الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه
-
قَالَ تَعَالَى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ، قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (1)
(حم)، وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ:" انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ " ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، أَرُونِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، يُحْبِطْ اللهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ "، قَالَ: فَأَسْكَتُوا مَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، " ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ " فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، " ثُمَّ ثَلَّثَ " ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ:" أَبَيْتُمْ؟ ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى ، آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ " وَأَنَا مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ ، " فَأَقْبَلَ "، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَ أَنِّي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْكَ ، وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ ، وَلَا مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ ، وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللهِ ، أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ ، فَقَالُوا: كَذَبْتَ ، ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبْتُمْ ، لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ ، أَمَّا آنِفًا (2) فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ ، وَلَمَّا آمَنَ كَذَّبْتُمُوهُ وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ؟ فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ "، قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ ، وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيهِ:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ، إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (3)) (4).
(1)[الرعد: 43]
(2)
أي: قبل قليل.
(3)
[الأحقاف/10]
(4)
(حم) 24030 ، (حب) 7162 ، (ك) 5756 ، وصححه الألباني في صحيح السيرة ص81، صحيح موارد الظمآن: 1763، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في (حم): إسناده صحيح.
وقال الألباني في صحيح الموارد عقب الحديث: استبعدَ ابنُ كثير نزولها في عبد الله بن سلام ، لأنها مكية ، وابن سلام أسلم في المدينة!
قلت: لَا وجه لهذا الاستبعاد ، وذلك لوجوه:
الأول: مخالفته لهذا الحديث الصحيح ، وله شاهد عن سعد بن أبي وقاص قال:" مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ "، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الْآيَةَ ، أخرجه البخاري (3812) ومسلم (2483).
الثاني: أنه ليس هناك نصٌّ صريح على أن الْآية مكية، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكية. أ. هـ
(خ م حم)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ:(" مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه)(1)(أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، يَأكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ " ، قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ ، فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ ، فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا)(2)(قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} (3)) (4).
(1)(خ) 3601، (م) 147 - (2483)، (حم) 1453
(2)
(حم) 1458 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(3)
[الأحقاف/10]
(4)
(خ) 3601
(ت)، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ: أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ: أَجْلِسُونِي ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، وَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ "(1)
(1)(ت) 3804، (حم) 22157، (ن) 8253، انظر المشكاة: 6231، صحيح موارد الظمآن: 1904
(خ م)، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ (1) قَالَ:(كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ)(2)(فِي حَلَقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ (3) وَابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَدَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ رضي الله عنه) (4)(رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ ، فَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(5)(فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ، مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ (6) وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ، فَذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا ، وَسَطُهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ ، أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ ، وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ ، فَقِيلَ لِي: اصْعَدْ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ ، فَأَتَانِي وَصِيفٌ (7) فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَقَالَ: اصْعَدْ عَلَيْهِ ، فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ) (8)(فَكُنْتُ فِي أَعْلَاهَا ، فَقِيلَ لِي: اسْتَمْسِكْ ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ ، الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ ")(9)
(1) هُوَ بَصْرِيّ تَابِعِيّ ثِقَة كَبِيرٌ لَهُ إِدْرَاك، قَدِمَ الْمَدِينَة فِي خِلَافَة عُمَر، وَوَهِمَ مَنْ عَدَّهُ فِي الصَّحَابَة. فتح الباري (ج 19 / ص 493)
(2)
(خ) 3813
(3)
أَيْ: سعد بْن أَبِي وَقَّاص. فتح الباري (ج 19 / ص 493)
(4)
(خ) 7010
(5)
(خ) 3813 ، (م) 2484
(6)
أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ الْجَزْم ، وَلَمْ يُنْكِر أَصْل الْإِخْبَار بِأَنَّهُ مِنْ أَهْل الْجَنَّة، وَهَذَا شَأن الْمُرَاقِب الْخَائِف الْمُتَوَاضِع. فتح الباري (ج 19 / ص 493)
(7)
أَيْ: خادم.
(8)
(حم) 23838 ، (خ) 3813
(9)
(خ) 3813 ، (م) 2484
(ك)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ رضي الله عنه فِي السُّوقِ وَعَلَيْهِ حِزْمَةُ حَطَبٍ ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ ، وَقَدْ أَغْنَاكَ اللهُ عَنْ هَذَا؟ ، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَدْفَعَ بِهِ الْكِبْرَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ مِنْ كِبْرٍ "(1)
(1)(ك) 5757 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2910، إصلاح الساجد ص170