5)

الأُهبة: الاستعداد.

ص: 96

(تاريخ الإسلام للذهبي)، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَتَى سَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ - وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ - فَاسْتَحْمَلُوهُ (1) وَهُمْ: سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ، وَهَرِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ الْفَزَارِيُّ، وَكَانُوا أهُلَ حَاجَةٍ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" {لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}، فَـ {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} " فَلَقِيَ يَامِينُ بْنُ عَمْرٍو أَبَا لَيْلَى، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمَا؟ فَقَالا: جِئْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَحْمِلَنَا ، فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الْخُرُوجِ ، فَأَعْطَاهُمَا نَاضِحًا لَهُ ، فَارْتَحَلاهُ ، وَزَوَّدَهُمَا شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ، وَأَمَّا عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلَ ، فَصَلَّى مِنْ لَيْلَتِهِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالْجِهَادِ وَرَغَّبْتَ فِيهِ، ثُمَّ لَمْ تَجْعَلْ عِنْدِي مَا أَتَقَوَّى بِهِ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِي يَدِ رَسُولِكَ مَا يَحْمِلُنِي عَلَيْهِ، وَإِنِّي أَتَصَدَّقُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بِكُلِّ مَظْلِمَةٍ أَصَابَنِي بِهَا فِي مَالٍ ، أَوْ جَسَدٍ ، أَوْ عِرْضٍ، ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ " ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ فَلْيَقُمْ "، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرْ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ كُتِبَتْ فِي الزَّكَاةِ الْمُتَقَبَّلَةِ "(3)

(1) أَيْ: طلبوا منه أن يعطيهم ما يركبونه في سفرهم إلى غزوة تبوك.

(2)

أَيْ: فقراء.

(3)

صححه الألباني في فقه السيرة ص405

ص: 97

(حم)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ ، " حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعُسْرَةِ " ، فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " فَجَعَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ ، وَيَقُولُ: مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ ، مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ - مَرَّتَيْنِ - "(1)

(1)(حم) 20649، (ت) 3701، انظر المشكاة: 6064

ص: 98

(خ م س)، وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ ")(1)(كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا)(2)(فَنَجِيءَ بِالْمُدِّ فَنُعْطِيَهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(3)(فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ)(4)(فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ:)(5)(مُرَائِي ، وَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا ، فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ، وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ، سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (6)) (7).

(1)(س) 2530

(2)

(م) 1018 ، (خ) 1349

(3)

(س) 2529

(4)

(خ) 1349

(5)

(خ) 4391

(6)

[التوبة/79]

(7)

(خ) 1349 ، (م) 72 - (1018) ، (س) 2530

ص: 99

(خ م ت جة حم)، وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:(قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ رضي الله عنه فَذَكَرُوا عَلِيًّا ، فَنَالَ مِنْهُ)(1)(فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ؟)(2)(فَغَضِبَ سَعْدٌ وَقَالَ:)(3)(أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ فَلَنْ أَسُبَّهُ)(4)(سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ)(5)(وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا " ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ؟ ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ: " أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي؟ ")(6)(قَالَ: بَلَى رَضِيتُ)(7)(وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ)(8)(يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ ")(9)(فَتَطَاوَلْنَا لَهَا)(10)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ادْعُوا لِي عَلِيًّا، فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ، " فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ "، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ، وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ الْآية} (11)" دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا ، وَفَاطِمَةَ ، وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي ") (12)

(1)(جة) 121

(2)

(ت) 3724، (م) 32 - (2404)

(3)

(جة) 121

(4)

(م) 32 - (2404)

(5)

(جة) 121

(6)

(خ) 4154، (م) 30 - (2404)

(7)

(حم) 1509 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: صحيح.

(8)

(م) 32 - (2404)

(9)

(خ) 2783، (حم) 22872، (ن) 8400

(10)

(م) 32 - (2404)، (ت) 3724

(11)

[آل عمران/61]

(12)

(م) 32 - (2404)، (ت) 3724، (حم) 1608

ص: 100

(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ ، فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ الْقُرَى (1) إِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ (2) لَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" اخْرُصُوا (3) ") (4)(فَخَرَصْنَاهَا ، " وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ (5)) (6)(وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا)(7)(حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللهُ ")(8)(فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ)(9)(عَلَيْكُمْ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ، وَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ ")(10)(قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: فَعَقَلْنَاهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَقَامَ رَجُلٌ)(11)(فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ)(12)(فِي جَبَلِ طَيِّءٍ ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَلِكُ أَيْلَةَ (13) فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، " فَكَسَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدًا ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَحْرِهِ (14) قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ " وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى ، " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَرْأَةِ: كَمْ حَدِيقَتُكِ؟ " ، قَالَتْ: عَشَرَةَ أَوْسُقٍ - خَرْصَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي مُتَعَجِّلٌ) (15)(إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ)(16)(وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ " ، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " هَذِهِ طَابَةُ ، وَهَذَا أُحُدٌ ، وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)(17)(ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " ، قَالُوا: بَلَى)(18)(قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ)(19)(ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ - فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ - ثُمَّ قَالَ: وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ ")(20)(فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ ، فَجَعَلَنَا آخِرًا؟، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا؟ ، فَقَالَ: " أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ الْخِيَارِ؟ ")(21)

(1) وَادِي الْقُرَى: مَدِينَة قَدِيمَة بَيْن الْمَدِينَة وَالشَّام. عون المعبود (ج 7 / ص 61)

(2)

قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: كُلُّ بُسْتَانٍ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَهُوَ حَدِيقَةٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَائِطٌ لَمْ يُقَلْ حَدِيقَةٌ. (خ) 1482

(3)

يُقال: خَرَصَ النخلةَ والكَرْمَة ، يَخْرُصها خَرْصًا: إذا حَزَرَ وقَدَّر ما عليها من الرُّطب تَمْرا ، ومن العنب زبيبا، فهو من الخَرْص: الظَّنّ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن. الأموال للقاسم بن سلام - (ج 3 / ص 124)

(4)

(خ) 1482

(5)

الوَسق: مكيال مقداره ستون صاعا ، والصاع: أربعة أمداد، والمُدُّ: مقدار ما يملأ الكفين.

(6)

(م) 11 - (1392)

(7)

(حم) 23652، (خ) 1482، (د) 3079

(8)

(م) 11 - (1392)، (حم) 23652

(9)

(خ) 1482

(10)

(م) 11 - (1392)، (خ) 1482

(11)

(حم) 23652، (خ) 1482

(12)

(م) 11 - (1392)

(13)

أَيْلَة: بَلْدَة قَدِيمَة بِسَاحِلِ الْبَحْر. عون المعبود - (ج 7 / ص 61)

(14)

أَيْ: بِأَرْضِهِمْ وَبَلَدهمْ، وَالْمُرَاد: أَهْل بَحْرهمْ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا سَكَّانَا بِسَاحِلِ الْبَحْر ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَقَرَّهُ عَلَيْهِمْ بِمَا اِلْتَزَمَهُ مِنْ الْجِزْيَة. عون المعبود (ج7 ص61)

(15)

(حم) 23652، (خ) 1482، (د) 3079

(16)

(خ) 1482

(17)

(م) 503 - (1392)، (خ) 4422

(18)

(خ) 1482، (حم) 23652

(19)

(م) 11 - (1392)، (خ) 3791

(20)

(خ) 4994، (ت) 3910

(21)

(م) 11 - (1392)، (خ) 3791

ص: 101

(خ م حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ)(1)(فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ)(2)(عَلَى الْحِجْرِ)(3)(عِنْدَ بُيُوتِ ثَمُودَ " ، فَاسْتَسْقَى النَّاسُ مِنْ الْآبَارِ الَّتِي كَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا ثَمُودُ ، فَعَجَنُوا مِنْهَا ، وَنَصَبُوا الْقُدُورَ بِاللَّحْمِ)(4)(" فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا "، فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا)(5)(" فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا ، وَأَنْ يَعْلِفُوا الْإِبِلَ الْعَجِينَ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنْ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ ")(6)

(1)(حم) 5984 ، (خ) 3199

(2)

(خ) 3198

(3)

(م) 40 - (2981)

(4)

(حم) 5984 ، (م) 40 - (2981)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(5)

(خ) 3198

(6)

(خ) 3199 ، (م) 40 - (2981) ، (حم) 5984

ص: 102

(خ م حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجْرِ قَالَ: لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ)(1)(فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ)(2)(فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ)(3)(ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ)(4)(وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ ")(5)

(1)(خ) 3200 ، (م) 38 - (2980)

(2)

(خ) 423 ، (م) 38 - (2980)

(3)

(حم) 4561 ، (خ) 3201 ، (م) 38 - (2980)

(4)

(حم) 5342 ، (خ) 4157

(5)

(خ) 4157 ، (م) 39 - (2980)

ص: 103

(خ م د حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ)(1)(قَالَ: لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِينَةِ رِجالًا)(2)(مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا)(3)(وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ)(4)(إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ ، وفي رواية: (إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ ")(5) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟، قَالَ:" وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ") (6)(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟، قَالَ: " حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ (7)) (8) وفي رواية: " حَبَسَهُمْ الْمَرَضُ "(9)

(1)(خ) 4161

(2)

(حم) 12650 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(3)

(خ) 4161

(4)

(د) 2508

(5)

(م) 1911

(6)

(خ) 4161 ، (جة) 2764

(7)

أَيْ: مَنَعَهُمْ عَنْ الْخُرُوج. عون المعبود - (ج 5 / ص 402)

(8)

(د) 2508 ، (خ) 2684

(9)

(م) 1911 ، (حم) 14246

ص: 104