المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقب عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٦

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

- ‌قُثَمَ بْنُ العَبَّاس رضي الله عنهما

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما

- ‌إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنَاقِبُ أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِين

- ‌مَنَاقِبُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنها

- ‌خَبَرُ الْجَوْنِيَّة

- ‌خاتمة

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرِين

- ‌مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رضي الله عنه

- ‌أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِ رضي الله عنه

- ‌صُهَيبُ بْنُ سِنَانٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رضي الله عنه

- ‌سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه

- ‌عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رضي الله عنه

- ‌عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنه

- ‌الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه

- ‌عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه

- ‌أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

- ‌سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيّ رضي الله عنه

- ‌بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌أَبُو أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه

- ‌جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيّ رضي الله عنه

- ‌شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ رضي الله عنه

- ‌صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ رضي الله عنه

- ‌خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه

- ‌عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه

- ‌عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائيّ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه

- ‌فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

- ‌أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها

- ‌طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرَات

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما

- ‌أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الْأَنْصَار

- ‌مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه

- ‌زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنه

- ‌جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رضي الله عنه

- ‌قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه

- ‌حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو الدَّحْدَاحِ رضي الله عنه

- ‌حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيكٍ رضي الله عنه

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رضي الله عنه

- ‌خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه

- ‌عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رضي الله عنه

- ‌أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ رضي الله عنه

- ‌يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رضي الله عنه

- ‌عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه

- ‌حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ رضي الله عنه

- ‌أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ رضي الله عنه

- ‌جُلَيْبِيبٌ رضي الله عنه

- ‌سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ رضي الله عنه

- ‌كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه

- ‌ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاك رضي الله عنه

- ‌رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ

- ‌أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها

- ‌أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها

- ‌مَنَاقِبُ الطُّلَقَاء

- ‌أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه

- ‌مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه

- ‌مَنَاقِبُ الْمُخَضْرَمِين

- ‌مَنَاقِبُ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ أَهْلِ الْفَتْرَة

- ‌مَنَاقِبُ التَّابِعِين

- ‌مَنَاقِبُ الْقَبَائِل

- ‌فَضْلُ بَعْضِ الْأَمَاكِن

- ‌مَكَّةُ الْمُكَرَّمَة

- ‌الْمَسْجِدُ الْحَرَام

- ‌الْحَجَرُ الْأَسْوَد

- ‌مَاءُ زَمْزَم

- ‌فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَة

- ‌فَضْلُ الْمَوْتِ بِالْمَدِينَة وَالدَّفْنِ بِالبَقِيع

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ قُبَاء

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْفَتْح

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ

- ‌فَضْلُ مَسْجِدِ الْخَيْف

- ‌فَضْلُ جَبَلِ أُحُد

- ‌فَضْلُ الشَّام

الفصل: ‌مناقب عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

‌مَنَاقِبُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنها

-

(خ م)، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ (1) عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ (2) "(3)

(1) الثريد: الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المُفَتَّت مع المرق ، وأحيانا يكون من غير اللحم.

(2)

فيه دليل على فضل الثريد على غيره من الأطعمة. انظر مختصر الشمائل: 148

(3)

(خ) 3230، (م) 70 - (2431)، (ت) 1834، (س) 3947

ص: 57

(خ م ت)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ)(1)(قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ)(2)(ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ)(3)(يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ (4)) (5) وفي رواية: (أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)(6)(فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ)(7) وفي رواية: (فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ)(8)(فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ ")(9)

(1)(خ) 3682

(2)

(خ) 6610

(3)

(م) 79 - (2438)

(4)

أَيْ: في قِطْعة من جَيِّد الحرير ، أَيْ: يُرِيه صُورَتهَا. فتح - ج 11 / ص 226

(5)

(خ) 4790

(6)

(ت) 3880، (خ) 4790، الصَّحِيحَة تحت حديث: 3987، المشكاة: 6182

(7)

(خ) 3682

(8)

(م) 79 - (2438)

(9)

(خ) 3682، (م) 79 - (2438)، (حم) 24188

ص: 58

(خ)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:" خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ "، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ ، فَقَالَ:" أَنْتَ أَخِي فِي دِينِ اللهِ وَكِتَابِهِ ، وَهِيَ لِي حَلَالٌ "(1)

(1)(خ) 5081، وقال الألباني في الإرواء 1818: وهو إن كان ظاهره الإرسال فهو في حكم الموصول ، لأنه من رواية عروة في قصة وقعت لخالته عائشة وجده لأمه أبي بكر ، فالظاهر أنه حمل ذلك عن خالته عائشة عن أمه أسماء بنت أبي بكر. أ. هـ

ص: 59

(خ)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ ، " فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا (1) "(2)

(1) قال الحافظ في الفتح: هَذَا صُورَته مُرْسَل، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ رِوَايَة عُرْوَة مَعَ كَثْرَة خِبْرَته بِأَحْوَالِ عَائِشَة ، يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ حَمَلَهُ عَنْهَا.

(2)

(خ) 5158 ، (م) 71 - (1422) ، (س) 3258 ، (حم) 24198

ص: 60

(جة)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:" تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً "(1)

(1)(جة) 1877

ص: 61

(خ م س حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُول اللهِ أَلَا تَزَوَّجُ؟، قَالَ: " مَنْ " ، قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا ، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قَالَ: " فَمَنْ الْبِكْرُ؟ " ، قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْكَ، عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " وَمَنْ الثَّيِّبُ؟ " ، قَالَتْ: سَوْدَةُ ابْنَةُ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ، قَالَ: " فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ " ، فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ، مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟، قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟ ، قَالَتْ: " أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ "، قَالَتْ: انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأتِيَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ ، قَالَتْ: " أَرْسَلَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ " ، قَالَ: وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ؟، إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ، فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ: أَنَا أَخُوكَ، وَأَنْتَ أَخِي فِي الْإِسْلَامِ، وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي " ، فَرَجَعَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: انْتَظِرِي، وَخَرَجَ، فَقَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ، فَوَاللهِ مَا وَعَدَ مَوْعِدًا قَطُّ فَأَخْلَفَهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ ، لَعَلَّكَ مُصْبٍ صَاحِبَنَا (1) مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ؟، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَقَوْلَ هَذِهِ تَقُولُ؟ ، فَقَالَ: إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ، فَرَجَعَ فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَتْهُ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ خَرَجَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ: مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكِ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، قَالَتْ: مَا ذَاكَ؟، قَالَتْ:" أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ "، قَالَتْ: وَدِدْتُ، ادْخُلِي إِلَى أَبِي فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ - وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَهُ السِّنُّ ، وَتَخَلَّفَ عَنْ الْحَجِّ - فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَحَيَّتْهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ ، فَقَالَتْ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، قَالَ: فَمَا شَأنُكِ؟، قَالَتْ: أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ، قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ؟ قَالَتْ: تُحِبُّ ذَاكَ، قَالَ: ادْعِهَا لِي، فَدَعَيْتُهَا، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ، وَهُوَ كُفْءٌ كَرِيمٌ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ؟، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: ادْعِيهِ لِي، " فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ " ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنْ الْحَجِّ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي رَأسِهِ التُّرَابَ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: لَعَمْرُكَ إِنِّي لَسَفِيهٌ (2) يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأسِي التُّرَابَ " أَنْ تَزَوَّجَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ "، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ) (3)(فَوُعِكْتُ (4) فَتَمَرَّقَ شَعَرِي (5) فَوَفَى جُمَيْمَةً (6)) (7)(قَالَتْ: " فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَنَا "، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ - وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عِذْقَيْنِ)(8)(وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي - فَصَرَخَتْ بِي، فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ (9) حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ (10) فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ) (11)(فَغَسَلْنَ رَأسِي)(12)(وَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأنِي)(13)(ثُمَّ دَخَلَتْ بِي، " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا "، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ ، ثُمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ ، فَبَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِمْ وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ، فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَخَرَجُوا، " وَبَنَى بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا "، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ ، وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه بِجَفْنَةٍ كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ)(14)(أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ (15)) (16) وفي رواية: (وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ ، وَلُعَبُهَا مَعَهَا)(17)(وَمَكَثَتُ عِنْدَهُ تِسْعًا)(18)(وَمَاتَ عَنِّي وَأَنَا بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ)(19).

(1) أَيْ: فاتنه عن دينه.

(2)

السَّفَه: الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له، والسفيه: الجاهلُ.

(3)

(حم) 25810 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

(4)

أَيْ: أصابتها الحُمّى.

(5)

(تَمَرَّقَ) أَيْ: انْتُتِفَ. فتح الباري ج 11 / ص 225

(6)

قَوْلها: فَوَفَى أَي: كَثُرَ، وَفِي الْكَلَام حَذْف تَقْدِيره " ثُمَّ فَصَلْتُ مِنْ الْوَعْك فَتَرَبَّى شَعْرِي فَكَثُرَ، وَقَوْلهَا " جُمَيْمَة ": هِيَ مُجْتَمَع شَعْر النَّاصِيَة، وَيُقَال لِلشَّعْرِ إِذَا سَقَطَ عَنْ الْمَنْكِبَيْنِ: جُمَّة، وَإِذَا كَانَ إِلَى شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ: وَفْرَة. فتح (11/ 225)

(7)

(خ) 3681، (م) 69 - (1422)

(8)

(حم) 25810

(9)

أَيْ: أَتَنَفَّس تَنَفُّسًا عَالِيًا. فتح الباري ج 11 / ص 225

(10)

أَيْ: عَلَى خَيْر حَظّ وَنَصِيب. فتح الباري ج 11 / ص 225

(11)

(خ) 3681، (م) 69 - (1422)، (د) 4933

(12)

(م) 69 - (1422)

(13)

(خ) 3681

(14)

(حم) 25810، (خ) 3681، (م) 69 - (1422)

(15)

أَيْ: اللُّعَب.

(16)

(س) 3378

(17)

(م) 71 - (1422)

(18)

(خ) 4840، (س) 3257

(19)

(م) 71 - (1422)، (س) 3258

ص: 62

(حم)، وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها قَالَتْ:(كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ الَّتِي هَيَّأَتْهَا وَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعِيَ نِسْوَةٌ ، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرًى (1) إِلَّا قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ ، قَالَتْ:" فَشَرِبَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ " فَاسْتَحْيَتْ الْجَارِيَةُ) (2)(فَخَفَضَتْ رَأسَهَا)(3)(فَقُلْنَا لَهَا: لَا تَرُدِّي يَدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُذِي مِنْهُ ، فَأَخَذَتْهُ عَلَى حَيَاءٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ)(4)(شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَعْطِي)(5)(صَوَاحِبَكِ " ، فَقُلْنَا: لَا نَشْتَهِيهِ ، فَقَالَ: " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا ")(6)

(1) القِرى: ما يُقَدَّم للضيف.

(2)

(حم) 27511

(3)

(حم) 27632

(4)

(حم) 27511

(5)

(حم) 27632

(6)

(حم) 27511 ، (جة) 3298، صححه الألباني في آداب الزفاف ص18، هداية الرواة: 4185

ص: 63

(حب)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" اسْتَعْذَرَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه مِنِّي، وَلَمْ يَظُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنَالَنِي بِالَّذِي نَالَنِي "، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَلَطَمَنِي ، وَصَكَّ فِي صَدْرِي، " فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَنَا بِمُسْتَعْذِرِكَ مِنْهَا بَعْدَهَا أَبَدًا " (2)

(1) اسْتَعْذَرَ أَيْ: طَلَبَ مَنْ يَعْذِرُهُ مِنْهُ، أَيْ: يُنْصِفُهُ. فتح الباري (ج13 / ص 260)

(2)

(حب) 4185، انظر الصَّحِيحَة: 2900

ص: 64

(حم)، وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَأذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثا - فَاسْتَأذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، " فَأَذِنَ لَهُ " ، فَدَخَلَ فَتَنَاوَلَهَا ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ ، أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، " فَحَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا " ، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ، " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَرَضَّاهَا ، يَقُولُ لَهَا: أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأذَنَ عَلَيْهِ ، " فَأَذِنَ لَهُ " ، فَدَخَلَ ، " فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا "، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا. (1)

(1)(حم) 18418، انظر الصَّحِيحَة: 2901 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح

ص: 65

(خ م حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ (1) انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي) (2)(اسْتَعَرَتُهُ مِنْ أَسْمَاءَ)(3)(" فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ (4)"، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟، أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ " - وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ - " ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ) (5) (وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ؟) (6) (فِي كُلِّ سَفَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْكِ عَنَاءٌ وَبَلَاءٌ) (7) (وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي) (8) (فَأَوْجَعَنِي (9)) (10) (فلَا يَمْنَعُنِي مِنْ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ، وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ، وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ ، أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ، أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ، فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ، فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ، فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ، وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (11) فَتَيَمَّمُوا) (12)(فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه لِعَائِشَةَ: جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا ، فَوَاللهِ)(13)(مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ (14)) (15)(مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ)(16)(قَطُّ ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا ، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ)(17)(خَيْرًا)(18)(قَالَتْ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ ")(19)

(1) الْبَيْدَاء: هُوَ الشَّرَف الَّذِي قُدَّام ذِي الْحُلَيْفَة فِي طَرِيق مَكَّة ، لحَدِيث اِبْن عُمَر قَالَ:" بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ فِيهَا، مَا أَهَلَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا مِنْ عِنْد الْمَسْجِد" فتح الباري - (ج 2 / ص 23)

(2)

(خ) 327

(3)

(خ) 329

(4)

أَيْ: لِأَجْلِ طَلَبه. فتح الباري - (ج 2 / ص 23)

(5)

(خ) 327

(6)

(خ) 4332

(7)

(حم) 26384 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

(8)

(خ) 327

(9)

فِيهِ تَأدِيب الرَّجُل اِبْنَته وَلَوْ كَانَتْ مُزَوَّجَة كَبِيرَة خَارِجَة عَنْ بَيْته. فتح (2/ 23)

(10)

(خ) 4332

(11)

[المائدة/6]

(12)

(خ) 327

(13)

(خ) 329

(14)

أَيْ: بَلْ هِيَ مَسْبُوقَة بِغَيْرِهَا مِنْ الْبَرَكَات. فتح الباري (ج 2 / ص 23)

(15)

(خ) 327

(16)

(خ) 329

(17)

(خ) 3562

(18)

(خ) 329

(19)

(خ) 327 ، (م) 108 - (367) ، (س) 323 ، (د) 317

ص: 66

(خ م) ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ "، فَطَارَتْ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعًا، " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ ، سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا "، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي ، وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ؟ ، فَتَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ؟ ، قَالَتْ: بَلَى، فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، " فَجَاءَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ سَارَ مَعَهَا حَتَّى نَزَلُوا "، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ ، فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ وَتَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي، رَسُولُكَ، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا (1). (2)

(1) هَذَا الَّذِي فَعَلَتْهُ وَقَالَتْهُ ، حَمَلَهَا عَلَيْهِ فَرْط الْغَيْرَة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ أَمْر الْغَيْرَة مَعْفُوّ عَنْهُ. شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 195)

(2)

(م) 88 - (2445)، (خ) 4913

ص: 67

(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَ يَوْمًا: " يَا عَائِشُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ "، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى - تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم - " (1)

(1)(خ) 3557، (م) 90 - (2447)، (ت) 2693، (س) 3953

ص: 68

(حب)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ "(1)

(1)(حب) 7111، (ك) 6738، انظر الصَّحِيحَة: 2254

ص: 69

(حب)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ رضي الله عنها "، قَالَتْ: فَتَكَلَّمْتُ أَنَا، فَقَالُ:" أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى وَاللهِ ، قَالَ:" فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "(1)

(1)(حب) 7095، (ك) 6729، انظر الصَّحِيحَة: 2255، 3011

ص: 70

(خ)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ رضي الله عنهم إِلَى الْبَصْرَةِ (1) بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ (2) فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ (3): إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَوَاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّ اللهَ تبارك وتعالى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ. (4)

الشرح (5)

(1) أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق كُلَيْب الْجَرْمِيّ قَالَ: رَأَيْت فِي زَمَن عُثْمَان أَنَّ رَجُلًا أَمِيرًا مَرِضَ وَعِنْدَ رَأسه اِمْرَأَة وَالنَّاس يُرِيدُونَهُ ، فَلَوْ نَهَتْهُمْ الْمَرْأَة لَانْتَهَوْا ، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَفْعَل فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ غَزَوْت تِلْكَ السَّنَة ، فَبَلَغَنَا قَتْل عُثْمَان، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزَاتنَا وَانْتَهَيْنَا إِلَى الْبَصْرَة قِيلَ لَنَا: هَذَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة ، فَتَعَجَّبَ النَّاس وَسَأَلُوهُمْ عَنْ سَبَب مَسِيرهمْ ، فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ خَرَجُوا غَضَبًا لِعُثْمَانَ ، وَتَوْبَةً مِمَّا صَنَعُوا مِنْ خِذْلَانه ، وَقَالَتْ عَائِشَة: غَضِبْنَا لَكُمْ عَلَى عُثْمَان فِي ثَلَاث: إِمَارَة الْفَتَى ، وَضَرْب السَّوْط وَالْعَصَا ، فَمَا أَنْصَفْنَاهُ إِنْ لَمْ نَغْضَب لَهُ فِي ثَلَاث: حُرْمَة الدَّم وَالشَّهْر وَالْبَلَد ، قَالَ: فَسِرْت أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي إِلَى عَلِيّ وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَسَأَلْنَاهُ ، فَقَالَ: عَدَا النَّاسُ عَلَى هَذَا الرَّجُل فَقَتَلُوهُ وَأَنَا مُعْتَزِل عَنْهُمْ ، ثُمَّ وَلَّوْنِي وَلَوْلَا الْخَشْيَة عَلَى الدِّين لَمْ أُجِبْهُمْ، ثُمَّ اِسْتَأذَنَنِي الزُّبَيْر وَطَلْحَة فِي الْعُمْرَة ، فَأَخَذْت عَلَيْهِمَا الْعُهُود وَأَذِنْت لَهُمَا ، فَعَرَّضَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ لِمَا لَا يَصْلُح لَهَا ، فَبَلَغَنِي أَمْرهمْ فَخَشِيت أَنْ يَنْفَتِق فِي الْإِسْلَام فَتْق فَأَتْبَعْتهمْ، فَقَالَ أَصْحَابه: وَالله مَا نُرِيد قِتَالهمْ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا، وَمَا خَرَجْنَا إِلَّا لِلْإِصْلَاحِ ، فَذَكَرَ الْقِصَّة ، وَفِيهَا أَنَّ أَوَّل مَا وَقَعَتْ الْحَرْب أَنَّ صِبْيَان الْعَسْكَرَيْنِ تَسَابُّوا ثُمَّ تَرَامَوْا ، ثُمَّ تَبِعَهُمْ الْعَبِيد ، ثُمَّ السُّفَهَاء ، فَنَشِبَتْ الْحَرْب ، وَكَانُوا خَنْدَقُوا عَلَى الْبَصْرَة ، فَقُتِلَ قَوْم وَجُرِحَ آخَرُونَ، وَغَلَبَ أَصْحَاب عَلِيّ ، وَنَادَى مُنَادِيه: لَا تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا ، وَلَا تُجْهِزُوا جَرِيحًا ، وَلَا تَدْخُلُوا دَار أَحَد، ثُمَّ جَمَعَ النَّاس وَبَايَعَهُمْ ، وَاسْتَعْمَلَ اِبْن عَبَّاس عَلَى الْبَصْرَة وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَة.

وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ جَيِّد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى قَالَ: اِنْتَهَى عَبْد الله بْن بُدَيْل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيُّ إِلَى عَائِشَة يَوْمَ الْجَمَل وَهِيَ فِي الْهَوْدَج ، فَقَالَ: يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَتَيْتُك عِنْدَمَا قُتِلَ عُثْمَان فَقُلْتُ: مَا تَأمُرِينِي، فَقُلْتِ اِلْزَمْ عَلِيًّا؟ ، فَسَكَتَتْ ، فَقَالَ: اِعْقِرُوا الْجَمَل ، فَعَقَرُوهُ، فَنَزَلْت أَنَا وَأَخُوهَا مُحَمَّد فَاحْتَمَلْنَا هَوْدَجهَا فَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيّ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُدْخِلَتْ بَيْتًا ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ فَكَفَّ يَده حَتَّى بَدَءُوهُ بِالْقِتَالِ ، فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ الظُّهْر ، فَمَا غَرَبَتْ الشَّمْس وَحَوْلَ الْجَمَل أَحَدٌ، فَقَالَ عَلِيّ: لَا تُتَمِّمُوا جَرِيحًا وَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابه وَأَلْقَى سِلَاحه فَهُوَ آمِن. فتح الباري (20/ 108)

(2)

ذَكَرَ عُمَر بْن شَبَّة وَالطَّبَرِيُّ سَبَب ذَلِكَ بِسَنَدِهِمَا إِلَى اِبْن أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ عَلِيّ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى عَلَى إِمْرَة الْكُوفَة، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ الْمَدِينَة أَرْسَلَ هَاشِم بْن عُتْبَةَ بْن أَبِي وَقَّاص إِلَيْهِ أَنْ أَنْهِضْ مَنْ قِبَلَك مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَكُنْ مِنْ أَعْوَانِي عَلَى الْحَقّ فَاسْتَشَارَ أَبُو مُوسَى السَّائِب بْن مَالِك الْأَشْعَرِيّ ، فَقَالَ: اِتَّبِعْ مَا أَمَرَك بِهِ، قَالَ: إِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ، وَأَخَذَ فِي تَخْذِيل النَّاس عَنْ النُّهُوض، فَكَتَبَ هَاشِم إِلَى عَلِيّ بِذَلِكَ ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ عَقْل بْن خَلِيفَة الطَّائِيّ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِر وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ يَسْتَنْفِرَانِ النَّاس، وَأَمَّرَ قَرَظَة بْن كَعْب عَلَى الْكُوفَة، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابه عَلَى أَبِي مُوسَى اِعْتَزَلَ ، وَدَخَلَ الْحَسَنُ وَعَمَّار الْمَسْجِد ، وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ: أَقْبَلَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر حَتَّى نَزَلَا الْبَصْرَة ، فَقَبَضَا عَلَى عَامِل عَلِيّ عَلَيْهَا اِبْن حَنِيف، وَأَقْبَلَ عَلِيّ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَار، فَأَرْسَلَ عَبْد الله بْن عَبَّاس إِلَى الْكُوفَة فَأَبْطَأُوا عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَمَّارًا فَخَرَجُوا إِلَيْهِ. فتح الباري (ج 20 / ص 108)

(3)

وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ: " فَقَالَ عَمَّار: إِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ لِنَسْتَنْفِركُمْ، فَإِنَّ أُمَّنَا قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَة "، وَعِنْدَ عُمَر بْن شَبَّة:" فَكَانَ عَمَّار يَخْطُب وَالْحَسَن سَاكِت " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي لَيْلَى فِي الْقِصَّة الْمَذْكُورَة: " فَقَالَ الْحَسَن: إِنَّ عَلِيًّا يَقُول إِنِّي أُذَكِّر الله رَجُلًا رَعَى للهِ حَقًّا إِلَّا نَفَرَ، فَإِنْ كُنْت مَظْلُومًا أَعَانَنِي وَإِنْ كُنْت ظَالِمًا أَخْذَلَنِي، وَالله إِنَّ طَلْحَة وَالزُّبَيْر لَأَوَّل مَنْ بَايَعَنِي ثُمَّ نَكَثَا، وَلَمْ أَسْتَأثِر بِمَالٍ وَلَا بَدَّلْت حُكْمًا " قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْف رَجُل. فتح الباري (ج 20 / ص 108)

(4)

(خ) 6687 ، (ت) 3889

(5)

وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: " وَوَاللهِ إِنِّي لَأَقُول لَكُمْ هَذَا ، وَوَاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَة نَبِيّكُمْ " زَادَ عُمَر بْن شَبَّة فِي رِوَايَته: " وَأَنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ وَهُوَ بِذِي قَار " ، وَمُرَاد عَمَّار بِذَلِكَ أَنَّ الصَّوَاب فِي تِلْكَ الْقِصَّة كَانَ مَعَ عَلِيّ ، وَأَنَّ عَائِشَة مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَخْرُج بِذَلِكَ عَنْ الْإِسْلَام ، وَلَا أَنْ تَكُون زَوْجَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّة ، فَكَانَ ذَلِكَ يُعَدُّ مِنْ إِنْصَاف عَمَّار وَشِدَّة وَرَعه وَتَحَرِّيه قَوْل الْحَقّ.

وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَبِي يَزِيد الْمَدِينِيّ قَالَ: " قَالَ عَمَّار بْن يَاسِر لِعَائِشَةَ لَمَّا فَرَغُوا مِنْ الْجَمَل: مَا أَبْعَدَ هَذَا الْمَسِير مِنْ الْعَهْد الَّذِي عُهِدَ إِلَيْكُمْ " يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى (وَقَرْن فِي بُيُوتكُنَّ)، فَقَالَتْ: أَبُو الْيَقْظَان؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَتْ: وَالله إِنَّك مَا عَلِمْتُ لَقَوَّالٌ بِالْحَقِّ ، قَالَ: الْحَمْد للهِ الَّذِي قَضَى لِي عَلَى لِسَانك ، وَقَوْله " لِيَعْلَم إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ " ، الْمُرَاد إِظْهَار الْمَعْلُوم ، كَمَا فِي نَظَائِره. فتح الباري (ج 20 / ص 108)

ص: 71

(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى "، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟، فَقَالَ:" أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً ، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ "، فَقُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ " (1)

(1)(خ) 4930، (م) 80 - (2439)، (حم) 24363

ص: 72

(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرَةً لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟، قَالَ:" فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا " ، تَعْنِي " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا "(1)

(1)(خ) 4789

ص: 73

(خ م)، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ، قَالَ:" عَائِشَةُ "، قُلْتُ: فَمِنْ الرِّجَالِ؟ ، قَالَ:" أَبُوهَا "(1)

(1)(خ) 4100 ، (م) 8 - (2384)

ص: 74

(خ م س جة) ، وَعَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(إنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ حِزْبَيْنِ: فَحِزْبٌ فِيهِ عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَصَفِيَّةُ، وَسَوْدَةُ، وَالْحِزْبُ الْآخَرُ: أُمُّ سَلَمَةَ، وَسَائِرُ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَهَا ، حَتَّى " إِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ " ، بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ)(1)(يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم)(2)(قَالَتْ: فَاجْتَمَعَ)(3)(حِزْبُ أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقُلْنَ لَهَا:)(4)(يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، وَاللهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ)(5)(فَكَلِّمِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ النَّاسَ ، فَيَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً ، فَلْيُهْدِهِ إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ مِنْ بُيُوتِ نِسَائِهِ " فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِمَا قُلْنَ، " فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا "، فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ: " مَا قَالَ لِي شَيْئًا "، فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِيهِ، قَالَتْ: فَكَلَّمَتْهُ " حِينَ دَارَ إِلَيْهَا " أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا "، فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ: " مَا قَالَ لِي شَيْئًا "، فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ، " فَدَارَ إِلَيْهَا " ، فَكَلَّمَتْهُ)(6)(فَقَالَ لَهَا: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا ")(7)(فَقَالَتْ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَتْ: ثُمَّ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَعَوْنَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(8)(فَأَرْسَلْنَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَتْ عَلَيْهِ " - وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي (9) - فَأَذِنَ لَهَا "، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ ، يَنْشُدْنَكَ اللهَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ (10) - وَأَنَا سَاكِتَةٌ - فَقَالَ لَهَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيْ بُنَيَّةُ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ " ، قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: " فَأَحِبِّي هَذِهِ " ، قَالَتْ: فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِي قَالَتْ ، وَبِالَّذِي قَالَ لَهَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَ لَهَا: مَا نَرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ، فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولِي لَهُ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ) (11) (فَأَبَتْ فَاطِمَةُ أَنْ تَرْجِعَ) (12) (- وَكَانَتْ ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا -) (13) (فَقَالَتْ: وَاللهِ لَا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي (14) مِنْهُنَّ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ، وَأَتْقَى للهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى ، مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حِدَّةٍ ، كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ (15) - قَالَتْ: فَاسْتَأذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " - وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعِي فِي مِرْطِي عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا - فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ") (16) وفي رواية: (قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى) (17) (فَأَغْلَظَتْ، وَقَالَتْ: إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا ، وَقَالَتْ:) (18) (أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا (19)؟، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ) (20) (فَاسْتَطَالَتْ عَلَيَّ) (21) (تَشْتِمُنِي) (22) (قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا) (23) (وَأَنَا قَاعِدَةٌ أَرْقُبُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ، هَلْ يَأذَنُ لِي) (24) (أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا؟) (25) (" حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ؟) (26)(حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دُونَكِ فَانْتَصِرِي " ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا)(27)(فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا)(28)(حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا ، مَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا (29) قَالَتْ: " فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ) (30) (فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَائِشَةَ وَتَبَسَّمَ ، وَقَالَ: إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ (31) ") (32)

(1)(خ) 2442

(2)

(خ) 2435، (م) 82 - (2441)، (س) 3951

(3)

(خ) 3564

(4)

(خ) 2442

(5)

(خ) 3564

(6)

(خ) 2442

(7)

(خ) 3564، (ت) 3879، (س) 3949

(8)

(خ) 2442

(9)

هِيَ الْمِلْحَفَةُ وَالْإِزَار وَالثَّوْب الْأَخْضَر. شرح سنن النسائي (ج 5 / ص 366)

(10)

مَعْنَاهُ: يَسْأَلْنَك التَّسْوِيَة بَيْنَهُنَّ فِي مَحَبَّةِ الْقَلْبِ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي بَيْنَهُنَّ فِي الْأَفْعَالِ وَالْمَبِيت وَنَحْوه، وَأَمَّا مَحَبَّةُ الْقَلْبِ ، فَكَانَ يُحِبُّ عَائِشَة أَكْثَر مِنْهُنَّ ، وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَحَبَّتَهُنَّ لَا تَكْلِيفَ فِيهَا، وَلَا يَلْزَمُهُ التَّسْوِيَةُ فِيهَا؛ لِأَنَّهُ لَا قُدْرَةَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا إِلَّا الله سبحانه وتعالى، وَإِنَّمَا يُؤْمَرُ بِالْعَدْلِ فِي الْأَفْعَال ، فَالْمُرَاد بِالْحَدِيثِ: طَلَبُ الْمُسَاوَاة فِي مَحَبَّةِ الْقَلْبِ ، لَا الْعَدْلِ فِي الْأَفْعَالِ، فَإِنَّهُ كَانَ حَاصِلًا قَطْعًا، وَلِهَذَا كَانَ يُطَافُ بِهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ عَلَيْهِنَّ، حَتَّى ضَعُفَ ، فَاسْتَأذَنَهُنَّ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَأَذِنَّ لَهُ. شرح النووي (ج8 ص 190)

(11)

(م) 83 - (2442)

(12)

(خ) 2442

(13)

(س) 3946

(14)

أَيْ: تُعَادِلُنِي وَتُضَاهِينِي فِي الْحَظْوَة وَالْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة، مَأخُوذٌ مِنْ السُّمُوِّ، وَهُوَ الِارْتِفَاع. شرح النووي (ج8 ص 190)

(15)

السَّوْرَة: الثَّوَرَان وَعَجَلَة الْغَضَب ، وَأَمَّا (الْحِدَّة) فَهِيَ شِدَّةُ الْخُلُق وَثَوَرَانُهُ ، وَمَعْنَى الْكَلَام: أَنَّهَا كَامِلَةُ الْأَوْصَافِ ، إِلَّا أَنَّ فِيهَا شِدَّة خُلُق ، وَسُرْعَة غَضَب ، تُسْرِعُ مِنْهَا (الْفَيْئَة) وَهِيَ الرُّجُوع ، أَيْ: إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهَا ، رَجَعَتْ عَنْهُ سَرِيعًا، وَلَا تُصِرُّ عَلَيْهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 190)

(16)

(م) 83 - (2442)، (حم) 25215

(17)

(جة) 1981 ، (حم) 24664، انظر الصَّحِيحَة: 1862

(18)

(خ) 2442

(19)

أَيْ: أَيَكْفِيك فِعْل عَائِشَة حِين تَقْلِب لَك الذِّرَاعَيْنِ ، أَيْ: كَأَنَّك لِشِدَّةِ حُبّك لَهَا لَا تَنْظُر إِلَى أَمْر آخَر. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 228)

(20)

(جة) 1981

(21)

(م) 83 - (2442)

(22)

(س) 3946، (خ) 2442

(23)

(جة) 1981، (حم) 24664

(24)

(م) 83 - (2442)، (س) 3944

(25)

(س) 3946

(26)

(خ) 2442

(27)

(جة) 1981، (حم) 24664

(28)

(س) 3946، (حم) 24619، (خ) 2442

(29)

أَيْ: مِمَّا ذَكَرْت لَهَا مِنْ الْكَلَام الشَّدِيد. حاشية السندي (ج 4 / ص 228)

(30)

(جة) 1981، (حم) 24664

(31)

إِشَارَةً إِلَى كَمَالِ فَهْمِهَا ، وَمَتَانَة عَقْلهَا ، حَيْثُ صَبَرَتْ إِلَى أَنْ ثَبَتَ أَنَّ التَّعَدِّيَ مِنْ جَانِب الْخَصْم ، ثُمَّ أَجَابَتْ بِجَوَابِ إِلْزَام. شرح سنن النسائي (ج5ص 366)

(32)

(خ) 2442، (م) 83 - (2442)، (س) 3946، (حم) 24619

ص: 75

(م مي)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالْ:(كَانَ جَارٌ فَارِسِيٌّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَيِّبُ الْمَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَاءَهُ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَذِهِ؟ - لِعَائِشَةَ - "، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا "، فَعَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَذِهِ؟ " ، قَالَ: لَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا "، ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَهَذِهِ؟ " ، قَالَ: نَعَمْ - فِي الثَّالِثَةِ -)(1)(" فَانْطَلَقَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَائِشَةُ ، فَأَكَلَا مِنْ طَعَامِهِ ")(2)

(1)(م) 139 - (2037)، (حم) 12265، (س) 3436

(2)

(مي) 2067، (م) 139 - (2037)، (حم) 12265

ص: 76

(خ م ت د حم) ، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ (حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ (1) مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللهُ مِنْهُ، قَالَتْ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا ، أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا ، خَرَجَ بِهَا مَعَهُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا " ، فَخَرَجَ سَهْمِي ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ (2) وَأَنْزِلُ فِيهِ، فَسِرْنَا، " حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ ، وَقَفَلَ " ، وَدَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ، " آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ "، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأنِي ، أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدْ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي ، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ - وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا ، لَمْ يَثْقُلْنَ ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأكُلْنَ الْعُلْقَةَ (3) مِنْ الطَّعَامِ - فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ ، فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ ، غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي -وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ - فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ يَدَهَا (4) فَرَكِبْتُهَا ، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ (5) فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ (6) فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا ، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ) (7) (وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ:{مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (8)) (9)(وَيُرِيبُنِي (10) فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ، " إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ، ثُمَّ يَقُولُ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ "، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، حَتَّى نَقِهْتُ (11) فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ) (12)(- وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمٍ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ -)(13)(قِبَلَ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا (14) لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ (15) قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ) (16)(قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا)(17)(فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا (18) فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟، فَقَالَتْ: يَا هَنْتَاهْ (19) أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ ، قُلْتُ: مَا قَالَ؟ ، فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ) (20) (فَقُلْتُ: وَقَدْ كَانَ هَذَا؟ ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَوَاللهِ لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي ، وَكَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا) (21)(فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ ، فَقَالَ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ " ، فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ - قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا - " فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(22)(وَأَرْسَلَ مَعَيَ الْغُلَامَ ")(23)(فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ)(24)(فَدَخَلْتُ الدَّارَ، فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ، وَأَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟)(25)(فَقُلْتُ لَهَا: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟)(26)(وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنِّي)(27)(فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ ، هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأنَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ)(28)(حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ (29) إِلَّا حَسَدْنَهَا) (30)(وَأَكْثَرْنَ عَلَيْهَا ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا؟)(31)(ثُمَّ قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ ، قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ ، فَاسْتَعْبَرْتُ وَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَنَزَلَ فَقَالَ لِأُمِّي: مَا شَأنُهَا؟ ، قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأنِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ: أَقَسَمْتُ عَلَيْكِ يَا بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ، قَالَتْ: فَرَجَعْتُ)(32)(فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، لَا يَرْقَأُ (33) لِي دَمْعٌ ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما حِينَ اسْتَلْبَثَ (34) الْوَحْيُ، يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ "، فَأَمَّا أُسَامَةُ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا نَعْلَمُ وَاللهِ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ يُضَيِّقْ اللهُ عَلَيْكَ ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ ، فَقَالَ: يَا بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟ "، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ (35) عَلَيْهَا قَطُّ ، أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، تَنَامُ) (36)(عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأتِي الدَّاجِنُ (37) فَتَأكُلُهُ) (38)(فَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ (39) فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ) (40)(" وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ: يَا زَيْنَبُ، مَا عَلِمْتِ؟، مَا رَأَيْتِ؟ " ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا - قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي (41) - فَعَصَمَهَا اللهُ بِالْوَرَعِ) (42)(وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ)(43)(وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِهِ: مِسْطَحٌ، وَحَمْنَةُ ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ (44) وَيَجْمَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ (45)) (46)(مِنْهُمْ ، هُوَ وَحَمْنَةُ)(47)(قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقَدْ بَلَغَ الْأَمْرُ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ مَا كَشَفْتُ عَنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ)(48)(قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(49)(" فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ)(50)(خَطِيبًا، فَتَشَهَّدَ وَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي ، وَايْمُ اللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ قَطُّ ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ ، وَلَا دَخَلَ بَيْتِي قَطُّ ، إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ ، وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي)(51)(فَاسْتَعْذَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ")(52)(فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُول اللهِ أَعْذُرُكَ)(53)(مِنْهُ ، إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ، ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ ، أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه - وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ - وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ (54) فَقَالَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللهِ لَا تَقْتُلُهُ ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ) (55) (وَلَوْ كَانُوا مِنْ الْأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ) (56) (فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ - فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ ، لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا) (57)(فِي الْمَسْجِدِ)(58)(" وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ "، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ ، قَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي)(59)(فَلَمْ يَزَالَا عِنْدِي)(60)(" حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ صَلَّى الْعَصْرَ " ، وَقَدْ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي)(61)(" فَجَلَسَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا - وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأنِي شَيْءٌ - فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(62)(وَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ)(63)(فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً ، فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ)(64) وفي رواية: (فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ الذَّنْبِ ، النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ)(65)(فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ " قَلَصَ دَمْعِي (66) حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، وَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنْ الْقُرْآنِ) (67) (قَالَتْ: فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَا ، تَشَهَّدْتُ فَحَمِدْتُ اللهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ:) (68)(إِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ، وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ)(69)(وَاللهِ لَئِنْ حَلَفْتُ)(70)(أَنِّي بَرِيئَةٌ - وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَبَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ - وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا)(71)(- قَالَتْ: وَالْتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ - إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (72)) (73)(قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي)(74)(وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللهُ، وَلَكِنْ وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ فِي شَأنِي وَحْيًا، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ، " فَوَاللهِ مَا رَامَ (75) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ " ، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، " حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأخُذُهُ مِنِ الْبُرَحَاءِ (76) حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ (77) مِنْ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (78) (- وَإِنِّي لَأَتَبَيَّنُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ -) (79) (فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِي: يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللهَ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللهُ ") (80) (فَقَالَ لِي أَبَواي: قُومِي فَقَبِّلِي رَأسَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم) (81)(قَالَتْ - وَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا -)(82)(فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ ، وَلَا أَحْمَدُهُ ، وَلَا أَحْمَدُكُمَا، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ ، فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ)(83)(فلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ، لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ، وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ، وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ، لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ، فَإِذْ لَمْ يَأتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ، وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ، وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا ، وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ، وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ: مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ، يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ، وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ، وَأَنَّ اللهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (84)) (85).

(1) الإفك: الكذب والافتراء.

(2)

الهودج: خِباء يشبه الخيمة ، يوضع على الجمل لركوب النساء.

(3)

قَوْلُهَا: (إنَّمَا يَأكُلْنَ الْعُلْقَةَ) أَيْ: الْقَلِيلُ ، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا:(الْبُلْغَةُ)

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ ، وَكَأَنَّهُ الَّذِي يَمْسِكُ الرَّمَقَ ، وَيُعَلِّقُ النَّفْسَ لِلِازْدِيَادِ مِنْهُ ، أَيْ: يُشَوِّفُهَا إلَيْهِ ، وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ رضي الله عنهم مِنْ التَّقَلُّلِ فِي الْعَيْشِ ، وَتَقْلِيلِ الْأَكْلِ.

(4)

وطئ يدها: وضع قدمه على يد الناقة ، ليسهل الركوب عليها.

(5)

التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة.

(6)

نحر الظهيرة: وقت اشتداد الحر ، وبلوغ الشمس منتهاها في الارتفاع.

(7)

(خ) 2518

(8)

[النور: 16]

(9)

(خ) 6936

(10)

يريبني: يشككني.

(11)

نَقِهْتُ أَيْ: اشتفيت ، ونَقِهَ من مرضه: أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ. لسان العرب (ج 13 / ص 549)

(12)

(خ) 2518

(13)

(خ) 3910

(14)

المُتَبَرَّز: اسم مكان من البَراز، وهو الفضاء الواسع، فكنَّوا به عن قَضاء الغائط ، كما كَنوا عنه بالخلاء؛ لأنهم كانوا يتبرَّزُون في الأمكنة الخالية من الناس.

(15)

الكُنُف: جمع كَنيف، وهو المرحاض والحمام.

(16)

(خ) 2518

(17)

(خ) 3910

(18)

المِرط: كساء من صوف أو خز أو كتان.

(19)

(يَا هَنْتَاه) أَيْ: يَا هَذِهِ.

(20)

(خ) 3910

(21)

(ت) 3180 ، (حم) 24362

(22)

(خ) 2518

(23)

(خ) 6936

(24)

(خ) 2518

(25)

(ت) 3180 ، (حم) 24362

(26)

(خ) 2518

(27)

(ت) 3180

(28)

(خ) 2518

(29)

الضرائر: جمع ضَرَّة، وهي الزوجة الأخرى ، التي تشارك غيرها في زوجها.

(30)

(ت) 3180 ، (خ) 2518

(31)

(خ) 2518

(32)

(ت) 3180

(33)

يرقأ: يسكن ويجف وينقطع بعد جريانه.

(34)

استلبث: أبطأ وتأخر.

(35)

غَمَصَه: استصغره واحتقره وعابه.

(36)

(خ) 2518

(37)

الداجن: كل ما أَلِف البيوت وأقام بها من حيوان وطير.

(38)

(خ) 2494

(39)

قَوْلُهُ: (حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ) يُقَال: أَسْقَطَ الرَّجُل فِي الْقَوْل ، إِذَا أَتَى بِكَلَامٍ سَاقِط، وَالضَّمِير فِي قَوْله بِهِ لِلْحَدِيثِ ، وَفِي رِوَايَة عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ " فَقَالَ: لَسْت عَنْ هَذَا أَسْأَلك، قَالَتْ: فَعَمَّهْ؟ ، فَلَمَّا فَطِنَتْ قَالَتْ: سُبْحَان الله " ، وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة (حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ) حَتَّى صَرَّحُوا لَهَا بِالْأَمْرِ، فَلِهَذَا تَعَجَّبَتْ.

وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: (أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ) أَيْ صَرَّحُوا لَهَا بِالْأَمْرِ، وَقِيلَ: جَاءُوا فِي خِطَابهَا بِسَقْطٍ مِنْ الْقَوْل.

وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيق أَبِي أُسَامَة " قَالَ عُرْوَة: فَعِيبَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَالَهُ ".فتح الباري (ج 13 / ص 260)

(40)

(م) 58 - (2770)

(41)

سامى: نافس وضاهى.

(42)

(خ) 2518

(43)

(خ) 4473

(44)

يستوشي الحديث وغيره: جمعه واستقصاه مع الكذب والنميمة.

(45)

تولى كبره: تحمَّل مُعْظَمه ، فبدأ بالخوض فيه وأشاعه.

(46)

(م) 58 - (2770)

(47)

(ت) 3180 ، (خ) 3910 ، (م) 58 - (2770)

(48)

(م) 58 - (2770) ، (ت) 3180

(49)

(خ) 3910 ، (م) 58 - (2770)

(50)

(خ) 2518

(51)

(م) 58 - (2770) ، (خ) 2518

(52)

(خ) 2518

(53)

(خ) 3910

(54)

الحمية: الأنفة والغيرة ، واحتملته الحمية: أثارته العصبية.

(55)

(خ) 2518

(56)

(ت) 3180

(57)

(خ) 2518

(58)

(ت) 3180

(59)

(خ) 2518

(60)

(حم) 24362 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(61)

(ت) 3180 ، (خ) 2518

(62)

(خ) 2518

(63)

(ت) 3180

(64)

(خ) 2518

(65)

(حم) 26322، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1433 ، الصَّحِيحَة: 1208

(66)

قَلَص: جفَّ وذهب.

(67)

(خ) 2518

(68)

(ت) 3180

(69)

(خ) 2518

(70)

(خ) 3208

(71)

(خ) 2518

(72)

سورة: يوسف آية رقم: 18

(73)

(ت) 3180

(74)

(خ) 3910

(75)

رام: فارق وبرح.

(76)

البُرَحاء: الشدة.

(77)

الجمان: اللؤلؤ.

(78)

(خ) 2518

(79)

(ت) 3180

(80)

(خ) 2518

(81)

(د) 5219 ، (حم) 24362 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(82)

(ت) 3180

(83)

(خ) 2518 ، (د) 5219

(84)

[النور/11 - 20]

(85)

(خ) 2518 ، 3910 ، 4413 ، (م) 56 - (2770) ، (حم) 24362

ص: 77

(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ)(1)(وَيَقُولُ: أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ؟، أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ - اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ)(2)(وَحِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ - قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ ")(3)

(1)(خ) 3563

(2)

(خ) 553

(3)

(خ) 3563

ص: 78

(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي "(1)

(1)(خ) 4181

ص: 79

(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيَّ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي (1) وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي (2) وَأَنَّ اللهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ "(3)

(1) أَيْ: يَوْمهَا الْأَصِيلَ بِحِسَابِ الدَّوْرِ وَالْقَسْم، وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ صَارَ جَمِيعَ الْأَيَّامِ فِي بَيْتِهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 191)

(2)

السَّحْر: هُوَ الصَّدْر، وَهُوَ فِي الْأَصْل: الرِّئَة ، وَ " النَّحْر " الْمُرَادُ بِهِ: مَوْضِعُ النَّحْر ، وَالْمُرَاد أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم مَاتَ وَرَأسُهُ بَيْن حَنَكِهَا وَصَدْرِهَا) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم صلى الله عليه وسلم سدد خطاكم).فتح (12/ 255)

(3)

(خ) 4184

ص: 80

(مي)، وَعَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْنَا مَسْرُوقًا: كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟، قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهَا عَنْ الْفَرَائِضِ. (1)

(1)(مي) 2859، (ش) 31037 ، إسناده صحيح.

ص: 81

(ت)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ ، فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ رضي الله عنها إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا. (1)

(1)(ت) 3883، انظر المشكاة: 6185

ص: 82

(حم)، وَعَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: يَا أُمَّتَاهُ، لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ، أَقُولُ: زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، أَقُولُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ وَمِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَ هُوَ؟ ، وَمِنْ أَيْنَ هُوَ؟، قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَتْ: أَيْ عُرَيَّةُ " إِنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْقَمُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ "، فَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ الْأَنْعَاتَ (1) وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ. (2)

(1) أَيْ: تصف له الأدوية والعلاجات.

(2)

(حم) 24425، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: خبر صحيح.

ص: 83

(ت)، وَعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنْ عَائِشَةَ. (1)

(1)(ت) 3884، انظر المشكاة: 6186

ص: 84

(حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِيَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي ، فَأَضَعُ ثَوْبِي، فَأَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ، فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي ، حَيَاءً مِنْ عُمَرَ. (1)

(1)(حم) 25701، المشكاة: 1771 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح

ص: 85

(خد)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما قَالَ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ رضي الله عنهما وَجُودُهُمَا مُخْتَلِفٌ، أَمَّا عَائِشَةُ ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا كَانَ اجْتَمَعَ عِنْدَهَا ، قَسَمَتْ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ ، فَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا لِغَدٍ. (1)

(1)(خد) 280، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 214

ص: 86

(خ حم)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:(كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللهِ إِلَّا تَصَدَّقَتْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ:)(1)(وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ ، أَوْ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟، قَالُوا: نَعَمْ)(2)(فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ؟، عَلَيَّ نَذْرٌ)(3)(أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ)(4)(بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، فَامْتَنَعَتْ)(5)(وَقَالَتْ: لَا وَاللهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ)(6)(أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)(7)(وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي)(8)(فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ: إِذَا اسْتَأذَنَّا فَاقْتَحِمْ الْحِجَابَ)(9)(فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟ ، قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَم، ادْخُلُوا كُلُّكُمْ - وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ - فَلَمَّا دَخَلُوا ، دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ ، وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا)(10)(اللهَ وَالْقَرَابَةَ)(11)(إِلَّا مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولَانِ: " إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنْ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ " ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنْ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَتَبْكِي ، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ)(12)(فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ فَأَعْتَقَتْهُمْ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً)(13)(فَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا)(14)(وَتَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ، عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ)(15).

(1)(خ) 3314

(2)

(خ) 5725

(3)

(خ) 3314

(4)

(خ) 5725

(5)

(خ) 3314

(6)

(خ) 5725

(7)

(خ) 3314

(8)

(خ) 5725، (حم) 18941

(9)

(خ) 3314

(10)

(خ) 5725

(11)

(حم) 18941 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

(12)

(خ) 5725

(13)

(خ) 3314

(14)

(خ) 5725

(15)

(خ) 3314

ص: 87

(خ حم حب)، وَعَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ:(اسْتَأذَنْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَمُوتُ ، وَعِنْدَهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأذِنُ عَلَيْكِ ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ بَنِيكِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ)(1)(أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي)(2)(فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ)(3)(فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ)(4)(ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ)(5)(جَاءَ لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَيُوَدِّعَكِ ، فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا جَلَسَ)(6)(قَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ ، قَالَتْ: بِخَيْرٍ إِنْ اتَّقَيْتُ ، قَالَ: فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ، زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ)(7)(تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ)(8)(مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ الْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ ، " كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا طَيِّبًا ")(9)(وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ، " فَاحْتَبَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنْزِلِ وَالنَّاسُ مَعَهُ فِي ابْتِغَائِهَا " ، حَتَّى أَصْبَحَ الْقَوْمُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا})(10)(فَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِكِ وَبَرَكَتِكِ مَا أَنْزَلَ اللهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ)(11)(وَأَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ (12) جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (13)(فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ (14) اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) (15)(فَوَاللهِ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ)(16)(فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ)(17)(فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)(18).

(1)(حم) 3262، (خ) 4476

(2)

(حم) 1905، (خ) 4476

(3)

(حم) 2496، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.

(4)

(حم) 2496

(5)

(خ) 4476

(6)

(حم) 2496

(7)

(خ) 4476

(8)

(خ) 3560

(9)

(حم) 1905، (حب) 7108 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي

(10)

(حم) 3262 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.

(11)

(حب) 7108، (حم) 3262، انظر صحيح موارد الظمآن: 1893

(12)

فيه دليل على علو الله سبحانه على سماواته. ع

(13)

(حم) 2496، (حب) 7108

(14)

الآناء: الساعات.

(15)

(حم) 1905، (حب) 7108 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي

(16)

(حم) 3262

(17)

(حم) 1905، (حب) 7108

(18)

(حم) 2496، (خ) 4476

ص: 88

(خ)، وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما: ادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي [بِالْبَقِيعِ (1)](2) وَلَا تَدْفِنِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُزَكَّى. (3)

(1) الْبَقِيع: مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة.

(2)

(خ) 557

(3)

(خ) 6896

ص: 89