الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النسخة، ولم يذكر ما سمّى به هذا الجامع، وفي فهرس المخطوطات المصورة أنّه سمّاه (القبس) وأنا كذا أسميه على ما فيه.
*
أنساب السمعاني:
كتاب الأنساب لأبي سعد السَّمْعاني هو بحق الكتاب الوحيد الجامع في هذا الفن، جمع فيه عامة ما ظفر به من النِّسَب مطلقًا، بل زاد فاستنبط عِدّة منها أطلقها على جماعة يصحّ أن تُطلق عليهم لكنّهم لم يُعرفوا بها، وسترى الإشارة إلى ذلك في مواضع، وزاد أيضًا جملة من الألقاب والأوصاف التي لا يسميها أهل العربية (نسبة) كما سترى ذلك في مواضعه، ولم يقتصر في كل نِسْبة على ذكر شخص واحد تطلق عليه حيث وجد غيره، بل يزيد على ذلك كثيرًا، ولم يقتصر في ذِكْر الرجل على أقلّ تعريف به، بل يسوق له ترجمة مفيدة قد تطول في كثير من المواضع.
وهذان الأمران هما اللذان سطا عليهما صاحب اللباب فأسقطهما من مختصره فذهب بمعظم فائدة الكتاب.
*
الكتب التي تلته:
نعرف منها "اللباب" لأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأثير (555 - 630) وهو مختصر لكتاب السمعاني، أسقط أكثر أسماء الأشخاص، واختصر أكثر التراجم، ونبّه على الأوهام اليسيرة، وزاد زيادات ليست بالكثيرة، وسننبه على فوائده في التعليق على "الأنساب" إن شاء الله. وعندي منه النسخة المطبوعة، ونسختان مخطوطتان في مكتبة الحرم المكي غير كاملتين، و"القبس" بمثابة نسخة رابعة.
ثمّ تلاه قطب الدين محمد بن محمد بن عبد الله الخَيْضري الدمشقي الشافعي (821 - 894) فألّف "الاكتساب في تلخيص كتب الأنساب" قالوا: "لخّص فيه أنساب السمعاني، وضمّ إليه ما عند ابن الأثير والرُّشاطي". يوجد منه الجزء الثالث فقط كما في فهرس المخطوطات المصورة.
أمّا "لبّ" السيوطي وما تلاه فحسبها هذه الإشارة.
و"معجم البلدان" لياقوت الحموي (577 تقديرًا -626) عظيم الفائدة في النِّسب إلى البلدان. وممّا ينبغي تحقيقه أنّه يكثر جدًّا موافقة لفظه في تلخيص عبارة "الأنساب" للفظ "اللباب" وعاش ياقوت شطر عمره الأخير في حلب، وكان صاحب "اللباب" يتردّد إليها، وكان ياقوت خبيرًا بكتب أبي سعد، فإنّه ينقل من "الأنساب" كثيرًا ممّا ليس في "اللباب"، وينقل أيضًا من "التحبير" وغيره، وقد عاش مدّة طويلة بجوار مكتبات السمعانيين وغيرها من مكتبات مرو، وصرّح بأنّ أكثر فوائد كتابه منها، ويستوقف النظر في
(1)
تلخيصهما أنّهما كثيرًا ما يتوقيان ذكر الأسماء الغريبة، وقد يكون ذلك ممّا يسميه العصريون "التهرّب من المشاكل". وعلى كلّ حال فليس هناك ما يغني عن كتاب السمعاني ولا يقارب.
(1)
الأصل: "من".