المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل المدينة المنورة - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٦

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

- ‌قُثَمَ بْنُ العَبَّاس رضي الله عنهما

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما

- ‌إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنَاقِبُ أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِين

- ‌مَنَاقِبُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنها

- ‌خَبَرُ الْجَوْنِيَّة

- ‌خاتمة

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرِين

- ‌مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رضي الله عنه

- ‌أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِ رضي الله عنه

- ‌صُهَيبُ بْنُ سِنَانٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رضي الله عنه

- ‌سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه

- ‌عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه

- ‌عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنه

- ‌الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه

- ‌عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه

- ‌أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيّ رضي الله عنه

- ‌بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌أَبُو أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه

- ‌جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيّ رضي الله عنه

- ‌شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ رضي الله عنه

- ‌خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

- ‌عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه

- ‌عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائيّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه

- ‌فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

- ‌أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرَات

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الْأَنْصَار

- ‌مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنه

- ‌جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رضي الله عنه

- ‌قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه

- ‌حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو الدَّحْدَاحِ رضي الله عنه

- ‌حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ رضي الله عنه

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رضي الله عنه

- ‌خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ رضي الله عنه

- ‌يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه

- ‌حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ رضي الله عنه

- ‌جُلَيْبِيبٌ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ رضي الله عنه

- ‌كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاك رضي الله عنه

- ‌رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ

- ‌أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها

- ‌أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الطُّلَقَاء

- ‌أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُخَضْرَمِين

- ‌مَنَاقِبُ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ أَهْلِ الْفَتْرَة

- ‌مَنَاقِبُ التَّابِعِين

- ‌مَنَاقِبُ الْقَبَائِل

- ‌فَضْلُ بَعْضِ الْأَمَاكِن

- ‌مَكَّةُ الْمُكَرَّمَة

- ‌الْمَسْجِدُ الْحَرَام

- ‌الْحَجَرُ الْأَسْوَد

- ‌مَاءُ زَمْزَم

- ‌فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَة

- ‌فَضْلُ الْمَوْتِ بِالْمَدِينَة وَالدَّفْنِ بِالبَقِيع

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ قُبَاء

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْفَتْح

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْخَيْف

- ‌فَضْلُ جَبَلِ أُحُد

- ‌فَضْلُ الشَّام

الفصل: ‌فضل المدينة المنورة

‌فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَة

(خ م)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ (1) تَأكُلُ الْقُرَى (2) يَقُولُونَ: يَثْرِبَ (3) وَهِيَ الْمَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ ، وفي رواية: (تَنْفِي الْخَبَثَ) (4) كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ (5) خَبَثَ (6) الْحَدِيدِ "(7)

(1) أَيْ: أَمَرَنِي رَبِّي بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا ، أَوْ سُكْنَاهَا. فتح الباري (ج 6 / ص 100)

(2)

أَيْ: تَغْلِبهُمْ ، وَكَنَّى بِالْأَكْلِ عَنْ الْغَلَبَة ، لِأَنَّ الْآكِل غَالِب عَلَى الْمَأكُول.

وَوَقَعَ فِي " مُوَطَّأ اِبْن وَهْب ": قُلْت لِمَالِك: مَا تَأكُل الْقُرَى؟ ، قَالَ: تَفْتَح الْقُرَى وَبَسَطَهُ اِبْن بَطَّال فَقَالَ: مَعْنَاهُ: يَفْتَح أَهْلهَا الْقُرَى ، فَيَأكُلُونَ أَمْوَالهمْ ، وَيَسْبُونَ ذَرَارِيّهمْ. فتح الباري (ج 6 / ص 100)

(3)

أَيْ: أَنَّ بَعْض الْمُنَافِقِينَ يُسَمِّيهَا يَثْرِب، وَاسْمهَا الَّذِي يَلِيق بِهَا الْمَدِينَة ، وَفَهِمَ بَعْض الْعُلَمَاء مِنْ هَذَا كَرَاهَة تَسْمِيَة الْمَدِينَة يَثْرِب ، وَقَالُوا: مَا وَقَعَ فِي الْقُرْآن إِنَّمَا هُوَ حِكَايَة عَنْ قَوْل غَيْر الْمُؤْمِنِينَ. فتح الباري (ج 6 / ص 100)

(4)

(حم) 8972، انظر الصَّحِيحَة: 3583 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(5)

الكِير: قِرْبَةٌ من جلد أو نحوه يستخدمها الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها.

(6)

الخبث: الأوساخ والشوائب.

(7)

(خ) 1772، (م) 488 - (1382)، (حم) 7231

ص: 462

(خ م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَبَايَعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ)(1)(فَجَاءَ مِنْ الْغَدِ مَحْمُومًا)(2)(إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَقِلْنِي بَيْعَتِي ، " فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي ، " فَأَبَى " ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي ، " فَأَبَى)(3)(فَسَأَلَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَقَالُوا: خَرَجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ ، تَنْفِي خَبَثَهَا ، وَتَنْصَعُ طَيِّبَهَا ")(4)

(1)(حم) 14339، (خ) 1784

(2)

(خ) 1784، (م) 489 - (1383)

(3)

(خ) 6785، (م) 489 - (1383)

(4)

(حم) 14323، (خ) 1784، (م) 489 - (1383)

ص: 463

(م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ "(1) وفي رواية: " سَمَّاهَا طَيْبَةَ "(2)

(1)(م) 491 - (1385)، (حم) 20916

(2)

(حم) 20937، صَحِيح الْجَامِع: 2603 ، وقال الأرنؤوط: إسناده حسن.

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تميم الداري أنه قال: " هذه طَيْبة ". (م) 119 - (2942)

ص: 464

(خ م)، وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُفْتَحُ الْيَمَنُ ، فَيَأتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ (1) فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الشَّامُ ، فَيَأتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ ، فَيَأتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(2)

(1) الْبَسُّ: سَوْق الْإِبِل ، تَقُول: بَسّ ، بَسّ ، عِنْد السَّوْق وَإِرَادَة السُّرْعَة.

وَقَالَ الدَّاوُدِيّ: مَعْنَاهُ: يَزْجُرُونَ دَوَابّهمْ ، فَيَبُسُّونَ مَا يَطَؤُونَهُ مِنْ الْأَرْض مِنْ شِدَّة السَّيْر، فَيَصِير غُبَارًا، قَالَ تَعَالَى (وَبُسَّتْ الْجِبَال بَسًّا) أَيْ: سَالَتْ سَيْلًا. فتح الباري

(2)

(م) 497 - (1388)، (خ) 1875، (حم) 21967

ص: 465

(م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" تُفْتَحُ الْبِلَادُ وَالْأَمْصَارُ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لِإِخْوَانِهِمْ:)(1)(الْخَيْرَ الْخَيْرَ)(2)(هَلُمُّوا إِلَى الرَّخَاءِ، هَلُمُّوا إِلَى الرَّخَاءِ)(3)(يَسْتَنْفِرُونَ عَشَائِرَهُمْ)(4)(وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ)(5)(لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَاغِبًا عَنْهَا)(6)(إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ)(7)(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأوَائِهَا (8) وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ) (9)(مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(10)(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهَا)(11)(كَالْكِيرِ، تُخْرِجُ الْخَبِيثَ، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ")(12)

(1)(حم) 8439

(2)

(حم) 9668

(3)

(م) 487 - (1381)

(4)

(حم) 9668

(5)

(م) 487 - (1381)، (حم) 9226

(6)

(حم) 9668

(7)

(م) 487 - (1381)، (حم) 9668

(8)

اللأواء: شدة الجوع، وتعذر الكسب.

(9)

(حم) 9668

(10)

(م) 484 - (1378)، (ت) 3924، (حم) 7853

(11)

(حم) 9668

(12)

(م) 487 - (1381)

ص: 466

(م ت)، وَعَنْ يُحَنَّسَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ:(كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الْفِتْنَةِ ، فَأَتَتْهُ مَوْلَاةٌ لَهُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، اشْتَدَّ عَلَيْنَا الزَّمَانُ)(1)(وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ: فَهَلَّا إِلَى الشَّامِ أَرْضِ الْمَنْشَرِ؟ ، اصْبِرِي لَكَاعِ (2) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَبَرَ عَلَى شِدَّتِهَا وَلَأوَائِهَا ، كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ") (3)

(1)(م) 482 - (1377)

(2)

يُقَالُ: اِمْرَأَةٌ لَكَاعِ ، وَرَجُلٌ لُكَعٌ ، بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْكَافِ، وَيُطْلَقُ ذَلِكَ عَلَى اللَّئِيمِ ، وَعَلَى الْعَبْدِ ، وَعَلَى الْغَبِيِّ الَّذِي لَا يَهْتَدِي لِكَلَامِ غَيْرِهِ. تحفة الأحوذي (ج 9 / ص 363)

(3)

(ت) 3918، (م) 483 - (1377)، (حم) 5935

ص: 467

(خ م حم)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ "(1)

وفي رواية: " أَذَابَهُ اللهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ "(2)

(1)(م) 494 - (1387)، (خ) 1778، (جة) 3114، (حم) 7741

(2)

(م) 460 - (1363)

ص: 468

(حم)، وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ:" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً ، يَدَعُهَا أَهْلُهَا كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ ، يَأتِيهَا الدَّجَّالُ ، فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا جَنَاحَيْهِ ، فلَا يَدْخُلُهَا "(1)

(1)(حم) 18997، (خد) 341، (ك) 8315، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد: 260

ص: 469

(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ)(1)(عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ ، مُذَلَّلَةً)(2)(مُرْطِبَةً، مُونِعَةً)(3)(لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يَعَنْي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ - وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ: رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ (4) يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ (5) بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا [وُحُوشًا (6)](7) حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (8) خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا ") (9)

(1)(حم) 9055 ، (م) 1389

(2)

(م) 1389

(3)

(حم) 9055 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح.

(4)

(مُزَيْنَة): قبيلة من قبائل العرب بالحجاز.

(5)

النَّعِيق: زَجْر الْغَنَم، يُقَال: نَعَقَ ، إِذَا صَاحَ بِالْغَنَمِ.

(6)

أَيْ: يَجِدَانِهَا كَثُرَتْ بها الْوَحْش لَمَّا خَلَتْ مِنْ سُكَّانهَا. فتح (ج6 ص104)

(7)

(حم) 7193 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(8)

(ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ): مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ ، سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا ، وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 407)

(9)

(خ) 1775 ، (م) 1389

ص: 470

(م)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ قَالَ:(أَصَابَنَا بِالْمَدِينَةِ جَهْدٌ وَشِدَّةٌ ، فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي كَثِيرُ الْعِيَالِ وَقَدْ أَصَابَتْنَا شِدَّةٌ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْقُلَ عِيَالِي إِلَى بَعْضِ الرِّيفِ (1) فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَا تَفْعَلْ ، الْزَمْ الْمَدِينَةَ ، فَإِنَّا خَرَجْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمْنَا عُسْفَانَ ، " فَأَقَامَ بِهَا لَيَالِيَ "، فَقَالَ النَّاسُ: وَاللهِ مَا نَحْنُ هَاهُنَا فِي شَيْءٍ ، وَإِنَّ عِيَالَنَا لَخُلُوفٌ (2) مَا نَأمَنُ عَلَيْهِمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِكُمْ؟ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنْ شِئْتُمْ لَآمُرَنَّ بِنَاقَتِي تُرْحَلُ ، ثُمَّ لَا أَحُلُّ لَهَا عُقْدَةً حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ (3) وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَمًا ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ ، حَرَامًا مَا بَيْنَ مَأزِمَيْهَا (4) أَنْ لَا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ ، وَلَا يُحْمَلَ فِيهَا سِلَاحٌ لِقِتَالٍ ، وَلَا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلَّا لِعَلْفٍ (5) اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا مِنْ الْمَدِينَةِ شِعْبٌ وَلَا نَقْبٌ ، إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا ، حَتَّى تَقْدَمُوا إِلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: ارْتَحِلُوا " ، فَارْتَحَلْنَا فَأَقْبَلْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَالَّذِي نَحْلِفُ بِهِ ، مَا وَضَعْنَا رِحَالَنَا حِينَ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ، حَتَّى أَغَارَ عَلَيْنَا بَنُو عَبْدِ اللهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَمَا يَهِيجُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ) (6) (قَالَ: فَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَجِدُ أَحَدَنَا فِي يَدِهِ الطَّيْرُ ، فَيَفُكُّهُ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ يُرْسِلُهُ) (7).

(1) الرِّيف: هُوَ الْأَرْض الَّتِي فِيهَا زَرْع وَخِصْب. شرح النووي (ج 5 / ص 39)

(2)

أَيْ: لَيْسَ عِنْدهمْ رِجَال وَلَا مَنْ يَحْمِيهِمْ. شرح النووي (ج 5 / ص 39)

(3)

مَعْنَاهُ: أُوَاصِل السَّيْر ، وَلَا أَحُلّ عَنْ رَاحِلَتِي عُقْدَة مِنْ عُقَد حِمْلهَا وَرَحْلهَا حَتَّى أَصِلَ الْمَدِينَة ، لِمُبَالَغَتِي فِي الْإِسْرَاع إِلَى الْمَدِينَة. النووي (ج 5 / ص 39)

(4)

(الْمَأزِم) هُوَ الْجَبَل، وَقِيلَ: الْمَضِيق بَيْن الْجَبَلَيْنِ وَنَحْوه، وَالْأَوَّل هُوَ الصَّوَاب هُنَا، وَمَعْنَاهُ: مَا بَيْن جَبَلَيْهَا. شرح النووي (ج 5 / ص 39)

(5)

(الْعَلَف) اسْم لِلْحَشِيشِ وَالتِّبْن وَالشَّعِير وَنَحْوهَا ، وَفِيهِ: جَوَاز أَخْذ أَوْرَاق الشَّجَر لِلْعَلْفِ، وَهُوَ الْمُرَاد هُنَا بِخِلَافِ خَبْط الْأَغْصَان وَقَطْعهَا؛ فَإِنَّهُ حَرَام. شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)

(6)

(م) 475 - (1374)، (حم) 1593

(7)

(م) 478 - (1374)

ص: 471

(خ م حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ)(1)(فَقَالَ: إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)(2)(ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ:)(3)(اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (4) وفي رواية: (مَا بَيْنَ جَبَلَيْها)(5) بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ) (6)(أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا)(7)(اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ)(8)(- يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ -)(9)(اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنْ الْبَرَكَةِ ")(10)

(1)(خ) 2736

(2)

(حم) 9013، (خ) 2736، (م) 462 - (1365)

(3)

(خ) 2732

(4)

قَالَ أَبُو مَرْوَانَ: لَابَتَيْهَا: حَرَّتَيْ الْمَدِينَةِ.

(5)

(م) 462 - (1365)، (حم) 12637

(6)

(خ) 2736، (م) 462 - (1365)، (حم) 13572

(7)

(م) 460 - (1363)، (حم) 1573

(8)

(م) 465 - (1368)، (خ) 6336، (حم) 13572

(9)

(خ) 2023

(10)

(خ) 1786، (م) 466 - (1369)، (حم) 12475

ص: 472

(خ م حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ " ، اشْتَكَى أَصْحَابُهُ)(1)(فَوُعِكَ (2) أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ) (3)(وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَاسْتَأذَنْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عِيَادَتِهِمْ ، " فَأَذِنَ لِي ")(4)(قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟)(5)(قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ، وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ)(6)(قَالَتْ: وَسَأَلْتُ عَامِرًا ، فَقَالَ: وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ، إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ ، قَالَتْ: وَسَأَلْتُ بِلَالًا)(7)(كَيْفَ تَجِدُكَ؟)(8)(فَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى، يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ (9) يَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ (10) وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ (11)

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ (12)

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ (13)

ثُمَ قَالَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ) (14) (قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ ، أَوْ أَشَدَّ) (15) (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ") (16)(قَالَتْ: فَكَانَ الْمَوْلُودُ يُولَدُ بِالْجُحْفَةِ، فَمَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ حَتَّى تَصْرَعَهُ الْحُمَّى)(17)(وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ، قَالَتْ: وَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا، تَعْنِي: مَاءً آجِنًا (18)) (19).

(1)(حم) 25898 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

(2)

أَيْ: أَصَابَهُم الْوَعْك وَهِيَ الْحُمَّى. فتح الباري (ج 11 / ص 254)

(3)

(خ) 1790

(4)

(حم) 25898

(5)

(خ) 3711

(6)

(خ) 1790

(7)

(حم) 25898

(8)

(خ) 3711

(9)

قَالَ الْأَصْمَعِيّ: أَصْله أَنَّ رَجُلًا اِنْعَقَرَتْ رِجْله، فَرَفَعَهَا عَلَى الْأُخْرَى وَجَعَلَ يَصِيح ، فَصَارَ كُلّ مَنْ رَفَعَ صَوْته يُقَال: رَفَعَ عَقِيرَته، وَإِنْ لَمْ يَرْفَع رِجْله. فتح الباري (ج 11 / ص 254)

(10)

أَيْ: بِوَادِي مَكَّة. فتح الباري (ج 11 / ص 254)

(11)

الجَليل: نَبْت ضَعِيف ، يُحْشَى بِهِ خِصَاص الْبُيُوت وَغَيْرهَا. فتح (ج11ص254)

(12)

مَوْضِع عَلَى أَمْيَال مِنْ مَكّه ، وَكَانَ بِهِ سُوق. فتح الباري (ج 11 / ص 254)

(13)

جَبَلَانِ بِقُرْبِ مَكَّة. فتح الباري (ج 11 / ص 254)

(14)

(خ) 1790، (حم) 24576

(15)

(خ) 3711

(16)

(خ) 1790، (م) 480 - (1376)، (حم) 25898

(17)

(حم) 26283 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(18)

أي: متغيرًا.

(19)

(خ) 1790

ص: 473

(خ)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ (1) وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا "(2)

(1) يُقَالُ وَضَعَ الْبَعِيرُ ، أَيْ: أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ ، وَأَوْضَعَهُ رَاكِبُهُ ، أَيْ: حَمَلَهُ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعِ. تحفة الأحوذي (ج8 ص337)

(2)

(خ) 1787، (ت) 3441، (حم) 12640

ص: 474

(حم)، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَدِمَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَقِيلَ لِجَابِرٍ: لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ ، فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ ، فَنُكِّبَ ، فَقَالَ: تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ابْنَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا: يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ مَاتَ؟ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ "(1)

وفي رواية: "مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللهُ ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(2)

(1)(حم) 14860 ، (ش) 33094 ، صَحِيح الْجَامِع: 5978، والصَّحِيحَة: 2304 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.

(2)

(حم) 16606 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5977 ، والصَّحِيحَة: 2671 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

ص: 475

(طس)، وَعَنْ السَّائِبِ بن خَلادٍ (1) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَأَخَافَهُمْ فَأَخِفْهُ ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(2)

(1) هو: السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة الأنصاري الخزرجي، أبو سهلة المدني ، صحابي ، الوفاة: 71 هـ روى له: د ت س جة.

(2)

(طس) 3589 ، انظر الصَّحِيحَة: 351 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1214

ص: 476