الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غَزْوَةُ الْفَتْح
(1)
(خ م)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(" بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ (2)) (3)(فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً)(4)(مِنْ الْمُشْرِكِينَ)(5)(مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَأتُونِي بِهَا ")(6)(فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى (7) بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ) (8)(فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ)(9)(تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا)(10)(فَقُلْنَا لَهَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ)(11)(فَأَنَخْنَا بِهَا ، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا ، فَمَا وَجَدْنَا شَيْئًا ، فَقَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى كِتَابًا ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُ مَا كَذَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ ، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ ، أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ مِنِّي)(12)(أَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا (13) فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، يُخْبِرُهُمْ) (14) (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ غَزْوَهُمْ) (15) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟ "، فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ) (16)(إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي)(17)(وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ)(18)(غِشًّا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نِفَاقًا)(19)(وَلَا ارْتِدَادًا ، وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ)(20)(قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ ، وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)(21)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ صَدَقَكُمْ)(22)(وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا ")(23)(فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ)(24)(إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ)(25)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَقْتُلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ ، مَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ اللهَ عز وجل قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ)(26)(فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ")(27)(فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ ، وَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ)(28)(فَأَنْزَلَ اللهُ السُّورَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ، تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ، وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ، يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ، إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ، تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ، وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (29)) (30).
(1) لقد ارتكبت قريش خطأ فادحا عندما أعانت بالخيل والسلاح والرجال حلفاءها بني بكر على خزاعة حليفة المسلمين، فأوقعوا بها الخسائر على ماء بأرض خزاعة يُدعى: الوَتِير، فاستنجدت خزاعة بالمسلمين، وقدم عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة ، فأنشد أبياتا من الشعر أمام الرسول صلى الله عليه وسلم يستنصره، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" نصرت يا عمرو بن سالم".
ويَذكُر ابن إسحاق أن بني بكر ألجأوا خزاعة إلى الحرم ، وقاتلوهم فيه،
ويذكر الواقدي أن قتلى خزاعة بلغوا عشرين رجلا.
وقد أوضح موسى بن عقبة أن الذين أعانوا بكرا على خزاعة من زعماء قريش فيهم صفوان بن أمية، وشيبة بن عثمان، وسهيل بن عمرو، ويَذكُر أن الإعانة كانت بالسلاح والرقيق.
وتصرُّفُ قريش هذا نقضٌ صريحٌ لمعاهدة الحديبية، وعدوان سافرٌ على حلفاء المسلمين، وقد أدركت قريش خطورة الموقف، وتشير بعض الروايات إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إلى قريش يخيِّرهم بين دفع دية قتلى خزاعة ، أو البراءة من حلف بكر ، أو القتال ، فاختارت القتال، ثم ندمت ، وأرسلت أبا سفيان إلى المدينة ، يطلب تجديد المعاهدة، لكنه فشل في الحصول على وعد بتجديد المعاهدة ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتجهز للغزو ، ولم يُعْلمهم بوجهته وحرص على السِّرِّية ، لئلا تستعد قريش للقتال. (السيرة النبوية الصحيحة الدكتور أكرم ضياء العمري) (ص: 473)
(2)
(رَوْضَةُ خَاخ): مَوْضِعٌ بِاثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنْ الْمَدِينَةِ.
(3)
(خ) 2845
(4)
(خ) 6540
(5)
(خ) 3762
(6)
(خ) 6540
(7)
(تَعَادَى) أَيْ: تَتَسَابَقُ وَتَتَسَارَعُ مِنْ الْعَدْوِ.
(8)
(خ) 2845
(9)
(م) 161 - (2494)
(10)
(خ) 3762
(11)
(خ) 4025
(12)
(خ) 5904
(13)
(عِقَاصِهَا) جَمْعُ عَقِيصَةٍ ، أَيْ: مِنْ ذَوَائِبِهَا الْمَضْفُورَةِ.
(14)
(خ) 2845
(15)
(حم) 14816 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(16)
(خ) 4608
(17)
(خ) 2845
(18)
(خ) 4608
(19)
(حم) 14816
(20)
(خ) 2845
(21)
(حم) 14816
(22)
(خ) 2845
(23)
(خ) 3762
(24)
(خ) 2845
(25)
(خ) 3762
(26)
(حم) 14816 ، (خ) 2845
(27)
(خ) 2845
(28)
(خ) 3762
(29)
[الممتحنة/1]
(30)
(خ) 4025 ، (م) 161 - (2494) ، (ت) 3305 ، (د) 2650 ، (حم) 827
(طب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ)(1) وَ (كَانَ الْفَتْحُ فِي ثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ)(2)(وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ ، كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنٍ الْغِفَارِيَّ رضي الله عنه فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ مَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجَ ، أَفْطَرَ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ مُزَيْنَةَ وَسُلَيْمٍ، وَفِي كُلِّ الْقَبَائِلِ عَدَدٌ وَإِسْلامٌ "، وَأَوْعَبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، فَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، " فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ " ، وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْبَارُ عَنْ قُرَيْشٍ، فَلَمْ يَأتِهِمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرٌ، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلٌ، فَخَرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ)(3)(يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ)(4)(وَقَدْ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَدْ لَقِيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَالْتَمَسَا الدُّخُولَ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فِيهِمَا ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ عَمِّكَ ، وَابْنُ عَمَّتِكَ وَصِهْرُكَ، قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا، أَمَّا ابْنُ عَمِّي ، فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي ، فَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ "، فَلَمَّا أَخْرَجَ إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ - وَمَعَ أَبِي سُفْيَانَ بُنَيٌّ لَهُ - فَقَالَ: وَاللهِ لَيَأذَنَنَّ لِي ، أَوْ لآخُذَنَّ بِيَدِ ابْنَيَّ هَذَا ، ثُمَّ لَنَذْهَبَنَّ فِي الْأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا، " فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقَّ لَهُمْا، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْا " ، فَدَخَلا وَأَسْلَمَا، " فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ الْعَبَّاسُ: وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً قَبْلَ أَنْ يَسْتَأمِنُوهُ ، إِنَّهُ لَهَلاكُ قُرَيْشٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ، فَخَرَجْتُ عَلَيْهَا حَتَّى جِئْتُ الأَرَاكَ، فَقُلْتُ: لَعَلِّي أَلْقَى بَعْضَ الْحَطَّابَةِ ، أَوْ صَاحِبَ لَبِنٍ ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ ، يَأتِي مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَكَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجُوا إِلَيْهِ فَيَسْتَأمِنُوهُ ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً، قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّي لأَسِيرُ عَلَيْهَا وأَلْتَمِسُ مَا خَرَجْتُ لَهُ ، إِذْ سَمِعْتُ كَلامَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، وَأَبُو سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ نِيرَانًا وَلَا عَسْكَرًا)(5)(لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ ، فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ:)(6)(هَذِهِ وَاللهِ نِيرَانُ خُزَاعَةَ ، حَمَشَتْهَا الْحَرْبُ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: خُزَاعَةُ وَاللهِ أَذَلُّ وأَلْأَمُ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهَا وَعَسْكَرُهَا، قَالَ: فَعَرَفْتُ صَوْتَهُ ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ، فَعَرَفَ صَوْتِي ، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَالَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ ، وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ وَاللهِ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَئِنْ ظَفَرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ مَعِي هَذِهِ الْبَغْلَةَ حَتَّى آتِيَ بِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَأمِنَهُ لَكَ، قَالَ: فَرَكِبَ خَلْفِي ، وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ فَحَرَّكْتُ بِهِ ، كُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: عَمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ ، وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى أَبَا سُفْيَانَ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ، قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ عَدُوُّ اللهِ؟، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ بِغَيْرِ عَقْدٍ وَلَا عَهْدٍ، ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَكَضْتُ الْبَغْلَةَ ، فَسَبَقْتُهُ بِمَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيءُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللهُ مِنْهُ بِغَيْرِ عَقْدٍ وَلَا عَهْدٍ، فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَجَرْتُهُ ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذْتُ بِرَأسِهِ ، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ لَا يُنَاجِيهِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ فِي شَأنِهِ قُلْتُ: مَهْلا يَا عُمَرُ، أَمَا وَاللهِ لَوْ كَانَ مِنْ رِجَالِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا قُلْتُ هَذَا، وَلَكِنَّكَ عَرَفْتَ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَقَالَ: مَهْلا يَا عَبَّاسُ، فَوَاللهِ لَإِسِلامُكَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ ، كَانَ أَحَبَّ إِلَى مِنْ إِسْلامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ، وَمَا بِي إِلَّا أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلامَكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِسْلامِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ يَا عَبَّاسُ، فَإِذَا أَصْبَحَ فَائْتِنِي بِهِ "، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَحْلِي فَبَاتَ عِنْدِي، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَوْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ، وَاللهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنْ لَوْ كَانَ مَعَ اللهِ غَيْرُهُ ، لَقَدْ أَغْنَى عَنِّي شَيْئًا، قَالَ: " وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ ، هَذِهِ وَاللهِ كَانَ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى الْآنَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، أَسْلِمْ وَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، قَبْلَ أَنْ تُضْرَبَ عُنُقُكَ، قَالَ: فَشَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ وَأَسْلَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا، قَالَ: " نَعَمْ ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ ")(7)(فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ، وَرَأفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ (8) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَجَاءَ الْوَحْيُ " - وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا ، فَإِذَا جَاءَ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ - فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ "، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" قُلْتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ؟ "، قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ) (9)(يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا؟ ، أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا؟ ، أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا (10)؟ ، أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ (11) ") (12) (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ: وَاللهِ مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا) (13)(إِلَّا ضِنًّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ ")(14)(فَلَمَّا ذَهَبَ (15) لِيَنْصَرِفَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَبَّاسُ، احْبِسْهُ بِمَضِيقِ الْوَادِي عِنْدَ خَطْمِ الْجَبَلِ وفي رواية: (عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ) (16) حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ اللهِ فَيَرَاهَا "، قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهِ حَتَّى حَبَسْتَهُ حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَحْبِسَهُ ، قَالَ: وَمَرَّتْ بِهِ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا، كُلَّمَا مَرَّتْ قَبِيلَةٌ قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ ، فَأَقُولُ: سُلَيْمٌ، فَيَقُولُ: مَالِي وَلِسُلَيْمٍ؟ ، قَالَ: ثُمَّ تَمُرُّ الْقَبِيلَةُ ، فَيَقُولُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ ، فَأَقُولُ: مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِمُزَيْنةَ؟ ، حَتَّى تَعَدَّتِ الْقَبَائِلُ ، لَا تَمُرُّ قَبِيلَةٌ إِلَّا قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ ، فَأَقُولُ: بَنُو فُلَانٍ، فَيَقُولُ: مَالِي وَلِبَنِي فُلَانٍ) (17)(حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا ، فَقَالَ مَنْ هَذِهِ؟ ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، مَعَهُ الرَّايَةُ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ ، الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ ، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ ، حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ (18) ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ ، فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه " فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي سُفْيَانَ "، قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟ ، قَالَ:" مَا قَالَ؟ "، قَالَ: كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبَ سَعْدٌ ، وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ (19) ") (20) وفي رواية: (حَتَّى مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَضْرَاءِ ، كَتِيبَةٌ فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، لَا يُرَى مِنْهُمْ إِلَّا الْحَدَقَ "، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ، مَنْ هَؤُلَاءِ يَا عَبَّاسُ؟ ، فَقُلْتُ: " هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ "، فَقَالَ: مَا لأَحَدٍ بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ وَلَا طَاقَةٌ، وَاللهِ يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْغَدَاةَ عَظِيمًا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ: فَنَعَمْ إِذَنْ، قُلْتُ: النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ جَاءَكُمْ بِمَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ ، فَقَالَتْ: اقْتُلُوا الدَّسِمَ الْأَحْمَسَ، فَبِئْسَ مِنْ طَلِيعَةِ (21) قَوْمٍ، قَالَ: وَيْحَكُمْ، لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ مَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، قَالُوا: وَيْلَكَ ، وَمَا تُغْنِي عَنَّا دَارُكَ؟، قَالَ: وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ) (22) (قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ) (23)(وَعَمَدَ صَنَادِيدُ (24) قُرَيْشٍ) (25)(إِلَى الْمَسْجِدِ)(26)(فَدَخَلُوا الْكَعْبَةَ ، فَغَصَّتْ بِهِمْ)(27) وَ (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ قُدُومَ مَكَّةَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ [إِذَا فَتَحَ اللهُ] (28) بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الكُفْرِ) (29)(ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ رضي الله عنه عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ (30) وَبَعَثَ خَالِدًا رضي الله عنه عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه عَلَى الْحُسَّرِ (31)" ، فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي) (32) (" وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي كَتِيبَتِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشَهَا (33) فَقَالُوا: نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ ، كُنَّا مَعَهُمْ، وَإِنْ أُصِيبُوا ، أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:" فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآنِي ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ، وَلَا يَأتِينِي إِلَّا أَنْصَارِيٌّ (34) ") (35)(قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ ، فَجَاءُوا يُهَرْوِلُونَ)(36)(فَأَطَافُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(37)(فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، هَلْ تَرَوْنَ أَوْبَاشَ قُرَيْشٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " انْظُرُوا إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ غَدًا أَنْ تَحْصُدُوهُمْ حَصْدًا)(38)(- ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى - حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا "، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا (39)) (40)(وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُرْكَزَ رَايَتُهُ بِالْحَجُونِ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رضي الله عنه أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُدَا " ، فَقُتِلَ مِنْ خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَئِذٍ رَجُلَانِ: حُبَيْشُ بْنُ الْأَشْعَرِ ، وَكُرْزُ بْنُ جابِرٍ الْفِهْرِيُّ)(41)(" وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ)(42)(عَلَى بَعِيرٍ ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ ")(43)(وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ بِلَالٌ رضي الله عنه وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ رضي الله عنه)(44)(وَحَوْلَ الْبَيْتِ)(45)(ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا " فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ ، وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (46){جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (47)") (48) (فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ) (49) (أَنَاخَ عِنْدَ الْبَيْتِ) (50) (وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ) (51) (ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: ائْتِنَا) (52) (بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ ") (53)(فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ ، فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ لَتُعْطِينِهِ ، أَوْ لَيَخْرُجَنَّ هَذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي، قَالَ: فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، " فَفَتَحَ الْبَابَ)(54)(ثُمَّ أَخَذَ بِجَنْبَتَيْ الْبَابِ " فَخَرَجُوا فَبَايَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ)(55)(" ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةَ عَيْدَانٍ (56) فَكَسَرَهَا ، ثُمَّ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ ، فَرَمَى بِهَا) (57)(وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ)(58)(وَأَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ ، فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهما السلام ، وَفِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ)(59)(وَصُورَةَ مَرْيَمَ)(60)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ ، فَمَالَهُ يَسْتَقْسِمُ؟)(61)(قَاتَلَهُمْ اللهُ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ)(62)(وَأَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنْ يَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا ، فَلَمْ يَدْخُلْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مُحِيَتْ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا)(63)(فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُسَامَةُ ، وَبِلَالٌ ، وَعُثْمَانُ ، ثُمَّ أَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ)(64)(وَلَمْ يَدْخُلْهَا مَعَهُمْ أَحَدٌ)(65)(فَمَكَثَ فِيهَا نَهَارًا طَوِيلًا ")(66) فَـ (أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ فَقِيلَ لَهُ: " هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ")(67)(قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَقْبَلْتُ " وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ ")(68)(فَاسْتَبَقَ النَّاسُ)(69)(الدُّخُولَ ، فَسَبَقْتُهُمْ)(70)(فَـ (كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ دَخَلَ عَلَى أَثَرِهِ)(71)(فَوَجَدْتُ بِلَالًا قَائِمًا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ:)(72)(أَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكَعْبَةِ؟، قَالَ: " نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ ")(73)(قُلْتُ: فَأَيْنَ؟)(74)(قَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ)(75)(مِنْ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ)(76)(- وَأَشَارَ إِلَى السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِكِ إِذَا دَخَلْتَ -)(77)(وَعِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ حَمْرَاءُ (78)) (79) وفي رواية: (جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ ، وَعَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ - وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ - ثُمَّ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ)(80)(ثُمَّ دَعَا اللهَ عز وجل سَاعَةً ، ثُمَّ خَرَجَ)(81)(فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ)(82)(ثُمَّ أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّفَا ، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ (83) فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ ") (84)(وَجَاءَتْ الْأَنْصَارُ فَأَطَافُوا بِالصَّفَا)(85).
(1)(طب)(8/ 10 - 15)، انظر الصَّحِيحَة: 3341، فقه السيرة ص378
(2)
(حم) 2500، (ك) 4358 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(3)
(طب)(8/ 10 - 15)، سيرة ابن هشام - (2/ 404)، (خ) 4280 ، انظر الصَّحِيحَة: 3341، فقه السيرة ص378
(4)
(خ) 4280
(5)
(طب)(8/ 10 - 15) ، (د) 3022
(6)
(خ) 4280
(7)
(طب)(8/ 10 - 15) ، (د) 3021 ، 3022 ، 3024
(8)
مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَة: أَنَّهُمْ رَأَوْا رَأفَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِأَهْلِ مَكَّة وَكَفّ الْقَتْل عَنْهُمْ، فَظَنُّوا أَنَّهُ يَرْجِع إِلَى سُكْنَى مَكَّة وَالْمُقَام فِيهَا دَائِمًا، وَيَرْحَل عَنْهُمْ وَيَهْجُر الْمَدِينَة فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(9)
(م) 84 - (1780)
(10)
فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لَا ينطق عن الهوى، ليس فقط في تبليغه عن ربه ما أنزل عليه من القرآن، بل في كل ما صدر عنه من قول أو فعل أو تقرير. ع
(11)
أَيْ: لَا أَحْيَا إِلَّا عِنْدكُمْ ، وَلَا أَمُوت إِلَّا عِنْدكُمْ. شرح النووي (ج6ص235)
(12)
(م) 86 - (1780)
(13)
(م) 84 - (1780)
(14)
(م) 86 - (1780)، (حم) 10961، (حب) 4740
(15)
أي: أبو سفيان.
(16)
(خ) 4280
(17)
(طب)(8/ 10 - 15)
(18)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَمَنَّى أَبُو سُفْيَان أَنْ يَكُون لَهُ يَدٌ فَيَحْمِي قَوْمه وَيَدْفَع عَنْهُمْ. فتح الباري (ج 12 / ص 95)
(19)
وَقَدْ رَوَى الْأُمَوِيّ فِي الْمَغَازِي أَنَّ أَبَا سُفْيَان قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَاذَاهُ: أُمِرْت بِقَتْلِ قَوْمك؟ ، قَالَ: لَا ، فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَهُ سَعْد بْن عُبَادَةَ، ثُمَّ نَاشَدَهُ اللهَ وَالرَّحِم، فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَان، الْيَوْم يَوْم الْمَرْحَمَة، الْيَوْم يُعِزّ الله قُرَيْشًا ، وَأَرْسَلَ إِلَى سَعْد فَأَخَذَ الرَّايَة مِنْهُ ، فَدَفَعَهَا إِلَى اِبْنه قَيْس. فتح الباري (ج 12 / ص 95)
(20)
(خ) 4280
(21)
الطَّلِيعَة: مقدمة الجيش ، أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلَاّ يَدْهَمَهم عدوٌّ.
(22)
(طب)(8/ 10 - 15)
(23)
(م) 84 - (1780)
(24)
الصنديد: الشجاع ، والشريف، والحليم، والجواد ، كلهم ينطبق عليه هذه الصفة.
(25)
(د) 3024
(26)
(د) 3022
(27)
(د) 3024
(28)
(م) 345 - (1314)
(29)
(خ) 1512 ، (م) 345 - (1314) ، (حم) 7239
(30)
هُمَا الْمَيْمَنَة وَالْمَيْسَرَة، وَيَكُون الْقَلْب بَيْنهمَا. شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(31)
أَيْ: الَّذِينَ لَا دُرُوع عَلَيْهِمْ. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(32)
(م) 84 - (1780)
(33)
أَيْ: جَمَعَتْ جُمُوعًا مِنْ قَبَائِل شَتَّى. شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(34)
إِنَّمَا خَصَّهُمْ لِثِقَتِهِ بِهِمْ، وَرَفْعًا لِمَرَاتِبِهِمْ، وَإِظْهَارًا لِجَلَالَتِهِمْ وَخُصُوصِيَّتهمْ. شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(35)
(حم) 10961، (م) 84 - (1780)
(36)
(م) 86 - (1780)
(37)
(حم) 10961 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(38)
(م) 86 - (1780)
(39)
أَيْ: لَا يَدْفَع أَحَد عَنْ نَفْسه. شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(40)
(م) 84 - (1780)
(41)
(خ) 4280
(42)
(م) 84 - (1780)
(43)
(د) 1878
(44)
(خز) 3009 ، (عب) 9065 ، (خ) 4139
(45)
(خ) 4036
(46)
[الإسراء/81]
(47)
[سبأ/49]
(48)
(م) 87 - (1781)، (خ) 4443، (ت) 3138
(49)
(م) 84 - (1780)
(50)
(خ) 4139
(51)
(د) 1871
(52)
(خ) 4139
(53)
(خ) 2826
(54)
(م) 390 - (1329) ، (خ) 4139 ، (حم) 23968
(55)
(د) 3024
(56)
الْمُرَاد بِالْحَمَامَةِ: صُورَة كَصُورَةِ الْحَمَامَة ، وَكَانَتْ مِنْ عَيْدَان ، وَهِيَ الطَّوِيل مِنْ النَّخْل ، الْوَاحِدَةُ عَيْدَانَة. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 36)
(57)
(جة) 2947
(58)
(د) 1878، (جة) 2947
(59)
(خ) 1524 ، 4038 ، (د) 2027 ، (حم) 3093
(60)
(خ) 3173 ، (حم) 2508
(61)
(خ) 3173 ، (حم) 2508
(62)
(خ) 1524 ، 3174 ، (حم) 3455
(63)
(د) 4156 ، (حم) 14636
(64)
(خ) 4139 ، (م) 394 - (1329) ، (س) 749
(65)
(م) 394 - (1329)
(66)
(خ) 2826 ، (م) 391 - (1329)
(67)
(خ) 1114
(68)
(خ) 388
(69)
(خ) 2826
(70)
(خ) 4139 ، (م) 389 - (1329)
(71)
(خ) 482 ، (م) 393 - (1329)
(72)
(خ) 4139
(73)
(خ) 388 ، (م) 389 - (1329) ، (س) 2907 ، (حم) 5065 ، 23931 ، 23952
(74)
(خ) 1114
(75)
(خ) 1521 ، (م) 393 - (1329) ، (س) 692 ، (حم) 6019
(76)
(خ) 4139
(77)
(حم) 23953 ، (خ) 388
(78)
المَرْمَرَة: وَاحِدَة الْمَرْمَر، وَهُوَ جِنْس مِنْ الرُّخَام نَفِيس مَعْرُوف، وَكَانَ ذَلِكَ فِي زَمَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ غُيِّرَ بِنَاءُ الْكَعْبَةِ بَعْده فِي زَمَن اِبْن الزُّبَيْر. فتح (12/ 219)
(79)
(خ) 4139 ، (هق) 3602
(80)
(حم) 6231 (خ) 483 ، 484 ، (م) 388 - (1329) ، (س) 749 ، (د) 2023 ، 2024 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(81)
(حم) 23943 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(82)
(خ) 1114 ، (س) 2908
(83)
لاحِظ كيف رفع يديه صلى الله عليه وسلم وهذا في غير الاستسقاء كما ترى. ع
(84)
(م) 84 - (1780)، (د) 1872
(85)
(م) 86 - (1780)
(س)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ، " أَمَّنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ ، إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ خَطَلٍ ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ " ، فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَطَلٍ ، فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا - وَكَانَ أَشَبَّ الرَّجُلَيْنِ - فَقَتَلَهُ ، وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ ، فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ ، فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفَةٌ ، فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا ، فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللهِ لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي مِنْ الْبَحْرِ إِلَّا الْإِخْلَاصُ ، لَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ ، اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ ، أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ ، فَلَأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا، فَجَاءَ فَأَسْلَمَ ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ ، فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه (1)" فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ "، جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللهِ ، " فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا ، كُلَّ ذَلِكَ يَأبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ؟ "، فَقَالُوا: وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَا فِي نَفْسِكَ؟ ، هَلَّا أَوْمَأتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ "(2)
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ عَبْدُ اللهِ أَخَا عُثْمَانَ مِنْ الرِّضَاعَةِ. (د) 2683
(2)
(س) 4067، (د) 2683 ، صَحِيح الْجَامِع: 2426 ، الصَّحِيحَة: 1723
(حب)، وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها قَالَتْ:" لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى "، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ - وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ -: أَيْ بُنَيَّةُ ، اظْهَرِي بِي عَلَى أَبِي قَبِيسٍ ، قَالَتْ: فَأَشْرَفْتُ (1) بِهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ مَاذَا تَرَيْنَ؟ ، قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا ، قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ ، قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا ، قَالَ: يَا بُنَيَّةُ ، ذَلِكَ الْوَازِعُ الَّذِي يَأمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: قَدْ وَاللهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ ، فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ دَفَعَتْ الْخَيْلُ ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي ، فَانْحَطَّتْ بِهِ ، فَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ ، وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ ، فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا ، قَالَتْ:" فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ " ، أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِأَبِيهِ ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ ، " فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَسْلِمْ " ، فَأَسْلَمَ ، قَالَتْ: وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأسَهُ ثَغَامَةٌ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ " ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَبِالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ، فَوَاللهِ إِنَّ الأَمَانَةَ الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلٌ. (3)
(1)(أَشْرَفَ) عَلَا وَارْتَفَعَ.
(2)
هُوَ نَبْتٌ أَبْيَضُ الزَّهْرِ وَالثَّمَرِ يُشَبَّهُ بِهِ الشَّيْب. عون المعبود (ج 9 / ص 250)
(3)
(حب) 7208، (حم) 27001، (ك) 4363، انظر الصَّحِيحَة: 496، وصحيح موارد الظمآن: 1420، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، قال البيهقي ج10ص74: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَغْنَمُوا شَيْئًا ، وَأَنَّهَا فُتِحَتْ صُلْحًا ، إِذْ لَوْ فُتِحَتْ عَنْوَةً ، لَكَانَتْ وَمَا مَعَهَا غَنِيمَةً ، وَلَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَا يَطْلُبُ طَوْقَهَا.
وقَالَ أَبُو دَاوُد: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَكَّةُ عَنْوَةً هِيَ؟ ، قَالَ: إِيشْ يَضُرُّكَ مَا كَانَتْ؟ ، قَالَ: فَصُلْحٌ؟ ، قَالَ: لَا. (د) 3024
(د)، وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا رضي الله عنه: هَلْ غَنِمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ شَيْئًا؟ ، قَالَ: لَا. (1)
(1)(د) 3023
(خ د حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ:(لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ ، إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ ، ثُمَّ قَالَ: كُفُّوا السِّلَاحَ " فَلَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ مِنْ غَدٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ ، فَقَتَلَهُ ، " فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ خَطِيبًا)(1)(عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ)(2) وَ (كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ، صَدَقَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ (3) أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأثُرَةٍ (4) كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُذْكَرُ وَتُدْعَى مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ (5) إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ ، وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ (6)) (7) (أَلَا إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُهُمَا لِأَهْلِهِمَا كَمَا كَانَا) (8) (وَإِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللهِ) (9) وفي رواية:(أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ)(10) وفي رواية: (أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ (11)) (12) وفي رواية: مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ (13)(وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ (14) وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ (15)) (16)
وفي رواية: (" مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ (17) ") (18)
(1)(حم) 6681 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(2)
(جة) 2628 ، (س) 4799 ، (د) 4549 ، (حم) 6681
(3)
أَيْ: مِنْ غَيْر قِتَال مِنْ الْآدَمِيِّينَ بِأَنْ أَرْسَلَ رِيحًا وَجُنُودًا وَهُمْ أَحْزَاب اِجْتَمَعُوا يَوْم الْخَنْدَق. عون المعبود - (ج 10 / ص 70)
(4)
الْمَأثَرَة: مَا يُؤْثَر وَيُذْكَر مِنْ مَكَارِم أَهْل الْجَاهِلِيَّة وَمَفَاخِرهمْ. عون (10/ 70)
(5)
أَيْ: بَاطِل وَسَاقِط.
(6)
(سِدَانَة الْبَيْت): خِدْمَته وَالْقِيَام بِأَمْرِهِ ، أَيْ: فَهُمَا بَاقِيَانِ عَلَى مَا كَانَا ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَكَانَتْ الْحِجَابَة فِي الْجَاهِلِيَّة فِي بَنِي عَبْد الدَّار ، وَالسِّقَايَة فِي بَنِي هَاشِم ، فَأَقَرَّهُمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَصَارَ بَنُو شَيْبَة يَحْجُبُونَ الْبَيْت ، وَبَنُو الْعَبَّاس يَسْقُونَ الْحَجِيج. عون المعبود - (ج 10 / ص 70)
(7)
(د) 4547 ، (س) 4799 ، (جة) 2628
(8)
(جة) 2628
(9)
(حم) 6681
(10)
(حم) 6757 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(11)
الْمُرَاد بِالْإِلْحَادِ: فِعْل الْكَبِيرَة، وَقَدْ يُؤْخَذ ذَلِكَ مِنْ سِيَاق الْآيَة فَإِنَّ الْإِتْيَان بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّة فِي قَوْله {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} يُفِيد ثُبُوت الْإِلْحَاد وَدَوَامه وَالتَّنْوِين لِلتَّعْظِيمِ ، أَيْ: مَنْ يَكُون إِلْحَاده عَظِيمًا وَالله أَعْلَمُ. فتح الباري (19/ 323)
(12)
(خ) 6488
(13)
(حم) 6681 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(14)
أَيْ: مَنْ يُرِيد بَقَاء سِيرَة الْجَاهِلِيَّة أَوْ إِشَاعَتهَا أَوْ تَنْفِيذهَا ، وَسُنَّة الْجَاهِلِيَّة اِسْم جِنْس يَعُمّ جَمِيع مَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَعْتَمِدُونَهُ مِنْ أَخْذ الْجَار بِجَارِهِ ، وَالْحَلِيف بِحَلِيفِهِ وَنَحْو ذَلِكَ، وَيَلْتَحِق بِذَلِكَ مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَهُ، وَالْمُرَاد مِنْهُ: مَا جَاءَ الْإِسْلَام بِتَرْكِهِ ، كَالطِّيَرَةِ وَالْكَهَانَة وَغَيْر ذَلِكَ. فتح الباري (ج 19 / ص 323)
(15)
(المُطَّلِب) مَنْ يُبَالِغ فِي الطَّلَب ، وَالْمُرَاد: الطَّلَب الْمُتَرَتِّب عَلَيْهِ الْمَطْلُوب ، لَا مُجَرَّد الطَّلَب، وَقَوْله " بِغَيْرِ حَقّ " اِحْتِرَاز عَمَّنْ يَقَع لَهُ مِثْل ذَلِكَ لَكِنْ بِحَقٍّ ، كَطَلَبِ الْقِصَاص مَثَلًا. فتح الباري (ج 19 / ص 323)
(16)
(خ) 6488
(17)
أَيْ: يَكُون لَهُ الْحَقّ عِنْد شَخْص فَيَطْلُبهُ مِنْ غَيْره مِمَّنْ لَا يَكُون لَهُ فِيهِ مُشَارَكَة كَوَالِدِهِ أَوْ وَلَده أَوْ قَرِيبه. فتح الباري (ج 19 / ص 323)
(18)
(حم) 6933 ، 6681 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(خ م ت حم)، وَعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ (1) وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ (2): ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ (3) أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ (4) سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ) (5)(" أَذِنَ لَنَا رَسُولُ اللهِ يَوْمَ الْفَتْحِ فِي قِتَالِ بَنِي بَكْرٍ حَتَّى أَصَبْنَا مِنْهُمْ ثَأرَنَا ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَفْعِ السَّيْفِ " ، فَلَقِيَ رَهْطٌ مِنَّا فِي الْغَدِ رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ فِي الْحَرَمِ يَؤُمُّ (6) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُسْلِمَ ، وَكَانَ قَدْ وَتَرَهُمْ (7) فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانُوا يَطْلُبُونَهُ ، فَبَادَرُوا (8) أَنْ يَخْلُصَ (9) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَأمَنَ ، فَقَتَلُوهُ ، " فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ " ، فَسَعَيْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم نَسْتَشْفِعُهُمْ وَخَشِينَا أَنْ نَكُونَ قَدْ هَلَكْنَا ، " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ) (10) (فَحَمِدَ اللهَ عز وجل وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ (11) فلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (12) أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا (13) وَلَا يَعْضِدَ (14) بِهَا شَجَرَةً (15)) (16) (فَإِنْ تَرَخَّصَ مُتَرَخِّصٌ) (17) (لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا) (18) (فَقَالَ: أُحِلَّتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (19) (فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأذَنْ لَكَ ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ (20) ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ) (21) (كَمَا حَرَّمَهَا اللهُ عز وجل أَوَّلَ مَرَّةٍ) (22) (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (23) (وَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ (24) ") (25)
(1) هُوَ اِبْن الْعَاصِي بْن سَعِيد بْن الْعَاصِي بْن أُمَيَّة الْقُرَشِيّ الْأُمَوِيّ يُعْرَف بِالْأَشْدَقِ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَة ، وَلَا كَانَ مِنْ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ. (فتح - ح104)
(2)
أَيْ يُرْسِل الْجُيُوش إِلَى مَكَّة لِقِتَالِ عَبْد الله بْن الزُّبَيْر لِكَوْنِهِ اِمْتَنَعَ مِنْ مُبَايَعَة يَزِيدَ بْن مُعَاوِيَة وَاعْتَصَمَ بِالْحَرَمِ، وَكَانَ عَمْرو وَالِي يَزِيدَ عَلَى الْمَدِينَة، وَالْقِصَّة مَشْهُورَة، وَمُلَخَّصهَا أَنَّ مُعَاوِيَة عَهِدَ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَه لِيَزِيدَ بْن مُعَاوِيَة، فَبَايَعَهُ النَّاس إِلَّا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ وَابْن الزُّبَيْر، فَأَمَّا اِبْن أَبِي بَكْر فَمَاتَ قَبْل مَوْت مُعَاوِيَة وَأَمَّا اِبْن عُمَر فَبَايَعَ لِيَزِيدَ عَقِب مَوْت أَبِيهِ، وَأَمَّا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ فَسَارَ إِلَى الْكُوفَة لِاسْتِدْعَائِهِمْ إِيَّاهُ لِيُبَايِعُوهُ ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب قَتْله،
وَأَمَّا اِبْن الزُّبَيْر فَاعْتَصَمَ ، وَيُسَمَّى عَائِذَ الْبَيْت ، وَغَلَبَ عَلَى أَمْر مَكَّة، فَكَانَ يَزِيدُ بْن مُعَاوِيَة يَأمُرُ أُمَرَاءَهُ عَلَى الْمَدِينَة أَنْ يُجَهِّزُوا إِلَيْهِ الْجُيُوش، فَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْمَدِينَة اِجْتَمَعُوا عَلَى خَلْع يَزِيدَ مِنْ الْخِلَافَة. (فتح - ح104)
(3)
قَوْله: (اِئْذَنْ لِي) فِيهِ حُسْن التَّلَطُّف فِي الْإِنْكَار عَلَى أُمَرَاء الْجَوْر لِيَكُونَ أَدْعَى لِقَبُولِهِمْ النَّصِيحَة ، وَأَنَّ السُّلْطَان لَا يُخَاطَب إِلَّا بَعْد اِسْتِئْذَانه ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِي أَمْر يُعْتَرَض بِهِ عَلَيْهِ، فَتَرْك ذَلِكَ وَالْغِلْظَة لَهُ قَدْ يَكُون سَبَبًا لِإِثَارَةِ نَفْسه وَمُعَانَدَة مَنْ يُخَاطِبهُ. فتح الباري (ج 1 / ص 170)
(4)
أَيْ: أَنَّهُ خَطَبَ فِي الْيَوْم الثَّانِي مِنْ فَتْح مَكَّة. فتح الباري (ج 1 / ص 170)
(5)
(خ) 104 ، (م) 1354
(6)
أَيْ: يقصُد.
(7)
أي: قَتَل منهم.
(8)
بادر الشيءَ: عجل إليه ، واستبق وسارع.
(9)
أَيْ: يتوصل.
(10)
(حم) 16423 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.
(11)
أَيْ: حَكَمَ بِتَحْرِيمِهَا وَقَضَاهُ، وَظَاهِره أَنَّ حُكْم الله تَعَالَى فِي مَكَّة أَنْ لَا يُقَاتَل أَهْلهَا ، وَيُؤَمَّن مَنْ اِسْتَجَارَ بِهَا وَلَا يُتَعَرَّض لَهُ، وَهُوَ أَحَد أَقْوَال الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} وَقَوْله:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} ، وَلَا مُعَارَضَة بَيْن هَذَا وَبَيْن قَوْله الْآتِي فِي الْجِهَاد وَغَيْره مِنْ حَدِيث أَنَس:" إِنَّ إِبْرَاهِيم حَرَّمَ مَكَّة " ، لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ إِبْرَاهِيم حَرَّمَ مَكَّة بِأَمْرِ الله تَعَالَى لَا بِاجْتِهَادِهِ أَوْ أَنَّ الله قَضَى يَوْم خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَنَّ إِبْرَاهِيم سَيُحَرِّمُ مَكَّة.
أَوْ الْمَعْنَى أَنَّ إِبْرَاهِيم أَوَّل مَنْ أَظْهَرَ تَحْرِيمهَا بَيْن النَّاس، وَكَانَتْ قَبْل ذَلِكَ عِنْد اللهِ حَرَامًا.
أَوْ أَوَّل مَنْ أَظْهَرَهُ بَعْد الطُّوفَان.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: مَعْنَاهُ أَنَّ الله حَرَّمَ مَكَّة اِبْتِدَاء مِنْ غَيْر سَبَب يُنْسَب لِأَحَدٍ ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيهِ مَدْخَل ، قَالَ: وَلِأَجْلِ هَذَا أَكَّدَ الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ " وَلَمْ يُحَرِّمهَا النَّاس " وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ وَلَمْ يُحَرِّمهَا النَّاس أَنَّ تَحْرِيمهَا ثَابِت بِالشَّرْعِ لَا مَدْخَل لِلْعَقْلِ فِيهِ. أَوْ الْمُرَاد أَنَّهَا مِنْ مُحَرَّمَات الله فَيَجِب اِمْتِثَال ذَلِكَ، وَلَيْسَ مِنْ مُحَرَّمَات النَّاس ، يَعْنِي فِي الْجَاهِلِيَّة ، كَمَا حَرَّمُوا أَشْيَاء مِنْ عِنْد أَنْفُسهمْ ، فَلَا يَسُوغ الِاجْتِهَاد فِي تَرْكه. فتح الباري (ج 6 / ص 51)
(12)
فِيهِ تَنْبِيه عَلَى الِامْتِثَال ، لِأَنَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ لَزِمَتْهُ طَاعَته، وَمَنْ آمَنَ بِالْيَوْمِ الْآخِر لَزِمَهُ اِمْتِثَال مَا أُمِرَ بِهِ وَاجْتِنَاب مَا نُهِيَ عَنْهُ خَوْف الْحِسَاب عَلَيْهِ، وَقَدْ تَعَلَّقَ بِهِ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْكُفَّار غَيْر مُخَاطَبِينَ بِفُرُوعِ الشَّرِيعَة، وَالصَّحِيح عِنْد الْأَكْثَر خِلَافه، وَجَوَابهمْ بِأَنَّ الْمُؤْمِن هُوَ الَّذِي يَنْقَاد لِلْأَحْكَامِ وَيَنْزَجِر عَنْ الْمُحَرَّمَات ، فَجَعَلَ الْكَلَام مَعَهُ ، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْي ذَلِكَ عَنْ غَيْره.
وَقَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: الَّذِي أَرَاهُ أَنَّهُ مِنْ خِطَاب التَّهْيِيج، نَحْو قَوْله تَعَالَى:{وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَالْمَعْنَى أَنَّ اِسْتِحْلَال هَذَا الْمَنْهِيّ عَنْهُ لَا يَلِيق بِمَنْ يُؤْمِن بِاللهِ وَالْيَوْم الْآخِر ، بَلْ يُنَافِيه، فَهَذَا هُوَ الْمُقْتَضِي لِذِكْرِ هَذَا الْوَصْف، وَلَوْ قَالَ: لَا يَحِلّ لِأَحَدٍ مُطْلَقًا ، لَمْ يَحْصُل مِنْهُ هَذَا الْغَرَض ، وَإِنْ أَفَادَ التَّحْرِيم. فتح الباري (ج 6 / ص 51)
(13)
أَيْ: بِالْجَرْحِ وَالْقَتْلِ ، قَالَ الْقَارِي: وَهَذَا إِذَا كَانَ دَمًا مُهْدَرًا وَفْقَ قَوَاعِدِنَا، وَإِلَّا فَالدَّمُ الْمَعْصُومُ يَسْتَوِي فِيهِ الْحُرْمُ وَغَيْرُهُ فِي حُرْمَةِ سَفْكِهِ. تحفة (4/ 39)
(14)
أَيْ: لَا يقْطَع.
(15)
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: خَصَّ الْفُقَهَاء الشَّجَر الْمَنْهِيّ عَنْ قَطْعه بِمَا يُنْبِتهُ الله تَعَالَى مِنْ غَيْر صُنْع آدَمِيّ، فَأَمَّا مَا يَنْبُت بِمُعَالَجَةِ آدَمِيّ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ، وَالْجُمْهُور عَلَى الْجَوَاز ، وَقَالَ الشَّافِعِيّ: فِي الْجَمِيع الْجَزَاء، وَرَجَّحَهُ اِبْن قُدَامَةَ ، وَاخْتَلَفُوا فِي جَزَاء مَا قُطِعَ مِنْ النَّوْع الْأَوَّل ، فَقَالَ مَالِك: لَا جَزَاء فِيهِ بَلْ يَأثَم ، وَقَالَ عَطَاء: يَسْتَغْفِر ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: يُؤْخَذ بِقِيمَتِهِ هَدْي ، وَقَالَ الشَّافِعِيّ: فِي الْعَظِيمَة بَقَرَة ، وَفِيمَا دُونهَا شَاة ، وَاحْتَجَّ الطَّبَرِيُّ بِالْقِيَاسِ عَلَى جَزَاء الصَّيْد، وَتَعَقَّبَهُ اِبْن الْقَصَّار بِأَنَّهُ كَانَ يَلْزَمهُ أَنْ يَجْعَل الْجَزَاء عَلَى الْمُحْرِم إِذَا قَطَعَ شَيْئًا مِنْ شَجَر الْحِلّ ، وَلَا قَائِل بِهِ ، وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: اِتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيم قَطْع شَجَر الْحَرَم، إِلَّا أَنَّ الشَّافِعِيّ أَجَازَ قَطْع السِّوَاك مِنْ فُرُوع الشَّجَرَة، كَذَا نَقَلَهُ أَبُو ثَوْر عَنْهُ، وَأَجَازَ أَيْضًا أَخْذ الْوَرَق وَالثَّمَر إِذَا كَانَ لَا يَضُرّهَا وَلَا يُهْلِكهَا ، وَبِهَذَا قَالَ عَطَاء وَمُجَاهِد وَغَيْرهمَا، وَأَجَازُوا قَطْع الشَّوْك لِكَوْنِهِ يُؤْذِي بِطَبْعِهِ ، فَأَشْبَهَ الْفَوَاسِق، وَمَنَعَهُ الْجُمْهُور لحَدِيث اِبْن عَبَّاس بِلَفْظِ:" وَلَا يُعْضَد شَوْكه " وَصَحَّحَهُ الْمُتَوَلِّي مِنْ الشَّافِعِيَّة، وَأَجَابُوا بِأَنَّ الْقِيَاس الْمَذْكُور فِي مُقَابَلَة النَّصّ ، فَلَا يُعْتَبَر بِهِ، حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَرِد النَّصّ عَلَى تَحْرِيم الشَّوْك ، لَكَانَ فِي تَحْرِيم قَطْع الشَّجَر دَلِيل عَلَى تَحْرِيم قَطْع الشَّوْك ، لِأَنَّ غَالِب شَجَر الْحَرَم كَذَلِكَ، وَلِقِيَامِ الْفَارِق أَيْضًا ، فَإِنَّ الْفَوَاسِق الْمَذْكُورَة تُقْصَد بِالْأَذَى بِخِلَافِ الشَّجَر.
قَالَ اِبْن قُدَامَةَ: وَلَا بَأس بِالِانْتِفَاعِ بِمَا اِنْكَسَرَ مِنْ الْأَغْصَان وَانْقَطَعَ مِنْ الشَّجَر بِغَيْرِ صُنْع آدَمِيّ ، وَلَا بِمَا يَسْقُط مِنْ الْوَرَق ، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَد ، وَلَا نَعْلَم فِيهِ خِلَافًا. فتح الباري (ج 6 / ص 51)
(16)
(خ) 104
(17)
(ت) 1406
(18)
(خ) 104 ، (م) 1354
(19)
(ت) 1406
(20)
الْمُرَاد بِهِ يَوْم الْفَتْح. فتح الباري (ج 1 / ص 170)
(21)
(ت) 809 ، (خ) 104
(22)
(حم) 16423 ، (خ) 104
(23)
(ت) 1406
(24)
قَوْله: " فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِد الْغَائِب " قَالَ اِبْن جَرِير: فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز قَبُول خَبَر الْوَاحِد، لِأَنَّهُ مَعْلُوم أَنَّ كُلّ مَنْ شَهِدَ الْخُطْبَة قَدْ لَزِمَهُ الْإِبْلَاغ، وَأَنَّهُ لَمْ يَأمُرهُمْ بِإِبْلَاغِ الْغَائِب عَنْهُمْ إِلَّا وَهُوَ لَازِم لَهُ فَرْض الْعَمَل بِمَا أَبْلَغَهُ ، كَالَّذِي لَزِمَ السَّامِع سَوَاء، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ لِلْأَمْرِ بِالتَّبْلِيغِ فَائِدَة. فتح الباري (ج 6 / ص 51)
(25)
(خ) 4044
(خ م ت س د حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" لَمَّا فَتَحَ اللهُ عز وجل عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ ")(1)(قَتَلَتْ خُزَاعَةُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)(2)(فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ)(3)(فِي النَّاسِ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ حَبَسَ (4) عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ) (5)(هَذَا الْبَلَدُ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)(6)(وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي)(7) وفي رواية: (وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقَتْلُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي)(8)(وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فِيهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَمَا أُحِلَّ لِي فِيهِ إِلَّا سَاعَةٌ مِنْ النَّهَارِ)(9)(أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ)(10)(بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)(11)(فلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا (12) وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا (13)) (14)(وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا)(15)(وَلَا يُعْضَدُ (16) شَجَرُهَا ") (17) (فقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ (18) يَا رَسُولَ اللهِ ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي قُبُورِنَا) (19) وفي رواية: (فَإِنَّهُ لِصَاغَتِنَا ، وَلِسُقُوفِ بُيُوتِنَا) (20) (فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِلَّا الْإِذْخِرَ) (21)(فَإِنَّهُ حَلَالٌ)(22)(وَلَا تَحِلُّ لُقْطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ (23)) (24) وفي رواية: (وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ)(25) وفي رواية: (وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ)(26)(وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ)(27)(إِمَّا أَنْ يَعْفُوَ ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ)(28) وفي رواية: (إِمَّا أَنْ يُعْطَى - يَعْنِي الدِّيَةَ- وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ)(29) وفي رواية: (إِمَّا أَنْ يُفْدَى ، وَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ")(30)(فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ أَبُو شَاةٍ (31) فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ ") (32)(قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(33).
(1)(م) 447 - (1355) ، (خ) 2302 ، (د) 2017
(2)
(خ) 6486 ، (م) 448 - (1355) ، (هق) 15819
(3)
(خ) 112 ، (م) 448 - (1355) ، (ش) 36921 ، (هق) 15818
(4)
(حَبَسَ) أَيْ: مَنَعَ عَنْ مَكَّة ، والْمُرَاد بِحَبْسِ الْفِيل ، أَهْلَ الْفِيل ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى الْقِصَّة الْمَشْهُورَة لِلْحَبَشَةِ فِي غَزَوْهُمْ مَكَّة ، وَمَعَهُمْ الْفِيل ، فَمَنَعَهَا الله مِنْهُمْ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ الطَّيْر الْأَبَابِيل ، مَعَ كَوْن أَهْل مَكَّة إِذْ ذَاكَ كَانُوا كُفَّارًا، فَحُرْمَة أَهْلهَا بَعْدَ الْإِسْلَام آكَد؛ لَكِنَّ غَزْو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا مَخْصُوص بِهِ عَلَى ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث وَغَيْره. فتح الباري (ح112)
(5)
(خ) 2302 ، (د) 2017 ، (حم) 7241
(6)
(س) 2874 ، (خ) 4059
(7)
(خ) 1737 ، (م) 445 - (1353)
(8)
(م)(1353) ، (حم) 2353
(9)
(حم) 2353 ، (خ) 3017 ، (م) 445 - (1353)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(10)
(خ) 112 ، (م) 448 - (1355) ، (س) 2892
(11)
(خ) 1737 ، (م) 445 - (1353) ، (س) 2875
(12)
قَالَ عِكْرِمَةَ: هَلْ تَدْرِي مَا (لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا)؟ هُوَ: أَنْ تُنَحِّيَهُ مِنْ الظِّلِّ وَتَنْزِلَ مَكَانَهُ. (خ) 1984
(13)
أَيْ: لَا يُحْصَد ، يُقَال:(اِخْتَلَيْته) إِذَا قَطَعْته ، وَذِكْر الشَّوْك دَالٌّ عَلَى مَنْع قَطْع غَيْره مِنْ بَاب أَوْلَى. فتح الباري (ح112)
(14)
(خ) 2302 ، (م) 447 - (1355) ، (س) 2874
(15)
(خ) 1737 ، (م) 445 - (1353) ، (د) 2017 ، (س) 2874
(16)
يُعْضَدُ: يُقْطَع.
(17)
(خ) 112 ، (م) 448 - (1355) ، (س) 2892 ، (د) 2017
(18)
الإذخِر: نَبْتٌ عَرِيض الْأَوْرَاق طَيِّب الرَّائِحَة تُسْقَف بِهَا الْبُيُوت فَوْق الْخَشَب، ويستخدم في تطييب الموتي.
(19)
(م) 447 - (1355) ، (خ) 4059 ، (د) 2017 ، (س) 2892
(20)
(هق) 9726 ، (خ) 1984 ، (م) 445 - (1353) ، (حم) 2279
(21)
(م) 447 - (1355) ، (خ) 112 ، (د) 2017 ، (حم) 2353
(22)
(خ) 4059 ، (حم) 3253
(23)
قَوْله: (إِلَّا لِمُنْشِدٍ) أَيْ: مُعَرِّف ، أَيْ: لَا يَلْتَقِطهَا أَحَد إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا لِيَرُدّهَا عَلَى صَاحِبهَا ، وَلَمْ يَأخُذهَا لِنَفْسِهِ وَانْتِفَاعهَا ، وقِيلَ: لَيْسَ فِي لُقَطَة الْحَرَم إِلَّا التَّعْرِيف ، فَلَا يَتَمَلَّكهَا أَحَد ، وَلَا يَتَصَدَّق بِهَا، وَعَلَيْهِ الشَّافِعِيّ ، وَقِيلَ: حُكْمهَا كَحُكْمِ غَيْرهَا ، وَالْمَقْصُود مِنْ ذِكْرهَا أَنْ لَا يُتَوَهَّم تَخْصِيص تَعْرِيفهَا بِأَيَّامِ الْمَوْسِم وَعَلَيْهِ أَبُو حَنِيفَة وَمَنْ تَبِعَهُ. عون المعبود - (ج 4 / ص 403)
(24)
(خ) 4059 ، (م) 447 - (1355) ، (س) 2892 ، (د) 2017 ، (حم) 3253
(25)
(خ) 6486 ، (م) 448 - (1355)
(26)
(خ) 1736 ، (م) 445 - (1353) ، (س) 2874 ، (حم) 2279
(27)
(خ) 2302 ، (م) 447 - (1355) ، (ت) 1405 ، (س) 4785 ، (جة) 2624
(28)
(ت) 1405
(29)
(م) 448 - (1355) ، (س) 4785 ، (جة) 2624
(30)
(م) 447 - (1355) ، (حم) 7241 ، (هق) 15821
(31)
(د) 4505
(32)
(خ) 6486 ، (م) 447 - (1355) ، (د) 4505 ، (ت) 2667
(33)
(م) 447 - (1355) ، (خ) 2302 ، (د) 2017 ، (حم) 7241
(ت)، وَعَنْ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ: " لَا تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1)
(1)(ت) 1611 ، (حم) 15442 ، (ش) 36911، (ك) 6633