الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل لابن الرومي، ولَمْ أرَها في ديوانه، وإن كانت أشبهَ بمذهب ابنِ الرّومي -:
أَلَمْ تَرَ رُزَْء الدَّهْرِ مِنْ قبلِ كَوْنِه
…
كِفاحاً إذا فكَّرْتَ في الخَلَواتِ
فَما لَكَ كالمَرْمِيِّ في مَأمَنٍ لهُ
…
بِنَبْلٍ أَتَتْهُ غيرَ مُرْتَقَباتِ
فإنْ قُلْتَ مَكْرُوهٌ أتاني فُجَاَءةً
…
فمَا فُوجِئَتْ نَفْسٌ مَع الخَطَرَاتِ
ولا عُوقِبَتْ نَفْسٌ بِبَلْوى وقد رأتْ
…
عِظاتٍ من الأيّام بَعدَ عِظَاتِ
إذا بُعِثَتْ أشياءُ قد كان مِثْلُها
…
قديماً فلا تَعْتَدَّها بَغَتاتِ
وهذه الأبياتُ من الوضوح والإنارةِ بحيث لا يعوزُها شرح، وقالوا: ما أمتعَ الدَّهرُ إلا ليَمْنعَ، ولا أعطى إلا ليَسْتردَّ، ولولا اغترارُ الجاهلِ بعوائِدِه، لخلت النفوسُ من الحسرةِ على نوائبِه، وقالوا: لا تُخْلِ فكرَك من عوارضِ الفكرِ وخواطرِ الذكرِ فيما تعروكَ به الأيّام، من ارتجاعِ ودائِعِها، وحلول وقائعِها، - وهذا ما قاله ابن الروميِّ آنفاً -.
الغَمُّ يُورِثُ السَّقَمَ والهَرَم
قال المتنبّي:
والْهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
…
ويُشيبُ ناصِيَةَ الصَّبيِّ ويُهْرِمِ
يخترم: يستأصل ويقتطع، والجسيم: العظيم الجسم، والنحافة: الهزال، والناصية: شعر مقدَّم الرأس، يقول: إنّ الحزن إذا استولى على المرء أذهبَ جسمَ العظيمِ الجسدِ وهَزَله حتى يأتي عليه من الهزال، ويُشيب الصبيَّ قبل الأوان حتى يصيرَ كالهرم من الضعف والعجز. . . وسُئل عبد الله بن عباس عن الحزن والغضب فقال: أصلاهُما واحدٌ، وذلك وقوعُ الأمر