المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أم سليم رضي الله عنها - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٦

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

- ‌قُثَمَ بْنُ العَبَّاس رضي الله عنهما

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما

- ‌إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنَاقِبُ أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِين

- ‌مَنَاقِبُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنها

- ‌خَبَرُ الْجَوْنِيَّة

- ‌خاتمة

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرِين

- ‌مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رضي الله عنه

- ‌أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِ رضي الله عنه

- ‌صُهَيبُ بْنُ سِنَانٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رضي الله عنه

- ‌سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه

- ‌عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه

- ‌عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنه

- ‌الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه

- ‌عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه

- ‌أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيّ رضي الله عنه

- ‌بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌أَبُو أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه

- ‌جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيّ رضي الله عنه

- ‌شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ رضي الله عنه

- ‌خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

- ‌عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه

- ‌عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائيّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه

- ‌فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

- ‌أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرَات

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الْأَنْصَار

- ‌مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنه

- ‌جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رضي الله عنه

- ‌قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه

- ‌حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو الدَّحْدَاحِ رضي الله عنه

- ‌حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ رضي الله عنه

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رضي الله عنه

- ‌خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ رضي الله عنه

- ‌يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه

- ‌حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ رضي الله عنه

- ‌جُلَيْبِيبٌ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ رضي الله عنه

- ‌كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاك رضي الله عنه

- ‌رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ

- ‌أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها

- ‌أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الطُّلَقَاء

- ‌أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُخَضْرَمِين

- ‌مَنَاقِبُ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ أَهْلِ الْفَتْرَة

- ‌مَنَاقِبُ التَّابِعِين

- ‌مَنَاقِبُ الْقَبَائِل

- ‌فَضْلُ بَعْضِ الْأَمَاكِن

- ‌مَكَّةُ الْمُكَرَّمَة

- ‌الْمَسْجِدُ الْحَرَام

- ‌الْحَجَرُ الْأَسْوَد

- ‌مَاءُ زَمْزَم

- ‌فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَة

- ‌فَضْلُ الْمَوْتِ بِالْمَدِينَة وَالدَّفْنِ بِالبَقِيع

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ قُبَاء

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْفَتْح

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْخَيْف

- ‌فَضْلُ جَبَلِ أُحُد

- ‌فَضْلُ الشَّام

الفصل: ‌أم سليم رضي الله عنها

‌أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها

-

(س)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه أُمَّ سُلَيمٍ، فَقَالَتْ لَهُ: وَاللهِ مَا مِثلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ ، فَذَاكَ مَهْرِي ، وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ، فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا، قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، الْإِسْلَامَ، فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ. (1)

(1)(س) 3341، (حب) 7187، (عب) 10417، هداية الرواة: 3145

ص: 348

(حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَسَمِعْتُ خَشَفَةً (1) فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْخَشَفَةُ؟ ، فَقِيلَ: هَذِهِ الرُّمَيْصَاءُ (2) بِنْتُ مِلْحَانَ، أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ "(3)

(1) الْخَشْفَة: حَرَكَة الْمَشْي وَصَوْته. شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 211

(2)

قَالَ اِبْن عَبد الْبَرّ: أُمّ سُلَيْمٍ هِيَ: الرُّمَيْصَاء ، وَالْغُمَيْصَاء، وَالْمَشْهُور فِيهِ الْغَيْن وَأُخْتهَا أُمّ حَرَام: الرُّمَيْصَاء ، وَمَعْنَاهُمَا مُتَقَارِب، وَالرَّمْص وَالْغَمْص: قَذَى يَابِس وَغَيْر يَابِس يَكُون فِي أَطْرَاف الْعَيْن. شرح النووي- ج 8 / ص 211

(3)

(حم) 13538، (م) 105 - (2456)

ص: 349

(خ م حم حب)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:(كَانَ ابْنٌ لَأَبِي طَلْحَةَ)(1)(مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ رضي الله عنهما)(2)(يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ)(3)(فَقَالَتْ لَأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ)(4)(فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟)(5)(قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ)(6)(فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ)(7)(جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَةً ، فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا، ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ، أَكُنْتَ رَادَّهَا عَلَيْهِ؟ ، فَقَالَ: إِيْ وَاللهِ ، إِنِّي كُنْتُ لَرَادُّهَا عَلَيْهِ، قَالَتْ: طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ؟ ، قَالَ: طَيِّبَةً بِهَا نَفْسِي، قَالَتْ: فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ، ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثَهُ حَدِيثَ أُمِّ سُلَيْمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ)(8)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: " أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ (9)؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا ") (10) (قَالَ: فَحَمَلَتْ، " فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ - وَهِيَ مَعَهُ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ ، لَا يَطْرُقُهَا طُرُوقًا (11)" ، فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، " وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ، انْطَلِقْ، فَانْطَلَقَا ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ، لَا يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ، احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَادَفْتُهُ) (12) (" وَهْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ) (13)(فِي آذَانِهَا)(14)(فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، " فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِيسَمَ (15)" ، فَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، " وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ "، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا (16) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ) (17)(فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ)(18).

(1)(خ) 5153

(2)

(م) 107 - (2144)

(3)

(خ) 5153

(4)

(م) 107 - (2144)

(5)

(خ) 5153

(6)

(خ) 1239، (م) 23 - (2144)

(7)

(م) 107 - (2144)

(8)

(حب) 7187، (م) 107 - (2144)

(9)

التعريس: كناية عن الجماع.

(10)

(خ) 5153

(11)

أَيْ: لَا يَدْخُلُهَا فِي اللَّيْل. شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 213

(12)

(م) 107 - (2144)

(13)

(خ) 5486، (م) 109 - (2119)

(14)

(م) 111 - (2119)، (خ) 5222

(15)

الْمِيسَم: هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُوسَمُ بِهَا ، أَيْ: يُعَلَّمُ، وَهُوَ نَظِيرُ الْخَاتَمِ ، وَالْحِكْمَةُ فِيهِ تَمْيِيزُهَا، وَلِيَرُدَّهَا مَنْ أَخَذَهَا ، وَمَنْ اِلْتَقَطَهَا، وَلِيَعْرِفَهَا صَاحِبُهَا ، فَلَا يَشْتَرِيهَا إِذَا تَصَدَّقَ بِهَا مَثَلًا ، لِئَلَّا يَعُودَ فِي صَدَقَتِهِ. فتح الباري (ج5 ص 134)

(16)

أَيْ: يُحَرِّك لِسَانه لِيَتَتَبَّع مَا فِي فِيهِ مِنْ آثَار التَّمْر. شرح النووي (ج7 ص 269)

(17)

(م) 107 - (2144)، (خ) 5153، (د) 4951، (حم) 14097

(18)

(حم) 14097 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

ص: 350

(خ م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ)(1)(عَلَى أَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ)(2)(بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ أَزْوَاجِهِ)(3)(إِلَّا عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ (4) فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا" فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ) (5) (فَقَالَ: " إِنِّي أَرْحَمُهَا، قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي ") (6)

الشرح (7)

(1)(خ) 2689

(2)

(م) 2455

(3)

(خ) 2689

(4)

قَالَ اِبْن التِّينِ: يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ الدُّخُولَ عَلَى أُمِّ سَلِيم ، وَإِلَّا فَقَدَ دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا أُمِّ حَرَام. فتح الباري (ج8ص461)

(5)

(م) 2455

(6)

(خ) 2689

(7)

أَخُوهَا " حَرَام بْن مِلْحَانَ " ، وَسَتَأتِي قِصَّة قَتْلِهِ فِي غَزْوَةِ بِئْر مَعُونَة.

وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ " مَعِي " أَيْ: مَعَ عَسْكَرِي ، أَوْ عَلَى أَمْرِي ، وَفِي طَاعَتِي ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ بِئْر مَعُونَة ، وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِالذَّهَابِ إِلَيْهَا.

وَفي الحديثِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْبُرُ قَلْبَ أُمِّ سَلِيمٍ بِزِيَارَتِهَا ، وَيُعَلِّلُ ذَلِكَ بِأَنَّ أَخَاهَا قُتِلَ مَعَهُ ، فَفِيهِ أَنَّهُ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، وَذَلِكَ مِنْ حُسْنِ عَهْدِهِ صلى الله عليه وسلم.فتح الباري (ج8ص461)

ص: 351

(خ م د)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ")(1)(وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا ، وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ ، يُكْنَى: أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ (2) يَلْعَبُ بِهِ ، فَمَاتَ ، " فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا ، فَقَالَ: مَا شَأنُهُ؟ "، قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ") (3)

(1)(خ) 5850 ، (م) 30 - (2150)

(2)

هو طَائِر يُشْبِه الْعُصْفُور ، أَحْمَر الْمِنْقَار، وَقِيلَ: أَهْل الْمَدِينَة يُسَمُّونَهُ الْبُلْبُل. عون المعبود - (ج 11 / ص 2)

(3)

(د) 4969 ، (خ) 5850 ، (م) 30 - (2150) ، (ت) 333 ، (جة) 3720 ، (حم) 12980

ص: 352

(خ م س حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأتِي بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها)(1)(فَيَقِيلُ)(2)(عَلَى فِرَاشِهَا ، وَلَيْسَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي بَيْتِهَا، فَتَأتِي فَتَجِدُهُ نَائِمًا)(3)(قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا "، فَأُتِيَتْ ، فَقِيلَ لَهَا: " هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ "، فَجَاءَتْ " وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ)(4)(وَكَانَ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ عَرَقًا)(5)(إِذَا نَامَ ")(6)(قَالَ: فَفَتَحَتْ عَتِيدَهَا (7) فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ) (8)(بِقُطْنَةٍ)(9)(فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، " فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ)(10)(هَذَا عَرَقُكَ ، نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ)(11)(نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا)(12)(" فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(13)(وَقَالَ: أَصَبْتِ)(14)(وَدَعَا لَهَا بِدُعَاءٍ حَسَنٍ ")(15)(قَالَ: فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ (16) قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ، أَوْصَى أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ) (17).

(1)(حم) 13433، (م) 84 - (2331)

(2)

(خ) 5925

(3)

(حم) 13433، (م) 84 - (2331)

(4)

(م) 84 - (2331)

(5)

(حم) 13447 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

(6)

(حم) 13433 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(7)

العتيد: كالصُّنْدوق الصغير ، الذي تَتْرُك فيه المَرْأة ما يَعِزُّ عليها من مَتاعِها. النهاية ج 3 / ص 384

(8)

(حم) 13334 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(9)

(حم) 13433

(10)

(م) 84 - (2331)

(11)

(م) 83 - (2331)، (حم) 12419

(12)

(م) 84 - (2331)، (حم) 13334

(13)

(س) 5371

(14)

(م) 84 - (2331)، (حم) 13334

(15)

(حم) 13447 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

(16)

السُّكّ: طِيب مُرَكَّب، وَفِي النِّهَايَة: طِيب مَعْرُوف ، يُضَاف إِلَى غَيْره مِنْ الطِّيب وَيُسْتَعْمَل. فتح ج18 / ص 25

(17)

(خ) 5925

ص: 353