الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذم الإلحاح والحث على الإجمال في الطلب
في الحديث: (إنّ اللهَ يُبغض من عباده السائلَ المُلْحِفَ)، وقال حكيم: لا يكثرن الرجل على أخيه المسألةَ، فإنَّ العجل إذا أفرط في مصِّ أمِّه نَطحته ونحَّته، وقال بشار بن برد:
ولَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مثلُ الرّدِّ
ووقع بعض الكبار في قِصَّةِ مُلحٍّ مُكثرٍ للسؤال: دَعْ هذا الضَّرْعَ يَدِرَّ لغيرك كما دَرَّ لك. وقالوا: اطلبوا الحاجاتِ بعزّة النفس فإنَّ بيد اللهِ قضاءَها. . . وقال ابن الرومي في الإحسان يتوصّل إليه بهوان:
إذا أنا نالَتْني فواضِلُ مُفْضِلٍ
…
فأهْلاً بها ما لَمْ تَكُنْ بِهَوانِ
فأمَّا إذا كان الهَوانُ قَرينَها
…
فبُعْداً لها ما ينْقَضِي لأوانِ
ومَنْ ذا الذي يَلْتَذُّ شَهْداً بعَلْقَمٍ
…
أبَتْ لَهَواتي ذاكَ والشَّفتانِ
أريدُ مَكاناً مِنْ كريمٍ يَصُونُنِي
…
وإلا فلِي رِزْقٌ بِكُلِّ مكانِ
دِقَّةُ موقف السائل: ومن عبقريّاتهم في صعوبةِ موقف من يسأل لنفسه شيئاً ولاسيّما إذا كان ممّن يكرّمون أنفسهم:
قال سعيد بن العاص: موطنانِ لا أعتذر من العِيِّ فيهما: إذا سألت حاجةً لنفسي، وإذا كلّمت جاهلاً. . . وسار الفضل بن الربيع - الوزير كان - إلى أبي عبّاد في نَكبته يسأله حاجةً، فأُرْتِجَ عليه، فقال له أبو عباد: بهذا اللسان خدمت خليفتين! فقال الفضل: إنَّا تعوّدنا أن نُسألَ لا أن نَسأل. . . وكلّم أعرابيٌ خالدَ بنَ عبد الله، وتلجلج في كلامِه، فقال: لا تلُمْني على الاختلاط، فإن معي ذلَّ الحاجة ومعك عزُّ الاستغناء. . .