الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خِلَافَتُهُ رضي الله عنه
-
(خ)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ وَاللهِ عَبْدُ الْعَصَا بَعْدَ ثَلَاثٍ ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا ، فَإِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ ، فَإِنْ كَانَ فِينَا ، عَلِمْنَا ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا ، كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا ، لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ [أَبَدًا](1) وَإِنِّي لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (2)
(1)(خ) 4182
(2)
(خ) 3511، (حم) 2374
(طب)، وَعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ: لَمَّا دَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه وَأَصْحَابُهُ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ رضي الله عنهما وَدَنَتِ الصُّفُوفُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، خَرَجَ عَلِيٌّ فَنَادَى: ادْعُوا لِي الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَدُعِيَ لَهُ ، فَأَقْبَلَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ: يَا زُبَيْرُ، نَشَدْتُكَ اللهَ ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ:" يَا زُبَيْرُ، أَتُحِبُّ عَلِيًّا؟ "، قُلْتُ: أَلَا أُحِبُّ ابْنَ خَالِي ، وَابْنَ عَمَّتِي ، وَعَلَى دِينِي؟ ، فَقَالَ:" يَا عَلِيُّ أَتُحِبُّهُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَا أُحِبُّ ابْنَ عَمَّتِي ، وَعَلَى دِينِي؟ فَقَالَ:" يَا زُبَيْرُ ، أَمَا وَاللهِ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ "، قَالَ: بَلَى وَاللهِ ، لَقَدْ أُنْسِيْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ذَكَرْتُهُ الْآنَ، وَاللهِ لَا أُقَاتِلُكَ، فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ عَلَى دَابَّتِهِ يَشُقُّ الصُّفُوفَ. (1)
(1)(كنز) 31652 ، (ك) 5575 ، انظر الصَّحِيحَة: 2659
(ش)، وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ (1) قَالَ: لَمَّا وَقَعَ التَّحْكِيمُ بِصِفِّينَ ، وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا رضي الله عنه فَرَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ ، هُمْ فِي عَسْكَرٍ ، وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ ، حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ ، وَمَضَوْا هُمْ إلَى حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَكَلَّمَهُمْ ، فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ ، فَكَلَّمَهُمْ ، حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا ، فَرَجَعُوا حَتَّى دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، قَالَ: فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ - وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَلِيٍّ - فَقَالَ: إنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّك رَجَعَتْ لَهُمْ عَنْ كُرْهٍ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ الْجُمُعَةُ ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَخَطَبَ ، فَذَكَّرَهُمْ وَمُبَايَنَتَهُمْ النَّاسَ ، وَأَمْرَهُمْ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ ، فَعَابَهُمْ وَعَابَ أَمْرَهُمْ ; قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ عَنْ الْمِنْبَرِ ، تَنَادَوْا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ: حُكْمُ اللهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِتُهُمْ بِالْإِشَارَةِ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - حَتَّى أَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} (2) فَقَالَ عَلِيّ: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (3). (4)
(1) هو عبد الله بن زرير ، وهو ثقة.
(2)
[الزمر/65]
(3)
[الروم/60]
(4)
(ش) 37900، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: 2468
(خ م حم)، وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ:(أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ (1) فِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ؟ ، وَفِيمَا فَارَقُوهُ؟ ، وَفِيمَا اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؟ ، فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: كُنَّا بِصِفِّينَ ، فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ ، اعْتَصَمُوا بِتَلٍّ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِمُصْحَفٍ ، وَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ، فَإِنَّهُ لَنْ يَأبَى عَلَيْكَ ، فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (2) فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ ، أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ ، فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ - وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ - فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ؟ ، أَلَا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟) (3) (فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ) (4)(اتَّهِمُوا رَأيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ)(5)(فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا)(6)(وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَرَدَدْتُهُ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ)(7)(فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ ، قَالَ: " بَلَى " ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ ، وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ ، قَالَ: " بَلَى " ، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟ ، أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا ")(8)(فَرَجَعَ عُمَرُ مُتَغَيِّظًا ، فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟، قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللهُ أَبَدًا)(9)(فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ، " فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ؟ ، قَالَ: " نَعَمْ ")(10)(فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ)(11)(وَوَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا)(12)(لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا ، إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ ، غَيْرِ أَمْرِنَا هَذَا)(13)(مَا سَدَدْنَا مِنْهُ خُصْمًا)(14)(إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ (15)) (16)(مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأتِي لَهُ)(17).
(1) النَّهْرَوَان: ثَلَاث قُرَى ، أَعْلَى ، وَأَوْسَط ، وَأَسْفَل ، وَهُنَّ بَيْن وَاسِط وَبَغْدَاد ، وَكَانَ بِهَا وَقْعَة لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ رضي الله عنه مَعَ الْخَوَارِج.
(2)
[آل عمران/23]
(3)
(حم) 16018، (ن) 11504 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(4)
(خ) 3182
(5)
(خ) 7308
(6)
(خ) 3182
(7)
(خ) 4189، (م) 95 - (1785)
(8)
(خ) 3182، (م) 94 - (1785)
(9)
(خ) 4844، (م) 94 - (1785)
(10)
(خ) 3182، (م) 94 - (1785)، (حم) 16018
(11)
(م) 94 - (1785)
(12)
(م) 95 - (1785)
(13)
(خ) 3181، (م) 95 - (1785)
(14)
(خ) 4189
(15)
مَعْنَاهُ: مَا أَصْلَحْنَا مِنْ رَأيكُمْ وَأَمْركُمْ هَذَا نَاحِيَة ، إِلَّا اِنْفَتَحَتْ أُخْرَى. شرح النووي (ج 6 / ص 244)
(16)
(م) 96 - (1785)
(17)
(خ) 4189
(خ)، وَعَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ:(دَخَلَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما عَلَى عَمَّارٍ رضي الله عنه حَيْثُ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ)(1)(فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَكَ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ اسْتِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ وَلَا مِنْ صَاحِبِكَ هَذَا شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتُمَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا فِي هَذَا الْأَمْرِ ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ - وَكَانَ مُوسِرًا -: يَا غُلَامُ ، هَاتِ حُلَّتَيْنِ، فَأَعْطَى إِحْدَاهُمَا أَبَا مُوسَى ، وَالْأُخْرَى عَمَّارًا ، وَقَالَ: رُوحَا فِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ)(2).
(1)(خ) 6689
(2)
(خ) 6690
(حم يع ك)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ:(قَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَبَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ مَرْجِعُهَا مِنَ الْعِرَاقِ ، لَيَالِي قُوتِلَ عَلِيٌّ، إِذْ قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ ، حَدِّثْنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ، قُلْتُ: وَمَالِي لَا أَصْدُقُكَ؟ ، قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ، قُلْتُ: إِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ ، وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ ، خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فَنَزَلُوا أَرْضًا مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءُ، وَإِنَّهُمْ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ وَأَسْمَاكَ بِهِ ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دَيْنِ اللهِ ، وَلَا حُكْمَ إِلَّا للهِ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ وَفَارَقُوهُ ، أَمَرَ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا أَنِ امْتَلأَ الدَّارُ مِنَ الْقُرَّاءِ ، دَعَا بِمُصْحَفٍ عَظِيمٍ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ، حَدِّثِ النَّاسَ، فَنَادَاهُ النَّاسُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُهُ عَنْهُ؟، إِنَّمَا هُوَ وَرَقٌ وَمِدَادٌ (1) وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْنَا مِنْهُ ، فَمَاذَا تُرِيدُ؟ ، قَالَ: أَصْحَابُكُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا ، بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ، يَقُولُ اللهُ عز وجل فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ، فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} (2) فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنِ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ، وَنَقَمُوا أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ ، وَقَدْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَا تَكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ:" فَكَيْفَ أَكْتُبُ؟ "، قَالَ: اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اكْتُبْ "، ثُمَّ قَالَ:" اكْتُبْ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ "، قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ نُخَالِفْكَ، فَكَتَبَ:" هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا "، يَقُولُ اللهُ فِي كِتَابِهِ:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} (3)) (4)(فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَخَرَجْتُ مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ ، قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ ، فَأَنَا أَعْرِفُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (5) فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، وَلَا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ) (6) (فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: لَا وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللهِ) (7)(فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ ، لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ ، لَنُبَكِّتَنَّهُ (8) بِبَاطِلِهِ) (9)(وَلَنَرُدَّنَّهُ إِلَى صَاحِبِهِ)(10)(فَوَاضَعُوهُ عَلَى كِتَابِ اللهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ ، كُلُّهُمْ تَائِبٌ ، بَيْنَهُمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ ، حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَنْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ نَقِيَكُمْ رِمَاحَنَا ، مَا لَمْ تَقْطَعُوا سَبِيلا ، أَوْ تُطِيلُوا دَمًا، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمُ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ، فَقَالَتْ لِي عَائِشَةُ رضي الله عنها: يَا ابْنَ شَدَّادٍ ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ ، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ بِغَيْرِ حَقِّ اللهِ، وَقَتَلُوا ابْنَ خَبَّابٍ ، وَاسْتَحَلُّوا أَهْلَ الذِّمَّةِ، فَقَالَتْ: آللهِ؟ ، قُلْتُ: آللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَ بِهِ، يَقُولُونَ: ذُو الثُّدَيِّ ، ذُو الثُّدَيِّ، فَقُلْتُ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَوَقَفْتُ عَلَيْهِ مَعَ عَلِيٍّ فِي الْقَتْلَى فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟، فَكَانَ أَكْثَرُ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي فَلَمْ يَأتِ بِثَبْتٍ يَعْرِفُ إِلَّا ذَلِكَ، قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟، قُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: وَهَلْ سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا، فَقَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)(11)(يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا ، إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ ، إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ ، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ)(12).
(1) أَيْ: ورق وحبر.
(2)
[النساء/35]
(3)
[الأحزاب/21]
(4)
(ك) 2657، (حم) 656، صححه الألباني في الإرواء: 2459
(5)
[الزخرف/58]
(6)
(حم) 656، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(7)
(ك) 2657
(8)
التبكيت: التقريع والتوبيخ.
(9)
(حم) 656
(10)
(يع) 474
(11)
(ك) 2657
(12)
(حم) 656
(د)، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا (1) أَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْ رَأيٌ رَأَيْتَهُ؟ ، فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ ، وَلَكِنَّهُ رَأيٌ رَأَيْتُهُ. (2)
(1) أَيْ: إِلَى بِلَاد الْعِرَاق لِقِتَالِ مُعَاوِيَة ، أَوْ مَسِيرك إِلَى الْبَصْرَة لِقِتَالِ الزُّبَيْر رضي الله عنه وَبَيَانه كَمَا قَالَ اِبْن سَعْد: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه بُويِعَ بِالْخِلَافَةِ الْغَدَ مِنْ قَتْل عُثْمَان بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعَهُ جَمِيع مَنْ كَانَ بِهَا مِنْ الصَّحَابَة، وَيُقَال: إِنَّ طَلْحَة وَالزُّبَيْر) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما سدد خطاكم) بَايَعَا كَارِهَيْنِ غَيْر طَائِعَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى مَكَّة وَعَائِشَة) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم صلى الله عليه وسلم سدد خطاكم) بِهَا ، فَأَخَذَاهَا وَخَرَجَا بِهَا إِلَى الْبَصْرَة، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَخَرَجَ إِلَى الْعِرَاق ، فَلَقِيَ بِالْبَصْرَةِ طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وَمَنْ مَعَهُمْ ، وَهِيَ وَقْعَة الْجَمَل ، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سَنَة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَقُتِلَ بِهَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَغَيْرهمَا، وَبَلَغَتْ الْقَتْلَى ثَلَاثَة عَشَرَ أَلْفًا، وَقَامَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ خَمْس عَشْرَة لَيْلَة، ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَة ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ ، فَبَلَغَ عَلِيًّا ، فَسَارَ فَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ فِي صَفَر سَنَة سَبْع وَثَلَاثِينَ ، وَدَامَ الْقِتَال بِهَا أَيَّامًا ، اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا مِنْ تَارِيخ الْخُلَفَاء. عون المعبود - (ج 10 / ص 183)
(2)
(د) 4666 ، (حم) 1270 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح