الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بينَ أربعِ رياحٍ! يعني بالسِّراج: روحَه، وبالرّياح الأرْبَعِ: طبائِعَه.
وقال الشاعر لبيد:
وما المَرْءُ إلا كالشِّهابِ وضَوْئِه
…
يَحورُ رَمَاداً بَعْدَ إذْ هوَ ساطِعُ
كلُّ شَيْءٍ تغيَّر من حالٍ إلى حالٍ فقد حارَ يَحورُ حوراً وقال أفلاطون: إذا كانتِ الطّينةُ فاسدةً والبِنْيةُ ضعيفةً، والطَّبائِعُ مُتَنافيةً، والعُمْرُ يَسيراً، والمَنِيَّةُ صادِقَةً، فالثِّقَةُ باطِلةٌ. . .
استنكافهم من أن يموتَ المرءُ حَتْفَ أنْفِه
قال خالد بنُ الوليد: لقد لقيتُ كذا وكذا زَحْفاً، وما في جَسدي موضِعُ شِبْرٍ إلا وفيهِ طَعْنةٌ أو ضَرْبةٌ أو رَمْيةٌ ثُمَّ ها أنا ذا أموتُ على فِراشي حَتْفَ أنفي، فلا نامت أعْيُنُ الجُبَناء. وقال
الشَّنْفرى:
ولا تَقْبِرُوني إنّ قَبْري مُحَرَّمٌ
…
علَيْكُمْ ولكِنْ أبْشِرِي أمَّ عامِرِ
وقال السَّمَوْءلُ أو غيرُه:
وما ماتَ مِنّا سَيّدٌ حَتْفَ أنْفِه
…
ولا طُلَّ مِنّا - حيثُ كانَ - قَتيلُ
تَسيلُ على حَدِّ السُّيوفِ نُفوسُنا
…
ولَيْسَ على غَيْرِ السُّيوفِ تَسيلُ
طُلَّ: أهْدِرَ دمُه، وقيل: أنْ لا يُثْأرَ به وتُقْبَل ديتُه، وقال أبو تمّام:
لَوْ لَمْ يَمُتْ تَحْتَ أسْيافِ العِدَا كَرَماً
…
لمَاتَ - إذْ لَمْ يَمُتْ - مِنْ شِدَّةِ الحَزَنِ
وقال آخر:
إنّ مَوْتَ الفِراشِ ذُلٌّ وعارٌ
…
وهْوَ تَحْتَ السُّيوفِ فَضْلٌ شَريفُ
وقال:
وأتْعَبُ مَيْتٍ مَنْ يَمُوتُ بِداءِ
وسَيَمرُّ عليكَ كثيرٌ من عبقريّاتِهم في هذا المَعنى، في باب الشجاعة
تَمَّ الجُزْءُ الأوّل من الذخائر والعبقريات