الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ رضي الله عنه
-
(جة)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ ، فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ (1) عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالٌ رضي الله عنه فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ ، أَحَدٌ. (2)
(1) أَيْ: أطاعهم ، وأجابهم.
(2)
(جة) 150 ، (حم) 3832 ، (حب) 7083 ، انظر صحيح السيرة ص122
(خ) ، وَعَنْ قَيْسٍ ، أَنَّ بِلَالًا رضي الله عنه قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ ، فَأَمْسِكْنِي ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي للهِ ، فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللهِ. (1)
(1)(خ) 3755
(خ)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا - يَعْنِي بِلَالًا رضي الله عنه -. (1)
(1)(خ) 3544، (ش) 31966
(خ م ت)، وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ رضي الله عنه عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ (1): " يَا بِلَالُ ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ) (2) (دَفَّ نَعْلَيْكَ (3) بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ (4) ") (5)(قَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرْ طُهُورًا (6) فِي سَاعَةِ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ) (7) وفي رواية:(مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ ، إِلَّا تَوَضَّأتُ عِنْدَهَا ، وَرَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِهِمَا (8) ") (9)
(1) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي الْمَنَام ، لِأَنَّ عَادَته صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُصّ مَا رَآهُ وَيُعَبِّر مَا رَآهُ أَصْحَابه بَعْد صَلَاة الْفَجْر. فتح الباري (ج 4 / ص 139)
(2)
(م) 2458 ، (خ) 1098
(3)
الدَّفّ: الْحَرَكَة الْخَفِيفَة ، وَالسَّيْر اللَّيِّن. فتح الباري (ج 4 / ص 139)
(4)
السِّيَاق مُشْعِرٌ بِإِثْبَاتِ فَضِيلَة بِلَال لِكَوْنِهِ جَعَلَ السَّبَب الَّذِي بَلَّغَهُ إِلَى ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ مُلَازَمَة التَّطَهُّر وَالصَّلَاة، وَثَبَتَتْ الْفَضِيلَة بِذَلِكَ لِبِلَالٍ لِأَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء وَحْي، وَلِذَلِكَ جَزَمَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَهُ بِذَلِكَ ، وَمَشْيه بَيْن يَدَيْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ عَادَته فِي الْيَقِظَة فَاتَّفَقَ مِثْله فِي الْمَنَام، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ دُخُول بِلَال الْجَنَّة قَبْلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ فِي مَقَام التَّابِع، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَقَاء بِلَال عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي حَال حَيَاته وَاسْتِمْرَاره عَلَى قُرْب مَنْزِلَته، وَفِيهِ مَنْقَبَة عَظِيمَة لِبِلَالٍ. فتح الباري (4/ 139)
(5)
(خ) 1098 ، (م) 2458
(6)
أَيْ: وضوءًا.
(7)
(م) 2458 ، (خ) 1098
(8)
وَلَا مُعَارَضَة بَيْنه وَبَيْن قَوْله صلى الله عليه وسلم " لَا يُدْخِل أَحَدكُمْ الْجَنَّة عَمَله " ، لِأَنَّ أَحَد الْأَجْوِبَة الْمَشْهُورَة بِالْجَمْعِ بَيْنه وَبَيْن قَوْله تَعَالَى (اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أَنَّ أَصْل الدُّخُول إِنَّمَا يَقَع بِرَحْمَةِ الله، وَاقْتِسَام الدَّرَجَات بِحَسَبِ الْأَعْمَال ، فَيَأتِي مِثْله فِي هَذَا. فتح الباري (ج 4 / ص 139)
(9)
(ت) 3689 ، (حم) 23090