الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ْ على نفسك فتكلّفها ما لا تطيق فتعجِزَ وتتركَ العمل، والمنبتُّ: الذي أتعب دابَّتَه حتى عَطِبَ ظهرُه فبقي منقطعاً به، من الانبتات وهو الانقطاع. . .
ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً مطأطئاً رأسَه، فقال له: ارْفَعْ رأسَك، فإن الإسلام ليس بمريض. . . ونظر يوماً إلى رجل مُظهرِ النسكِ متماوتٍ فخَفقَه بالدرَّة وقال: لا تُمِتْ علينا دينَنا أماتك الله. . ونظرت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى رجلٍ كاد يموتُ تَخافُتاً فقالت: ما لهذا؟ فقالوا: أحدُ القرّاء، فقالت: قد كان عمرُ بن الخطاب سيِّدَ القرّاء، فكان إذا قال أسمعَ، وإذا مشى أسرعَ، وإذا ضربَ أوْجعَ. . . وقال صلى الله عليه وسلم:(إنّ الله بعثني بالحنيفية السَّمحة ولم يبعثني بالرَّهبانية، فمن رغب عن سنَّتي فليس مني). . .
قلة اليقين في الناس
قال الشَّعبي: لم يَقْسِم اللهُ بين الناس أقلَّ من اليقين. . . وقال ابن الرومي من همزيّته
البارعة التي يعاتب فيها أبا القاسم الشَّطرنجي - ونذكر من أبياتها المختارة ما يصحُّ أن يُذكر هنا، كما يصح أن يذكر في باب القناعة قال:
مَرْحباً بالكَفافِ يأتي هَنيئاً
…
وعلى المُتْعِباتِ ذَيلُ العَفاءِ
ضَلّةً لامْرِئٍ يُشَمِّرُ في الجَمْ
…
عِ لِعيشٍ مُشمِّرٍ للفَناءِ
دائِباً يَكْنُزُ القَناطيرَ لِلوا
…
رِثِ والعُمْرُ دائبٌ في انقِضاءِ
حَبّذا كَثْرَةُ القناطيرِ لو كا
…
نَتْ لِرَبِّ الكُنوزِ كَنْزَ بَقاءِ
إلى أن قال:
حَسْبُ ذِي إرْبةٍ ورأيٍ جَليٍّ
…
نَظرَتْ عيْنُهُ بلا غُلَواءِ
صِحَّةُ الدّينِ والجَوارِحِ والعِرْ
…
ضِ وإحْرازُ مُسْكةِ الحَوباءِ
تِلْكَ خيرٌ لعارفِ الخيرِ مِمَّا
…
يجْمَعُ الناسُ مِنْ فُضولِ الثَّراءِ
ولَها من ذَوي الأصالةِ عُشّا
…
قٌ وليْسُوا بِتابِعي الأهْواءِ
ليسَ للمُكْثِرِ المُنَغَّصِ عَيْشٌ
…
إنّما عَيْشُ عائِشٍ بالهَناءِ
إلى أن قال:
ظُلِمَتْ حاجَتي فلاذَتْ بِحَقْوَيْ
…
كَ فأسْلَمْتَها لكَفِّ القَضاءِ
وقضاءُ الإلهِ أحْوَطُ للنّا
…
سِ من الأمَّهاتِ والآباءِ
غيرَ أنَّ اليقينَ أضْحَى مَريضاً
…
مَرَضاً باطِناً شديدَ الخَفاءِ
ما وَجَدْتُ امْرَءاً يُرَى أنَّه يُو
…
قِنُ إلا وفيهِ شَوْبُ امْتراءِ
لو يَصحُّ اليقينُ ما رَغِبَ الرَّا
…
غِبُ إلا إلى مَليكِ السَّماءِ
وعسيرٌ بُلوغُ هاتِيكَ جدّاً
…
تلكَ عُلْيا مراتِبِ الأنبِياءِ