الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن حنبل في شهر ربيع الآخر يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين.
"تاريخ دمشق" 5/ 330
قال عبد الباقي بن قانع: أن أحمد بن محمد بن حنبل مات في شهر ربيع الآخر (1) سنة إحدى وأربعين ومائتين.
"تاريخ دمشق" 5/ 330
قال أحمد بن داود الأحْمَسِي: مات أحمد بن حنبل في سنة إحدى وأربعين ومائتين يوم الجمعة مع طلوع الشمس ورفعنا جنازته مع العصر، ودفناه مع غروب الشمس.
"المناقب" لابن الجوزي ص 497
قال محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي: مات أحمد بن حنبل سنة إحدى وأربعين ومائتين.
"المناقب" لابن الجوزي ص 498
قال صالح: توفي أبي وله سبع وسبعون سنة.
"المناقب" لابن الجوزي ص 498
قال عبد الرحمن بن زاذان: مات أحمد بن حنبل في سنة إحدى وأربعين ومائتين.
"تهذيب الكمال" 1/ 465
34 - فصل في غسله والصلاة عليه ودفنه
قال صالح: لما توفي أبي واجتمع الناس في الشوارع، وجهت إليهم أعلمهم بوفاته، وأني أخرجه بعد العصر، ووجَّه ابن طاهر بحاجبه مظفَّر ومعه غلامان معهما مناديل فيها ثياب وطيب، فقالوا: الأمير يُقْرِئك السلام ويقول: قد فعلتُ ما لو كان أميرُ المؤمنين حاضرَه كان يفعل ذلك له.
فقلت له: أَقْرِئه السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أُتْبِعَه بعد موته بما كان يكرهه في حياته.
(1) قال الذهبي في "السير" 11/ 337: غلط ابن قانع حيث يقول: ربيع الآخر.
فعاد وقال: يكون شعارَه ولا يكون دثاره، فأعدت عليه مثل ذلك. وقد كان غَزَلت له الجارية ثوبًا عُشاريا قُوِّم ثمانية وعشرين درهمًا ليَقْطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذنا من فوران لفافة أخرى فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا حَنُوطًا، وقد كان بعض أصحابنا من العطارين سألني أن يوجه بحنوط فلم أفعل، وصب في جُبٍّ لنا ماء، فقلت: قولوا لأبي محمد يشتري رواية ويصب الماءَ في الجُبِّ الذي كان يشرب منه، فإنه كان يكره أن يدخل من منازلنا إليه بشيء، وفُرغ من غسله وكفنَّاه، وحضر نحو من مائة من بني هاشم ونحن نكفِّنه، وجعلوا يقبلون جبهته حين رفعناه على السرير.
"السيرة" لصالح ص 124
قال صالح: لما توفى أبي وجَّه إليَّ ابن طاهر من يصلي عليه؟
قلت: أنا. فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن طاهر واقف. فخطا إلينا خطوات، وعزانا، ووُضع السرير. فلما انتظرت هُنَيهةً تقدمتُ وجعلتُ أسوِّي الناس، فجاءني ابن طالوت ومحمد بن نصر فقبض هذا على يدي وهذا على يدي، وقالوا: الأمير! فمانعتهم، فنَحياني فصلى، ولم يعلم الناسُ بذلك، فلما كان الغد علم الناسُ فجعلوا يجيئون ويصلون عليه على القبر، ومكث الناس ما شاء اللَّه يأتون فيصلون على القبر.
"السيرة" لصالح ص 125
قال أحمد بن سنان: بعث ابن طاهر حين مات أحمد بن حنبل بصينيتين عظيمتين عليهما كفنه وحنوطه، فأبى صالح أن يقبلها، وقال: إن أبا عبد اللَّه قد أعد كفنه -فرد صالح ما بعث به ابن طاهر، قال: فرد ابن طاهر مرة أخرى وقال: إني أكره أن يجد أمير المؤمنين علي، فقال له صالح: إن أمير المؤمنين أعفى أبا عبد اللَّه مما يكره، وهذا مما يكره، فلست أقبله. فرده صالح.
"الجرح والتعديل" 1/ 301، "سير أعلام النبلاء" 11/ 206.
قال أبو زُرْعَة: بلغني أن المتوكل أمر أن يُمْسَح الموضعُ الذي وقف عليه الناس، حيث صُلِّي على أحمد بن حنبل، فبلغ مقام ألف ألف وخمسمائة ألف.
"الجرح والتعديل" 1/ 312، "المناقب" ص 505، "السير" 11/ 340، "طبقات الشافعية" 2/ 35، "البداية والنهاية" 10/ 793، "الجوهر المحصل" ص 130
قال محمد بن عباس المكي: سمعت الوركاني (1) يقول: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرة آلاف من اليهود والنصارى والمجوس. وقال: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس المسلمين واليهود والنصارى والمجوس.
"الجرح والتعديل" 1/ 313، "حلية الأولياء" 9/ 180، "طبقات الحنابلة" 1/ 34، "تاريخ بغداد" 4/ 422، "تاريخ دمشق" 5/ 333، "المناقب" ص 510، "المحنة" لعبد الغني المقدسي ص 212، "تهذيب الكمال" 1/ 468، "سير أعلام النبلاء" 11/ 342، 793، "الوافي بالوفيات" 6/ 368، "طبقات الشافعية" 2/ 35، "المقصد الأرشد" 1/ 70، "الجوهر المحصل" ص 131
قال عبد اللَّه: توفي أبي يوم الجمعة ضحوة، ودفناه بعد العصر، وصلى عليه محمَّد بن عبد اللَّه بن طاهر، غَلبَنَا على الصلاة عليه، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار.
"حلية الأولياء" 9/ 162، "تاريخ دمشق" 5/ 328، "المناقب" لابن الجوزي ص 501، "تهذيب الكمال" 1/ 466، "سير أعلام النبلاء" 11/ 338، "الجوهر المحصل" ص 129
قال أحمد بن علي الأبار: سمعت محمد بن يحيى النيسابوري حين بلغه
(1) قال الذهبي: هذِه حكاية منكرة، تفرد بنقلها هذا المكي عن هذا الوركاني، ولا يعرف، وماذا بالوركاني المشهور محمد بن جعفر الذي مات قبل أحمد بن حنبل بثلاث عشرة سنة. ثم العادة والعقل تحيل وقوع مثل هذا. وهو إسلام ألوف من الناس لموت ولي للَّه، ولا ينقل ذلك إلا مجهول لا يعرف. فلو وقع ذلك، لاشتهر ولتواتر؛ لتوفر الهمم، والدواعي على نقل مثله. بل لو أسلم لموته مائة نفس، لقضي من ذلك العجب. فما ظنك؟ !
وفاة أحمد بن حنبل يقول: ينبغي لكل أهل دار ببغداد أن يقيموا على أحمد بن حنبل النياحة في دورهم (1).
"حلية الأولياء" 9/ 170، "سير أعلام النبلاء" 11/ 203
قال محمد بن خُشْنَام بن سعد: أخبرني الفتح بن الحجاج -أو غيره- قال: بعث أمير المؤمنين عشرين حازرًا ليحزروا كَمْ صَلى على أحمد بن حنبل، فحزروا ألف ألف وثلاثمائة ألف سوى من كان في السفن.
"حلية الأولياء" 9/ 180 "المناقب" ص 504، "السير" 11/ 340، "طبقات الشافعية" 2/ 35
قال بُنَان بن أحمد بن أبي خالد القصباني: حضرت الصلاة على جنازة أحمد يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان الإمام عليه محمد بن عبد اللَّه بن طاهر، فأخرجت جنازة أحمد بن محمد بن حنبل فوضعت في صحراء أبي قيراط، وكان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق، فلما انقضت الصلاة قال محمد بن عبد اللَّه بن طاهر: انظروا كم صلى عليه ورائي؟ قال: فنظروا، فكانوا ثمانمائة ألف رجل وستين ألف امرأة، ونظروا من صلى في مسجد الرصافة العصر، فكانوا نيفا وعشرين ألف رجل.
"تاريخ بغداد" 4/ 422، "تاريخ دمشق" 5/ 331، 334، "المناقب" لابن الجوزي ص 503، "تهذيب الكمال" 1/ 466، "سير أعلام النبلاء" 11/ 339
قال أبو بكر بن الرواس: سمعت عبد الوهاب الورَّاق يقول: ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمع أكثر منهم على جنازة أحمد بن حنبل إلا جنازة كانت في بني إسرائيل. قال أبو بكر: فحدثت أبا جعفر بن فروخ صاحب التفسير بقول عبد الوهاب. فقال: صدق عبد الوهاب هذِه جنازة كانت في بني إسرائيل.
"تاريخ بغداد" 4/ 422، "طبقات الحنابلة" 1/ 34، "تاريخ دمشق" 5/ 332، "المناقب" لابن الجوزي ص 504، "المقصد الأرشد" 9/ 70، "المنهج الأحمد" 1/ 115
(1) قال الذهبي في "السير": تكلم الذهلي بمقتضى الحزن لا بمقتضى الشرع.
قال فتح بن الحجاج: سمعت في دار الأمير أبي محمد عبد اللَّه بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلًا فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل قال: فحزروا، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا سوى من كان في السفن في الماء.
"تاريخ دمشق" 5/ 332، "تهذيب الكمال" 1/ 467، "سير أعلام النبلاء" 11/ 340
قال المروذي: لما أردت غسله جاء بنو هاشم فاجتمعوا في الدار خلقًا كثيرًا، فأدخلناه البيت وأرخينا الستر وجللته بثوب حتى فرغنا من أمره، ولم يحضره أحد من الغرباء ونحن نغسله. فلما فرغنا من غسله وأردنا أن نكفنه، غلبنا عليه بنو هاشم، وجعلوا يبكون عليه ويأتون بأولادهم فيبكونهم عليه ويقبلونه، فوضعناه على سريره وشددناه بالعمائم.
وأرسل ابن طاهر بأكفان فرددتها. وقال عمه للرسول: هو لم يدع غلامي يروحه. وقال له رجل: قد أوصى أن يكفن في ثيابه.
فكفناه فى ثوب كان له مَرَوي، أراد أن يقطعه فزدنا فيه وصيَّرناه ثلاث لفائف (1).
"المناقب" لابن الجوزي ص 500، "المنهج الأحمد" 1/ 115
قال الهيثم بن خلف: دفنا أحمد بن حنبل يوم الجمعة بعد العصر سنة إحدى وأربعين وما رأيت جمعًا قط أكثر من ذلك.
"المناقب" لابن الجوزي ص 503
قال الخلال: سمعت ابن أبي صالح القنطري يقول: شهدت الموسم أربعين عاما، ما رأيت جمعًا قط مثل هذا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 503، "سير أعلام النبلاء" 11/ 342
قال عبد الوهاب الورَّاق: ما بلغنا أن جمعًا كان في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مُسح وحُزر على التصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألفٍ، وحزَرنا على السور نحوًا من ستين ألف امرأة.
(1) ذكر الذهبي في "السير" 11/ 342 نحوها من رواية صالح.
وفتح الناس أبوابَ المنازل في الشوارع والدروب، ينادون من أراد الوضوء، وكثر ما اشترى الناس من الماء فسقوه.
"المناقب" لابن الجوزي ص 503، "سير أعلام النبلاء" 11/ 339، "الوافي بالوفيات" 6/ 368، "البداية والنهاية" 10/ 793، "الجوهر المحصل" ص 129
قال موسى بن هارون: يقال إن أحمد بن حنبل لما مات مُسِحَت الأمكنة المبسوطة التي وقف الناس عليها للصلاة عليه، فحُزِر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة، أكثر من ألف ألف.
"المناقب" ص 504، "السير" 11/ 339، "طبقات الشافعية" 2/ 35
قال أحمد بن الحسن المَقَانِعي: قال أبي: كنت ببغداد وأنا في بستان لصديق لي -وأنا وحدي- فإذا بشيخ وشاب وعليهما طمران من شعر فسلمت عليهما. وقلت لهما: أراكما من غير هذا البلد. قالا: نعم نحن من جبل اللكام حضرنا جنازة أحمد بن حنبل، وما بقي أحد من الأولياء إلا شاهد هذا المكان.
"المناقب" لابن الجوزي ص 505، "المنهج الأحمد" 1/ 116
قال محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي: صلوا على أحمد بن حنبل في المصلى، وظهر اللعن على الكَرَابيسي. فأخبر بذلك المتوكل فقال: من الكرابيسي؟
فقيل: إنه رجل أحدث قولا لم يتقدمه أحد فأمره بلزوم بيته حتى مات.
"المناقب" لابن الجوزي ص 506
قال جعفر بن محمد النَّسَوِي: شهدت جنازة أحمد بن حنبل وفيها بشر كثير، والكرابيسي يلعن لعنًا كثيرًا بأصوات عالية، والمريسي أيضا.
"المناقب" لابن الجوزي ص 506
قال المروذي: سمعت علي بن مهرويه يقول: سمعت خالتي -وهي امرأة
حارث المُحَاسِبي- قالت: ما صلوا ببغداد في مسجد العصر يوم مات أحمد ابن حنبل إلا في مسجد حارث.
"المناقب" لابن الجوزي ص 507، "سير أعلام النبلاء" 11/ 342
قال أبو الحسن التميمي، عن أبيه، عن جده، أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل، قال: فمكثت طول الأسبوع رجاء أن أصل إلى قبره فلم أصل من ازدحام الناس عليه، فلما كان بعد أسبوع وصلت إلى القبر.
"المناقب" لابن الجوزي ص 508، "المنهج الأحمد" 1/ 116
قال علي بن حريث: ما من أهل بيت لم يدخل عليهم الحزن يوم موت أحمد بن حنبل إلا بيت سوء.
"المناقب" لابن الجوزي ص 511
قال أبو القاسم البغوي أن ابن طاهر أمر أن يحزر الخلق الذين في جنازة أحمد، فاتفقوا على سبع مائة ألف نفس.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 340
قال أبو همام السكوني: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط مثل هذا -يعني: جنازة أبي عبد اللَّه.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 340
قال أحمد بن داود الأحمسي: رفعنا جنازة أحمد مع العصر، ودفناه مع الغروب.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 342
قال عبد الوهاب الوراق: أظهر الناس في جنازة أحمد بن حنبل السنة والطعن على أهل البدع، فسر اللَّه المسلمين بذلك على ما عندهم من المصيبة لما رأوا من العز وعلو الإسلام، وكبت أهل الزيغ.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 342، "الجوهر المحصل" ص 130
قال علي بن الجهم: لما قدمت من عمان، أرسينا إلى جزيرة، وقوم جاءوا من العراق، إنما نستعذب الماء. قال: فسمعت صيحة وتكبيرا
وصياحا. قلت: ما هذا؟
قال: فقال: قد مات خير البغداديين -يعنون: عالمهم أحمد بن حنبل.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 353
قال محمد بن حصين: بلغني أن أحمد بن حنبل لما مات فوصل الخبر إلى الشاش (1)، سعى بعضهم إلى بعض، فقال: قوموا حتى نصلي على أحمد ابن حنبل كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي، فخرجوا إلى المصلى، فصفوا، فصلوا عليه.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 354
(1) الشاش: بلدة تقع وراء نهر سيحون، متاخمة لبلاد الترك. "معجم البلدان" 3/ 308.