الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أبين) وما يشتبه به على باب (أبّا) وما يشتبه به، وكان ذلك لأنّ قبلهما باب (آمين وأَمِين وأُمَين)، و (أبين) قد يشتبه بذلك في الجملة بخلاف (أبّا)، وعلى كل حال فالإخلال بالترتيب لا ضير فيه، فإنّ الفهارس تغني عنه وتزيد.
كثيرًا ما يستطرد الأمير لذكر نُتف من أنساب القبائل والمشاهير، نقلًا عن أئمة النسابين من كتبهم المشهورة، ويذكر نُسَخ كتبهم الصحيحة التي وقعت له، وشيوخهم
(1)
الذين تلقّى عنهم وأسانيدهم.
كثيرًا ما يذكر الخلاف ويرجّح تارة ويسكت أخرى، وإذا رجَّح ذكر حجته. قلّما يتعرض في "الإكمال" لتوهيم بعض من قبله؛ لأنّه أفرد لذلك كتاب "تهذيب مستمر الأوهام"، وسيأتي
(2)
نقل خُطبته، وفيها فوائد تتعلّق بـ"الإكمال".
*
نُسَخ الإكمال:
1 -
نسخة دار الكتب المصرية، وهي نسخة في مجلدين، الأول إلى آخر حرف الراء في (319) ورقة، والثاني إلى آخر الكتاب في (334) ورقة، مقاسها على ما في فهرس معهد المخطوطات رقم (61) في كتب التاريخ (17× 25) عدد الأسطر في الصفحة الكاملة 21 بخط نسخ جميل واضح، والنسخة معتنى فيها بتوضيح الكتابة، وإثبات النقط، وعلامات الإهمال والفواصل والشكل في أكثر المواضع الملتبسة.
(1)
كذا ولعلها: شيوخه.
(2)
كذا وصوابه: وسبق. انظر ص 41 وما بعدها.
وفي آخر الجزء الأول ما لفظه: "كتبه لنفسه عبد الكريم بن الحسن بن جعفر بن خليفة البعلبكّي
…
ووافق الفراغ منه في غُرَّة شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة"، وبالحاشية: "عارضت به الأصل المنقول منه، فصحَّ بحسب الجهد والطاقة، ولله الحمد والمنة".
وفي آخر الثاني مثل ما تقدم إلاّ أنه قال: "لخمس بقين من شوال سنة إحدى وتسعين وخمسمائة"، وقال بعد ذلك:"نقلته عن نسخة الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (هو ابن عساكر) وهي بخط محمد بن عبد الملك بن علي بن نصر الغافقي التدميري، وتاريخ نسخها في سنة ست وتسعين وأربعمائة". وفي حواشي النسخة تعليقات عن خط المؤلف، منها ص (55)، وقع في المتن "باب الأمين والأمير
…
"، ومقابله في الحاشية ما لفظه: "بخط المصنف: يردّ هذا الباب ويلحق بباب آمين وأَمِين وأُمَين في أول الكتاب"، وحواشٍ كثيرة عن ابن الفَرَضي وعن ابن الجارود وعن الدارقطني وعن الخطيب وعن ابن ناصر وغير ذلك، لعلها منقولة عن حواشي نسخة الحافظ ابن عساكر، وسترى جميع ذلك في مواضعه إن شاء الله تعالى. وفيها في مواضع النقل عن نسخة أخرى كما تراه في ص (29) منها، وسترى الإشارة إليه في موضعه. وفي النسخة أشياء يسيرة جُعِلت في المتن، ونبّه على أنّها من زيادة الحُميدي، منها في ص (50) وص (188) في رسم (الباجي).
وبالجملة فلو كانت نسخة ابن عساكر نفسها لما زادت على هذه في الصحة والإتقان، بل إنّ كثيرًا من الكتب يوجد منها نسخ كانت لبعض الحفاظ، ومع ذلك نجدها دون هذه بكثير.
وعبد الكريم ذكر في "كشف الظنون" في الكلام على مقامات الحريري أنّه "شرحها صفي الدين عبد الكريم بن حسن اللغوي البعلبكي شرحًا جيّدًا في الغاية، وتوفي سنة 600"، وأنا أعتبر هذه النسخة الأصل، وأشير إليها في التعليقات بلفظ (الأصل).
2 -
نسخة في المكتبة الآصفية بحيدراباد دكن حديثة الخط، ولكنها جيدة ومنقولة عن أصل جيد، إمّا أن يكون منقولًا من النسخة الأولى، وإمّا عن أصلها الذي هو نسخة ابن عساكر، فإنّه موافق للنسخة الأولى في عامة الأشياء، إلاّ أنه يدرج الحواشي في المتن، وعلامة هذه النسخة (هـ).
3 -
نسخة أخرى في المكتبة الآصفية أقدم من التي قبلها، لكنها رديئة جدًّا، وهي موافقة للنسخة الثانية. ولم نستفد منها وحدها شيئًا.
4 -
كراريس من نسخة نُقلت عن نسخة في السند، أهداها إليّ حضرة الشاب العالم الفاضل، أبو تراب الظاهري، استفدت منها في الجملة وعلامتها (س).
5 -
نسخة من أول الكتاب إلى أثناء باب الحصيني وما يشتبه به، وهي في ملك حضرة المحسن الكبير نصير السنة ملجأ العلم وأهله، صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن حسين نصيف الوجيه المشهور بجدة، وهي نسخة حديثة إلاّ أنّها مهمة جدًّا؛ لأنّها تختلف عن النسخة الأولى في ترتيب الأبواب، وفي كثير من ترتيب العبارات، وتشتمل على عدة زيادات، ولم تثبت فيها زيادات الحميدي التي في النسخة الأولى مدرجة في متنها.
والظاهر أنّ الأمير أخرج الكتاب مرّتين، فإحدى هاتين النسختين ترجع إلى الأصل المخرج أوّلًا، والأخرى إلى المخرج أخيرًا. وترتيب الأبواب في الثانية يوافق غالبًا ما شَرَطه الأمير في الخطبة من ترتيبها على حروف الهجاء، وترتيبها في الأولى بخلاف ذلك، فقد يُستدل بهذا على أنّ الثانية ترجع إلى الأصل المخرج أخيرًا. وسياق البيان في الأولى محكم، وبعضه في الثانية مختلّ، وهذا يدلّ على أن الأولى هي التي ترجع إلى الأصل المخرج أخيرًا، وهذا في نظري أشبه، فإنّ ترتيب الأبواب في الثانية يجوز أن يكون ممن بعد المؤلف، إذ قد يقول المغيّر: ليس في هذا تغيير معنوي، وهو أوفق بقصد المؤلف كما نصّ عليه في خطبة كتابه.
6 -
نسخة تحتوي على ما احتوى عليه المجلد الثاني من النسخة الأولى، أي من أول باب الزاي إلى آخر الكتاب، وهي في مجلدين، الأول: مكتوب على لوحِه أنّه المجلد الثالث، وينتهي بانتهاء (باب عقيل وعُقيل وغُفيل)، والثاني: مكتوب عليه أنّه المجلد الرابع يبتدئ بباب عقال وعقَّال، وينتهي بانتهاء الكتاب. هذه النسخة عندي مصورة مكبرة عن فلم بمعهد المخطوطات للدول العربية، ذكر في فهرس المعهد رقم (61) من كتب التاريخ بلفظ "نسخة كُتبت سنة 646 من خط محمد بن المفضَّل بن الحسن بن موهوب المهراني [مكتبة] جار الله [بإستانبول] 584، 385 ق ، 17 × 25 سم ، ق 870"، وهي بخط واضح جميل، في الصفحة 21 سطرًا، وترتيب الأبواب فيها فيه مخالفة ما لما في النسخة الأولى. وفيها قليل من الزيادات، وفيها بياضات يسيرة مُسدّدة في الأولى، وفي الأولى بياضات