الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب في تعبده ودعائه
قال صالح: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج: ثلاثة راجلا، أنفقتُ في إحدى هذِه الحجج ثلاثين درهمًا.
"السيرة" لصالح ص 33
قال صالح: كان أبي لا يدع أحدًا يستقي له الماء لوضوئه إلا هو، وكان إذا خرجت الدلو ملأى، قال: الحمد للَّه. قلت: يا أبي أي شيءٍ الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني أما سمعت اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30].
"السيرة" لصالح ص 35، "المناقب" لابن الجوزي ص 357
قال صالح: كانت لأبي قلنسوة قد خاطها بيده فيها قطن، فإذا قام من الليل لبسها، وكنت أسمع أبي كثيرا يتلو سورة الكهف، وكنت ربما اعتللت فيأخذ قدحًا فيه ماء فيقرأ فيه، ثم يقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك.
"السيرة" لصالح ص 35، "المناقب" لابن الجوزي ص 359
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أول سنة حججت سنة سبع وثمانين ومائة.
"مسائل ابن هانى"(2064)
قال المروذي: قال لي أبو عبد اللَّه: قد كفى بعض الناس من مكة إلى هاهنا أربعة عشر درهمًا. قلت: من يا أبا عبد اللَّه؟ قال: أنا.
"الورع" للمروذي (407)
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين راكبا وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا وثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا فجعلت أقول: يا عباد اللَّه دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق، أو كما قال أبي.
"المسائل" رواية عبد اللَّه (912)
قال عبد اللَّه: ورأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني قد رأيته يضعها على رأسه أو عينه، فغمسها في الماء ثم
شربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها إليه أبو يعقوب بن سليمان بن جعفر فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
"المسائل" رواية عبد اللَّه (1623)
قال الميموني: ما رأيت مصليا قط أحسن صلاة من أحمد بن حنبل، تكبيره ورفع رأسه وسجوده وقعوده بين السجدتين وتشهده وتسليمه، حتى كنت أرى فيه ما يحكي عن علي -يعني: ابن يحيى بن خلاد- ويسترخي كل عضو منه ويرجع إلى مكانه، وكان إذا رفع يديه في التكبير حاذى بهما منكبيه وقرب إبهاميه من أذنيه، وما رأيت أحدا أشد اتباعا لأحاديث السنن منه، يضعها مواضعها.
"الجرح والتعديل" 1/ 307، "المنهج الأحمد" 1/ 92
قال عبد اللَّه: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة، وقد كان قرب من الثمانين، وكان يقرأ في كل يوما سُبْعًا، يختم في كل سبعة أيام، وكانت له ختم في كل سبع ليالٍ سوى صلاة النهار، ربما سمعت أبي في السحر يدعو لأقوام بأسمائهم، وكان يكثر الدعاء ويخفيه، ويصلي بين العشاءين فإذا صلى عشاء الآخرة، ركع ركعات صالحة، ثم يوتر وينام نومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو، وكانت قراءته لينة، ربما لم أفهم بعضها، وكان يصوم ويدمن، ثم يفطر ما شاء اللَّه ولا يترك صوم الاثنين والخميس وأيام البيض، فلما رجع من العسكر، أدمن الصوم إلى أن مات.
"حلية الأولياء" 9/ 181، "تاريخ دمشق" 5/ 300، "المناقب" ص 357، "تهذب الكمال" 1/ 458، "سير أعلام النبلاء" 11/ 212، 214، 223
قال عبد اللَّه: كان أبي يقرأ القرآن في كل أسبوع ختمتين، إحداهما بالليل والأخرى بالنهار، وقد خَتَمَ القُرآنَ في لَيْلَةٍ بمكَّة مصليًا به.
"طبقات الحنابلة" 1/ 20، "المقصد الأرشد" 1/ 67
قال عبد الرزاق: كان أحمد بن حنبل إذا صلى يذكرني شمائل السلف.
"تاريخ دمشق" 5/ 270
قال عبد اللَّه: كان أبي لا يفتر عن الركعات بين العشائين ولا بعدها في ورده من صلاة الليل، وكان يسر القرآن وربما جهر به.
"تاريخ دمشق" 5/ 300
قال عبد الرحمن بن زاذان الرزاز: صلينا وأبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل حاضر، فسمعته يقول: اللهم من كان على هوى أو على رأي وهو يظن أنه على الحق، وليس هو على الحق، فرده إلى الحق، حتى لا يضل من هذِه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خَوَلًا لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعاصي.
وجاء إليه رجل فقال له شيئًا لم أفهمه، فقال له: اصبر فإن النصر مع الصبر. ثم قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: أنا همام، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"النصرُ مع الصبر، والفرجُ مع الكرب، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا، إنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا"(1)
"تاريخ بغداد" 10/ 287، "تاريخ دمشق" 5/ 320، "المناقب" ص 365، "تهذيب الكمال" 1/ 464، "المنهج الأحمد" 1/ 99
قال طلحة بن عبيد اللَّه البغدادي، وكان يسكن مصر: وافق ركوبي ركوب أحمد بن حنبل في السفينة، كان يطيل السكوت، فإذا تكلم قال: اللهم أمتنا على الإسلام والسُّنَّة.
"تاريخ دمشق" 5/ 323، "المناقب" لابن الجوزي ص 368
قال العباس بن حمزة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سبحانك
(1) صححه الألباني في "الصحيحة"(2382)، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الإمام أحمد 1/ 307.
ما أغفل هذا الخلق عما أمامهم الخائف منهم مقصر والراجي منهم متوان.
"تاريخ دمشق" 5/ 324
قال المروذي: خرجت مع أبي عبد اللَّه إلى المسجد، فلما دخل قام ليركع، فرأيته وقد أخرج يده من كمه وقال هكذا -وأومأ بأصبعيه يحركهما- فلما قضى الصلاة، قلت: يا أبا عبد اللَّه، رأيتك تومئ بأُصبعيك وأنت تصلي؟ قال: إن الشيطان أتاني فقال: ما غسلت رجليك، قلت: بشاهدين عدلين.
"المناقب" لابن الجوزي ص 230
قال المرُّوذي: كنت مع أبي عبد اللَّه نحوًا من أربعة أشهر بالعسكر، ولا يدع قيام الليل وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسرُّ ذلك.
"المناقب" لابن الجوزي ص 253
قال الميموني: قال لي القاضي محمد بن محمد بن إدريس الشافعي: قال لي أحمد بن حنبل: أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم سحرًا.
"المناقب""لابن الجوزي ص 358، "سير أعلام النبلاء" 11/ 227
قال يوسف بن الحسن: سألني أحمد بن حنبل عن شيوخ الري وقال: أي شيءٍ خبر أَبي زُرْعة حفظه اللَّه؟ فقلت: خير، فقال: خمسة أدعو لهم في دُبرُ كل صلاة: أَبواي، والشافعي، وأبو زُرْعة. وآخر ذهب عني اسمه.
"المناقب" لابن الجوزي ص 358
قال هلال بن العلاء: خرج الشافعي ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل إلى مكة، فلما أن صاروا بمكة نزلوا في موضع، فأما الشافعي فإنه استلقى، ويحيى بن مَعِين أيضا استلقى، وأحمد بن حنبل قائم يصلي، فلما اصبحوا قال الشافعي: لقد عملت للمسلمين مائتي مسألة، وقيل ليحيى بن مَعِين: أي شيء عملت؟ قال: نفيت عن النبي صلى الله عليه وسلم مائتي كذاب.
وقيل لأحمد بن حنبل: فأنت؟
قال: صليت ركعات ختمت فيها القرآن.
"المناقب" لابن الجوزي ص 358
قال جعفر بن أبي هاشم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ختمت القرآن في يوم، فعددت موضع الصبر فإذا هو نيف وتسعون.
"المناقب" ص 359
قال أبو بكر محمد بن أبي عبد اللَّه: ثنا إبراهيم بن هانئ -وكان أبو عبد اللَّه حيث توارى من السلطان توارى عنده- فحكى أنه لم يَرَ أحدًا أقوى على الزهد والعبادة وجهد النفس من أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل، قال: كان يصوم النهار ويعجل الإفطار، ثم يصلي بعد العشاء الآخرة ركعات، ثم ينام نومة خفيفة ثم يقوم فيتطهر ولا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، ثم يوتر بركعة. وكان هذا دأبه طوال مقامه عندي، ما رأيته فَتَرَ ليلةً واحدة، وكنت لا أقوى معه على العبادة، وما رأيته مفطرًا إلا يومًا واحدًا أفطر واحتجم.
"المناقب" لابن الجوزي ص 359، "سير أعلام النبلاء" 11/ 227
قال إبراهيم بن شماس: كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام، وهو يحيي الليل.
"المناقب" لابن الجوزي ص 360، "سير أعلام النبلاء" 11/ 228
قال عبد اللَّه: رأيت أبي لما كبر وأَسَنَّ، اجتهد في قراءة القرآن وكثرة الصلاة بين الظهر والعصر، فإذا دخلت عليه انفتل من الصلاة، وربما تكلم وربما سكت، فإذا رأيت ذلك خرجت فيعود لصلاته، ورأيته وهو مختف أكثر ذلك يقرأ القرآن.
"المناقب" لابن الجوزي ص 360
قال أبو النصر إسماعيل بن عبد اللَّه العجلي: أتيت أبا عبد اللَّه آخر ما رأيته، فخرج فقعد في دهليز، فقلت: يا أبا عبد اللَّه كنت أراك تقف عن أشياء في الفقه بان لك فيها قولٌ؟
فقال: يا أبا النصر هذا زمان مبادرة، هذا زمان من عمل، وأخذ في نحو هذا من الكلام إلى أن قمنا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 360
قال جعفر بن أحمد المؤدب: رأيت بشر بن الحارث يصلي بعد الجمعة أربعا، لا يفصل بينهن بسلام ورأيت أحمد بن حنبل يصلي بعد الجمعة ست ركعات، ويفصل في كل ركعتين.
"المناقب" لابن الجوزي ص 360
قال أبو بكر بن عنبر الخراساني: تبعت أحمد بن حنبل يوم الجمعة إلى مسجد الجامع، فقام عند قبة الشعراء يركع، وكان يتطوع ركعتين ركعتين، فمر بين يديه سائل فمنعه منعًا شديدًا، فأراد السائل أن يمر بين يديه فقمنا إلى السائل فنحيناه.
"المناقب" لابن الجوزي ص 361
قال عبد اللَّه: لما قدم أبو زُرْعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت اليوم غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
"المناقب" ص 361، "سير أعلام النبلاء" 228/ 11
قال عبد اللَّه: كنت أسمع أبي كثيرًا يقول في دبر صلاته: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك، فصن وجهي عن المسألة لغيرك. فقلت له: أسمعك تكثر من هذا الدعاء، فعندك فيه أثر؟ قال: فقال لي: نعم، كنت أسمع وكيع بن الجراح كثيرًا يقول هذا في سجوده، فسألته كما سألتني فقال: كنت أسمع سفيان الثوري يقول هذا كثيرًا في سجوده، فسألته فقال: كنت أسمع منصور بن المعتمر يقوله.
"المناقب" لابن الجوزي ص 365
قال محمد بن يعقوب الصفار: كنا عند أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل فقلنا: ادع اللَّه لنا. فقال: اللهم إنك تعلم أنا نعلم أنك لنا على أكثر مما نحب، فاجعلنا لك على ما تحب، قال: ثم سكت ساعة فقيل: يا أبا عبد اللَّه، زدنا.
فقال: اللهم إنا نسألك بالقدرة التي قلت للسموات والأرض {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11] اللهم وفقنا لمرضاتَك، اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ونعوذ بك من الذل إلا لك، اللهم لا تكثر علينا فنطغى، ولا تقلل علينا فننسى، وهب لنا من رحمتك وسعة من رزقك ما يكون بلاغنا
لنا، وغنى من فضلك (1).
"المناقب" ص 366، "سير أعلام النبلاء" 11/ 229، "البداية والنهاية" 10/ 779، "المنهج الأحمد" 1/ 98
قال سندي الخواتيمي: دخلت على أحمد بعد أن ضرب وقد أخرج من دار الخليفة، فرأيته مكبوبًا على وجهه في منزله وهو يدعو، فسمعته يقول: يا شاكر ما يصنع، اصنع بي ما تشكرني عليه.
"المناقب" لابن الجوزي ص 367
قال المرُّوذي: اجتمع جماعة إلى أحمد فقالوا له: ادع.
فقال: اللهم لا تطالبنا بوفاء الشكر فيما أنعمت به علينا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 367
قال محمد بن يعقوب الصفار: كان أحمد يدعو في دُبُر كل صلاة: اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، ولا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة إلا قضيتها.
"المناقب" لابن الجوزي ص 367
قال القاسم بن الحسين الوراق: أراد رجل الخروج إلى طرسوس، فقال لأحمد: زودني دعوة فإني أُريد الخروج.
فقال له: قل: يا دليل الحيارى، دلني على طريق الصادقين، واجعلني من عبادك الصالحين، قال: فخرج الرجل فأصابته شدة وانقطع عن أصحابه، فدعا يهذا الدعاء، فلحق أصحابه، فجاء إلى أحمد فأخبره بذلك، فقال له أحمد: اكتمها علي.
"شرح أصول الاعتقاد" للالكائي 9/ 271 (212)، "المناقب" لابن الجوزي ص 367، "الجوهر المحصل" ص 53
قال المروذي: رأيت أبا عبد اللَّه يقوم لورده قريبا من نصف الليل حتى
(1) قال الذهبي في "السير": رواتها أئمة إلى الصفار، ولا أعرفه، وهي منكرة.
يقارب السحر، ورأيته يركع فيما بين المغرب والعشاء.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 223
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: حججت على قدمي حجتين، وكفاني إلى مكة أربعة عشر درهما.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 223
قال ابن الجزري: أحمد بن محمد حنبل أحد أعلام الأمة وأزهد الأئمة، أخذ القراءة عرضًا فيما ذكره أبو القاسم الهذلي عن يحيى بن آدم وعبيد بن عقيل وإسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن قلوقا، وعندي أنه إنما روى الحروف، روى القراءة عنه عرضًا ابنه عبد اللَّه، ذكر ذلك الهذلي في "كامله"، وذكره له في كتابه "الكامل" اختيارًا في القراءة إلا أنه ذكره من طريق عبد اللَّه بن مالك عن عبد اللَّه بن أحمد، وعبد اللَّه هذا لا نعرفه، فإن يكن أحمد بن جعفر بن مالك فإنه معروف بالرواية عنه لا بالقراءة.
"غاية النهاية فى طبقات القراء" 1/ 112