الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهَوَوْا بها إلى الحضيضِ الأوْهَدِ. . .
شكر مَنْ همَّ بإحسان ولم يفعل
وقالوا: مَنْ لَمْ يَشْكُرْ على حُسْنِ النيّة، لم يَشْكُرْ على إسْداءِ العطيّة.
وقال شاعر:
لأشكرَنَّكَ مَعْروفاً هَمَمْتَ به
…
إنَّ اهْتِمامَكَ بالمَعْروفِ مَعروفُ
ولا أَذُمُّكَ إنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ
…
فالشَّيءُ بالقَدَرِ المَحْتومِ مَصْروفُ
ثِقَلُ الشكر والحمد
وقال أبو تمام في ثِقَلِ الشكر والحمد من أبياتٍ له في الحسن بن وهب:
والحَمْدُ شَهْدٌ لا تَرَى مُشْتارَه
…
يَجْنِيهِ إلَاّ مِن نَقيعِ الحَنظَلِ
غُلٌّ لِحاملِه ويَحْسِبَهُ الذي
…
لم يُوْهِ عاتِقَهُ خفيفَ المَحْمِلِ
وقيل لبعض الصالحين: مالك لا تطلب الدُّنيا؟ فقال: من خاف السؤالَ عن الشُّكرِ طابَتْ نفسُه عن المال. . .
وقال أبو العتاهية:
ما فاتني خيْرُ امْرِئٍ وَضَعَتْ
…
عنِّي يَداهُ مَؤُونةَ الشُّكْرِ
ترغيبهم في الثناء ووصفهم إيّاه بالبقاء
وتفضيلهم إياه على المال والعطاء
قال عمر بن الخطاب لابنةِ هَرمِ بنِ سنان ممدوح زهير بن أبي سُلمى:
ما وهب أبوك لزُهير؟ فقالت: أموالاً فَنِيَت وأثواباً بَلِيَت وأشياءَ انْتُسِيَت، فقال الفاروق: لكن ما أعطاكموه زهيرٌ لا يفنى ولا يُنسى. . . وكتب أرسطو إلى الإسكندر المقدوني: إنّ كلّ عقيلةٍ يأتي عليها الدَّهرُ، فيُخلق أثرَها ويُميت ذكرَها، إلا ما رسخ في القلوب، من الذكرِ الحسنِ يتوارثه الأعقابُ. وقالوا: في الثناء الباقي على الدهر، خَلَفٌ من نفاد العمر.
قال الشاعر:
وإني أُحبُّ الخُلْدَ لوْ أَسْتطيعُه
…
وكالخُلْدِ عندي أن أَبِيتَ ولم أُلَمْ
وقيل لبُزَرْجُمُهْر حين كان يقتل: تكلّم بكلامٍ نذكرُه، فقال: الكلامُ كثيرٌ، ولكن إن أمكنك أن تكونَ حديثاً حسناً فافعل.
ولما وُضع الوزيرُ محمدُ بن عبد الملك الزيات في التَّنّور قال له خادمُه: يا سيّدي، قد صرت إلى ما صِرْتَ وليس لك حامدٌ! قال: وما نفعُ البرامكةِ مِنْ صنيعهم، قال: ذكرُك لهم السّاعة، فقال: صدقت. . . وقال شاعر:
لَئِنْ طِبْتَ نفْساً عن ثَنائي فإنَّني
…
لأطيَبُ نفْساً عن نَداكَ على عُسْري
فلَسْتُ إلى جَدْوَاكَ أعظمَ حاجةً
…
على شِدَّةِ الإعسارِ مِنكَ إلى شُكْرِي
وقال أبو تمام:
ومُحَجَّبٍ حاولتُه فوجدتُه
…
نَجْماً عنِ الرَّكْبِ العُفاةِ شَسوعا
أعدمْتُه - لمَّا عَدِمتُ نَوالَه -
…
شُكْرِي فرُحْنا مُعْدِمَيْنِ جَميعا
وقال عوفُ بن محلم الشيباني:
فتًى يَتَّقي أنْ يَخْدِشَ الذَّمُّ عِرضَه
…
ولا يتّقي حَدَّ السُّيوفِ البَواتِرِ