الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإكمال ووصفه
اسمه التام (الإكمال في رفع [عارض] الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب)، وكلمة "عارض" ثبتت في النسختين رقم (5 و 6) الآتي ذكرهما في النسخ.
"الإكمال" كتاب جليل أثنى عليه أرباب هذا الفنّ وأهل المصطلح، ومترجمو الأمير وغيرهم، فمن أمثلة ذلك: قال ابن نقطة: "جمع فيه كتب الحفاظ المتقدمين، وصار قدوة وعَلَمًا للمحدثين وعمدة للحفاظ المتقنين، وفاصلًا بين المختلفين، ومزيلًا لشُبَه الشكّ عن قلوب المرتابين".
وقال النووي في "التقريب" عند ذكر كتب هذا الفن: "أحسنها وأكملها "الإكمال" لابن ماكولا"، وقال ابن خلكان: "هو في غاية الإفادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد، وعليه اعتماد المحدثين وأرباب هذا الشأن، فإنّه لم يوضع مثله، ولقد أحسن فيه غاية الإحسان
…
وما يحتاج الأمير المذكور مع هذا الكتاب إلى فضيلة أخرى، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه وضبطه وإتقانه".
الكتاب مرتّب على ترتيب حروف المعجم، فهو مقسوم إلى ثمانية وعشرين حرفًا، وكل حرف مقسومٌ إلى قسمين، الأول: ما جاء في الأسماء والألقاب والكنى، والثاني: في مُشتبه النَّسبة، وكل قسم من هذه الأقسام مرتّب على أبواب يشتمل كل باب على مادتين فأكثر، يذكر تحت كل مادة شخص أو أكثر، فإذا كثروا بدأ بالأشخاص الذين يقع الاشتباه في أسمائهم أو ألقابهم أنفسهم فإذا فرغ منهم قال:"الكنى والآباء" فذكر من يقع الاشتباه
في كنيته أو في اسم بعض آبائه أو كنيته.
مثال ذلك: قال في حرف الباء الموحدة: "باب بُجَير وبَحِير وبُحَير وبُحْتُر) ثم ذكر المادة الأولى وهي (بُجَير)، فذكر بجير بن أبي بجير، وبجير بن بجرة، وبجير بن زهير، وعدة بجيرين، ثم قال: "الكنى والآباء ــ أبو بجير محمد بن جابر، وأبو بجير زهير بن أبي سلمى
…
والحارث بن بجير
…
وجابر بن أبي بجير
…
"، وعند الاستواء يقدم الرجال على النساء، ويقدم الصحابة فمن بعدهم من الرواة الأقدم فالأقدم، ثم الشعراء والأمراء، والأشراف في الإسلام والجاهلية. هكذا شَرَط في خُطبته، ووعد بأن يُرتّب الأبواب على ترتيب الحروف، وسيأتي شيء من خطبته.
وإذ كان الاشتباه قد يكون في الحرف الأول، فلا بدّ أن يجمع في الباب بين مادتين مشتبهتين على الأقل، مع أنّ إحداهما من حرف والأُخرى من آخر مثل أول حرف الباء (باب باشر وناشر وياسر وماشر) فترتيب الكتاب على ثمانية وعشرين حرفًا إنّما هو بالنظر إلى أول مادة تُذكر في الباب، مثل (باشر) هنا، وفي الإمكان أن يجعل هذا الباب في حرف النون بتقديم مادة (ناشر)، وفي التحتية بتقديم (ياسر) وقِسْ على ذلك.
والأمير يحاول أن يكون للتقديم مسَوّغ، ولذلك نجده قد يذكر الباب في حرف، ثم يكتب في الحاشية في موضع آخر: أنّه ينبغي تأخير ذاك الباب إليه كما سترى هذا في التعليقات، وبناء على ذلك تختلف النسخ، ويختلف ترتيب المؤلفات في الفن، وإنّما الممكن مراعاة ترتيب الأبواب باعتبار الحرف الثاني وما بعده من المواد الأولى منها، وقد راعى الأمير هذا في الجملة، وأخلّ به في مواضع لأسباب قد تظهر، فقدم في باب الألف باب