الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - باب في كراماته
قال عبد اللَّه: رأيت أبي حرَّجَ على النمل أن يخرج من داره، ثم رأيت النمل قد خرجْنَ بعد ذلك اليوم نملًا كبارًا سودًا، فلم أرهن بعد ذلك.
"المسائل" رواية عبد اللَّه (1621)
قال العباس بن محمد الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة -جار لنا- قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو اللَّه، فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو اللَّه لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو اللَّه لنا. فوليت منصرفا، فخرجت عجوز من داره، فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد اللَّه؟ فقلت: نعم، قالت: قد تركته يدعو اللَّه لها، قال: فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت على رجليها تمشي حتى فتحت الباب، فقالت: قد وهب اللَّه لي العافية.
"حلية الأولياء" 9/ 186، "تاريخ دمشق" 5/ 299، "المناقب" ص 370، "المحنة" لعبد الغني ص 60، "السير" 11/ 211، "الجوهر المحصل" ص 52، "المنهج الأحمد" 1/ 100
قال المروذي: قدم رجل من الزهاد، فأَدخلته على أَبي عبد اللَّه وعليه فروة خلق، وعلى رأسه خريقة، وهو حاف في برد شديد، فسلم عليه، فقال له: يا أبا عبد اللَّه، قد جئت من موضع بعيد، وما أردت إلا السلام عليك، وأُريدُ عَبادان (1)، وأُريد إِنْ أَنا رجعت أَن أَمُرَّ بك وأَسلمَ عليك.
فقال له أَبو عبد اللَّه: إِن قُدِّر، فقام الرجل فسلم وأبو عبد اللَّه قاعد.
قال المرُّوذي: ما رأَيت أَحدًا قط قام من عند أَبي عبد اللَّه حتى يقوم أَبو
(1) بلدة تقع جنوب البصرة، وهي تتبع إيران الآن.
عبد اللَّه إِلا هذا الرجل، فقال لي أَبو عبد اللَّه: ما ترى، ما أَشْبَهه بالأَبدال؟ أَو قال: إِني لأَذكر به الأَبدال (1)! فأَخرج إِليه أَبو عبد اللَّه أَربعة أَرغفة مشطورة بكامخ وقال: لو كان عندنا لواسيناك.
"المناقب" ص 193، "السير" 11/ 210
قال أَبو يعلى الموصلي: سمعت أَحمد بن حنبل يقول: خرجت في وجه الصبح فإِذا أَنا برجل مسبل منديله على وجهه، فناولني رقعة، فلما أَضاءَ الصبح قرأتها فإِذا فيها مكتوب:
عش موسرا إن شئت أو معسرا
…
لا بد في الدنيا من الغم
وكلما زادك من نعمة
…
زاد الذي زادك في الهم
إِني رأَيت الناس في دهرنا
…
لا يطلبون العلم للعلم
إلا مباهاة لأصحابهم
…
وعدَّة للخصم والظلم
قال: فظننت أَن محمد بن يحيى الذهلي ناولني، ولقيته، فقلتُ له: الرقعة التي ناولتني؟ فقال لي: ما رأَيتك وما ناولتك رقعة، فعلمت أنها عظة لي.
"المناقب" لابن الجوزي ص 194 - 195
قال محمد بن علي السمسار: رأيت أبا عبد اللَّه جاء بالليل إلى منزل صالح، وابن صالح تسيل الدماء من منخريه، وقد جمع له الطب وهم يعالجونه بالفتل وغيرها والدم يغلبهم.
فقال له أبو عبد اللَّه: أي شيءٍ حالك يا بني؟
قال: يا جدي هو ذا أموت، ادع اللَّه لي.
(1) جميع هذِه الألفاظ: لفظ الغوث والقطب والأوتاد والنجباء وغيرها لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد معروف أنه تكلم بشيء منها، ولا أصحابه، ولكن لفظ الأبدال تكلم به بعض السلف، ويروى فيه حديث ضعيف. "منهاج السنة النبوية" 1/ 94.
وقال ابن القيم في "المنار المنيف"(307): أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
فقال له: ليس عليك بأس، ثم جعل يحرك يده كأنه يدعو له فانقطع الدم، وقد كانوا يئسوا منه لأنه كان يرعف دائما.
"المناقب" لابن الجوزي ص 369
قال ابن هانئ: حدثني فلان النساج -ساكن لأبي عبد اللَّه- قال: كنت أشتكي فكنت أئن بالليل، فخرج أبو عبد اللَّه في جوف الليل فقال: من هذا عندكم يشتكي؟ فقيل له: فلان، فدعا له، وقال: اللهم اشفه، ودخل، فكأنه كان نارًا صُبَّ عليه ماء.
"المناقب" لابن الجوزي ص 371
قال علي بن سعيد الرازي: صرنا مع أحمد بن حنبل إلى باب المتوكل فلما أدخلوه من باب الخاصة قال لنا أحمد: انصرفوا عافاكم اللَّه، فما مرض منا أحد منذ ذلك اليوم.
"المناقب" ص 372، "سير أعلام النبلاء" 11/ 301
قال يحيى الجلاء: كنا بعَبَّادان فأصابتنا زلزلة، فقال بعض من كان بعَبَّادان -يعني: من الزهاد- انظروا ما أحدث أهل بغداد، فكان اليوم الذي ضرب فيه أحمد بن حنبل.
"المحنة" لعبد الغنى المقدسي ص 123
قال الخضر بن داود: أخبرني أبو بكر النحامي قال: لما كان في تلك الغداة التي ضرب فيها أحمد بن حنبل زلزلنا ونحن بعبادان.
"طبقات الشافعية" 2/ 37
قال علي بن المكري المعبراني: كنت في مسجد أبي عبد اللَّه، فأنفذ إليه المتوكل يعلمه أن له جارية بها صرع، وسأله أن يدعو اللَّه لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعل خشب، فدفعه إلى صاحب له، وقال له: تمضي إلى دار أمير المؤمنين، وتجلس عند رأس الجارية، وتقول له: يقول لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو أصفع الآخر بهذه النعل؟ فمضى إليه، وقال له مثل ما قال أحمد، فقال المارد على لسان الجارية: السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد ألا نقيم في العراق ما أقمنا به، إنه أطاع اللَّه، ومن أطاع اللَّه أطاعه كل شيء.
"طبقات الحنابلة" 2/ 147